< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

42/07/04

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ استعمال اللفظ فی اکثر من معنی واحد

قال النجفيّ الاصفهانيّ (رحمة الله): «لا معنى‌ للاستعمال إلّا إفهام المراد و لايحصل ذلك إلّا بجعل اللفظ علامةً للمعنى و لانتعقّل وراء ذلك شيئاً نسمّيه جعل اللفظ وجهاً و عنواناً للمعنى‌». [1]

دلیل القول الأوّل

قال المحقّق الداماد (رحمة الله): «إنّ الاستعمال كالوضع ليس إلّا جعل اللفظ علامةً للمعنى، لا فانياً فيه؛ ضرورة أنّه لو كان كذلك، لما كانت الألفاظ ملحوظةً في الاستعمال إلّا بنحو الآلة، لا بالاستقلال و من المعلوم خلافه؛ بداهة أنّ المستعمل ملتفت إلى الألفاظ حين استعمالها و لذا لايؤدّيها علی غير وجهها». [2]

أقول: کلامه (رحمة الله) متین.

القول الثاني: الاستعمال عبارة عن جعل اللفظ وجهاً و عنواناً للمعنی و فانیاً فیه [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] (إيجاد المعنى باللفظ) [10] [11] [12] [13] [14] (جعل اللفظ مرآةً للمعنی) [15] [16] [17]

أقول: لا دلیل علیه، کما سبق؛ فإنّ الاستعمال أمر اعتباريّ بید العرف، کما یشاهد في اللغات المختلفة. و القائلین بعدم جواز استعمال اللفظ في أکثر من معنی واحد بین قائل بعدم الإمکان و هو القائل بالفناء و قائل بعدم الجواز مع الإمکان؛ لشهادة العرف بعدم الجواز (مثلاً). و الاختلاف في المبنی یوجب الاختلاف في الجواز و العدم غالباً. و یمکن أن یقال إنّ الفناء له مراتب شدیدة و ضعیفة، فبعض مراتبه لا یلتفت إلی اللفظ أصلاً و بعض مراتبه یلتفت إلی اللفظ و إلی المعنی. و جواز الاستعمال في الأکثر یصحّ القول به، سواء قلنا بالعلامیّة أو بالفناء بالمرتبة الضعیفة. و لیس الاستعمال هو الفناء بالمرتبة الشدیدة قطعاً. و لذا یتغیّر الألفاظ عند الخطباء بالفصاحة و البلاغة و الکنایات و غیرها.

قال المحقّق المشکینيّ (رحمة الله): «إنّ حقيقة الاستعمال جعل اللفظ قالباً للمعنى و فانياً فيه، بحيث إذا ألقي فكأنّه ألقي نفس المعنى.

و بعبارة أخرى: هو عبارة عن تصوير المادّة اللفظيّة بصورة معنويّة، نظير تصوير الشمعة بصورة بعد صورة، فيكون حاصله: إيجاد المعنى بوجود لفظيّ قبال إيجاده بوجود كتبيّ أو عينيّ أو ذهنيّ، فجعل اللفظ علامةً لمعنى أو معانٍ- نظير نصب الشاخص أمارةً للطريق- خارج عن محلّ الكلام». [18]

قال المحقّق النائینيّ (رحمة الله): «الاستعمال ليس إلّا إيجاد المعنى في الخارج و إلقائه في العين و الملحوظ أوّلاً و بالذات هو المعنى و اللفظ ملحوظ بتبعه». [19] [20]

و قال المحقّق الاصفهانيّ (رحمة الله): «الاستعمال إيجاد المعنى باللفظ و إفناء اللفظ فيه». [21]

و قال السیّد الشاهروديّ (رحمة الله): «إنّ الاستعمال عبارة عن إيجاد المعنى بكسوة اللفظ، لا أنّه عبارة عن العلاميّة و الأماريّة؛ فإنّه على هذا المعنى لا محذور في استعمال اللفظ في أكثر من معنى؛ لأنّ الاستعمال حينئذٍ يكون كنظر شخص في آنٍ واحد إلى أشياء متعدّدة و كخيمة واحدة محيطة بأشخاص متعدّدين، بخلاف المعنى الأوّل؛ إذ لا يعقل جعل ثوب واحد بخصوصيّاته ثوباً لشخصين في آنٍ واحد، كما لا يعقل جعل قالب واحد في آنٍ واحد قالباً لأزيد من لبنة». [22]

و قال الشیخ حسین الحلّيّ (رحمة الله): «إنّ الاستعمال شعبة من الوضع الذي عرفت أنّه إيجاد للمعنى بإيجاد اللفظ و جعل اللفظ نفس المعنى». [23]

الإشکال في کلام المحقّق النائیني و غیره ممّن قال بالفناء

[یلاحظ علیه][24] ، أوّلاً: إنّ الاستعمال ليس إيجاد المعنى، بل و لو كان فهو إحضار المعنى؛ لأنّ المعاني في الأعلام الشخصيّة غير قابلة للوجود بإيجاده.

و ثانياً: الجمع بين الأنظار و الأفعال الاستقلاليّة في كلّ آنٍ، ممكن و واقع؛ نعم، التوجّه التفصيليّ إلى شيئين ممنوع لضعفاء النفوس و إلاّ فهو ليس من الممتنعات الذاتيّة و لعلّه أراد ذلك.

هذا مع أنّ الاستعمال لا يتقوّم بالتوجّه التفصيلي، بل يكفي فيه التوجّه الإجمالي. و لعلّ الاستخدام من هذا القبيل. [25]

أقول: کلامه (رحمة الله) متین.

الإشکال في القول الثاني

إنّ القول بكون حقيقة الاستعمال فناء اللفظ في المعنى كلام شعريّ لا دليل عليه. [26]

أقول: کلامه (حفظه الله) متین.

 


[9] نتائج الافکار فی الاصول، الشاهرودی، السید محمود، ج1، ص127.
[13] نتائج الافکار فی الاصول، الشاهرودی، السید محمود، ج1، ص128.
[16] منهاج الاصول، الکرباسی، محمد ابراهیم، ج1، ص117.
[22] نتائج الافکار فی الاصول، الشاهرودی، السید محمود، ج1، ص128.
[24] الزیادة منّا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo