< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

43/03/11

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق

إشکال في القول الثاني

قال الإمام الخمینيّ (رحمة الله): «ليس المراد بالحال في عنوان البحث حال الجري و الإطلاق و لا حال النسبة أيضاً؛ لتأخّر ذلك كلّه عمّا هو مورد البحث، فإنّ مورد النزاع إنّما هو في المفهوم التصوّري للمشتقّ و أنّه موضوع لأي شي‌ءٍ تصوّراً. و هذا إنّما هو قبل الجري و الاستعمال»، (إنتهی ملخّصاً). [1]

أقول: لیس المتنازع فیه لفظ المشتقّ بما هو هو من دون تحقّق استعمال و نسبة، بل محلّ النزاع المشتقّات المستعملة في لسان الشارع في الآیات و الروایات التي تحقّق فیها النسبة من دون ذکر زمان خاصّ و قرینة خاصّة.

إشکال في القول الأوّل و الثاني

قال المحقّق العراقيّ (رحمة الله): «إنّ الحال المتنازع فيه في المقام لا بدّ و أن يكون عبارةً عن حال تلبّس الذات بالمبدأ، دون حال الجري و التطبيق و دون حال النسبة الكلاميّة، كيف و أنّه على الآخرين لا يرجع النزاع في الحقيقة و المجاز إلى المجاز في الكلمة و الحقيقة فيها، بل مرجعه حينئذٍ إلى المجاز في الإسناد و الحقيقة فيه الذي هو خارج عن مدلول الكلمة و هو المشتق»، (إنتهی ملخّصاً). [2]

أقول: قد سبق أنّ المراد فیما کان الزمان مذکوراً في الکلام صریحاً أو مع القرینة هو زمان النسبة المذکورة في الکلام. و أمّا فیما لم یذکر الزمان في الکلام، فالمراد من الحال هو حال الخطاب و النطق؛ مثل: زید ضارب بلا قید أمس أو الآن أو غداً.

دلیل القول الثاني

المراد بالحال في عنوان المسألة هو حال الإطلاق و الإجراء، لا حال النطق؛ ضرورة عدم تطرّق التوهّم إلى أنّ مثل زيد كان ضارباً بالأمس أو يكون ضارباً غداً مجاز. [3]

کما قال بعض الأصولیّین (حفظه الله): «المراد من الحال، حال النسبه؛ لأنّه لا إشکال فی کون الاستعمال فی قولك: «زید کان ضارباً بالأمس» أو «زید سیکون ضارباً غداً» حقیقةً، مع أنّ زمان التلبّس فیهما لیس هو زمان النطق، فلو کان المراد من الحال في العنوان هو حال النطق، کان المثال الأوّل داخلاً فی محلّ الخلاف وکان المثال الثاني مجازاً، مع أنّ کلاهما من قسم الحقیقه بلا إشکال». [4]


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo