< قائمة الدروس

الحدیث الأستاذ محسن الفقیهی

45/05/29

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: جنود العقل و الجهل/ التوکّل/ مصادیق التوکّل في القرآن الکریم

خلاصة الجلسة السابقة: کان البحث حول التوکّل علی الله و أنّه یجب علینا التوکّل علیه في أمورنا کلّها. ذکرنا أنّ في القرآن المجید موارد متعدّدةً ذکر فیها التوکّل علی الله و قد أشرنا إلی بعضها في الجلسة السابقة.

قد أوصی الله- تعالی- في القرآن المجید في موارد بالتوکّل علیه؛ منها:

۴) عند الصلح

من الموارد التي قد أوصی القرآن الکریم بالتوکّل علی الله هي مسألة الصلح. قال الله- تعالی: ﴿وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[1] .

۵) عند المهاجرة في الله

﴿وَ الَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾[2] ، هم ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾[3] .

على سبيل المثال، الآن و أنا في التبليغ و قد افتروا عليّ و خلقوا لي المشاكل و قد تُعُرِّضتُ للظلم، هنا يجب أن أصبر في سبيل الله و أتوكلّ على الله. من المواضع التي قد ألتُفِتَ إلیها في القرآن الکریم هي الهجرات التي في سبيل الله و يصبر الإنسان و یتحمّل الظلم و لا یرفع یده- لـلّه- عن التبلیغ.

ثمّ إنّ الشيء الآخر الذي يناسبكم أیّها الأعزّة هي هذه الآية. تذهب إلى مكان‌مّا للتبلیغ أو تصبح إمام جمعة و يُعطى لك المنبر و تصبح أوّل شخص هناك و بعد فترة تخبر الناس بمطالب و حقائق، لكن بعض الناس لا يتحمّلون الحقائق و أحياناً قد يخالف معك. الآن إذا كثر الحديث عن السفور، ينزعج بعض و يقول لماذا تتكلّم كثيراً عن السفور؟ لماذا لا تتحدّث عن الاختلاس؟ تحدّث عن الاختلاس، الناس یموتون من الجوع و أنت تتحدّث عن السفور؟

الحدیث عن السفور مکانه و الحدیث عن الاختلاس کذلك، یجب التحدّث عن السفور و عن الاختلاس معاً.

يقول بعض السادة إنّنا كنّا أئمّة الجمعة في مكان كذا و كذا و رجعنا إلى قم و هي أفضل من أيّ مكان آخر، إنّهم لم يتمكّنوا من البقاء هناك لأيّ سبب من الأسباب و لم يستطع الناس تحمّل هذا الرجل و من المصلحة أن يغيّروا إمام الجمعة كلّ ثلاث سنوات. لا نعرف ماذا حدث، على أيّة حال اضطرب موضعه هناك فلا يمكنه البقاء.

قالت الآیة الشریفة: ﴿وَ الَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ﴾[4] أي إذا هاجرتم فلتكن هذه الهجرة في سبيل الله. بعض أئمّة الجمعة يتّصلون بي هاتفاً و یقولون لي تکلّم مع السادة الرؤساء ليأخذوني من هنا و يرسلوني إلى مكان آخر فإنّي لا أستطيع العمل هنا. لا نعرف ماذا حدث، لكنّه يقول إنّ الناس لا يلتفتون لما أقول و يزعجونني و يخلقون لي المشاكل. زوجتي لديها مشكلة و طفلي لديه مشكلة و أنا نفسي لديّ مشكلة. ثمّ اتّصلت هاتفاً و قلت إنّني أشهد أنّ وضع هذا الرجل کذا فإن أخذتموه من هنا و كلّفتموه بمهمّة في مكان آخر فسيمكنه العمل، لكن منصبه هنا غير مناسب. يحدث أحياناً أن يجد الشخص عدوّاً ينشر شایعةً و يسبّب المشاكل.

﴿وَ الَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ﴾ فإن هاجرتم ففي سبيل الله؛ مثل التبعیدات التي وقعت لجامعة المدرّسین و العلماء في عهد البهلوي، فهذه هجرات .كان القائد المعظّم قد نفي عن البلد فهي الهجرة إلى الله. لقد نفي عن البلد آيةالله محمّد اللنكراني و کثیر من العلماء و هذه هجرات في سبيل الله.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo