< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/07/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المقدمة-الوضع-انحصار إطلاق اللفظ وإرادة شخصه

في خصوص الوسيلة الإيجادية دون الوسيلة الحكائية

ما معنى الإيجاد والحكاية؟

فمثلاً: (زيدٌ لفظٌ) (زيدٌ ثلاثيٌ) تارة يقصد المتكلم حينما يتلفظ بلفظ (زيد) أنه يوجد ويحضر نفس لفظ زيد فهو قد أحضر وأوجد شخص لفظ (زيد) فهذه وسيلة إيجادية.

ثم بعد ذلك حكم على شخص لفظ (زيد) بأنه لفظٌ أو ثلاثي، فلفظ ثلاثي أو لفظ وسيلة حكائية إخبارية وأما إيجاد وإيراد شخص لفظ زيد فهو وسيلة إيجادية.

إذا اتضح أن إطلاق اللفظ وإرادة شخصه يتم بالوسيلة الإيجادية، لكن هل يتم أيضاً بالوسيلة الحكائية بحيث أنت حينما تقول (زيدٌ لفظٌ) تورد لفظ (زيد) وتقصد أن يحكي لفظ (زيد) عن شخص لفظ زيد؟

فإذا تمت الوسيلة الحكائية ثبت أن إطلاق اللفظ وإرادة شخصه كما يتم بالوسيلة الإيجادية يتم أيضاً بالوسيلة الحكائية، وإذا لم يثبت إطلاق اللفظ وإرادة شخصه بالوسيلة الحكائية يتعين أن تختص الوسيلة الإيجادية بإطلاق اللفظ وإرادة شخصه.

وسيتضح إن شاء الله تعالى أن الصحيح هو أن الوسيلة الإيجادية تتم بإطلاق اللفظ وإرادة شخصه دون الوسيلة الحكائية فهناك ما يمنع من استعمال الوسيلة الحكائية في إطلاق اللفظ وإرادة شخصه،

دلائل إن إطلاق اللفظ وإرادة شخصه تتم بالوسيلة الإيجادية

وقد ذكر البرهان على هذه الاستحالة وهو يرجع إلى وجهين أساسيين:

الوجه الأول لزوم اتحاد الدال والمدلول، وقد نقله صاحب الكفاية الشيخ محمد كاظم الخراساني، عن صاحب الفصول الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني.

يراجع كفاية الأصول، صفحة أربعة عشر، المقدمة، الأمر الرابع في صحة إطلاق اللفظ وإرادة نوعه.[1]

يراجع الفصول الغروية للشيخ محمد حسين الأصفهاني، صفحة اثنين وعشرين، السطر واحد وخمسين من النسخة الحجرية، فصلٌ القول في الوضع، إطلاق اللفظ وإرادة نوعه.[2]

مفاد الوجه الأول

فالوجه الأول مفاده لزوم اتحاد الدال والمدلول فالدال هو شخص لفظ زيد والمدلول هو شخص لفظ زيد، الحاكي هو نفس شخص لفظ زيد والمحكي هو نفس شخص لفظ زيد، فلزم اتحاد الدال والمدلول لزم اتحاد المستعمل والمستعمل فيه، لزم اتحاد الحاكي والمحكي.

فلو كان بابه باب الاستعمال أي استعمال اللفظ في معناه أي الوسيلة الحكائية يعني استعمل اللفظ للدلالة على نفس اللفظ فحينئذٍ يكون شخص اللفظ دالاً وكذلك شخص اللفظ مدلولاً والدال والمدلول معنيان متضايفان والتضايف من أقسام التقابل فلا يعقل اجتماعهما في شيء واحد.

وقد أجاب
المحقق الخراساني الشيخ محمد كاظم الخراساني في كفاية الأصول، صفحة أربعة عشر وخمسة عشر، المقدمة في إطلاق اللفظ وإرادة نوعه،[3] أجاب عن هذا الإشكال:

بأنه يكفي في المقام التغاير الاعتباري، فإنه وإن كان هناك اتحاد حقيقي بين الدال والمدلول وهو شخص نفس اللفظ لكن يوجد تغاير اعتباري وحيثي، فاللفظ من حيث كونه لفظاً صادراً من المتكلم يكون دالاً واللفظ من حيث كونه مراداً ومقصوداً يكون مدلولاً.

وقد حمل المحقق الأصفهاني هذه الإرادة الواردة في المدلول إذا أراد المدلول والمراد فقد حمل المحقق الأصفهاني مراد صاحب الكفاية من الإرادة في هذا المطلب على الإرادة التكوينية.

يراجع نهاية الدارية، الجزء الأول، صفحة ستة وسبعة وثلاثين، فصلٌ صحة إطلاق اللفظ وإرادة شخصه، وقال:

الإرادة التكوينية هي من مبادئ صدور الفعل الاختياري فإن كل فعلٍ اختياري يصدر عن الإرادة ويكشف عنها كشفاً إنياً.

يعني إن المعلول يكشف عن العلة فالإرادة علة والفعل الاختياري معلول فالفعل الاختياري الذي هو المعلول يكشف عن الإرادة التي هي علة (إن المعلول يكشف عن العلة) فكأنما صاحب الكفاية يقول:

إن اللفظ من حيث هو صادر من المتكلم يكون دالاً ومن حيث كون اللفظ كاشفاً عن الإرادة التكوينية للفاعل يكون مدلولاً.

ثم اعترض المحقق الأصفهاني على المحقق الخراساني صاحب الكفاية قائلاً:

إن بحثنا هو دلالة اللفظ على المعنى فنحن نبحث في عالم الألفاظ والدلالات اللفظية ولا نبحث في الدلالات العقلية.

ثم قال:

إن دلالة اللفظ على الإرادة دلالة عقلية من باب الكشف الإني وليس دلالة استعماليه لفظية، وكلامنا في الدلالة وتصحيح الدلالة اللفظية الاستعمالية لا الدلالة العقلية.

تحقيق المسألة:

تارة نتكلم في الكبرى وتارة نتكلم في الصغرى.

الأمر الأول الكلام في الصغرى.

والصحيح إن صاحب الكفاية ـ رحمه الله ـ لا يريد من الإرادة الإرادة التكوينية التي يكشف عنها عن طريق العقل بالبرهان الإني كما فهم المحقق الأصفهاني صاحب نهاية الدراية، بل إن صاحب الكفاية يقصد بالإرادة الإرادة التفهيمية الاستعمالية التي هي دلالة لفظية وليست دلالة عقلية.

والسرّ في ذلك:

إن صاحب الكفاية ـ رحمه الله ـ قال: (إن اللفظ دالٌ بلحاظ صدروه من فاعل كما أن اللفظ مدلولٌ) يعني إرادة اللفظ يعني إرادة تفهيم اللفظ يعني إرادة استعمال اللفظ فالمراد هو إرادة اللفظ التي هي إرادة تفهيميه إرادة استعماليه، فالصغرى تامة فكلام صاحب الكفاية ناظرٌ إلى الإرادة التفهيميه الاستعماليه التي هي إرادة لفظية وليس ناظراً إلى إرادة الفعل التي هي إرادة تكوينية كما فهمها صاحب نهاية الدارية.

إذاً صاحب الكفاية لا يريد من الإرادة الإرادة التكوينية ولو كان مراده من الإرادة الإرادة التكوينية لكان المورد من باب استعمال اللفظ في الإرادة ويكون المدلول هو الإرادة مع أن صاحب الكفاية كان بصدد بيان أن المدلول هو نفس شخص اللفظ وليس إرادة اللفظ.

أصلاً بحثنا في استعمال اللفظ في نفسه يعني الدال شخص اللفظ والمدلول شخص اللفظ فهنا حينما نقول: أطلق اللفظ فلفظ بلحاظ صدوره من فاعل هو دال، واللفظ بلحاظ إرادته هو مدلول، هنا المراد بلحاظ إرادة اللفظ الإرادة التكوينية أم الإرادة التفهيميه؟!! إرادة تفهيم اللفظ إرادة استعمال اللفظ.

فهذا شاهدٌ على أن صاحب الكفاية يريد بالإرادة الإرادة التفهيمية الاستعمالية لا الإرادة التكوينية، وبهذا يتحقق التغاير الاعتباري بين الدال والمدلول، وإن كان هناك اتحاد حقيقي بين الدال والمدلول.

هذا تمام الكلام في تنقيح الصغرى.

النقطة الثانية الكلام في الكبرى.

لكن يبقى أنه هل يكفي التغاير الاعتباري كما يقول صاحب الكفاية وإن كان هناك اتحاد حقيقي فهل التغاير الاعتباري يكفي في رفع محذور التقابل بين الدلال والمدلول أم لا؟!

والصحيح إن التغاير الاعتباري لا يكفي في رفع المحذور محذور التقابل بين الدال والمدلول، تقريب ذلك:

اقسام المتضايفين

إن المتضايفين على قسمين:

القسم الأول المتضايفان اللذان يوجد بينهما تعاند مفهومي ولا يوجد بينهما تعاند ذاتي، كمفهوم العالم والمعلوم.

فإن التعاند بين العالم والمعلوم إنما هو في عالم المفهوم لا في عالم الوجود فإن الذات قد تكون عالمة بنفسها فالذات عالم والذات أيضاً معلوم فالتغاير الحيثي والتغاير الاعتباري يكفي في المفهومين المتضايفين المتعاندين من ناحية المفهوم فقط إذا لم يكن بينهما تعاند ذاتي وحقيقي.

القسم الثاني المتضايفان اللذان يكون بينهما تعاندٌ حقيقي ذاتي وجودي خارجي كالعلة والمعلول فإن الشيء لا يعقل أن يكون علة لنفسه ومعلولاً لنفسه في نفس الوقت حتى لو اختلفت الحيثيات.

إذا إما تعاند مفهومي فقط أو تعاند حقيقي وذاتي، إذا تعاند مفهومي فيكفي التغاير الاعتباري كما يقول صاحب الكفاية، وإذا تغاير ذاتي لا يكفي التغاير الاعتباري.

فلنرجع إلى موطن بحثنا ما هو موطن بحثنا؟ الدال والمدلول، والدال والمدلول علة ومعلول لكن عالمها الذهن لا الخارج وفي عالم الذهن يوجد تعاند حقيقي وواقعي بين الدال والمدلول وبين العلة والمعلول ولكن بحسب عالم المفهوم لا بحسب عالم الوجود الخارجي فإن الدال علةٌ للوجود الذهني للمدلول وبذلك تحصل الدلالة فيكون التعاند بين الدال والمدلول وجودياً حقيقياً وليس مفهومياً فقط فيستحيل اجتماعهما حينئذٍ.

إذا التغاير الاعتباري الذي صوره صاحب الكفاية لرفع التنافي بين اجتماع الدال والمدلول محاولة غير موفقة، إذا الإشكال الأول لصاحب الفصول وهو لزوم اتحاد الدال والمدلول حقيقة وواقعاً تامٌ لا غبار عليه فلا يصح إطلاق اللفظ وإرادة شخصه بالوسيلة الحكائية.

الوجه الثاني لزوم اللحاظ الآلي والاستقلالي، وقد ذكر ذلك في تقريرات المحقق آقا ضياء الدين العراقي فلتراجع تقريراته الثلاثة:

التقرير الأول بدائع الأفكار، الشيخ محمد تقي البروجردي، الجزء الأول، صفحة ثمانية وثمانين تسعة وثمانين، في صحة أنحاء استعمال اللفظ في اللفظ.[4]

التقرير الثاني نهاية الأفكار، الميرزا هاشم الآملي، الجزء الأول، الميرزا هاشم الآملي، الجزء الأول، صفحة واحد وستين واثنين وستين، المقدمة الأمر السادس.[5]

التقرير الثالث منهاج الأصول، الشيخ محمد إبراهيم الكرباسي، الجزء الأول، صفحة أربعة وستين، الأمر الرابع في صحة إطلاق اللفظ وإرادة نوعه.[6]

تقريب الإشكال والوجه الثاني:

إن استعمال اللفظ في المعنى جعل اللفظ آلة للمعنى فيكون اللفظ ملحوظاً باللحاظ الآلي باعتبار أن اللفظ مرآة للمعنى ويكون اللفظ فانياً في المعنى، ويكون المعنى ملحوظاً باللحاظ الاستقلالي.

إذاً اللفظ يلحظ لغيره وهو المعنى والمعنى يلحظ لذاته.

إذاً في استعمال اللفظ في معناه يكون اللفظ قد لوحظ بما هو دال على المعنى أي يلحظ اللفظ باللحاظ الآلي والمرآتي لكن المعنى يلحظ باللحاظ الاستقلالي ويلحظ ذوبان وفناء اللفظ في المعنى بحيث ما تتوجه للفظ وإنما تتجه وتلتفت إلى المعنى.

وفي موطن بحثنا لو استعمل شخص لفظ زيد في شخص لفظ زيد لزم كون شخص لفظ زيد ملحوظٌ باللحاظ الآلي بما هو لفظٌ وملحوظٌ باللحاظ الاستقلالي بما هو معنى، مع أن اللحاظين متنافيين ويستحيل اجتماعهما في شيء واحد.

أعيد وأكرر الإشكال بما ذكر في الإشكال الأول والوجه الأول...

عندنا دال وعندنا مدلول في الاستخدامات العرفية تقول: (قحطان) عندنا دال وهو لفظ قحطان وعندنا مدلول وهو معنى شخص قحطان، هنا في الاستدلال انفصل اللحاظان المستعمل لحظ لفظ (قحطان) بما هو آلة للدلالة على معنى قحطان فاستعمال اللفظ أخذ باللحاظ الآلي والمعنى معنى شخص قحطان ملحوظ باللحاظ الاستقلالي.

إذاً عندنا دال وهو لفظ قحطان استعمل باللحاظ الآلي وعندنا المدلول وهو معنى قحطان ولا تقل لفظ قحطان معنى قحطان هذا أخذ باللحاظ الاستقلالي هنا لا يوجد اجتماع بين اللحاظين لأن اللحاظ الآلي للفظ واللحاظ الاستقلالي للمعنى، اللحاظ الآلي للدال واللحاظ الاستقلالي للمدلول وهناك تغاير بين الدلال والمدلول تغاير بين اللفظ والمعنى، فاللحاظ الآلي أخذ في لفظ قحطان وعدنان وزعلان واللحاظ الاستقلالي هو لمعنى قحطان وعدنان وعطية وكاظم وصباح.

موطن البحث

نأتي إلى موطن بحثنا.. ما هو الدال؟ لفظ زيد، ما هو المدلول؟ نفس شخص لفظ زيد.

ما هو الملحوظ باللحاظ الآلي يعني اللفظ الذي تذكره لكي تورد معناه؟ يعني تعتبره جسر إلى معناه، ما هو الملحوظ باللحاظ الآلي؟

شخص لفظ زيد، هذا إذا تلحظ الدال الذي هو اللفظ.

إذا تلحظ المعنى الذي هو المدلول نحن ندرس الآن المعنى الحكائي الوسيلة الحكائية فالحاكي لفظ زيد والمحكي نفس لفظ زيد يعني المعنى نفس لفظ زيد صار الحاكي يؤخذ باللحاظ المرآتي والمحكي الذي هو المدلول يأخذ باللحاظ الاستقلالي فلزم اتحاد اللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي.

ما الفارق بين الوجه الأول والوجه الثاني؟

الوجه الأول لاحظ لاتحاد الدال والمدلول اتحاد العلة والمعلول، هنا ناظر لاتحاد لحاظين.

وتحقيق الكلام:

هذا يعتمد على المبنى المتخذ في دلالة اللفظ على معناه، هل هو بنحو العلامية أم هو بنحو المرآتية والفنائية؟

اللحاظ الأول أن نبني على أن استعمال اللفظ من باب العلامية لا المرآتية فاللفظ والمعنى ذو العلامة وكلٌ منهما قابلٌ للحاظ الاستقلالي ثم ينتقل من أحدهما إلى الآخر مثل النظر إلى إشارة المرور في الدلالة على وجود عشرة فراسخ قادمة.

فإن بنينا على هذا الوجه وهو مبنى العلامية يعني توجد اثنينه لا يوجد شيء واحد يوجد علامة ويوجد ذو العلامة ولا يوجد فناء واندكاك،

فإذا بنينا على مبنى العلامية فلا وجه لهذا الإشكال لأن هذا الإشكال مبني على أن يكون اللفظ ملحوظاً باللحاظ الآلي في مقام الاستعمال ونحن ننفي أن يلحظ باللحاظ الآلي يلحاظ باللحاظ الاستقلالي أنت مستقلاً تلحظ هذه جمجمة وعظمين تلحظها باللحاظ الاستقلالي لا تلحظها باللحاظ الآلي وتنتقل إلى معنى وجود الخطر إذا وضع صورة الجمجمة والعظمين على محطة كهرباء فهنا لا يوجد اللحاظ المرآتي يوجد اللحاظ الاستقلالي بعد لا يلزم اجتماع اللحاظ الآلي والاستقلالي لكن المستشكل لم يكن يلحظ مبنى العلامية بل كان يلحظ مبنى المرآتية أي اللفظ مرآة للمعنى أي اللفظ فانٍ في المعنى.

نقول حتى على هذا لا تصل النوبة إلى إشكال لزوم اجتماع اللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي لأن إطلاق اللفظ كـ (زيد) وإرادة شخصه لا يكون مستحيلاً من باب اجتماع اللحاظين اللحاظ الآلي والاستقلالي بل تتعين استحالته قبل أن تصل النوبة لاجتماع اللحاظ الآلي والاستقلالي، لأن اللحاظ الآلي يستدعي اثنينه يعني عن[دنا آلة وذو الآلة وهنا لا توجد اثنينه فالآلية غير معقولة بنفسها بقطع النظر عن محذور اجتماع اللحاظ الآلي واللحاظ الاستقلالي، نعم لو قيل اللفظ ملحوظ آلة لمعنى وملحوظ في نفسه أيضاً لتم، أما لو لوحظ اللفظ آلة لنفس فاللحاظ الآلي لنفسه غير متعقل يعني غير متصور.

اللحاظ الثاني اللحاظ الآلي يعني في اثنينه آلة وذو الآلة، هنا إذا قلت: ألحظ شخص اللفظ آلة لشخص اللفظ شخص اللفظ شيء واحد فلا يتعقل ولا يتصور تحقق اللحاظ الآلي بالنسبة لشخص نفس اللفظ فلا تصل النوبة إلى اجتماع الآلي مع اللحاظ الاستقلالي فكان الأحسن صياغة الإشكال بناءً على آلية الاستعمال أن يكون هكذا:

أنه إن اللفظ ملحوظ آلة لمعنى وملحوظ في نفسه أيضاً.

الخلاصة اتضح خلاصة ما تقدم في الإطلاق الإيجادي الخلاصة والذبدة:

إن استعمال اللفظ وإرادة شخصه من صغريات الوسيلة الإيجادية فقط دون الوسيلة الحكائية، كما أن استعمال اللفظ وإرادة نوعه وصنفه ومثله من صغريات الوسيلة الحكائية فقط دون الوسيلة الإيجادية خلافاً للسيد الخوئي ـ رحمه الله ـ .

هذه المطالب مطالب اليوم كلها موجودة في محاضرات في أصول الفقه للسيد الخوئي، الجزء ثلاثة وأربعين من موسوعة الإمام الخوئي، صفحة مئة وثمانية إلى مئة وعشرة،[7] وموجودة في التقريرات المختلفة للشهيد الصدر مثل تقرير السيد محمود الهاشمي بحوث في علم الأصول، الجزء الأول، صفحة مئة وثلاثة وأربعين ومئة وخمسة وأربعين.[8]

بحث اليوم استعمال اللفظ في شخص لفظه صفحة مئة وخمسة وأربعين.

وموجود أيضاً في تقرير السيد كاظم الحائري مباحث الأصول، الجزء الأول، صفحة مئتين وواحد وأربعين[9] .

وموجود أيضاً في تقرير الشيخ حسن عبد الساتر بحوث في علم الأصول، الجزء الثاني، صفحة مئة وتسعة وسبعين إلى مئة وثلاثة وثمانين.[10]

وموجود أيضاً في تقريرات الشهيد الصدر الثاني محاضرات في علم أصول الفقه، الجزء الأول، صفحة ثلاثمئة وسبعة وعشرين إلى ثلاثمئة وواحد وثلاثين.

هذا تمام الكلام في الأمر الرابع الإطلاق الإيجادي، الأمر الخامس تبعية الدلالة للإرادة يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo