< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/05/24

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: المسلك الثالث التباين الذاتي

المسلك الثالث التباين الذاتي أي نسبية المعنى الحرفي.

المسلك الثالث في الفارق بين المعنى الحرف والمعنى الاسمي هو التباين الذاتي بين معناهما وهو المسلك المشهور بين المحققين المتأخرين كالمحقق النائيني ـ رضوان الله عليه ـ يراجع فوائد الأصول تقرير الكاظمي الجزء الأول صفحة ثمانية وأربعين، أجود التقريرات تقرير السيد الخوئي لبحث الميرزا النائيني للجزء الأول صفحة أربعة عشر إلى سبعة عشر.

وقال به المحقق الاصفهاني يراجع نهاية الدراية في شرح الكفاية الجزء الأول صفحة ستة وعشرين إلى ثمانية تحقيق في المعنى الحرفي وذهب إليه السيد الخوئي ـ رحمه الله ـ يراجع محاضرات في أصول الفرق تقرير الشيخ محمد إسحاق الفياض لبحث السيد الخوئي الجزء الأول صفحة سبعين إلى واحد وسبعين.

وأيضاً يراجع دراسات في علم الأصول تقرير السيد علي الشاهرودي لبحث السيد الخوئي الجزء الأول صفحة اثنين وأربعين.

وذهب إلى هذا المسلك غيرهم أيضاً كالمحقق العراقي يراجع بدائع الأفكار تقرير الميرزا هاشم الآملي لبحث المحقق العراقي الجزء الأول صفحة ستة وخمسين وسبعة وخمسين.

وللمسلك الثالث عنوان كلي قد اتفق عليه الأعلام ولكل واحد منهم بيانٌ خاص ووجه خاص اختص به فالبيان الأول للميرزا النائيني والبيان الثاني للمحقق الأصفهاني والبيان الثاني للسيد الخوئي ـ قدس الله أسراره ـ إذا هؤلاء الأعلام الثلاثة وغيرهم قد اتفقوا على القول بوجود فارق جوهري وذاتي بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي، لكنهم قد اختلفوا في الصياغة والبيان.

ومن هنا شرع الشهيد الصادر ـ أعلى الله مقامه الشريف ـ في بيان المقدار الجامع بين كلمات الأعلام ولخصها في خمس مراحل.

يراجع تقرير السيد كاظم الحائري مباحث الأصول الجزء الأول صفحة مئة وثمانية وثلاثين ويراجع أيضاً تقرير الشهيد الصدر الثاني محاضرات في علم أصول الففه الجزء الأول صفحة مئتين واثنين وثلاثين ويراجع أيضاً تقرير الشيخ حسن عبد الساتر ـ حفظه الله ـ بحوث في علم الأصول الجزء الثاني صفحة مئة وثمانية وما بعدها.

ونحن نبين المراحل الخمس:

المرحلة الأولى حينما نواجه قضية خارجية كقولنا (النار في الموقد) فإننا ننتزع مفاهيم ذهنية عديدة موازية للحقائق الثابتة خارجاً.

إذا عندنا نار خارجية حقيقية وموقد خارجي وحقيقي وأيضاً عندنا نار وموقد ذهني أي يوجد مفهوم للنار في الذهن ومفهوم للموقد في الذهن.

والمرحلة الأولى تسلط الضوء على المفاهيم الذهنية والفارق بينها وبين الموجودات الخارجية أولاً والفارق بين نفس المفاهيم الذهنية في حدّ أنفسها داخل الذهن ثانياً.

بيان ذلك:

الذهن ينتزع مفهوم النار ومفهوم الموقد في الذهن في مقابل حقيقة النار وحقيقة الموقد الثابتان الثابتين في الخارج هذا أولاً.

وثانياً ينتزع الذهن علقة ونسبة بين مفهوم النار ومفهوم الموقد في مقابل العلقة والنسبة الواقعية الخارجية بين النار الخارجية والموقد الخارجي.

إلى هنا عند نار وموقد خارجي حقيقي واقعي وعندنا مفهوم للنار ومفهوم للموقد ذهني.

وثانيا يوجد ارتباط بين النار والموقد في الخارج ويوجد ارتباط بين مفهوم النار ومفهوم الموقد داخل الذهن.

إذا كما يوجد ربط وعلاقة ونسبة خارجية يوجد أيضاً ربط ونسبة وعلاقة ذهنية.

إذا بلحاظ يوجد أمران:

الأول مفهوم النار ومفهوم الموقد.

الثاني الشدّ والربط بين النار في الذهن والموقد في الذهن يعني بين مفهوم النار وبين مفهوم الموقد داخل ذهن الإنسان يوجد شدّ ورابط بينهما وعلاقه بينهما في الذهن موازية للعلاقة الموجودة في الخارج.

بحث اليوم حلو يا حلو بحث اليوم لذيذ طيب، سؤال ما هو الهدف من انتزاع المفهوم الذهني والموقد؟

سؤال ثاني ما هو الهدف من الشدّ والربط بين مفهوم النار ومفهوم الموقد داخل الذهن؟ إذا أننا لا نبحث عن النار الخارجية النار الخارجية محرقة والنار الذهنية غير محرقة فليس عن حقيقة النار في الخارج وحقيقة الموقد في الخارج وحقيقة الشد والربط بين النار والموقد في الخارج وإنما في المفاهيم الذهنية.

فما هو غرض الذهن من انتزاع مفهوم النار وانتزاع مفهوم الموقد؟

الجواب الغرض هو الحكم عليهما أردنا أن نحكم على النار وأن نحكم على الموقد إذاً هذاً المفهومان انتزع من أجل الحكم عليهما.

سؤال لكي نحكم عليهما هل يكفي النظر التصوري أم لابد من النظر التصديق؟

الجواب يكفي الحكم التصوري يكفي أن تتصور النار وأن تتصور الموقد لكي تحكم عليهما.

إذا يا أخي يا أخي المعنى الاسم هو مفهوم سنخ مفهوم ذهني انتزع لكي يحكم عليه بالنظر التصوري لا النظر التصديقي واضح إلى هنا؟!

ولأما المعنى الحرفي في الذهن للخارج فهو عبارة عن الربط والشد في الذهن بين مفهوم النار ومفهوم ومفهوم الموقد.

سؤال لكي يتحقق الشد والربط تكويناً بين مفهوم النار ومفهوم الموقد هل يكفي مجرد النظر التصوري بإحضار مفهوم النار ومفهوم الموقد أم لابد من النظر التصديق؟ يعني إيقاع الشدّ حقيقة في ذهن الإنسان أفتونا مأجورين.

الجواب لابد من النظر التصديقي بعد النظر التصوري إذ أن مجرد إيراد مفهوم النار وإيراد مفهوم الموقد لا يحقق العلاقة بينهما ومجرد تصور معنى النسبة ومجرد تصور معنى ومفهوم الشدّ والربط والعلاقة عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير.

إذا يا أخي يا أخي هل تريد مفهوم النسبة أو واقع وحقيقة النسبة؟ هل تقصد مفهوم العلاقة والربط؟ أو تقصد واقع وحقيقة الربط والعلاقة؟

الجواب الذي يحقق الربط بين المفهومين في الذهن هو إيجاد الربط تكويناً وليس مجرد مفهوم الربط ذهناً ـ يا الله شوف المطلب شلون حلو يا حلو ـ ..

إذا يوجد عندنا في الذهن سنخ مفهومين:

الأول يلحظ بالنظر التصوري فقط للحكم عليه وهو مفهوم النار ومفهوم الموقد.

الثاني سنخ مفهومٍ يلحظ بالنظر التصديقي بعد النظر التصوري للإيجاد الربط والشد والعلاقة والنسبة تكويناً لكي يتحقق اللأثر داخل الذهن وهو حقيقة وواقع النسبة ولا تقل مفهوم النسبة.

إذا أن مفهوم النسبة والعلاقة ومفهوم الربط ومفهوم الشدّ مجرد مفهوم اسمي يؤخذ بالنظر التصوري لا النظر التصديقي ولكن إيجاد النسبة إحداث العلاقة إحداث الربط هذا نظر تصديقي بعد إدراك المفهوم التصوري لنسبة والربط واضح إن شاء الله؟

إذا الهدف من وراء إحضار مفهوم النار والموقد هو الحكم عليهما ويكفي فيه مجرد النظر التصوري والغرض من العلقة والنسبة والربط والعلاقة التي يحضرها المتكلم في الذهن ليس مجرد مفهوم إذ أن مفهوم الربط لا يحقق الربط بل الغرض من إحضار العلقة هو إيجاد الخاصية والأثر التكويني أي تحقيق العلقة في عالم الذهن أي شدّ شيء بشيء ذهنا كما أن الشيء قد انشد بشيء خارجاً فكما يوجد ربط خارجي يوجد أيضاً ربط ذهني وهذا الربط الذهني يعمل على إيجاد الخصائص التكوينية لشيء، وهذا لا يتحقق بمجرد النظر التصوري بل لابد من النظر التصديقي.

وهذا البيان في المرحلة الأولى ينسجم مع ما أفاده المحقق الميرزا النائيني من أن الفارق بين الأسماء والحروف هو الإخطارية والإيجادية أي أن الأسماء تخطر المفاهيم للحكم عليها بينما الحروف توجد الربط والنسبة والعلاقة بين المفهومين.

يراجع ما أفاده المحقق النائيني في فوائد الأصول الجزء الأول صفحة اثنين وأربعين فصاعداً وما أفاده في أجود التقريرات الجزء الأول صفحة ثمانية عشر فصاعداً.

إذا يا أخي يا أخي خلاصة المرحلة الأولى تقسيم المفاهيم الذهنية إلى قسمين:

القسم الأول مفهوم انتزاعي كالنار والموقد يلحظ بالنظر التصور للحكم عليه.

القسم الثاني مفهوم انتزاعي يلحظ بالنظر التصديق لكي يوجد الخاصية والأثر التكويني وهي الربط بين معنيين اسميين أو أكثر.

المرحلة الثانية وهي متفرعة على المرحلة الأولى المراحل الخمس متفرعة على بعضها البعض.

المرحلة الثانية بناء على ما تقدم في المرحلة الأولى من الواضح أن المعنى الحرفي ليس هو مفهوم النسبة ومفهوم العلقة ومفهوم الربط بل هو واقع النسبة وحقيقة النسبة وحقيقة الربط وواقع العلاقة فإن مفهوم النسبة والربط والعلاقة ليس إلا مفهوم بالنظر التصوري وليس نسبة وربطاً بالمعنى التصديق وبالنظر التصديق.

وقد اتضح أن مفهوم الحرف هو ما يكون بالنظر التصديق عين الحقيقة لا بالنظر التصوري فقط ومن الواضح أن عين حقيقة الحرف هو إيجاد الربط وإيقاع العلاقة فالمراد بالمعنى الحرفي وواقع النسبة وواقع العلاقة.

والخلاصة ما تقدم من المحقق الشهيد الصدر ـ أعلى الله في الخلد مقامهـ مبني على أساس فلسفي وهو أن المفاهيم الذهنية عبارة عن انعكاسات للخارج فالمفاهيم الذهنية هي مجرد تصاوير وانعكاسات عما هو موجود في الخارج فالمفاهيم الذهنية متفرعة على ما هو موجود في الخارج.

وهذا يغاير مبنى فلسفي آخر مفاده إن الاختلاف عما في الخارج هو اختلاف في الوجود فقط وأما الماهية فواحدة أي ماهية النار في الذهن والخارج واحدة وماهية الموقد في الذهن والخارج؟ واحدة، وماهية الربط والعلاقة في الذهن والخارج أيضاً واحدة وإنما الاختلاف في الوجود يعني وجود ماهية النار في الخارج يختلف عن وجود ماهية النار في الذهن وإلا لو كان وجودهما واحداً لاحترق الذهن بالنار.

هذا التفسير الثاني ينسجم مع مبنى أصالة الوجود إن الوجود عندنا أصيل دليل من خالفنا عليل فمنشأ الآثار هو الوجود لا الماهية فماهية النار واحدة في الذهن والخارج وماهية الموقد واحدة في الذهن والخارج وماهية الربط والنسبة واحدة في الذهن والخارج، وإنما الاختلاف في الوجود ومنشأ الآثار هو الوجود لا الماهية.

فقد ذهب الميرداماد ـ رحمه الله ـ إلى أصالة الماهية وخالفه تلميذه الوفي الملا صدرا صدر المتألهين وقال بأصالة الوجود وأن الأصيل هو الوجود يعني هو منبع ومنشأ الآثار.

فيقال إن ماهية في الذهن والخارج واحداً والماهية لا تؤثر الوجود مختلف لكن كلام الشهيد الصدر ليس مبنياً على هذا المبنى الثاني كلام الشهيد الصدر مبني على أن المفاهيم الذهنية مجرد انعكاس وإراءة للخارج.

هذا ما أفاده سيدنا الأستاذ المعظم آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري في حاشيته صفحة مئة وتسعة وثلاثين على المرحلة الأولى وصفحة مئة وواحد وأربعين على المرحلة الثانية.

إلى هنا أخذنا مرحلتين ومن الواضح أن المرحلة الثانية تترتب على المرحلة الأولى واتضح أن المعنى الحرفي هو عبارة عن واقع الربط وليس مفهوم الربط.

يبقى الكلام في المرحلة الثالثة والرابعة والخامسة يأتي عليها الكلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo