< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/05/25

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الكلام من المرحلة الثالثة إكمالاً للمراحل الخمسة

المرحلة الثالثة توجد عندنا ثلاث نسب في ثلاثة أوعية وهي الخارج وذهن المتكلم وذهن السامع فمثلاً حينما نقول (النار في الموقد) توجد عندنا نسب ثلاث:

الأولى النسبة بين النار الخارجية والموقد الخارجي في وعاء الخارج.

الثانية النسبة بين النار الذهنية والموقد الذهني في وعاء ذهن المتكلم.

الثالثة النسبة بين النار الذهنية والموقد الذهني في وعاء ذهن السامع.

فهل يوجد بين هذه النسب جامع ذاتي أو لا؟

قد يتراءى وجود جامع ذاتي بين هذه النسب الثلاث وهو مفهوم النسبة.

والصحيح إن مفهوم النسبة جامع عرضي وليس جامعاً ذاتياً فهو من قبيل عنوان أحدها أو عنوان الشيء ونحو ذلك فهو جامع عرضي وليس جامعاً ذاتياً.

والبحث في المرحلة الثالثة التي سننفي فيها وجود جامع ذاتي بين النسب الثلاث بل يوجد جامع عرضي وكذلك البحث في المرحلة الرابعة التي سنثبت فيها أن المعنى الحرفي ليس له تقرر ماهوي بخلاف المعنى الذي له تقرر ماهوي.

يعني المعنى الحرفي ليس له تقرر ماهوي قبل مرتبة الوجود بينما المعنى الاسمي له تقرر ماهوي قبل الوجود هذان البحثان في المرحلة الثالثة والمرحلة الرابعة يستفادان من كلام المحقق المدقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمباني في كتابه الأصول على النهج الحديث صفحة خمسة وعشرين.

يقولون عن المحقق الأصفهاني فقهه أصول وأصوله معقول ومعقوله لا معقول إن شاء الله تتعقلون ما سنذكره.

أنه لا يوجد جامع ذاتي.

هذه المراحل الخمسة متتالية إذا أثبتنا المراحل الخمسة سيثبت الشهيد الصدر ـ رضوان الله عليه ـ أن بيان الميرزا النائيني الأول وبيان المحقق الأصفهاني الثاني وبيان السيد الخوي الثالث للمسلك الثالث وهو مسلك التباين الماهوي بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي سيثبت الشهيد الصدر من خلال هذه المراحل الخمسة أنه لا يوجد اختلاف حقيقي بين آراء الأعلام الثلاثة.

وأن ما ذكره السيد الخوئي والشيخ الأصفهاني والشيخ النائيني مجرد اختلاف في الصياغة خلنا نتكلم وياكم كلام مبسط كلام گذار خانى حتى لا يصير صعب عليكم الدرس.

هذه المرحلة الثالثة ماذا نستفيد منها؟ إذا أثبتنا أنه لا يوجد جامع ذاتي بين النسب يعني لا يوجد جامع بين المعنى والمعنى الحرفي، يعني يوجد تباين ماهوي بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي.

اتضح جواب سؤالك؟

جامع ذاتي للنسب..

الآن تكلمنا نسبة في الخارج ونسبة في الذهن والنسبة التي في الذهن نسبة في المتكلم والسامع فإذا نفس هذا النسب التي هي معاني حرفية شخوصها يوجد بينها تباين فمن باب أولى يوجد تباين بين شخوص المعاني الحرفية وشخوص المعاني الاسمية عجلة نكنيد قبل ما نبين خلتنا الآن خلص الدرس الزبدة من الدرس وضحناها.

أي بس أهم شي تفهمون... الذي يقرأ تقرير السيد كاظم الحائري يجزم أن السيد كاظم الحائري فاهم العلم هاضم العلم، بعض الطلبة يتمتم بكلمات لكن مو فاهم حافظ مصطلحات لكن غير فاهم.

يعني إذا تراجع تقرير الشهيد الصدر الثاني وتقرير الشيخ حسن عبد الساتر تجد تطابق كبير بينهما لكن تقرير الشيخ حسن عبد الساتر موسع وتقرير الصدر الثاني مختصر بالنسبة له لكن تقرير السيد كاظم والسيد محمود يختلفان تقرير سيد محمود أوجز التقارير الأربعة ومغلق وقد لا تفهمه إلا إذا قرأت تقرير الشيخ حسن عبد الساتر أو تقرير السيد كاظم الحائري.

ولكن تقرير السيد كاظم الحائري بعض الكلمات منه هو توضيحية وتكشف عن فهمه العميق للعلم لأن السيد كاظم الحائري لم يحضر درس الشهيد الصدر إلا وهو مجتهد.

السيد كاظم الحائري حضر عند زوج خالته آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي والد السيد محمد الشاهرودي ولد المرجع والد السيد حسين شاهرودي والد السيد علي الشاهرودي الذي السيد محمود الهاشمي الشاهرودي ماخذ بنت السيد علي.

يعني يصير جدّ زوجته وهذا يصير زوج خالة السيد كاظم الحائري حضر عنده ستة عشر سنة يقول السيد كاظم الحائري:

وسمعنا أنه أكو فد سيد صغيرون يدرس العلم قالوا عنده فرد شي وهو السيد محمد باقر الصدر يقول فحضرت عنده شفت يابه البساتين هواية لكن هاي البستان بستان مختلف متميز يقول فحينما حضر عند الشهيد الصادق لم أستطع أن احضر عند غيره خوب.

بحثنا الآن لذلك أنا سنين حضرت السيد كاظم الحائري ما أشوف يوم ذكر في درسه رأيي للسيد محمود الهاشمي للسيد محمود الشاهرودي إلا للسيد الصدر.

إذا الخلاصة عندنا نسبة خارجية ونسبة ذهنية في ذهن السامع ونسبة ذهنية في ذهن المتكلم وهذه النسب الثلاث الذهنية والخارجية ليس بينها جامع ذاتي بل يوجد بينها جامع عرضي كعنوان الشيء أو عنوان أحدها أو عنوان مفهوم النسبة.

ولكي نثبت أنه ليس بينها جامع ذاتي نأتي بثلاث كلمات:

الكلمة الأولى كيف نحصل على الجامع الذاتي؟

والجواب بإلغاء ما به الامتياز وإبقاء ما به الاشتراك من المقومات الذاتية إما المقومات لتمام الذات كعنوان الحيوانية الناطقية أو بعض الذاتيات كإبقاء عنوان الحيوان أو إبقاء عنوان الناطق، فنحن نجرد زيد وعبيد وكاظم وكنعان وعدنان من ما به الافتراق كالبياض والسواد والطول والعرض، فلكي نحصل على الجامع الذاتي لا بد من تقشير الماهية.

فالجامع الذاتي عبارة عن تقشير الماهية وإلغاء ما به الامتياز والافتراق وإبقاء ما الاشتراك من الأمور المقومة للذات.

هذا تمام الكلام في المقدمة الأولى المقدمة الأولى أو الكلمة الأولى مفادها كيفية انتزاع الجامع الذاتي؟

بإلغاء ما بهن الامتياز والاختصاص وإبقاء ما به اشتراك مما هو داخل في تمام الذات أو جزء الذات من الذاتيات.

الكلمة الثانية هذه النسب الثلاثة لها شخوص فعندنا شخص النار الخارجية وشخص الموقد الخارجي وشخص نسبة النار إلى الموقد الخارجي وأيضاً النار في الموقد في ذهن المتكلم يوجد شخص للنار الذهنية عند المتكلم وشخص للموقد الذهني عند المتكلم وشخص لنسبة النار إلى الموقد في ذهن المتكلم.

وهكذا عندنا شخوص ثلاثة للنار الموقدية في ذهن السامع فعندنا شخص نار ذهنية في ذهن السامع وشخص موقد ذهني في ذهن السامع وشخص نسبة النار إلى الموقد في ذهن السامع أيضاً.

إذاً مفاد الكلمة الثانية إن كل نسبة من هذه النسب الثلاث لها مقوماتها الذاتية المقومة لها وهي تختلف عن المقومات الذاتية للنسب الأخرى لأن كل نسبة من النسب تتقوم بطرفيها فنسبة النار إلى الموقد في ذهن المتكلم قوامها شخص النار الذهنية وشخص الموقد الذهني في ذهن المتكلم، ونسبة النار إلى الموقد الخارجي قوامها نسبة النار إلى الموقد المتقومة بشخص النار الخارجية وشخص الموقد الخارجي.

وهكذا شخص النسبة في النار الموقدية في ذهن السامع هذه النسبة قوامها طرفان النار الذهنية في ذهن السامع وشخص الموقد في ذهن السامع أيضاً.

إذا فكل واحد من هذه النسب الثلاث متقوم بطرفين والأطراف يعني والطرفان في النار الذهنية في النار الموقدية الخارجية تختلف عن الطرفين في النار الذهنية لدى السامع وتختلف عن الطرفين في النار الذهنية لدى المتكلم، ووجود النسبة بوجود طرفيها.

إذا وجود بالنسبة الخارجية يختلف عن وجود النسبة الذهنية لدى المتكلم ويختلف عن وجود النسبة الذهنية لدى السامع.

إلى هنا إلى هنا أثبتنا أن وجود النسب الثلاث متباين ومتغاير إذ أن قوام النسبة بقوام طرفيها وشخص الطرفين في النسب الثلاث يختلف من كل نسبة إلى أخرى.

واضح الكلام أو لا؟ وياي لو نرد نعيد إذا إن شاء الله يعني نرد نعيد.

سؤال النسبة يعني ماذا؟ يعني الربط.

قوام الربط بماذا؟ بطرفين.

الطرفان في النسب شيء واحد أو أشياء ثلاثة؟

أشياء ثلاثة يعني عدنا نار خارجية وهي تختلف عن شخص النار الذهنية في ذهن السامع وتختلف عن شخص النار الذهنية في ذهن المتكلم.

وعدنا الموقد الخارجي ويختلف شخصه عن شخص الموقد الذهني لدى السامع ويختلف شخصه عن شخص الموقد الذهني لدى المتكلم.

فإذا اختلف الطرفان تباينت شخوص الأطراف للنار والموقد الذهني عند السامع والذهني عند المتكلم والنار والموقد الخارجي فإذا تباينت الأطراف تباينت النسب قطعاً إذ قوام النسبة بقوام طرفيها صار واضح إن شاء الله.

الكلمة الثالثة الآن انطبق لاحظ الكلمة الثالثة تطبيق للكلمة الأولى والثانية، ما هي الكلمة الأولى؟ إذا أردت تنتزع الجامع الذاتي تلغي ما به الامتياز وتبقي ما به الاشتراك.

النقطة الثانية بينا ما هو وجه الاختلاف؟ ما هو وجه التباين والامتياز؟ شخوص الأطراف جيد.

شخوص الأطراف مقومة للنسبة أو لا؟ مقومة للنسبة.

يلا نطبق الآن الكلمة الثالثة إذا أردنا أن ننتزع الجامع الذاتي بين هذه النسب الثلاث هل نحافظ على المقومات الذاتية لأفراد النسب وشخوص النسب؟ أو نلغي هذه المقومات؟

شقان لا ثالث لهما أنت مسمية على أي حال..

فإن ألغينا الأمور المقومة لشخوص النسب يعني ألغينا النار الذهنية ألغينا الخارجية ألغينا الموقد الذهني ألغينا الموقد الموجود في ذهن السامع الموجود في ذهن المتكلم.

إذا الغينا الأمور المقومة لا يتحقق جامع ذاتي صار الجامع جامع عرضي واضح أو لا؟!

إذا إن تحفظنا على المقومات الذاتية للأفراد وقد قلنا في الكلمة الثانية بأن المقومات الذاتية متغايرة وعندنا نسب ثلاث متغايرة فإذا أبقينا المقومات الذاتية ولم نلغيها كيف يتعقل أننا ننتزع جامعاً ذاتياً مع كونها متغايرة.

وإن ألغينا هذه المقومات الذاتية؟ فحينئذ كيف يتعقل انتزاع جامع ذاتي؟! فهذا جامع عرضي لأن الجامع الذاتي لابد وأن تحفظ فيه المقومات الذاتية للأفراد.

النتيجة النهائية لا يعقل انتزاع جامع ذاتي بين هذه النسب والعلاقات الثلاث، إذاً هذا العنوان الذي يطرح كعنوان الشيء أو عنوان مفهوم النسبة أو عنوان أحدها إنما هو جامع عرضي وليس جامعاً انتزاعياً.

واضحة الكلمة الثالثة؟! ألخص على قولة أستاذنا الإيرواني أكرره إلك ألخصه إلك دور لخ.. يعني مرة أخرى.

خلاصة المرحلة الثالثة نريد أن نثبت أنه لا يوجد جامع ذاتي بين النسب وإنما يوجد جامع عرضي كجامع مفهوم النسبة أو مفهوم الشيء أو مفهوم أحدها.

لكي نثبت أنه لا يوجد جامع ذاتي بين النسب الثلاث وإنما يوجد جامع عرضي نطرح مقدمات ثلاث كلمات ثلاث:

الكلمة الأولى لكي تستنتج الجامع الذاتي لابد أن تلغي ما به الامتياز والافتراق وتبقي ما به الاشتراك مما هو ذاتي إما تمام الذات أو جزء الذات هذا المقدمة الأولى.

المقدمة الثانية أو الكلمة الثانية قوام النسبة بماذا؟ بطرفيها والطرفان متغايران في النسب الثلاث في النسبة الخارجية والنسبة الذهنية لدى السامع والنسبة الذهنية لدى متكلم.

إذا تمايز النسب الثلاث وتباينها بأطرافها وقوام النسبة أي نسبة بطرفيها المتغايرين، فإذا ألغيت الطرفين المتغايرين ألغيت النسبة واضح إن شاء الله.

المقدمة الثالثة والأخير لكي ننتزع الجامع في النسب إما أن نبقي المقومات وإما نلغيها فإذا أبقينا المقومات يعني أبقينا التباين والتغاير الذاتي، فكيف يعقل انتزاع جامع ذاتي مع إبقاء التمايز الذاتي؟!

فنستفيد من الكلمة الأولى المقدمة الأولى لكي ننتزع الجامع لابد من إلغاء ما به الامتياز وإن ألغينا ما به الامتياز قلنا أن ما به الامتياز هو ما به القوام الذاتي.

تأتي المقدمة الثانية الكلمة الثانية فإذا ألغينا ما به القوام الذاتي لم يكن الجامع الانتزاعي جامعاً ذاتياً بل صار جامعاً عرضياً.

النتيجة النهائية للمرحلة لا يعقل انتزاع جامع ذاتي بين النسب بل الجامع بين النسب إنما هو جامع عرضي لأن قوام النسبة بطرفيها وبإلغاء الطرفين لا يثبت الجامع الذاتي بل يثبت الجامع عرضي هذا تمام الكلام في المرحلة الثالثة إن شاء الله فهمتم كلام المحقق الأصفهاني الفيلسوف. المرحلة الرابع يأتي عليها الكلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo