< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

41/06/14

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: المکاسب المحرمه/القیافة /حکم القیافة تکلیفاً

 

و منها: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ[1] الْفَقِيهُ نَزِيلُ الرَّيِّ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ: «رُوِيَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ وَاقِدٍ[2] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ[3] عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) عَنْ أَبِيهِ(ع) عَنْ آبَائِهِ(ع) عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(ع) قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ(ص) ... نَهَى عَنْ إِتْيَانِ الْعَرَّافِ وَ قَالَ: «مَنْ أَتَاهُ وَ صَدَّقَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ(ص) ...»[4] .

ذکرها بعض الفقهاء[5] .

أقول: هذه الروایة مؤیّدة لجواز الرجوع إلی القافة من دون إثبات الحجّیّة لقولهم؛ کما قلنا في الروایة السابقة، حیث قال(ص): «مَنْ أَتَاهُ وَ صَدَّقَه» فالمنهيّ حقیقةً هو التصدیق لهم، لا مجرّد الرجوع إلیهم بلا تصدیق لهم. و الروایة ضعیفة بشعیب بن واقد الذي هو مهمل. و علی هذه الروایة فترتیب الأثر لقولهم ممنوع شرعاً.

قال بعض الفقهاء: «دلالة هذه [الرواية] على الحرمة - لو صحّ إسنادها - منصرفة إلى ما إذا رتّب عليها الأثر المخالف لمقتضى القواعد»[6] .

أقول: کلامه متین.

 

و منها: الْجَعْفَرِيَّاتُ[7] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(ع) أَنَّهُ قَالَ: «مِنَ السُّحْتِ ثَمَنُ الْمَيْتَةِ ... وَ أَجْرُ الْقَائِفِ ...»[8] .

إستدلّ بها بعض الفقهاء[9] [10] .

قال بعض الفقهاء: «دلالة هذه [الرواية] على الحرمة - لو صحّ اسنادها - منصرفة إلى ما إذا رتّب عليها الأثر المخالف لمقتضى القواعد»[11] .

أقول: کلامه متین و یلاحظ علی الاستدلال بالروایة أوّلاً: أنّ السند ضعیف. و ثانیاً: أنّ الروایة منصرفة إلی ما إذا رتّب الأثر علیها لأداء الثمن و الأجر و نفس أخذ الأجر و إعطائه أثر من الآثار التي لاتترتب علی عمل القائف. و ثالثاً: لا ملازمة بین حرمة الأجر و حرمة العمل؛ مثل: ما ورد في النهي عن أخذ الأجر للآذان أو تعلیم القرآن و أمثالهما؛ فلایصحّ الاستدلال بهذه الروایة و لکن تؤیّد الحرمة الوضعیّة في القیافة.

و منها: «دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ[12] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(ع) أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَاءَ عَرَّافاً[13] فَسَأَلَهُ وَ صَدَّقَهُ بِمَا قَالَ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ(ص) وَ كَانَ يَقُولُ إِنَّ كَثِيراً مِنَ الرُّقَى[14] وَ تَعْلِيقَ التَّمَائِمِ[15] شُعْبَةٌ مِنَ الْإِشْرَاكِ»[16] .

ذکرها بعض الفقهاء[17] .

أقول، أوّلاً: أنّ السند ضعیف. و ثانیاً: أنّ المنهيّ تصدیق العرّاف، لا مجرّد الرجوع إلیه بلا تصدیق له ولا ترتیب الأثر له، کما سبق؛ فلایصحّ الاستدلال بها و لکن تؤیّد عدم الرجوع إلیهم و عدم حجّیّة قولهم و عدم ترتیب الأثر علی قولهم.

قال بعض الفقهاء: «دلالة هذه [الرواية] على الحرمة - لو صحّ اسنادها - منصرفة إلى ما إذا رتّب عليها الأثر المخالف لمقتضى القواعد»[18] .

أقول: کلامه متین و الحقّ أنّه لا دلیل علی حرمة الرجوع إلیهم حرمةً نفسیّةً و إن کان ذلك مرجوحاً عند الشارع. و صحیحة محمّد بن قیس[19] تدلّ علی عدم حجّیّة قولهم فقط. و المراد عدم ترتیب الأثر علی قولهم والمراد من الأثر ما ذکرناه سابقاً.

 


[1] . إماميّ ثقة.
[2] . البصري: مهمل. في طريق المصنّف إلى شعيب بن واقد حمزة بن محمّد العلويّ [مهمل] و عبد العزيز بن محمّد بن عيسى الأبهريّ [مهمل] و أمّا طريقه إلى الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين فصحيح عند العلّامة(ره) و فيه محمّد بن علي ماجيلويه [محمّد بن عليّ بن أبي القاسم عبد الله بن عمران: القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی.
[3] . ذو الدمعة، الحسین بن زید الهاشمي:. مختلف فیه و هو إمامي، ثقة ظاهراً
[4] . من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج4، ص3. (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود الرواة المهملین في سندها).
[7] . الجعفريات- الأشعثيات‌، کوفي‌، محمد بن اشعث، ج1، ص180. بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) عَنْ أَبِيهِ(ع) عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(ع) عَنْ أَبِيهِ(ع) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(ع)قَالَ: ... .
[8] . مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج13، ص110. (هذه الروایة مرفوعة و ضعیفة).
[13] . من یخبر بالأحوال المستقبلة. و قال بعض: العرّاف هو الذي یدّعي معرفة الشيء المسروق (مثلاً).
[14] . جمع رقیة؛ أي: العوذة التي یرقی بها صاحب الآفة.
[15] . أي: الخَرَز الذي یعلّق علی الإنسان أو الدابّة مخافة العین. و یقال: هي خرزة [أي: مهره] کانوا یعتقدون أنّها تمام الدواء و الشفاء.
[16] . مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج13، ص110. (هذه الروایة مرفوعة و ضعیفة).
[19] . مرّت في الصفحة: 904.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo