< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

42/05/27

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ الصحیح و الاعم

أقول: إنّ قوله- تعالی: ﴿أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ‌﴾[1] معناه أمضی الشارع إیجاد البیع العرفي. و هکذا الصلح و الحلّیّة و الجواز و الأمر بالوفاء یتعلّق بما هو تحت الاختیار الذي هو السبب دون المسبّب، کما سبق.

کلام الشهید الصدر في التذنیب

قال (رحمة الله): «إنّه لا تقابل بين السبب و المسبّب، بل إنّ كلّاً منهما فرد لمفهوم واحد و هو مفهوم التمليك بعوض، فالتمليك بعوض له فردان، أحدهما في أفق السبب و في أفق الشخص و الآخر في أفق المسبّب و في أفق الشارع، فهذان فردان من مفهوم واحد، أحدهما موجود مباشريّ للمكلّف و الآخر موجود تسبيبيّ له، فبالإمكان أن يقال إنّ أسماء المعاملات موضوعة لذاك المفهوم المجرّد من خصوصيّة الوجود المباشريّ و خصوصيّة الوجود التسبيبي، فهي موضوعة لذات المفهوم المنطبق على الموجود المباشريّ و هو السبب و المنطبق على الموجود التسبيبيّ و هو المسبّب؛ لوضوح ذلك وجداناً، حيث لا عناية في إطلاق لفظ البيع على السبب و المسبّب؛ لأنّهما سنخان من الوجود لمفهوم واحد، بل يمكن أن يترقّى أكثر من ذلك، فيقال بأنّه بحسب النظر الواقعيّ العرفيّ و إن كان السبب موجوداً في أفق و المسبّب في أفق آخر، فهما وجودان متغايران، لكن بالنظر العرفيّ الأداتي، يلحظ السبب بما هو أداة لإيجاد المسبّب و بما هو فانٍ في المسبّب و بما هو إيجاد للمسبّب و إيجاد الشي‌ء لايزيد على ذلك الشي‌ء، بل هو عين وجوده». [2]

أقول: قد سبق أنّه یختلف الحال باختلاف التعبیرات؛ فإن عبّرنا بصیغة الماضي، فالمراد وقوع السبب و المسبّب معاً. و إذا عبّرنا بصیغة الأمر، فمعناه الأمر بإیجاد الأسباب حتّی تحصل المسبّبات و لکنّ العرف لم‌یفرق بین الأسباب و المسبّبات و یراد من المعاملة مجموعهما.

کلام بعض الأصولیّین في التذنیب

قال (حفظه الله): «يمكن أن يقال: إنّه إذا استعملت الألفاظ في المعنى المصدري، فلا إشكال في أنّ المراد منها الأسباب؛ فإنّها التي تعلّق بها الإيجاد أوّلاً و بالذات. و أمّا إذا استعملت في المعنى اسم المصدري، فيكون المراد منها المسبّبات؛ لأنّ المسبّبات هي النتائج الحاصلة من الأسباب و تناسب المعنى اسم المصدري، فلابدّ حينئذٍ من ملاحظة كيفيّة الاستعمال، فتختلف أسامي المعاملات بحسب اختلاف كيفيّة استعمالاتها في لسان الشارع، اللهمّ إلّا أن يقال: إنّها ظاهرة في المسبّبات دائماً لترتّب الآثار عليها بلا واسطة. و في موارد استعمالها بالمعنى المصدريّ يكون النظر إلى إيجادها من طريق التوسّل بالأسباب؛ كما في قولك «أحرقته» فإنّه بمعنى نفس الإحراق و لو بالتوسّل بأسبابه، لا نفس الأسباب و الفرق بينهما واضح». [3]

أقول: کلامه (حفظه الله) متین.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo