< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/03/12

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: تمهيد العلماء والكتب الأصولية

 

نشرع اليوم الأحد الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام ألف وأربعمائة وأربعة وأربعين هجرية قمرية، ذكرى ولادة النبي محمد صلى الله عليه وآله وفقاً لرواية ثقة الإسلام الكليني ومشهور العامة وأهل السنة الموافق للسابع عشر من شهر مهر الشهر السابع من عام ألف وأربعمائة وواحد هجرية شمسية المصادف للتاسع من أكتوبر وهو الشهر العاشر من عام ألفين واثنين وعشرين ميلادية.

ونبدأ بدورة بحث الخارج في علم الأصول دورة جديدة تبدأ بتعريف علم الأصول إن شاء الله تعالى ونسأل الله عزّ وجل أن يوفقنا لإتمام دورة كاملة.

سؤال يطرح نفسه: لماذا لا تشرع من البداية؟ أو تشرع بالمباحث العملية؟ أو تكون أنصاري المسلك؟ تبدأ ببحث القطع في علم الأصول كما في فرائد الأصول وهو كتاب اللرسائل للشيخ الأنصاري وهو عبارة عن ثلاث رسائل فريدة من نوعها، الرسالة الأولى في القطع والرسالة الثانية في الظن والرسالة الثالثة في الشك.

وهذه المباحث هي المباحث العملية والمهمة في عملية الاستنباط، يقول المحقق العراقي ـ أعلى الله مقامه الشريف ـ من سيطر على ثلاثة مطالب في الأصول هانت عليه بقية المطالب، وهي يحتاجها في نصف الفقه (الاستصحاب ـ البراءة ـ ومبحث الضد) ومن الواضح أن بحث الاستصحاب وبحث البراءة الشرعية هذا يدرس في القسم الثاني من علم الأصول.

ومن هنا نشرع ببيان تمهيد فدرسنا اليوم في خارج الأصول حول تمهيد بحث الخارج وكيفية دراسة بحث الخارج والمدارس الأصولية التي سندرها ونتناولها إن شاء الله تعالى وأهمها خمسة أو ثمانية مدارس.

وأما جواب السؤال فهو صحيح أن الطالب يحتاج إلى المباحث القسم الثاني بشكل عملي في الاستنباط الفقهي ولكن يحسن للطالب أن يمر بدورة كاملة كذلك في الفقه يحسن للطالب أن يمر بدورة كاملة من الطهارة إلى الديات بحيث يلم بجميع الأبواب الفقيه بحيث إذا طرق ذهنه أي باب فقهي كالمساقاة والمزارعة والمضاربة يفهم ويلم بهذه المباحث كذلك من الجيد أن يلم الطالب بدورة أصولية كاملة من تعريف علم الأصول إلى تعارض الأدلة، الخاتمة في تعارض الأدلة.

لكننا سننهج إن شاء الله على التعمق والتوسع في المسائل العملية كبحث الاستصحاب والبراءة وتعارض الأدلة وحجية الظهور والشهرة وحجية الإجماع وحجية خبر الواحد هذه مسائل عملية ولها نظر في الاستنباط الفقهي فمثل هذه المسائل العملية سوف نتوسع ونتعمق فيها إن شاء الله تعالى، وأما المسائل غير العملية كتعريف علم الأصول وموضوع علم الأصول والغرض من علم الأصول وبحث المشتق وبحث الصحيح والأعم فمثل هذه المباحث لا داعي للإطالة فإما لا نبحثها وإما نبحثها بشكل موجز.

كان الشهيد الصدر ـ رضوان الله تعالى عليه ـ يقول (أخشى أن يطغى الأصول على الفقه) وقد طغى فعلاً الآن بحيث تشبع الأصول بالكثير من المباحث الفلسفية والعقلية والدقية، ونوقشت مسائل قد لا نحتاجها في عملية الاستنباط الفقهي، إذاً إن وفقنا الله وبارك في أعمارنا وأوقاتنا وأذهاننا وأخلص نياتنا إن شاء الله نشرع في دورة أصولية كاملة تبدأ بتعريف علم الأصول ونختصر في المباحث التي لا تحتاج إلى إطالة، إذا تلاحظ بحث الإمام الخميني تهذيب الأصول مختصر، بحث السيد عبد الأعلى السبزواري تهذيب الأصول مختصر، وفي المقابل بحث الشهيد الصدر موسع ومطول وبحث السيد أبو القاسم الخوئي موسع ومطول.

فمدرسة النجف الأشرف تتوسع في مباحث علم الأصول ومدرسة قم المقدسة تختصر المباحث الأصولية والآن الكثير من مراجع وعلماء قم المقدسة هم امتداد لمدرسة النجف الأشرف ومدارس النجف الأشرف وهذا ما يدعونا إلى دراسة هذه المدارس والتعريف بأقطاب هذه المدارس وكتبهم.

نحن في هذا البحث سوف نسلط الضوء على رأي الأعلام الثمانية والعمدة الأعلام الخمس الأول:

الأول الشيخ مرتضى الأنصاري،

الثاني الشيخ محمد كاظم الآخوند الخراساني صاحب الكفاية،

الثالث الميرزا الشيخ محمد حسين النائيني،

الرابع الشيخ محمد حسين الأصفهاني،

الخامس الشيخ ضياء الدين العراقي،

يعني الشيخ الأنصاري صاحب الرسائل وتلميذه الآخوند صاحب الكفاية والأعلام الثلاثة من تلامذة صاحب الكفاية النائيني والأصفهاني والعراقي.

ثم نتطرق إلى آراء الأعلام الثلاثة المعاصرين وهم:

السادس السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي

السابع السيد روح الله الموسوي الخميني

الثامن الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر.

بحثنا سوف يسلط الضوء على آراء الأعلام الثمانية وقد نتطرق إلى آراء بعض المعاصرين، وأبرزهم في الأصول ثلاثة:

الأول السيد علي الحسيني السيستاني

الثاني الشيخ حسين الوحيد الخراساني

الثالث السيد محمد الروحاني.

وهناك كتب أخرى لا بأس بملاحظتها:

الكتاب الأول كدورة أصول الفقه للشيخ حسين الحلي اثنا عشر مجلد وهو تلميذ المحقق النائيني وكان يجيب استفتاءات النائيني هو الذي يكتب ويجيب استفتاءات المحقق النائيني، فهذه الدورات الاثنا عشر التي ذكرناها تكفي لمن يلم بها.

وأما ذكرها بالتفصيل الأول الشيخ مرتضى الأنصاري صاحب الرسائل كتابه المعروف في القسم الثاني وهو كتاب فرائد الأصول المعروف بالرسائل وقد كتبه بقلمه الشريف وهو عبارة عن دورة أصولية خارج للشيخ الأنصاري درسها المجدد الشيرازي صاحب ثورة التنباك والمحقق الرشتي صاحب بدائع الأفكار.

وأما كتابه الثاني فهو عبارة عن تقريرات الشيخ الكلانتري لبحث الشيخ الأنصاري مطارح الأنظار طبع في مجلدين.

الكتاب الثاني كتاب كفاية الأصول للمحقق الشيخ محمد كاظم الخراساني ـ رضوان الله عليه ـ هذا الكتاب هو الكتاب المحوري قرآن الأصول كفاية الأصول، الآن كل علم من العلوم يوجد كتاب هو المحور، في الفقه العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي وفي الأصول كفاية الأصول للشيخ محمد كاظم الخراساني، وفي الكلام كتاب الخواجة نصير الدين الطوسي وشرح العلامة له شرح تجريد الاعتقاد، تجريد الاعتقاد للمحقق خواجه نصير الطوسي وشرح التجريد للعلامة الحلي، فلو لم يشرحه العلامة الحلي لما فهمه أحد، وهكذا بقية كل العلوم لها كتاب محور كتاب معروف حتى في العرفان مثلاً في العرفان العملي منازل السائرين للخواجه عبد الله الأنصاري وفي العرفان النصري فصوص الحكم لابن عربي وهكذا مثلاً في الفلسفة الإشارات للشيخ الرئيس هو الكتاب المحوري كل علم كتاب محور.

وصار الكفاية كتاب محوري فالكفاية فيها قسمين:

القسم الأول في مباحث الألفاظ

القسم الثاني في الأصول العملية.

القسم الأول مباحث الألفاظ صاحب الكفاية يركز على مطالب صاحب القوانين قوانين الأصول للميرزا القمي ومطالب الفصول للشيخ محمد حسين الأصفهاني الفصول الغروية ومطالب هداية المسترشدين في شرح معالم الدين المعروف بالحاشية، إذا قالوا الحاشية على المعالم هذا كتاب الشيخ محمد تقي الأصفهاني أخ الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب الفصول الغروية.

يقال أن صاحب الفصول عندما كتب الفصول الغروية جاء بالكتاب إلى أخيه الشيخ محمد حسين صاحب هداية المسترشدين قال له علق عليه، قرأه بالكامل وارجعه، فعندما فتحه لم يجد فيه تعليقات فقال له لم تعلق عليه؟! قال أقرأ العنوان، كتاب الفصول فوضع نقطة فصار الفضول، فقال هذه النقطة نسفت الكتاب الكامل.

مباحث علم الأصول في الكفاية

القسم الأول مباحث الألفاظ تعتمد بشكل أساسي على كتاب هداية المسترشدين للشيخ محمد حسين الأصفهاني يعني من أراد أن يتعمق في مباحث الألفاظ فعليه بكتاب هداية المسترشدين أقوى من تقريرات الشيخ الأنصاري لكلانترى مطارح الأنظار.

وأما القسم الثاني من كفاية الأصول فالمحور كتاب الشيخ الأنصاري فرائد الأصول الرسائل، حتى قيل أن كفاية الأصول الجزء الثاني هو حاشية على مطالب الشيخ الأعظم الأنصاري في الرسائل.

الكتاب الثالث (العالم الثالث) الميرزا محمد حسين النائيني، النائيني له دورة أولى ودورة متأخرة، الدورة الأولى قررها الشيخ محمد علي الكاظمي تحت عنوان فوائد الأصول أربعة أجزاء في ثلاثة مجلدات، الدورة المتأخرة قررها السيد أبو القاسم الخوئي تحت عنوان أجود التقريرات أربعة أجزاء طبعة في جزئين ثم في أربعة أجزاء، إذاً من أراد آراء الميرزا النائيني في الأصول فعليه بفوائد الأصول الدورة الأولى وأجود التقريرات الدورة الثانية.

العالم الرابع المحقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني له كتابان الكتاب الأول الأصول على النهج الحديث وهذا غير مشهور عند الطلبة والكتاب الثاني نهاية الدراية في شرح الكفاية وكلا الكتابين بقلمه الشريف.

العالم الخامس آقا ضياء الدين العراقي له كتاب وتقرير والشيخ العراقي بيانه واضح شفوياً ومعقدٌ كتابياً له كتاب مقالات الأصول في مجلدين وبيانه صعب، شرحه تلميذه الوفي المرجع الذي توفي مؤخراً السيد عباس المدرسي اليزدي شرحه في عشرة أجزاء وقد أهداني هذه الدورة وتوفي رحمه الله، طبعتها العتبة العباسية عشر أجزاء شرح مقالات الأصول للمحقق العراقي رضوان الله عليه.

الكتاب الثاني للمحقق العراقي نهاية الأفكار تقرير تلميذه الشيخ البروجردي.

من أراد أن يلم بعلم الأصول عليه الإلمام بآراء الأعلام الخمسة نحن الآن في علم الأصول على مائدة الشيخ الأعظم الأنصاري والشهيد السيد محمد باقر الصدر له محاضرة وقد طبعت في مراحل علم الأصول، بداية علم الأصول على يد الشيخ الطوسي الشيخ محمد بن الحسن الطوسي له كتاب العدة في علم الأصول هذه بدايات الفكر الأصولي ثم تطور علم الأصول ونمو علم الأصول كان على يدّ الوحيد البهبهاني المعاصر للشيخ يوسف البحراني المتوفى سنة ألف ومئة وستة وثمانين هجرية قمرية، ثم مرحلة ذروة علم الأصول كان على يدّ الشيخ مرتضى الأنصاري ـ رضوان الله عليه ـ فنحن نبحث مباحث ذروة علم الأصول على يدّ الشيخ الأنصاري، ولذلك الفقهاء على مائدة الشيخ الأنصاري في الفقه والأصول.

ثم جاء الأعلام الثلاثة الميرزا النائيني والأصفهاني والعراقي وجاؤوا بنظرياتهم المختلفة في مباحث علم الأصول هؤلاء العلماء الثلاثة المعاصرين النائيني والأصفهاني والعراقي.

وعندنا الأعلام الثلاثة الذين عاصرناهم وهم السيد الإمام الخميني والسيد أبو القاسم الخوئي والشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر، الشهيد الصدر درس دورتين أصوليتين والسيد الإمام درس ثلاث دورات أصولية والسيد الخوئي درس سبع دورات أصولية أكمل ست دورات وفي الدورة السابعة وقف على مبحث الضد وشغلته أعباء المرجعية فأوقف درس الأصول ولكنه واصل درس الفقه إلى آخر سنتين من حياته.

السيد الخوئي درس كتاب المكاسب مرتين وكتاب الصلاة مرتين وكتاب الاجتهاد والتقليد مرتين ولو لم يكرر هذه الكتب الثلاثة لوفق لتدريس دورة كاملة لأنه درس بحث الخارج وعمره ثمانية وعشرين سنة وعاش ثلاثة وتسعين سنة وأوقف البحث قبل سنتين من وفاته يعني عمره واحد وتسعين سنة يعني مجموع سنوات درس الخارج قرابة ثلاثة وستين سنة، على الأقل ستين سنة درس بحث الخارج والحصيلة هي دورة وموسوعة الآن طبعت في خمسين مجلد وهي حصيلت يعني درس سبع دورات أصولية ست دورات كاملة ودورة فقهية كبيرة.

وأما ترتيب هذه الدورات مع هذه التقريرات نبدأ بالشهيد الصدر لأنه درس دورتين، تقرير الدروة الأولى لأستاذنا المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري تسعة أجزاء أولاً طبع القسم الثاني في خمسة أجزاء يعني مباحث الأصول العملية ثم مباحث الألفاظ طبعها في أربعة أجزاء المجموع تسعة أجزاء تحت عنوان مباحث الأصول وتتميز هذه الدورة بقلم السيد كاظم الحائري يعني السيد كاظم الحائري بيانه في قلمه أقوى من بيانه الشفوي عكس المحقق العراقي، تمتاز هذه الدورة بتعليقات السيد كاظم الحائري على بحث أستاذه الشهيد الصدر، والكتاب الثاني هو تقرير الدورة الثانية لأستاذنا المرحوم سماحة آية الله العظمى المرجع الديني السيد محمود الهاشمي الشاهرودي تحت عنوان بحوث في علم الأصول سبعة مجلدات والمعتبر منها المجلد الأول والمجلد السابع، لأن الشهيد الصدر قرض أول ما طبع المجلد السابع تعارض الأدلة ثم طبع المجلد الأول مباحث الألفاظ والشهيد الصدر لاحظ المجلد الأخير تعارض الأدلة المجلد السابع ثم لاحظ المجلد الأول ثم استشهد رضوان الله عليه، فطبعت هذه الدورة بعد استشهاده كما أن تقرير السيد الحائري طبع بعد استشهاد الشهيد الصدر فالشهيد الصدر بعد ما ابتلي بمواجهة صدام حسين رئيس العراق المقبور ارسل للسيد كاظم الحائري في إيران أن إتني بمسودات تقريرات بحثه حتى أطالعها وأدرس من شدة مواجهة النظام في ذلك الوقت.

لذلك المعتبر والمتعارف في تقريرات الشهيد الصدر هو تقريرات السيد محمود الهاشمي، السيد محمود لم يحضر كل الدورة أيضاً بعض الدورة استفاد أيضاً من الدفاتر والملازم لبعض زملائه في بعض المباحث لأنه بعد ذلك فرّ وهرب من العراق حينما سجن واعتقل وعذب ونكل ففر إلى إيران.

الدورة الثالثة محاضرات في أصول الفقه للشهيد الصدر الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر قد طبع المجلد الأول منها وهذه الدورة عبارة عن تلفيق بين الدورة الأولى والثانية فالشهيد الصدر الثاني حضر من بحث المفاهيم يعني حضر الدورة الأولى من بحث المفاهيم إلى تعارض الأدلة ثم حضر الدورة الثاني من تعريف علم الأصول إلى الأخير فهذا التقرير محاضرات الشهيد الصدر الثاني من المجلد الأول من تعريف علم الأصول إلى المفاهيم يمثل الدورة الثانية ومن المفاهيم إلى نهاية الدورة يمثل الدورة الأولى مع ملاحظة نتائج الدورة الثانية لكن هذا التقرير طبع بعد استشهاد الشهيد الصدر الأول واستشهاد الشهيد الصدر الثاني ولا يوجد تقريض عليها.

الدورة الرابعة دورة الشيخ حسن عبد الساتر وهو قاضي في لبنان ومن تلامذة الشهيد الصدر وهذه الدورة طبعت مؤخراً يعني أول دورة طبعت السيد كاظم ثم السيد محمود فالسيد محمود طبعت بالكامل ثم السيد كاظم كمل الدورة والدورة الثالثة التي طبعت هي دورة الشيخ حسن عبد الساتر والدورة الرابعة التي طبعت دورة الشهيد السيد محمد الصدر، دورة الشيخ حسن عبد الساتر فيها تقريض للشهيد السيد الصدر وهناك دعوى أن الشيخ حسن عبد الساتر كان يفرغ الأشرطة يعني كان هناك أشرطة يسجل بها الشهيد الصدر وكان يفرغ عين كلمات الشهيد الصدر لذلك هذه الموسوعة أوسع موسوعة وتمتاز بسلاسة العبارة بخلاف دورة السيد محمود عبارتها مغلقة بينما عبارة الشيخ حسن عبد الساتر قد يدعى أنها عين عبارة الشهيد الصدر وقد طبعت لعله في أربعة عشر مجلد.

لذلك نحن في بحثنا سنعتمد إن شاء الله دورة الشيخ حسن عبد الساتر ولكن لن ندخل في كثير من التفاصيل بعض التفاصيل في تعريف علم الأصول والمباحث غير العملية كالمشتق والصحيح والأعم لا داعي لبحثها، هذه دورات أربع هذه تقريرات أربعة للشهيد الصدر مطبوعة وقد درس دورتين.

وأما السيد الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه أول دورة قررها الشيخ حسين علي المنتظري تحت عنوان محاضرات في الأصول وأساس هذه الدورة أن السيد الإمام في ذلك الوقت كان معروف بتدريس الفلسفة لا الفقه والأصول فقال الشهيد مطهري للشيخ المنتظري قالوا هذا آقا روح الله الموسوي الخميني هذا عالم كبير نريد نطلع علمه كيف نطلع علمه؟ قالوا نطلب منه أن يدرسنا القسم الثاني من الكفاية فوافق الإمام الخميني وحضر الشهيد مرتضى مطهري وزميله آية الله الشيخ حسين علي المنتظري والإمام الخميني درس الكفاية فأشكلوا إشكال فالسيد الإمام قال هذا الإشكال أرفع من السطح هذا الإشكال يرتقي لمستوى الخارج، فقال نعم نحن نريد هذا الإشكال، فقال كأنما أنتم طلبتم الخارج، قالوا نعم، نحن نريد الخارج، وبالتالي شرعوا ببحث الخارج، فأول دورة كانت للسيد الإمام كانت أنصاريت المسلك يعني من القطع والتقرير مطبوع.

التقرير الثاني وهو المعتمد تهذيب الأصول للمرجع الديني آية الله العظمى للشيخ جعفر السبحاني وهو تلفيق بين الدورتين الأولى والثانية وهو التقرير المعتبر لأن فيه تقريض الإمام الخميني، بل يرى الشيخ السبحاني في المقدمة أن الإمام الخميني كان يلاحظ هذا الكتاب كلمة كلمة لذلك هذا هو التقريض المعتبر في آراء الإمام الخميني تهذيب الأصول، ثلاثة أجزاء في مجلدين أو ثلاثة مجلدات طبع مؤخراً.

التقرير الثالث جواهر الأصول للنكرودي ستة مجلدات وهو تقرير الدورة الثالثة للسيد الإمام الخميني ويمتاز بسلاسة العبارة والتوسع وهو أوسع من تهذيب الأصول.

التقرير الرابع تنقيح الأصول في أربعة مجلدات للشتهاردي وهذا لعله الدورة الثاني ويوجد تقريرات أخرى غير كاملة مثل معتمد الأصول وهو التقرير الخامس للشيخ فاضل اللنكراني، التقرير السادس الشيخ المرحوم الشيخ يوسف الصانعي أيضاً له تقرير دورة أصولية للسيد الإمام رضوان الله تعالى عليه.

ولكن المعتمد منها هو تهذيب الأصول للشيخ السبحاني والواضح منها الموسع منها جواهر الأصول للنكرودي وبعده تنقيح الأصول للاشتهاردي.

وأما السيد أبو القاسم الخوئي رضوان الله عليه فالسيد أبو القاسم له تقريرات متعددة لأنه درس ست دورات فالدورة السادسة والسابعة التي لم يكملها مسجلة بالأشرطة ولكن لم تطبع وإنما المشهور هو محاضرات في علم أصول الفقه للمرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض وهي الدورة الرابعة للسيد الخوئي.

وأول تقرير طبع للسيد الخوئي هو كتاب دراسات في علم أصول الفقه للسيد علي الشاهرودي والد السيد محمود الشاهرودي، والد السيد محمود هو من الأوائل الذين بدأ بهم السيد الخوئي البحث فالسيد الخوئي عندما بدأ بحثه الأصولي بدأ بالسيد محمد الروحاني والسيد علي الشاهرودي يعني بدأ بخمسه بحث الأصول ولذلك السيد علي الشاهرودي قرر بحث الصلاة للسيد الخوئي الدورة الأولى قررها السيد علي الشاهرودي ولم يطبع كتاب الصلاة وإنما المكاسب محاضرات في الفقه الجعفري وطبع دراسات في علم الأصول أربعة أجزاء للسيد علي الشاهرودي ولعله يمثل الدورة الثالثة في الأصول للسيد الخوئي.

إذا إلى هنا السيد الخوئي ذكرنا التقرير الأول محاضرات في أصول الفقه وهو المعتمد عليه في تقريض السيد الخوئي والثاني دراسات في علم الأصول للشاهرودي وهو يمثل الرأي القديم للسيد الخوئي وهو أيضاً معتبر لأن عليه تقريض السيد الخوئي والتقرير الثالث مصباح الأصول للبهسودي لكن قرض وطبع من القسم الثاني من بحث الأصول والأقسام الأول لم يعثر عليها وهو رجع إلى أفغانستان أيام الغزو الروسي لأفغانستان واختطف وإلى الآن لم يعرف له أثر رحمة الله عليه ثم مؤخراً طبع المجلد الأول والثاني مما عثر عليه من مجلدات مصباح الأصول وإنما المعتبر هو المجلدان الأخيران في الأصول العملية غير الأول والثاني الذي طبع في الترتب.

التقرير الرابع تقرير الشيخ حسن الصافي وهو في أربع مجلدات ويمثل الدورة الثانية للسيد الخوئي والتقرير الخامس غاية المأمول في علم الأصول للشيخ محمد تقي الجواهري طبع في مجلدين.

التقرير السادس مباني الاستنباط للسيد أبو القاسم الكوكبي التبريزي طبع مجلد واحد وقرض أيضاً من السيد الخوئي، تقريرات كثيرة ولكن المعتمد منها محاضرات في أصول الفقه.

الخلاصة ونحن في نهاية الوقت، السيد أبو القاسم الخوئي هو امتداد لمدرسة الميرزا المحقق النائيني والشهيد الصدر وإن كان امتداد لمدرسة السيد الخوئي والميرزا النائيني لكن الكثير من آراء السيد الشهيد محمد باقر الصدر تلتقي مع آراء المحقق الشيخ آقا ضياء الدين العراقي وتلتقي مع آراء السيد محمد الروحاني في منتقى الأصول والسيد محمد الروحاني وإن كان قد يحسب على المحقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمباني ولكن الكثير من آراء منتقى الأصول تقترب من آقا ضياء الدين العراقي.

وقد سألته بنفسي السيد محمد الروحاني عن تقرير الشيخ محمد أمين زين الدين لبحث المحقق العراقي يقول قرأته فوجدته تقريراً متيناً ومن هنا احكم باجتهاد الشيخ محمد أمين زين الدين، لمتانة تقريره لبحث الشيخ آقا ضياء الدين العراقي رضوان الله عليهم.

فقد يقال السيد محمد الروحاني في منتقى الأصول والسيد الشهيد محمد باقر الصدر في مباحث الأصول قريب من المحقق العراقي وأيضاً السيد محسن الحكيم في حقائق الأصول قريب من المحقق العراقي مع أن السيد محسن الحكيم يعد امتداد مدرسة النائيني في الفقه ولكن في الأصول لا يتعدى العراقي وإذا حتم العراقي بمسألة لا يتعداه وقد سأل أستاذنا سماحة الشيخ حسان سويدان المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم رحمة الله عليه، قال له إن جدك السيد محسن الطباطبائي الحكيم إذا جزم العراقي بمسألة لا يتجاوزه ولا يتعداه، فقال هذا صحيح.

وبالتالي من يلحظ حقائق الأصول ومنتقى الأصول وبعض آراء الشهيد الصدر قريب من المحقق العراقي وأما المحقق الأصفهاني فامتداده هو السيد محمد هادي الحسيني الميلاني وكذلك الشيخ محمد رضا المظفر وكذلك الشيخ محمد تقي بهجت هذا امتداد مدرسة النائيني.

والمراجع المعاصرون كالشيخ وحيد الخراساني امتداد لمدرسة السيد أبو القاسم الخوئي، السيد المرجع الكبير آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني والمرجع الكبير ولي أمر المسلمين السيد علي الحسيني الخامنئي هذان العلمان السيدان العليان الحسينيان المشهديان الخامنئي والسيستاني هما امتداد مدرستين درسا كلا المدرستين.

فالسيد السيستاني درس عند السيد الإمام الأصول ثلاث سنوات وعند السيد البروجردي درس الفقه ثم ذهب إلى النجف الأشرف وكان أكثر دراسته عند السيد أبو القاسم الخوئي فالسيد السيستاني امتداد لمدرسة النجف وقم والسيد السيستاني في المنهاج كثير من المسائل يخالف السيد الخوئي ويوافق السيد الإمام الخميني عكس الشيخ محمد فاضل اللنكراني تلميذ السيد الإمام الخميني لكن في رسالته العملية كثير من المسائل يخالف السيد الإمام الخميني في تحرير الوسيلة ويوافق السيد أبو القاسم الخوئي.

عندنا أيضاً السيد محمد الروحاني في منتقى الأصول أيضاً هذا بحث بحث متين ومهذب ينبغي ملاحظته وبحث تحقيق الأصول السيد علي الميلاني يلحظ كلمات الشيخ وحيد الخراساني أيضاً هذا ملاحظته جيدة، ودورة أصول الفقه اثنا عشر مجلد للشيخ حسين الحلي الذي هو امتداد مدرسة النائيني وكان يكتب فتاوى النائيني أيضاً ينبغي ملاحظتها.

السيد السيستاني دارس كلا المدرستين والسيد الخامنئي أيضاً دارس المدرستين والسيد الخامنئي أكثر دراسته في الفقه عند الشيخ مرتضى البروجردي وهو ابن الشيخ عبد الكريم الحائري وهو امتداد لمدرسة السيد محمد الفشاركي وفي الأصول أول ما درس عند السيد محمد هادي الميلاني وهو امتداد مدرسة الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمباني ودرس مؤخراً عند السيد الإمام الخميني فقهاً وأصولاً والسيد الخامنئي ذهباً إلى النجف الأشرف وحضر بحث السيد الحكيم وبحث السيد حسن البنجردي وأعجبه هذين البحثين، وحضر أيضا بحث السيد أبي القاسم الخوئي وبقي هناك قرابة سنة فهو جامع لكلا المدرستين فالسيد الخامنئي جامع لكلا المدرستين وإن كانت مدرسة قم أكثر والسيد السيستاني جامع لكلا المدرستين وإن كانت مدرسة النجف الأشرف أكثر.

نحن في بحثنا سوف نلاحظ تقرير الشيخ حسن بن عبد الساتر تقرير بحث الشهيد الصدر لأنه أوسع تقرير امتداد مدرسة الشهيد الصدر مدرسة السيد الخوئي مدرسة الميرزا النائيني وقريبة من مباحث آقا ضياء الدين العراقي وممكن أن نلاحظ مباحث المحقق الأصفهاني رضوان الله عليه لكن ليس البناء على التوسعة في المباحث غير العملية وإنما البناء على التعمق والتوسعة في المباحث العملية.

نسأل الله التوفيق والهداية وحسن العاقبة والإخلاص في القول والعمل وأن يجعل هذه الدورة ذخيرة لي ولكم وأن يوفقنا لإتمامها وأن يجعل هذا العمل يوجب رضا صاحب العصر والزمان وذخيرة لي ولكم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo