بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی
43/03/05
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق
الأمر الخامس: المراد بالحال في عنوان مسألة المشتق[1]
تحریر محلّ النزاع
إختلف الأصولیّون في المراد بالحال في عنوان مسألة المشتق؛ فذهب بعض إلی أنّه زمان النطق و ذهب بعض آخر إلی أنّه حال النسبة و الجري و ذهب بعض إلی أنّه حال التلبّ
التبیین بالمثال
قال المحقّق البجنورديّ (رحمة الله): «إذا فرضنا أنّ زيداً كان راكباً في اليوم الذي كان قبل يوم أمس و أنت قلت: «إنّ زيدا راكب أمس» فحال التلبّس في هذا المثال هو اليوم الذي قبل يوم أمس و حال الجري و الانتساب هو أمس و حال النطق هو حال التكلّم بهذا الكلام.
إذا عرفت هذا، فنقول: لا شكّ في أنّ في حال التلبّأي في حال قيام المبدأ بالذات و انضمامه إليها- يكون المشتقّ متّحداً مع الذات نحو اتّحاد- على اختلاف أنحاء المبادئ- و هذا هو مناط حمله عليه بالحمل الشائع و المواطاة.
فلا معنى لأن لا يكون الجري في هذا الحال حقيقةً و يكون حقيقةً في غير هذا الحال و الحال أنّ مناط انتزاع العرف المشتقّ عن الذات هو هذا الحال. و أمّا حال التكلّم و النطق فيمكن أن يكون في حال عدم قيام المبدأ بالذات، بل في حال انقضائه عنها أو عدم فعليّته و تلبّسها به بعد.
نعم، يمكن أن يكون في تلك الحال أيضاً، فإذا اتّفق كونه فيها فلا شكّ في أنّ استعماله فيه حقيقة. و أمّا إذا اختلفا فبالنسبة إلى ما لم يتلبّس به بعد حصل الاتّفاق على المجازيّة و بالنسبة إلى ما انقضى عنه التلبّس و الفعليّة وقع الخلاف». [2]
أقول: توضیحه (رحمة الله) متین.