< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

44/06/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 

موضوع: المکاسب المحرمة/ اللهو/ حکم اللهو

قال المحقّق النراقيّ (رحمه الله): «ضعف هذه الأخبار كلّاً أو بعضاً غير ضائر؛ لانجبارها بما مرّ من فتاوى الأصحاب و حكايات نفي الخلاف و الإجماع. و تعضده أيضاً روايات كثيرة أخرى: کروایة سماعة: «لَمَّا مَاتَ آدَمُ (ع) وَ شَمِتَ[1] بِهِ إِبْلِيسُ وَ قَابِيلُ، فَاجْتَمَعَا فِي الْأَرْضِ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ وَ قَابِيلُ الْمَعَازِفَ‌ وَ الْمَلَاهِيَ‌ شَمَاتَةً بِآدَمَ‌(ع) فَكُلُّ مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي يَتَلَذَّذُ بِهِ النَّاسُ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ ذَاكَ»[2] و روایة عنبسة: «الْغِنَاءِ وَ اللَّهْوِ يُنْبِتُ‌ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ»[3] و روایة اسحاق بن جابر:«إِنَّ شَيْطَاناً يُقَالُ لَهُ الْقَفَنْدَرُ إِذَا ضُرِبَ فِي مَنْزِلِ الرَّجُلِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً بِالْبَرْبَطِ[4] وَ دَخَلَ عَلَيْهِ الرِّجَالُ وَضَعَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى مِثْلِهِ مِنْ صَاحِبِ الْبَيْتِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ نَفْخَةً، فَلَا يَغَارُ بَعْدَ هَذَا حَتَّى تُؤْتَى نِسَاؤُهُ، فَلَا يَغَارُ»[5] و روایه کلیب الصیداوي: «ضَرْبُ‌ الْعِيدَانِ ‌يُنْبِتُ‌ النِّفَاقَ‌ فِي‌ الْقَلْب»[6] و روایة موسی بن حبیب: «لَا يُقَدِّسُ‌ اللَّهُ‌ أُمَّةً فِيهَا بَرْبَطٌ[7] يُقَعْقِعُ[8] وَ تَائِهٌ تُفَجِّعُ[9] »[10] جعل هذه الأخبار الأخيرة معاضدةً لعدم صراحتها في التحريم»، (إنتهی ملخّصاً). [11]

أقول: هذه الروایات مع ضعف سند أکثرها لا تدلّ علی الحرمة؛ فإنّ إثبات النفاق في القلب و أمثاله لیس ممّا یحرم علی الإنسان، بل تدلّ علی مجرّد القبح.

فمنها: [12] عَنْهُ[13] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ[14] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ[15] عَنْ سَمَاعَةَ[16] قَالَ: قَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ(ع): «لَمَّا مَاتَ آدَمُ(ع) وَ شَمِتَ[17] بِهِ إِبْلِيسُ و قَابِيلُ، فَاجْتَمَعَا فِي الْأَرْضِ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ وَ قَابِيلُ الْمَعَازِفَ‌ وَ الْمَلَاهِيَ‌ شَمَاتَةً بِآدَمَ‌ (ع) فَكُلُّ مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي يَتَلَذَّذُ بِهِ النَّاسُ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ ذَاكَ». [18]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [19] [20] [21]

قال السیّد الگلبایگانيّ (رحمه الله): «أي: إن جعل المعازف و اللعب بالملاهي شماتةً بآدم(ع) حسب السنّة السيّئة التي جعلها إبليس و قابيل». [22]

اشکال في دلالة الروایة

أقول: دلالتها كما ترى؛ فإنّها تتوقّف على ضمّ مقدّمةٍ و هي أنّ كلّ ما جعله إبليس يكون استعماله حراماً و هذه المقدّمة ليست ثابتةً.

و منها: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[23] عَنْ أَبِيهِ[24] عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ[25] عَنْ عَنْبَسَةَ[26] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ: «اسْتِمَاعُ الْغِنَاءِ وَ اللَّهْوِ يُنْبِتُ‌ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْعَ». [27]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [28]

أقول: لا تدلّ الروایة علی الحرمة، بل تدلّ علی مجرّد المرجوحیّة إلّا إذا کان فیه مفسدة.


[1] 1. من الشَّمَاتَةُ، أي: فَرَحُ العَدُوِّ بِبَلِيَّةٍ تَنْزِل‌ بمعادیه.
[2] .الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج6، ص431.. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود عبد الله القاسم في سندها و هو ضعیف). یأتي التحقیق عن رجال سندها
[3] .الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج6، ص434.. (هذه الروایة مسندة و صحیحة). یأتي التحقیق عن رجال سندها
[4] أي: البربط؛ كجعفر: آلة من المعازف و هي العود و المزمر و قيل: شي‌ء من ملاهي العجم يشبه صدر البط معرّب بربط؛ أي صدر البط؛ لأنّ الصدر يقال له بالفارسيّة بر و الضارب يضعه على صدره و الجمع برابط.
[5] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج5، ص536.. (هذه الروایة مسندة، صحیحة علی الأقوی). یأتي التحقیق عن رجال سندها
[6] .الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج6، ص434. (هذه الروایة مسندة و ضعیفه؛ لوجود عليّ بن عبد الرحمن في سندها و هو مهمل). یأتي التحقیق عن رجال سندها.
[7] أي: البربط؛ كجعفر: آلة من المعازف و هي العود و المزمر و قيل: شي‌ء من ملاهي العجم يشبه صدر البط معرّب بربط؛ أي صدر البط؛ لأنّ الصدر يقال له بالفارسيّة بر و الضارب يضعه على صدره و الجمع برابط.
[8] أي: حکایة صوت الصلاح. (یصوّت).
[9] التفجيع: الايجاع و كأنّه أشير بالتيه إلى التفاخر الذي يؤتى به في النائحات ‌(عزاها).
[10] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج6، ص434.. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود الرواة المهملین في سندها). یأتي التحقیق عن رجال سندها
[12] عدّة من أصحابنا: هم أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازيّ المعروف بعلّان الكلينيّ [إماميّ ثقة] و أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ الكوفيّ [إماميّ ثقة] و محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّيّ [إماميّ ثقة] و محمّد بن عقيل الكليني [مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی].
[13] سهل بن زیاد: الآدمي، الرازي، أبو سعید: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[14] الضبي: إماميّ ثقة.
[15] عبدالله بن القاسم بن الحارث الحضرميّ البطل: كذّاب ‌غالٍ، واقفي.
[16] سماعة بن مهران: إماميّ ثقة.
[17] 19. من الشَّمَاتَةُ، أي: فَرَحُ العَدُوِّ بِبَلِيَّةٍ تَنْزِل‌ بمعادیه.
[18] الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج6، ص431. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود عبد الله القاسم في سندها و هو ضعیف).
[23] عليّ بن إبراهیم هاشم القمّي: إماميّ ثقة.
[24] إبراهیم بن هاشم القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[25] الحسن بن محبوب السرّاد: إماميّ ثقة من أصحاب الإجماع.
[26] عنبسة بن بِجاد العابد: إماميّ ثقة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo