< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

42/04/05

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 

موضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/ التوریة

السادس[1] : خلف الوعد

أقول: إنّ خلف الوعد قد یکون من مصادیق الکذب إذا کان إخباراً عن العزم علی العمل به، مع أنّه لا عزم له أصلاً. و قد لا یکون من مصادیق الکذب إذا کان إنشاءً أو إخباراً عن العزم علی العمل به، مع أنّه عازم علی ذلك، ثمّ بدا له التخلّف.

و یمکن أن یقال: إنّ الوعد مرکّب من إنشاء و إخبار، إنشاء من حیث الوعد علی العمل الکذائيّ و إخبار عن العزم علی العمل به. و خلف الوعد لیس من الکذب من حیث الإنشاء و إن کان داخلاً في الکذب من حیث الإخبار إذا کان غیر عازم علی العمل، مضافاً إلی أنّ خلف الوعد یترتّب علیه غالباً، بل دائماً إیذاء المؤمن و الاستهانة به أو إدخال الضرر علیه. و قد یوجب الإهانة للمقام و العناوین المتخلفة للرؤساء، خصوصاً بالنسبة إلی رئیس الجمهور و الوزراء و صاحب المناسب العظیمة. و هکذا الروحانیّون و العلماء، مع أنّ خلف الوعد یوجب تنزّل التربیة الإجتماعیّة، خصوصاً في الجوامع الإسلامیّة و في أنظار المخالفین و المعاندین في الداخل و الخارج.

تعریف الوعد

قال الإمام الخمینيّ (رحمة الله): «إنّ حقيقة الوعد و الوعيد ليست إخباراً عن واقع يطابقه أو لا يطابقه؛ بل تعهّد و تهديد و إن كانا على نحو الإخبار و إلقاء الجملة الخبريّة؛ نظير‌ الجعل بنحو الإخبار في باب الجعالة، فإذا قال: «من ردّ ضالّتي، أعطيه كذا» ليس إخباراً؛ بل إنشاء بصورة الإخبار أو إخبار بداعي الإنشاء و كذب و إطلاق صادق الوعد و الوعد المكذوب أو غير المكذوب ليس باعتبار الإخبار عن واقع؛ بل بنحو من المشابهة و التأوّل؛ كقوله: يبكي كذباً و يتأوّه و يتمنّى و يترجّى كذباً». [2]

یلاحظ علیه: بالملاحظة السابقة؛ فإنّ خلف الوعد قد یکون من مصادیق الکذب إذا کان الوعد إخباراً عن العزم علی العمل به. و قد لا یکون من مصادیق الکذب إذا کان إنشاءً أو إخباراً عن العزم علی العمل به، مع أنّه عازم علیه، ثم بدا له التخلّف.

الفرق بين‌ الوعد و العهد

إنّ العهد ما كان من الوعد مقروناً بشرط؛ نحو قولك: إن فعلت كذا، فعلت كذا و ما دمت على ذلك، فأنا عليه، قال الله- تعالى:‌ ﴿وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى‌ آدَمَ ...﴾[3] أي أعلمناه أنّك لا تخرج من الجنّة ما لم تأكل من هذه الشجرة و العهد يقتضي الوفاء و الوعد يقتضي الإيجاز. و يقال نقض العهد و أخلف الوعد. [4]

حکم العمل بالوعد تکلیفاً

هنا أقوال:

القول الأوّل: عدم الوجوب. [5] [6] [7] [8]

أقول: لا دلیل علیه، بل الدلیل علی وجوب العمل بالوعد موجود من الآیات و الروایات التي هي صحیحة و صریحة في المدّعی، إلّا إذا کانت المخالفة لعذر شرعيّ أو عقليّ مورد قبول العقلاء بحیث یکون بنائهم علیه.

قال بعض الفقهاء(رحمة الله)[9] : «هل يجب الوفاء بالوعد للزوجة أو للأطفال أو للآخرین؟ لا يجب الوفاء». [10]


[1] من الموارد التي لیست کذباً.
[9] الشیخ التبریزيّ (رحمة الله).

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo