بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی
43/03/12
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق
القول الثالث: المراد بالحال حال التلبّس[1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12] [13] [14] [15] [16] [17] [18] [19] [20] [21]
قال المحقّق النراقيّ (رحمة الله): «إنّه لا دلالة للمشتقّ على شيء من الأزمنة و أنّ الحال الذي يقولون فيه غير ما هو من الأزمنة المعهودة، بل المراد منه حال التلبّس». [22] [23]
أقول: فرض النزاع فیما لم یعلم حال التلبّس و الکلام بلا قید هل هو ظاهر في کون التلبّس في حال النطق أو الأعمّ من الماضي أو الحال. و أمّا بعد العلم بحال التلبّس فیصحّ البحث في کون الاستعمال حقیقةً أو مجازاً.
قال الشیخ محمّد تقيّ الاصفهانيّ (رحمة الله): «إنّ المراد بالحال في المقام هو حال التلبّس، أي الحال الذي يطلق عليه اللفظ بحسبه، سواء كان ماضياً بالنسبة إلى حال النطق أو حالاً أو مستقبلاً، فلو قلت: «زيد كان ضارباً أو سيكون ضارباً» كان حقيقةً؛ لإطلاقه على الذات المتّصفة بالمبدأ، بالنظر إلى حال اتّصافه و تلبّسه به و إن كان ذلك التلبّس في الماضي أو المستقبل». [24]
و قال (رحمة الله) في موضع آخر: «لا ينبغي التأمّل في كون المشتقّات حقيقةً بالنسبة إلى حال التلبّس و لا عبرة فيها بحال النطق». [25]
أقول: هذا فیما ذکر الزمان الخاصّ و البحث فیما لم یذکر الزمان الخاصّ صراحةً أو کنایةً و لم یعلم زمان التلبّس بالمبدأ و تعیّن المراد بظهور اللفظ.
قال المحقّق الخوئيّ (رحمة الله): «إنّ المراد بالحال هو فعليّة التلبّس بالمبدأ، لا حال النطق. و لذا صحّ إطلاق المشتقّ بلحاظ حال التلبّس و إن لم يكن ذلك زمان النطق». [26]
أقول: إن کان الزمان الخاصّ مذکوراً صریحاً أو کنایةً، فلا بحث و لا نزاع. و البحث فیما لم یذکر الزمان الخاصّ صراحةً أو کنایةً و لم یعلم زمان التلبّس بالمبدأ. و تعیین المراد بظهوراللفظ، مثل زید ضارب بلا قید فهل هو ظاهر في أنّ «زید ضارب الآن أو في الماضي أو الحال»، فالمراد بالحال في هذا الفرض هو حال النطق و الخطاب. و أمّا فیما ذکر الزمان الخاص، فالمراد بالحال حال النسبة التي فیها فعلیّة التلبّس بالمبدأ.