< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/05/11

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: المقدمة/الوضع/ جلسة 38 - الاعتراض الأول على المسلك الثاني للمعنى الحرفي

 

الاعتراض الأول على المسلك الثاني للمعنى الحرفي وهو للمحقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني في كتابه نهاية الدراية في شرح الكفاية الجزء الأول صفحة واحد وخمسين تحقيق مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث. [1]

ومفاد هذا الإشكال وفقاً لتقرير الشهيد السيد محمد باقر الصدر بحوث في علم الأصول تقرير الشيخ حسن عبد الساتر الجزء الثاني صفحة واحد وتسعين[2] وكذلك الأصول تقرير السيد كاظم الحائري الجزء الأول صفحة مئة وأربعة وعشرين[3] وهكذا أيضاً مذكور في تقرير الصدر الثاني محاضرات في علم أصول الفقه الجزء الأول.

تقريب هذا الاعتراض وفقاً لتقرير الصدر الثاني:

إن معنى الحرفي لا يعقل أن يكون له نحوان من اللحاظ في عالم الذهن بحيث تارة يلحظ بنحو اللحاظ الاستقلالي فيعبر عنه بالاسم وأخرى يلحاظ بنحو اللحاظ الآلي فيعبر عنه بالحرف مع أنه معنى واحد وهذا غير معقول.

فما ذهب إليه صاحب الكفاية ـ أعلى الله في الخلد مقامه ـ في المسلك الثاني من أن معنى الحرف ومعنى الاسم واحد ذاتاً والاختلاف عرضي وهذا الاختلاف منشأه اللحاظ الاستقلالي أو اللحاظ الآلي والمرآتي وهذا اللحاظ لم يؤخذ كقيد في المعنى الموضوع له وإنما أخذ كقيد في العلاقة الوضعية بين اللفظ والمعنى.

هذا التصوير وهو أن معنى الحرف والاسم واحد ذاتاً ولا تباين بين معنى الاسم ومعنى الحرف وإنما الاختلاف يأتي بشكل عرضي من جهة اللحاظ الاستقلالي أو الآلي المأخوذ كقيد في العلاقة بين اللفظ والمعنى.

هذا التصوير ووحدة معنى الحرف والاسم ذاتاً غير معقول لماذا؟

لأن اللحظ هو الوجود الذهني فإذا كان المعنى الحرفي له نحوان من اللحاظ في الذهن إذاً لا بد أن يكون له نحوان من اللحاظ في الخارج.

إذاً يا صاحب الكفاية أنت تقول معنى الحرف والاسم واحد ذاتاً ولا تباين بينهما وإنما التباين يكون من جهة اللحاظ الآلي أو اللحاظ الاستقلالي فإننا نقول ونسأل منك:

سؤال هذا اللحاظ أمر ذهني أو خارجي؟

الجواب اللحاظ أمر ذهني وبالتالي إذا كان المعنى الحرفي له نحوان من اللحاظ في الذهن تارة تلحظ المعنى الحرفي باللحاظ الاستقلالي فيصير اسم وتارة تلحظ هذا المعنى الواحد باللحاظ الآلي فيصير حرف.

إذاً يكون للمعنى الحرفي نحوان من الوجود الذهني الأول وجود ذهني تبعي اندكاكي وهو اللحاظ الآلي والثاني وجود ذهني استقلالي وهو اللحاظ الاستقلالي هذا إلى هنا كلامنا في أين؟ بلحاظ الذهن نعم يوجد لحاظان تبعي اندكاكي آلي مرآتي ولحاظ آخر لحاظ استقلال هذا بلحاظ ذات معنى الحرف والاسم بلحاظ الوجود الذهني.

بناءً على هذا يلزم أن يكون لمعنى الحرف نحوان من الوجود في الخارج أيضاً وهذان النحوان من الوجود في الخارج مطابقان لهذين النحوين من الوجود في الذهن لأن الوجود الذهني مطابق للوجود الخارجي فيوجد تطابق بين الوجود الذهني والوجود الخارجي.

فإذا التزمنا وتعقلنا أن يكون لمعنى من وإلى نحوان من الوجود استقلالي وتبعي فلا بد وأن يكون لمعنى من في الخارج نحوان من الوجود أيضاً استقلالي و تابعي مع أن معاني الحروف وهي النسب والروابط ليس لها في الخارج وجود استقلالي أبداً بل حقيقة النسبة حقيقة الربط قائم بالطرفين أو الأطراف فالمعنى الحرفي وهو النسبة أو الربط لا قوام له بذاته وليس له معنى استقلالي بل هو قائم بغيره وليس قائماً بنفسه.

إذا حصل تهافت واختلاف بين معنى الحرف في الذهن ومعنى الحرف في الخارج مع أنه لابد من تطابق معنى الحرف في الذهن ومعنى الحرف خارج الذهن فمعنى الحرف في الذهن كمعنى من وإلى لا عن على هكذا سلمك الله قل الشعر لتبقى سالما هكذا لن تبرح الأرض ولن تهوي السماء.

معنى من وإلى وعلى وعن... في الذهن هذا حرف ومعنى حرفي له لحظان:

الأول إما تلحظ الابتداء بقطع النظر عن أي شيء فيصير مفهوم اسمي مفهوم استقلالي.

الثاني وإما تلحظ الابتداء المتعلق بشيء مندك في شيء فيصير المعنى حرفي.

إذا صار المعنى الحرفي في الذهن له لحظان إن لحظته استقلالاً صار اسماً وإن لحظته تبعاً ومندكاً في غيره ولحظته باللحاظ الآلي صار حرفاً ولا بد من تطابق المعنى في الذهن مع المعنى في الخارج ولكن إذا جئنا إلى الخارج فإننا سنجد أن الحرف في الخارج مثل من دال على الابتداء أو إلى الدال على الانتهاء معنى الحرف في الخارج لا يكون إلا مندكاً في غيره لا يلحظ إلا باللحاظ الآلي ولا يلحظ باللحاظ استقلالي.

إذا معاني الحروف وهي النسب والروابط ليس لها في الخارج وجود استقلالي أصلاً بل وجودها في الخارج متمحض بالوجود التبعي والاندكاكي والظلي والمرآتي والآلي.

إذا فلا محالة يكون وجود الحرف في الذهن متمحضاً في الوجود التبعي الظلي الاندكاكي ولا يكون للحرف نحوان من الوجود في الذهن.

صارت النتيجة لا تقل يا صاحب الكفاية إن معنى الحرف ومعنى الاسم واحد ذاتاً والتغاير ينشأ عرضاً من اللحاظ فإننا لو لاحظنا اللحاظ فإننا سنجد في الخارج أن الحرف لا يكون إلا آليا ولا يكون استقلاليا ولابد من التطابق بين الخارج والذهن فإذا في الخارج لا يوجد إلا لحاظ واحد ومحل فارد وهو خصوص اللحاظ الآلي دون اللحاظ الاستقلالي إذا ما يقابله في الذهن من معنى الحرف لا بد أن يكون آلياً فقط ولا يعقل أن يكون اسميا واستقلاليا أيضاً.

واضح إن شاء الله خطوة خطوة درجة درجة البحث عميق شيئاً فشيئاً يدخل البحر والغزارة.

السيد الشهيد الصدر يعلق على هذا التقرير الذي قرره هو والذي فهمه هو من كلام محقق الأصفهاني يقول:

هذا البرهان الذي ذكر هو المحقق الأصفهاني كأنه مبني على أصل موضوعي وهو أن أنحاء الوجود الخارجي لا بد وأن تكون بقدر أنحاء الوجود الذهني أي لابد من التطابق بين أنحاء الوجود في الذهن وأنحاء الوجود في الخارج فلا تفاوت بينهما.

فإذا كان للمعنى نحوان من الوجود في الذهن لابد أن للمعنى نحوان من الوجود في الخارج وحيث إن معاني الحروف وهي النسب في الخارج ليس لها في الخارج إلا نحو واحد وهو خصوص اللحاظ الآلي والتبعي إذا لابد أن يكون للحروف في الذهن معنى واحد فقط وهو اللحاظ الآلي والتبعي.

ولا يعقل أن يكون لها في الذهن وجود ولحاظ استقلالي لأنه في الخارج ليس للحروف معنى استقلالي ثم يقول الشهيد:

وهذا الأصل الموضوعي بلا موجب في المقام يعني لا دليل على ضرورة الاتحاد بين الوجود الذهني والوجود الخارجي ويضرب مثالاً على ذلك بأعراض مثل البياض.

البياض كمفهوم في الذهن يتصور بالاستقلال إذا تصورت مفهوم البياض فقط فهذا معنى اسمي ويتصور بالاندكاك إذا البياض في الجسم البياض في الجدار ولكنه في الخارج لا يتصور إلا البياض بالاندكاك ولا يتصور البياض في الخارج إلا بالتبع والاندكاك ولا يتصور بالاستقلال.

إذا ننقض عليك يا أيها الأصفهاني هذا الأصل الموضوعي ضرورة التطابق بين الوجود الذهني والخارجي ليس بتام فالبياض مثلاً الذي هو مفهوم اسمي بلا إشكال وليس من الحروف هذا البياض بحسب عالم الذهن له مفهومان له نحوان من الوجود فقد تتصور البياض بالاستقلال فيصير البياض مفهوم اسمي وقد تتصور البياض ضمن الجسم الأبيض فيصير البياض مفهوم حرفي ضمني تبعي.

فالإنسان قد يتصور ماهية البياض بما هي هي وتصير ماهية البياض مفهوم اسمي وقد يتصور ماهية البياض ضمن جسم معين فيصير البياض مفهوم حرفي ولكن في الخارج لا يعقل تصور البياض بمجرده بل لا يتصور البياض في الخارج إلا مرتبطاً بموضوعه إذ لا يعقل أن يوجد في الخارج بياض بلا جسم إذ أن البياض يحتاج إلى محل يحل فيه، فكيف تتصور الحال من دون محل؟!

وهذا يبرهن على أن الذهن قد يعطي أنحاء من الوجود للمفاهيم لا مطابق لها في الخارج فكما أعطى الذهن لماهية البياض نحواً من الوجود الغير افتقاري إلى الموضوع في الذهن وهو المفهوم الاسمي للبياض كذلك أعطى للبياض افتقاري إلى جسم معين وهو البياض بالمفهوم الآلي.

إذا الذهن واسع قد يتصور الشيء بنحو اللحاظ الاسمي وقد يتصور الشيء بنحو اللحاظ الآلي ولكن في عالم الخارج يتمحض تصور الشيء في أحد النحوين: وهو خصوص الوجود التبعي الاندكاكي الظلي الآلي دون الوجود الاستقرالي والاسمي هذه المناقشة الأولى المحققة الأصفهاني.

ما مفاد هذه المناقشة؟ نحن لا نسلم ضرورة المطابقة بين الوجود الذهني والوجود الخارجي.

المناقشة الثانية كأن صاحب نهاية الدراية المحقق الأصفهاني قد فرغ عن أن معنى الحروف هو النسب فقال إن معاني الحروف وهي النسب لا تقبل في الخارج الوجود الاستقلالي بل تقبل خصوص الوجود التبعي مع هذا مع أن هذا أول الكلام من قال إن حقيقة الحروف هي النسب؟! ومن قال أن صاحب الكفاية يرى أن معنى الحروف هي النسب هذا أول الكلام؟!

وصفوة القول والخلاصة يقول الشهيد الصدر:

وإن كنا نقبل أن النسبة لا يعقل أن يكون لها نحوان من الوجود في الخارج بل وجودها دائماً تبعي ظلي لكن لا نقبل هذا الطراز من الاستدلال البرهاني فلا نقبل من المحقق الأصفهاني أن الاستقلال في المعنى الحرفي لا يقبل في الوجود الذهني ببرهان أنه لا يقبل الاستقلال في الوجود الخارجي مع لزوم التطابق بين أنحاء الوجود الخارجي وأنحاء الوجود الذهني، يقول:

بل البرهان قائم على العكس كما قلنا في مفهوم البياض إذا فلا يلزم من أن المعنى الحرفي تبعي دائماً أن لا يكون في عالم الذهن استقلاليا وتبعيا أخرى فهذا البرهان في غير محله.

انتهى كلامه زيد في علو مقامه هذا تقرير الشهيد الصدر.

ولكن لو رجعنا إلى كلام المحقق الأصفهاني ـ أعلى الله في الخلد مقامه ـ لوجدنا أن له صدر وله ذيل والشهيد الصدر تمسك بالصدر لأنه صدر وغفل عن الذيل لأنه ذيلٌ ولبّ المطلب في الذيل لا الصدر.

فالمحقق الأصفهاني تطرق في صدر كلامه إلى المطابقة بين الوجود الذهني والوجود الخارجي وكلامه واضح بالنسبة إلى الصدر لكن كلامه بالنسبة إلى الذيل غامض والعمق فيه فلنقرأ كلام المحقق الأصفهاني في الصدر وهذا مطابق لما أفاده الشهيد الصدر ثم نقرأ الذيل لنرى الفارق الكبير، قال المحقق الأصفهاني في نهاية الدراية في شرح الكفاية الجزء الأول صفحة واحد وخمسين يقول:

الذي ينساق إليه النظر الدقيق بعد الفحص والتدقيق أن المعنى الحرفي والاسمي متباينان بالذات لا اشتراك لهما في طبيعي معنى واحد يعني خلاف صاحب الكفاية وحضرت صاحب الكفاية ثلاثة عشر سنة غاب يومين:

يوم أتوهم أنه تعطيل وطلع مو تعطيل ويوم جاءت رياح عاصفة بحيث لم يستطع أن يخرج من البيت المحقق الأصفهاني الكمباني ما طلع واتضح صاحب الكفاية ما درس ثلاثة عشر سنة، المهم يقول:

والبرهان على ذلك يعني على تباين المعنى الاسمي والحرفي والبرهان على ذلك هو أن الاسم والحرف لو كانا متحدي المعنى وكان الفرق بمجرد اللحاظ الاستقلال والآلي لكان طبيعي المعنى الوحداني قابلاً لأن يوجد في الخارجي على نحوين كما يوجد في الذهن على طورين.

مع أن المعنى الحرفي كأنحاء النسب والروابط لا يوجد في الخارج إلا على نحو واحد وهو الوجود لا في نفسه ولا يعقل أن توجد النسبة في الخارج بوجود نفسي فإن القابل لهذا النحو من الوجود ما كان له ماهية تامة ملحوظة في العقل كالجواهر والأعراض غاية الأمر أن الجوهر يوجد في نفسه لنفسه والعرض يوجد في نفسه لغيره.

هذا كلامه في ماذا؟ هذا كلامه في الصدر، وأما كلامه في الذيل فالمحقق الأصفهاني قال ما هو معنى الحروف؟ قال معنى الحروف هي النسب والروابط، ثم قال ما هي حقيقة النسب والروابط؟ القيام بالغير.

القيام بالغير لا يتصور بنحو استقلالي لا في الذهن ولا في الخارج، كلام عميق صاحب نهاية الدراية يقول:

الحرف ليس من قبيل الأعراض كالبياض حتى تشكل علينا أيها الشهيد الصدر بأن البياض في الذهن يتصور بنحو استقلالي كمفهوم البياض ويتصور بمفهوم بشكل آلي كبياض الجسم بينما في الخارج لا يتصور البياض إلا مندك في غيره هذا إشكال الشهيد الصدر.

سؤال صاحب نهاية الدراية المحقق الأصفهاني يقول ما هو معنى الحرف؟

الجواب النسبة والربط.

سؤال آخر ما هي حقيقة النسبة والرابط؟

القيام بالغير لا القيام بالذات.

السؤال الثالث القيام بالغير سواء كان في الذهن أو في الخارج قائم بنفسه أو قائم بغيره؟

أفتونا مأجورين!! قائم بغيره.

إذا المعنى الحرفي واحد في الذهن والخارج معاً، ويوجد تطابق بين المعنى الحرفي في الذهن والمعنى الحرفي في الخارج لأن المعنى الحرفي والربطي والاندكاك معنى النسبة معنى الربط ليس كالعرض مثل البياض بل حقيقة النسبة القيام بالأطراف أي القيام بالغير والقيام بالغير سواء كان موطنه الذهن أو الخارج هو معنى آلي وليس معنى استقلالي.

إذا مفهوم القيام بالغير في الذهن لا يتصور بنحو الاستقلالي كما أن القيام بالغير في الخارج لا يتصور بنحو الاستقلالي.

الله يذكره بالخير أستاذنا الوحيد الخراساني يقول اصبر اصبر هذا المحقق الأصفهاني ها اصبر لاحظ ما ورد في ذيل كلامه ـ قدس الله نفسه الزكية ـ يقول صفحة اثنين وخمسين يقول:

وقد عرفت آنفاً أن مجرد لزوم القيام بالغير لا ينافي الوجود النفسي كيف والعرض من أنحاء الموجود في نفسه مع أن وجوده في نفسه عين وجوده لغيره فكون النسبة حقيقة أمراً قائماً بالمنتسبين لو لم يكن نقصان في حد ذاتها لم يكن مانعاً عن وجودها في نفسها الآن هذه ألغاز الآن هذا المعنى الآن واضح يقول:

مع أن من البديهي أن حقيقة النسبة لا توجد في الخارج إلا بتبع وجود المنتسبين من دون نفسية واستقلال أصلاً فهي فهي متقومة في ذاتها بالمنتسبين لا في وجودها فقط بخلاف العرض فإن ذاته غير متقومة بموضوعه بل لزوم القيام بموضوعه ذاتي وجوده فإن وجوده في نفسه وجوده لموضوعه.

ملتفت المحقق الأصفهاني إلى الفرق بين العرض وبين النسبة، يقول: العرض قائم بموضوعه، يقول:

وإذا كانت النسبة بذاتها وحقيقتها متقومة بالطرفين فلا محال يستحيل اختلافها باختلاف الوجودين من الذهني والعين هذا أصرح شيء العبارة الأخيرة:

إذا كانت النسبة بذاتها وحقيقتها متقومة بالطرفين فلا محالة يستحيل اختلافها باختلاف الوجودين من الذهن والعين.

وإلى هذا أشار أستاذنا السيد كاظم الحائري في تقرير بحثه للشهيد الصدر مباحث الأصول الجزء الأول صفحة مئة وخمسة وعشرين الحاشية رقم واحد[4] قال:

وأقول لا يخفى أن صدر عبارة الشيخ الأصفهاني وإن كان يوهم ما نقله عنه أستاذنا الشهيد الصدر ـ رضوان الله عليه ـ ، ثم بعد ذلك يشير إلى هذه الحقيقة يقول:

وأما النسبة فليس لها وجود النفس في الخارج أصلاً وإلا لم يكن ثبوت شيء لشيء، ثم يقول:

والنسبة مبتلاة بالنقص في ذاتها وهويتها فهي في هويتها متقومة بالطرفين كما يستحيل وجودها مستقلا في الخارج كذلك يستحيل وجودها مستقلا في الذهن، ثم يقول السيد كاظم الحائري صفحة مئة وستة وعشرين:

وهذا البيان كما ترى لا يرد عليه النقض بالأعراض الوارد في كلام أستاذنا الشهيد الصدر ـ رحمه الله ـ ويذكر تفاصيل ويذكر الأساس الفلسفي الذي بنى عليه المحقق الأصفهاني الوقت لا يسع تراجعونه إن شاء الله.

هذا تمام الكلام في الاعتراض الأول للمحقق الأصفهاني واتضح أن الاعتراض الأول للمحقق الأصفهاني على الآخوند الخراساني تام وأن مناقشة الشهيد الصدر له ليست تامة.

يبقى الكلام في الاعتراض الثاني خمسة اعتراضات بالتدريج نأخذه الاعتراض الثاني للميرزا النائيني وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo