< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

43/03/30

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق

الأمر السابع: في تعيين مبدأ المشتقّات و أصلها[1] (في تعيين المادّة الأولى و كيفيّة وضعها)

تحریر محلّ النزاع

إختلف الأصولیّون في تعیین مبدأ المشتقّات و أصلها؛ فذهب بعض إلی أنّ الأصل هو المصدر. و ذهب بعض آخر إلی أنّه هو اسم المصدر. و ذهب بعض إلی أنّ الأصل هو المادّة الهيولاويّة. و ذهب بعض آخر إلی أنّ مبدأها هي المادّة السيّالة فى جميع هيئات المشتق.

فهنا أقوال:

القول الأوّل: المصدر[2] [3] [4]

أقول: هو الحقّ و لعلّ المراد هي المادّة السیّالّة في جمیع المشتقّات و هو ض ر ب (مثلاً) الذي یعبّر عنه بالمصدر.

قال الإمام الخمینيّ (رحمة الله): «إعلم أنّه قد وقع الكلام بين الأعلام في تعيين المادّة الأولى و كيفيّة وضعها، بعد اتّفاقهم على وجودها بين المشتقّات. و المحكيّ عن البصريّين: أنّها المصدر و عن الكوفيّين: أنّها الفعل‌ [5] ». [6]

القول الثاني: الفعل [7]

إشکال في القول الثاني

إنّه يستلزم زيادة الأصل على الفرع؛ لأنّ في الفعل زيادة على المصدر من حيث الزمان و النسبة؛ لأنّ المصدر مجرّد حدث لا زمان فيه و لا نسبة، بينما الفعل واجد لكليهما.

أقول: کلامه (رحمة الله) متین.

القول الثالث: إسم المصدر

قال المحقّق الإیروانيّ (رحمة الله): «إنّ معنى اسم المصدر الذي هو مبدأ المشتقّات‌ ... . و حيث إنّ المصدر مبدأ حلقة الاشتقاق بعد اسم المصدر- و لا لفظ غالباً بإزاء اسم المصدر- عدّ المصدر أصلاً و مبدأً للمشتقّات، فهو مبدأ إضافي، لا حقيقي». [8]

إشکال في القول الثالث

قال المحقّق النائینيّ (رحمة الله):«إنّه[9] كالمصدر في استحالة كونه مبدأً لسائر المشتقّات؛ فإنّه مباين معها أيضاً». [10] [11]

کما قال (رحمة الله) في کتابه الآخر: «إسم المصدر أيضاً[12] بما له من المعنى و الهيئة يباين معاني سائر المشتقّات و هيئاتها؛ فلا يصحّ أن يكون هو مبدأ الاشتقاق، بل لا بدّ أن يكون مبدأ الاشتقاق أمراً معرّى عن كلّ هيئة «كالضاد» و «الراء» و «الباء» و لا بأس بالتعبير عنه بالضرب من دون لحاظ وضع هيئة و دلالتها على النسبة، بل تكون الهيئة لمجرّد حفظ المادّة ليسهل التعبير عنها. و حاصل الكلام: أنّه لا بدّ أن يكون مبدأ الاشتقاق من حيث المعنى و اللفظ لا بشرط، ليكون قابلاً لأن يرد على لفظه كلّ هيئة مع انحفاظ معناه في جميع المعاني المشتقّة. و معنى المصدر و اسم المصدر، إنّما يكون بشرط شي‌ء كما في المصدر حيث يلاحظ فيه الانتساب، أو بشرط لا كما في اسم المصدر حيث يلاحظ فيه عدم الانتساب، فلا يصلحان لأن يكونا مبدأ الاشتقاق، فتأمّل في المقام جيّداً». [13]

أقول: إشکاله (رحمة الله) متین.

القول الرابع: المادّة الهيولاويّة (المادّة الهيولائيّة التي لا خصوصيّة فيها من جهة الهيئة و النسبة)[14]

قال المحقّق النائینيّ (رحمة الله): «التحقيق أنّ المبدأ للجميع هي المادّة الهيولاويّة غير المشتملة على خصوصيّة من خصوصيّات المشتقّات من هيئاتها و نسبها الخاصّة؛ فاللفظ و المعنى الملحوظان بنحو اللا بشرطيّة هما المبدءان لألفاظ المشتقّات و مفاهيمها المشتملتين على خصوصيّة بها يمتاز بعضها عن بعض؛ نعم، لا بأس بالتعبير عن المبدأ بالمصدر، لكن مع إلغاء الهيئة المصدريّة، لعدم إمكان التعبير عنه إلّا في ضمن هيئة من الهيئات و التخصيص بالمصدريّة لتقدّم رتبته على سائر المشتقّات».[15]

القول الخامس: مبدأها المادّة السيّالة [16] [17]

قال المحقّق العراقيّ (رحمة الله): «مبدأها هي المادّة السيّالة فى جميع هيئات المشتق»‌. [18]

و قال السیّد الشاهروديّ (رحمة الله): «لا وجه لجعل المصدر أو اسمه بما لهما من الصورة و المعنى أصلاً للمشتقّات؛ نعم، يمكن تصوير الاشتقاق بأنّ المادّة الهيولائيّة ك (ض ر ب) قبل تصوّرها بصورة خاصّة من صور المشتقّات، تكون مبدأً لجميع المشتقّات فيكون المشتقّ منه نفس المادّة السارية في جميع الصيغ و الهيئات». [19]

 


[1] و مفاد هیأتها.
[7] . شرح ابن عقيل ‌علي الفيه ابن مالك، ابن عقيل‌، ج1، ص559. المحکیّ عن الکوفیّین انّها الفعل .
[9] إسم المصدر.
[11] . نتائج الافکار فی الاصول، الشاهرودی، السید محمود، ج1، ص147.
[12] کالمصدر.
[17] .نتائج الافکار فی الاصول، الشاهرودی، السید محمود، ج1، ص148.
[19] .نتائج الافکار فی الاصول، الشاهرودی، السید محمود، ج1، ص148.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo