< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/06/05

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع:تقريب المشهور للمسلك الثالث

تقريب المشهور للمسلك الثالث

ومفاد المسلك الثالث هو وجود تباينٍ في المعنى ذاتاً بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي لكن ذكر المشهور وجوهاً متعدد أبرزها ثلاثة:

الأول للميرزا النائيني والثاني للمحقق الأصفهاني والثالث للسيد الخوئي.

ومع التأمل في المراحل الخمسة التي ذكرها الشهيد الصدر ـ أعلى الله في الخلد مقامه ـ يتضح أن الخلاف بين الأعلام الثلاثة ليس إلا في الصياغة فهو خلافٌ في مجرد اصطلاحات وألفاظ وإن كانوا قد اتفقوا في المعنى وهو التباين الذاتي بين معنى الحرف ومعنى الاسم لذلك نتطرق إلى هذه الوجوه الثلاثة:

الوجه الأول ما نسب إلى المحقق النائيني ـ قدس الله نفسه الزكية ـ يرى المحقق النائيني ـ رحمه الله ـ أن المعاني الحرفية متميزة ذاتاً عن المعاني الاسميه لأنها عبارة عن واقع الربط وحقيقته.

يراجع فوائد الأصول للكاظمي الجزء الأول من صفحة أربعة وثلاثين إلى ثلاثة وأربعين المقدمة، ويراجع أجود التقريرات للسيد الخوئي الجزء الأول من صفحة أربعة عشر إلى صفحة خمسة عشر.

وقد بين السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ مراد أستاذه الميرزا النائيني بما مفاده إن الميرزا النائيني يرى أن ما بإزاء الحرف في قولنا (النار في الموقد) عبارة عن الربط الكلامي بين لفظ النار ولفظ الموقد فهذا فردٌ من الربط وهو مدلول الحرف ومن هنا كان الحرف إيجادياً في نظر المحقق النائيني.

يراجع محاضرات في أصول الفقه للسيد الخوئي الجزء الأول من صفحة ثلاثة وستين إلى صفحة خمسة وستين.

وقد قيل في تفسير إيجادية الميرزا النائيني إن كلمة (في) هي التي أوجدت هذا الربط الكلامي ولولا لفظت (في) في قولنا (النار في الموقد) لما تحقق الربط بين كلمة النار وكلمة الموقد.

وقد قال السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ في توضيح برهان المحقق النائيني أنه يرى أن المعاني على قسمين: إخطارية وإيجادية.

يراجع فوائد الأصول الكاظمي الجزء الأول صفحة سبعة وثلاثين، وأجود التقريرات للسيد الخوئي الجزء الأول صفحة ثمانية عشر.

ولا يعقل أن يكون المعنى الحرفي إخطارياً فيتعين أن يكون إيجادياً وفسرت الإخطارية بأن يكون للفظ معاً قابلاً للحاظ الاستقلالي قبل التكلم والإيجادية بأن يكون الحرف موجداً للربط في مرحلة الكلام.

إذاً يرى الميرزا النائيني أن المعاني الاسميه معاني إخطارية والمعاني الحرفية معاني إيجادية ومراده من المعاني الاسميه أن المعنى قابلٌ للحاظ الاستقلالي ومراده من إيجادية الحروف أن الحروف توجد الربط بين الكلمات في الكلام.

وناقشه تلميذه الوفي سيد أستاذتنا السيد أبو القاسم الخوئي ـ رحمه الله ـ فاعترض السيد الخوئي أولاً على دعوى ومدعى الميرزا النائيني واعترض ثانياً على دليل الميرزا النائيني وبرهانه، إذاً يوجد اعتراضان للسيد الخوئي:

الاعتراض الأول الاعتراض على مدعى الميرزا النائيني.

الاعتراض الثاني الاعتراض على برهان الميرزا النائيني.

أما الاعتراض الأول وهو اعتراض السيد الخوئي على مدعى الميرزا النائيني فقد ذكر السيد الخوئي وفسر مراد أستاذه الميرزا النائيني من إيجادية الحروف بأن لفظ (في) في قولنا (النار في الموقد) هي التي أوجدت الربط بين لفظ النار ولفظ الموقد دون أن يكون لمعنى (في) معنى سابق قبل إيجاد الربط في الكلام.

واعترض عليه السيد الخوئي قائلاً بأن حرف (في) وإن أوجدت الربط الكلامي لكنها لم توجده بمعجزة بل لأن لفظ (في) له معنى سابق قبل مرحلة إيجاد الربط بين لفظ النار ولفظ الموقد.

إذاً لفظ (في) انعكاس لربط في عالم قبلي سابق على الكلام وتكون دلالة الحرف على المعنى في ذلك العالم القبلي منشأ لإيجاد الحرف للربط في عالم الكلام والاستعمال.

واضح إن شاء الله إشكال السيد الخوئي.

فيا أيها النائيني إن أردت من إيجادت الحروف أن الحرف يعمل على إيجاد الربط الكلامي فنحن نسلم أن الحرف يربط الكلام لكنه لا يربط الكلام من دون وجود معنى سابق للحرف، إذاً يوجد معنى سابق للحرف هو الذي أوجب ربط الحرف للكلام فيما بعد.

وفيه إنه لو كان مراد الميرزا النائيني ما أفاده السيد الخوئي من أن معنى الحرف هو إيجاد الربط في الكلام فما أفاده السيد الخوئي من إشكال تامٌ بلا شكّ ولا ريب فيكون جواب السيد الخوئي في غاية المتانة والصحة، لكننا نستبعد جداً والله اعلم كما تقرير الشهيد الصدر الثاني محاضرات في علم أصول الفقه الجزء الأول صفحة مئتين وخمسة وأربعين، وأيضاً تقرير السيد محمود الهاشمي بحوث في علم الأصول الجزء الأول صفحة مئتين وثلاثة وأربعين، وأيضاً تقرير السيد كاظم الحائري مباحث الأصول الجزء الأول صفحة مئة وستة وأربعين، وأيضاً تقرير الشيخ حسن عبد الساتر الجزء الثاني صفحة مئة وسبعة عشر.

لكننا نستبعد أن الميرزا النائيني قد أراد هذا المعنى واضح البطلان بحيث يتخيل بأن هناك ربطاً مستقلا للكلام بحيث أن هذا الربط من منشأت الحرف وموجوداته.

يقول الشهيد الصدر:

ومن المظنون أن الميرزا لا يقول بإيجادية الحروف بل بإيجادية المعاني الحرفية فإن المعنى الحرفي الموجود في ذهن المتكلم حال الاستعمال إيجادي فالميرزا النائيني وإن كان قد عبر بأنه يوجد الربط في عالم الكلام إلا أن مراده مدلول الكلام لا نفس ألفاظ الكلام بما هي أصوات وألفاظ.

إذاً معنى كلام الميرزا النائيني أن الحرف ليس له تقرر ماهوي في مرحلة تسبق الوجود بخلاف الاسم الذي له تقرر ماهوي في مرحلة تسبق الوجود فلفظ النار ولا تقل لفظ النار بل قل مفهوم ومعنى النار لأن كلامنا في المعاني لا الألفاظ معنى النار له تقرر ماهوي قبل مرحلة الوجود ذهناً فمن هنا يمكن أن تقول (النار موجودة، والنار غير موجودة) بخلاف معنى الظرفية ومعنى الربط بين النار وبين الموقد ونسبة النار إلى الموقد إذ أن هذه النسبة قائمة بطرفيها وقبل وجود الطرفين في الذهن لا وجود لها.

إذاً لا يوجد تقرر ماهوي للنسبة التي هي معنى حرفي فمراد الميرزا النائيني من الربط ليس الربط بين الألفاظ التي هي حروف بل الربط بين المعاني الاسميه فحينما يقول الميرزا النائيني إن معنى الحرف إيجادي أي إيجاد الربط بين المعاني الذهنية في الذهن أي أن الربط والنسبة ليس لها تقرر ماهوي يسبق مرحلة الوجود فقبل وجود الطرفين في الذهن وهما النار والموقد في المثال لا وجود للربط ولا واقع للربط ولا ماهية للربط فإذا وجود مفهوم النار أولاً ومفهوم الموقد ثانياً وجدت النسبة فبوجد النسبة تثبت ماهية النسبة إذاً ماهية النسبة وماهية الربط في طول وجود واقع النسبة وواقع الربط هذا هو مراد الميرزا النائيني وليس مراده أن لفظة (في) تربط بين لفظ النار وبين لفظ الموقد.

ليس مراد الميرزا النائيني الربط أي الربط بين الألفاظ بل مراد الميرزا النائيني من الربط الربط بين المفاهيم والمعاني فإيجادية الربط ليس إيجادية الربط بين الألفاظ عند استعمال الحروف كما فهم السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ بل مراد الميرزا النائيني من الإيجادية أن الحرف يوجد واقع الربط بين المعاني الاسميه الاستقلاليه.

إذاً الاعتراض الأول للسيد الخوئي ليس بتام ومعنى إيجادية الحروف الذي ذكره الميرزا النائيني يفهم مما قلناه في الأركان الثلاثة التي أهمها الركن الثاني وهو أن المعنى الحرفي سنخ معنى يكون تقرره الماهوي في طول عالم الوجود وأما المفهوم الاسمي فيكون له تقرر ماهوي بقطع النظر عن عالم الوجود فتمام النكته في التقرر الماهوي فالمعنى الاسمي له تقرر ماهوي يسبق مرحلة الوجود ذهناً وإن كانت الماهية والوجود مندكان خارجاً وواحد في الخارج بينما المعنى الحرفي ليس له تقرر ماهوي يسبق مرحلة الوجود ذهناً بل ثبوت الماهية للمعنى الحرفي في طول وجود المعنى الحرفي ذهناً وهذا معنى دقيق لا يحتمل أن يرفضه الأستاذ سيد أساتذتنا السيد أبو القاسم الخوئي ـ رحمه الله ـ .

فإن هذا المعنى ينساق من المقدمات الخمس التي طرحها الشهيد الصدر وأبدع فيها ـ قدس الله نفسه الزكية ـ .

هذا تمام الكلام في بيان الاعتراض الأول للسيد الخوئي وردّه، هذا الاعتراض الأول للسيد الخوئي على نفس دعوى الميرزا النائيني فنقول إشكالك يا سيدنا بما صورته وما صورته ليس بصحيح، ليس مراد الميرزا النائيني من الربط الربط من الكلام بين الألفاظ بل المراد بالربط يعني إيجاد الربط بين المفاهيم والمعنى الحرفي إيجادي يعني ليس له تقرر ماهوي بل كينونيته وماهيته فرع وجود النسبة الرابطة بين المعاني الاسميه.

كلام واضح أم لا؟!

الاعتراض الثاني للسيد الخوئي اعتراضه على برهان الميرزا النائيني.

وحاصله أن الميرزا النائيني أفاد أن القسمة حاصره فإما أن يكون المعنى إيجادياً وإما أن يكون إخطارياً ولا ثالث في البين وأشكل عليه السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ بأن هناك صورة ثالثة إذ أن مراد الميرزا النائيني من الإخطارية حسب ما فهم السيد الخوئي هو أن يلحظ الاسم باللحاظ الاستقلالي كما أن معنى الحرف إيجادي كما يرى الميرزا النائيني وقد فهم السيد الخوئي من الإيجادية إيجاد الربط بين الألفاظ.

فأشكل السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ قائلاً بأن قسمة المعنى الإيجادي والإخطاري غير حاصرة بل هناك شقّ ثالث وهو أن يكون للحرف معنى ثابت قبل مرحلة الكلام ويكون الكلام حاكياً عنه فلا يكون إيجادياً لأنه تبعي تابعٌ فلا يكون إيجادياً ولكن ذاك المعنى لا يقبل اللحاظ الاستقلالي فلا يكون إخطارياً.

خلاصة إشكال السيد الخوئي يقول لو كان للحرف معنى يسبق مرحلة الكلام وهذا المعنى السابق لم يلحظ باللحاظ الاستقلالي إذاً هذا المعنى ليس إخطارياً لأنه لم يلحظ بالاستقلال كما أن هذا المعنى ليس إيجادياً لأن دوره ليس هو دور الربط وإنما دوره دور الحكاية عن المعنى السابق.

إذاً وجد عندنا حرفٌ هذا الحرف لم يوجد الربط بل دوره دور الحكاية عن معنى سابق فإذاً ليس بإيجادي لأنه لم يوجد الربط وإنما حكى عن معنى سابق كان دوره دور الحكاية وليس دوره دور ماذا؟ الربط فهو إذا هذا الحرف ليس إيجادياً لأنه لم يوجد الربط في الكلام.

كما إنه ليس إخطارياً لأنه وإن حكى عن معنى سابق لكن المعنى السابق لم يلحظ بالاستقلال وملاك المعنى الاسمي والإخطاري هو لحاظه بالاستقلال.

إذاً عندنا شقّ ثالث للإخطارية والإيجادية وهي أن يكون الحرف حاكياً عن معنى سابق غير ملحوظ باللحاظ الاستقلالي فهذا الحرف ليس إيجادياً لأنه لم يوجد الربط وليس استقلالياً إخطارياً لأنه لم يلحظ المعنى السابق بالاستقلال.

واضح إن شاء الله؟!

يقول الشهيد الصدر في تقرير السيد كاظم الحائري الجزء الأول مباحث الأصول صفحة مئة وسبعة وأربعين:

أقول من البعيد جداً أن يكون مدعى المحقق النائيني أن الحرف يوجد الربط في عالم اللفظ من دون وجود ما بإزاء غير الربط الحاصل في مرحلة الكلام فإن هذا واضح البطلان.

يا أخي يا أخي سيدنا الخوئي من قال إن مراد الميرزا النائيني من المعنى الإخطاري هو المعنى الذي يلحظ بالاستقلال هذا أول الكلام؟! ومن قال إن مراد الميرزا النائيني من الإيجادية هي عبارة عن إيجاد الربط بين الألفاظ حتى تأتي بصورة ثالثة برزخية بين الإخطارية والإيجادية؟! بل المراد مراد الميرزا النائيني من الإخطارية أن المعنى الاسمي له تقرر ماهوي قبل مرحلة الوجود ذهناً وأن المعنى الحرفي إيجادي أي ليس له تقرر ماهوي قبل مرحلة الوجود بل التقرر الماهوي للحرف في طول مرحلة الوجود.

وعليه لا توجد صورة ثالثة إما يوجد تقرر ماهوي أو لا يوجد تقرر ماهوي، فقبل مرحلة الوجود ذهناً إما يوجد تقرر ماهوي وهذا واضح في المعنى الاسمي وإما لا يوجد تقرر ماهوي وهذا واضح في المعنى الحرفي.

أقول الحقّ والإنصاف لقد صال وجال الشهيد الصدر وأبدع وأتقن في مناقشة أستاذه السيد الخوئي ونصرة شيخ أستاذه الميرزا النائيني فإذا رجعنا إلى كلمات الميرزا النائيني في فوائد الأصول وأجود التقريرات نجد ما استظهره الشهيد الصدر لإخطارة وإيجادية الميرزا النائيني تامةٌ بلا إشكال خصوصاً نصّ الميرزا النائيني في فوائد الأصول تقرير الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني الجزء الأول صفحة ستة وثلاثين وسبعة وثلاثين أقرأ لكم النصّ لاحظ الدقة.. أولاً نقرأ موطن بحثنا حتى لا نضيع الوقت صفحة سبعة وثلاثين لاحظّ تفسير الميرزا النائيني للإخطارية والإيجادية تماماً لا كما قال الشهيد الصدر من المظنون بل من المقطوع أنه يرى التقرر الماهوي وعدم التقرر الماهوي صفحة سبعة وثلاثين:

الأمر الثاني لا إشكال في أن المعاني المراده من الألفاظ على قسمين:

منها ما تكون إخطارية ومنها ما تكون إيجادية.

أما الأولى فـ ـكمعاني الأسماء حيث أن استعمال ألفاظها في معانيها يوجب إخطار معانيها في ذهن السامع واستحضارها لديه، والسرّ في ذلك هو ما ذكرناه من أن المفاهيم الاسميه لها نحو تقررٍ وثبوت في وعاء العقل الذي هو وعاء الإدراك فيكون استعمال ألفاظها موجب لإخطار تلك المعاني في الذهن.

وأما الثانية فـ ـكمعاني الحروف حيث إن استعمال ألفاظها موجبٌ لإيجاد معانيها من دون أن يكون لمعانيها نحو تقرر وثبوت مع قطع النظر عن الاستعمال بل توجد في موطن الاستعمال.

كلامه صريح أولاً ماذا قال؟ موجبٌ لإيجاد معنيها من دون أن يكون لمعانيها نحو تقرر وثبوت إذاً الميرزا النائيني واضح أنه ناظر إلى إيجاد الربط بين المعاني لا الألفاظ.

وهذا واضح مما قدمه صفحة ستة وثلاثين فوائد الأصول الجزء الأول، قال:

والحاصل إن المراد من كون المعنى الاسمي قائماً بنفسه هو أن للمعنى نحو تقرر وثبوت في وعاء العقل سواء كان هناك لافظ ومستعمل أو لم يكن، وسواء كان واضع أم لم يكن، كـمعاني الأسماء من الأجناس والأعلام.

ثم يقول:

وأما معنى قولهم إن الحرف ما دلّ على معنى في غيره أو قائم بغيره فالمراد منه هو أن المعنى الحرفي ليس له نحو تقرر وثبوت في حدّ نفسه بل معناه قائمٌ بغيره لا بمعنى أنه ليس له معنى كما أشكل السيد الخوئي.

كما توهمه من قال إنه ليس للحروف معنى بل هي علامات صرفه بل بمعنى أن معناه ليس قائماً بنفسه وبهوية ذاته بل قائمٌ بغيره نظير قيام العرض بمعروضه.

إذاً كلام الميرزا النائيني في تقرير الكاظمي فوائد الأصول صريح لا غبار عليه وليس بمظنون بل قطعي، نعم ما ذكره في أجود التقريرات السيد الخوئي الكلام ظاهر لكن قد يوهم.

قال الميرزا النائيني في أجود التقريرات تقرير السيد الخوئي الجزء الأول تحقيق مؤسسة صاحب الأمر صفحة سبعة وعشرين:

الخامس أن الحروف بأجمعها معانيها إيجادية نسبيه كانت أو غيرها فإنها لم توضع إلا لأجل إيجاد الربط بين مفهومين لا ربط بينهما.

حتى الكلام هنا الربط بين مفهومين لا الربط بين لفظين كـ لفظ زيد والدار فـكلمة (في) هي الرابطة بينهما في مقام الاستعمال فالموجد للربط الكلامي هو الحرف ولا منافاة بين كون المعاني الحرفية إيجادية وأن تكون للنسبة الحقيقية واقعية وخارجية قد تطابق النسبة الكلامية وقد تخالفها.

هنا السيد الخوئي علق قائلاً صفحة سبعة وعشرين:

لا إشكال في تحقق الربط في الكلام بواسطة الحروف وأنه لولاها لما كانت الجملات مربوطة إلا أن الربط المزبور من جهة دلالتها على معانيها التي وضعت لها والكلام فعلاً في تعيين تلك المفاهيم التي بوجود الدال عليها يكون الكلام بعضه مربوطاً ببعض فالقول بأن الحروف موضوعه لإيجاد الربط الكلامي لا يرجع إلى محصل.

من قال إنه نظر الميرزا النائيني إيجاد الربط الكلامي إيجاد الربط المفهومي.

إذاً ما أفاده الشهيد الصدر في استظهار معنى الإيجادية والإخطارية للميرزا النائيني بمعنى أن يكون للاسم تقرر ماهوي يسبق مرحلة الوجود وأن لا يكون للحرف تقرر ماهوي يسبق مرحلة الوجود تامٌ لا غبار عليه.

إن شاء القول الثاني الوجه الثاني وجه المحقق الأصفهاني يأتي عليه الكلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo