< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

45/03/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 

موضوع: المکاسب المحرمة/ معونة الظالمین/ حکم معونة الظالمین تکلیفا

و

منها: عِدَّةٌ[1] مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ[2] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ[3] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ[4] عَنْ أَبِيهِ[5] قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع): «يَا عُذَافِرُ إِنَّكَ تُعَامِلُ أَبَا أَيُّوبَ وَ الرَّبِيعَ، فَمَا حَالُكَ إِذَا نُودِيَ بِكَ فِي أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ» قَالَ: فَوَجَمَ[6] أَبِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع) لَمَّا رَأَى مَا أَصَابَهُ أَيْ عُذَافِرُ: «إِنَّمَا خَوَّفْتُكَ بِمَا خَوَّفَنِي اللَّهُ (عزوجل) بِهِ» قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقَدِمَ أَبِي، فَلَمْ يَزَلْ مَغْمُوماً مَكْرُوباً حَتَّى مَاتَ.[7]

إستدلّ بها بعض الفقهاء.[8] [9]

أقول، أوّلاً: الروایة ضعیفة سنداً. و ثانیاً: لعلّ التعامل کان بنحو یصدق علیه عنوان أعوان الظلمة، لا مطلق المعاونة. و ثالثاً: أنّ عنوان التعامل یطلق في موارد کثرة المعاملة بحیث یعدّ من أعوان الظلمة. و هذا الاحتمال یوجب بطلان الاستدلال. و رابعاً: إستفادة الحرمة من الروایة مشکل، لعلّ المراد التحذیر لئلّا یکون من أعوان الظلمة احتمالاً و المستفاد من الروایة حرمة کون المؤمن من أعوان الظلمة و لا بدّ في الحرمة من صدق ذلك و لا یصدق ذلك بمجرّد مطلق المعاونة.

و

منها: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا[10] عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ[11] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ[12] عَنْ حَدِيدٍ[13] قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: «إتَّقُوا اللَّهَ وَ صُونُوا دِينَكُمْ بِالْوَرَعِ وَ قَوُّوهُ بِالتَّقِيَّةِ وَ الِاسْتِغْنَاءِ بِاللَّهِ (عزوجل) إنَّهُ مَنْ خَضَعَ لِصَاحِبِ سُلْطَانٍ أَوْ لِمَنْ يُخَالِفُهُ عَلَى دِينِهِ طَالِباً لِمَا فِي يَدِهِ مِنْ دُنْيَاهُ أَخْمَلَهُ[14] اللَّهُ وَ مَقَّتَهُ[15] عَلَيْهِ وَ وَكَلَهُ إِلَيْهِ، فَإِنْ هُوَ غَلَبَ عَلَى شَيْ‌ءٍ مِنْ دُنْيَاهُ، فَصَارَ إِلَيْهِ مِنْهُ شَيْ‌ءٌ، نَزَعَ اللَّه (جلّ و عزّ اسمه) الْبَرَكَةَ مِنْهُ وَ لَمْ يَأْجُرْهُ عَلَى شَيْ‌ءٍ يُنْفِقُهُ فِي حَجٍّ وَ لَا عِتْقٍ وَ لَا بِرٍّ».[16]

إستدلّ بها بعض الفقهاء.[17]

أقول: سند الروایة صحیح و لکن دلالتها علی حرمة الخضوع لصاحب سلطان أو من یخالفه علی دینه طالباً للدنیا تامّة و لکنّ الخضوع غیر المعاونة. و لکلٍّ مصادیق مختلفة قد یشترکان و قد یختلفان؛ فتدلّ علی الحرمة في الجملة و لا تدلّ علی حرمة مطلق مصادیق المعاونة بجمیع مصادیقها.

قال بعض الفقهاء (حفظه الله): «يدلّ على حرمته بالعموم».[18]

 


[1] هم: أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازيّ المعروف بعلّان الكلينيّ [إماميّ ثقة] و أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ الكوفيّ [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً] و محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّيّ [إماميّ ثقة] و محمّد بن عقيل الكليني [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً].
[2] سهل بن زیاد: الآدمي، الرازي، أبو سعید: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[3] عليّ بن أسباط بن سالم: کنديّ کوفي: فطحيّ ثقة. رجع عن الفطحیّة علی قول.
[4] الصیرفي: إماميّ ثقة.
[5] . عذافر بن عیسی الصیرفي: مهمل.
[6] أي: سکت علی الهم.
[7] .الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج5، ص105. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود عذافر بن عیسی الصیرفيّ في سندها و هو مهمل).
[10] هم: أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازيّ المعروف بعلّان الكلينيّ [إماميّ ثقة] و أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ الكوفيّ [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً] و محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّيّ [إماميّ ثقة] و محمّد بن عقيل الكليني [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً].
[11] الآدمي، الرازي، أبو سعید: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[12] السرّاد: إماميّ ثقة، من أصحاب الإجماع علی قول.
[13] حدید بن الحکیم الأزدي: إماميّ ثقة.
[14] أي: أسقطه من الشرافة.
[15] أي: أبغضه أشدّ البغض‌.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo