< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

42/05/11

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 

موضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/ مسوّغات الکذب

و منها: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى[1] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى[2] عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ[3] عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: «الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ صِدْقٌ وَ كَذِبٌ وَ إِصْلَاحٌ بَيْنَ النَّاسِ» قَالَ: قِيلَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ؟ قَالَ (ع): «تَسْمَعُ مِنَ الرَّجُلِ كَلَاماً يَبْلُغُهُ فَتَخْبُثُ نَفْسُهُ [4] فَتَلْقَاهُ فَتَقُولُ سَمِعْتُ مِنْ فُلَانٍ قَالَ فِيكَ مِنَ الْخَيْرِ كَذَا وَ كَذَا خِلَافَ مَا سَمِعْتَ مِنْهُ». [5]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [6] [7] [8]

أقول: الروایة مرسلة و تدلّ علی أنّ الإصلاح لیس من مصادیق الکذب و الصدق، مثل: قوله (ع): «المصلح لیس بکذّاب» فتکون حاکمةً علی أدلّة حرمة الکذب لو کانت معتبرةً، فهذه الروایة من المؤیّدات أیضاً.

و منها: رَوَى حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو[9] وَ أَنَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ[10] عَنْ أَبِيهِ[11] جَمِيعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) عَنِ النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لَه‌: «... يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الصَّلَاحِ وَ أَبْغَضَ الصِّدْقَ فِي الْفَسَاد ... يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ يَحْسُنُ فِيهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِيدَةُ فِي الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ وَ الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاس‌ ...». [12]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [13] [14]

أقول: الروایة ضعیفة السند و لکنّ الدلالة تامّة، فتکون من المؤیّدات للأدلّة المعتبرة.

و منها: حَدَّثَنَا أَبِي[15] (رضی الله عنه) قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ[16] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ[17] عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ[18] عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ[19] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ[20] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْمُحَارِبِيِّ[21] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع)قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ص): «ثَلَاثٌ يَحْسُنُ فِيهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِيدَةُ فِي الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ وَ الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَ ثَلَاثٌ يَقْبُحُ فِيهِمُ الصِّدْقُ النَّمِيمَةُ وَ إِخْبَارُكَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ بِمَا يَكْرَهُهُ وَ تَكْذِيبُكَ الرَّجُلَ عَنِ الْخَبَرِ قَالَ وَ ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِيتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ[22] وَ الْحَدِيثُ مَعَ النِّسَاءِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِيَاءِ». [23]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [24] [25]

أقول: الروایة ضعیفة السند و تامّة الدلالة، لکن تدلّ علی أنّ الکذب في الإصلاح من مصادیق الکذب الحسن، فتکون من المؤیّدات.

و منها: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ[26] عَنْ أَبِيهِ[27] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ[28] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ[29] عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ[30] قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): إِنَّا قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ[31] (ع) فِي قَوْلِ يُوسُفَ (ع): ... ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ﴾[32] فَقَالَ (ع): «وَ اللَّهِ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَب‌ وَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (ع):‌ ﴿... بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ﴾[33] ‌فَقَالَ (ع): «وَ اللَّهِ مَا فَعَلُوا وَ مَا كَذَبَ» قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): «مَا عِنْدَكُمْ فِيهَا يَا صَيْقَلُ؟[34] » قَالَ: فَقُلْتُ مَا عِنْدَنَا فِيهَا إِلَّا التَّسْلِيمُ، قَالَ: فَقَالَ (ع): «إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ اثْنَيْنِ وَ أَبْغَضَ اثْنَيْنِ أَحَبَّ الْخَطَرَ[35] فِيمَا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ[36] وَ أَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الْإِصْلَاحِ وَ أَبْغَضَ الْخَطَرَ فِي الطُّرُقَاتِ[37] وَ أَبْغَضَ الْكَذِبَ فِي غَيْرِ الْإِصْلَاحِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ (ع) إِنَّمَا قَالَ: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا﴾ إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ وَ دَلَالَةً عَلَى أَنَّهُمْ لَا يَفْعَلُونَ[38] وَ قَالَ يُوسُفُ (ع) إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ». [39]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [40]

أقول: الروایة صحیحة سنداً و الدلالة تامّة، حیث تدلّ علی أنّ إرادة الإصلاح مطلقاٌ[41] توجب عدم تحقّق الکذب أو تحقّق الکذب المحبوب عند الله- تعالی.

 


[1] العطّار: إماميّ ثقة.
[2] الأشعري: إماميّ ثقة.
[3] سهیل بن زیاد: إماميّ لم تثبت وثاقته.
[4] .مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول‌، العلامة المجلسي، ج10، ص334. «تسمع من الرجل كلاماً» كان من بمعنى في. و يحتمل أن يكون تقدير الكلام تسمع من رجل كلاماً في حقّ رجل آخر يذمّه به فيبلغ الرجل الثاني ذلك الكلام فتخبث نفسه عن الأوّل؛ أي يتغيّر عليه و يبغضه فتلقى الرجل الثاني فتقول: سمعت من الرجل الأوّل فيك كذا و كذا من مدحه خلاف ما سمعت منه من ذمّه. و التكلّف فيه من جهة إرجاع ضمير يبلغه إلى الرجل الثاني و هو غير مذكور في الكلام، لكنّه معلوم بقرينة المقام.
[9] النصیبي: مهمل.
[10] مهمل.
[11] مهمل.
[12] .من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج4، ص359. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود الرواة المهملین في سندها).
[15] عليّ بن الحسين بن بابویه القمّي: إماميّ ثقة.
[16] سعد بن عبد الله القمّي: إماميّ ثقة.
[17] الأهوازي: ضعیف و رمي بالغلو. [أقول: روایاته خالیة من الغلوّ المعطّل للأحکام.] .
[18] مهمل.
[19] البجلي: إماميّ ثقة.
[20] إماميّ ثقة.
[21] مهمل.
[22] النذل بسكون الذال المعجمة و النذيل: الخسيس من الناس و الساقط في الحسب و الدين. و الجمع أنذال‌.
[23] .الخصال، الشيخ الصدوق، ج1، ص87. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود الرواة المهملین في سندها).
[26] عليّ بن إبراهيم‌ بن هاشم: إماميّ ثقة.
[27] إبراهیم بن هاشم القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[28] إماميّ ثقة من أصحاب الإجماع.
[29] الناب: إماميّ ثقة من أصحاب الإجماع.
[30] الحسن بن زیاد الصیقل: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة ظاهراً.
[31] الإمام الباقر (ع).
[34] نظر شما در اين باره چيست؟.
[35] المشي مع التبختر في الطرق.
[36] عسکر الإسلام و عسکر الکفر.
[37] أي: التبختر في المشي.‌.
[38] الأصنام.
[39] .الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج2، ص342. (هذه الروایة مسندة، صحیحة ظاهراً).
[41] و لو لم تکن بین اثنین، بل إصلاح المجتمع و لو لم یکن تخاصم في البین.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo