< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/06/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أن يتحفظ من مخاطبة الشيخ بما لا يليق خطابه به

 

الأدب الرابع والعشرون

الرابع والعشرون من آداب المتعلم مع شيخه أن يتحفظ من مخاطبة الشيخ بما لا يليق خطابه به.

هناك خطاب عادي بين الناس، أحياناً الطالب يقول: عندي ميانة مع أستاذي، فيتكلم مع أستاذه بما يتكلم به أي واحد مع أي فرد بشكل عادي، هذا غير صحيح.

حتى لو كان الأستاذ متواضعاً ولا توجد حواجز بينك وبين الأستاذ، لكن ينبغي خطاب الأستاذ بخطاب يليق به، ولا ينبغي مخاطبة الأستاذ بأي خطاب مع أي شخص.

يقول الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ :[1]

«الرابع والعشرون وهو من جنس قبله أيضاً» هذا كل هذه الآداب لا بد فيها أن تراعى وأن يراعي الطالب مقام وجود الأستاذ العظيم «أن يتحفظ من مخاطبة الشيخ بما يعتاده بعض الناس في كلامه ولا يليق خطابه به» مثل ايش بك؟ وفهمت؟ سمعته؟ تدري؟ يا رجل مبارك، ونحو ذلك.

والله يقول له أنت رجال مبارك أستاذنا خوش رجال أنت «ونحو ذلك وكذلك لا يحكي ما خوطب به مما لا يليق خطاب الشيخ به وإن كان حاكياً عنه» ينقل إلى الأستاذ كلام شخص عن الأستاذ أو كلام شخص عن شخص آخر قد يفهم منه أنه يراد به الأستاذ، مثل ماذا؟ مثل قال فلان لفلان أنت قليل الحياء، أنت قليل البر، وما عندك خير، وقليل الفهم، هذا لا يليق أن تقول للأستاذة حتى لو على سبيل الحكاية عن قال فلان لفلان لأن فيها أنت كأنما توجه الخطاب إلى الأستاذ، وإن كنت تحكي كلام مخاطباً فلان الأفضل أن تستبدل لفظة أنت تقول الأبعاد ذاك البعيد قليل الفهم ذاك البعيد سيء الحظ.

لذلك يقول: «ونحو ذلك بل يقول إذا أراد الحكاية ما جرت العادة بالكناية به مثل قال فلان لفلان الأبعد قليل الخير وما عند الأبعد خير، ومثل هذه الكناية وردت في بعض الأخبار أيضاً أو يأتي بضمير الغائب مكان ضمير المخاطب وشبه ذلك»، ضمير الغائب هو مكان ضمير الحاضر أنت، فحتى على مستوى الحكاية قال فلان قال زيد لعبيد أنت ما تفهم، هذا في مقام الخطاب وأمام الأستاذ لا يناسب، يقول قال زيد لعبيد هو لا يفهم أو إلى الأبعد ما يفهم لاحظ الدقة في الأدب مع الشيخ الأستاذ.

الأدب الخامس والعشرون

الإنسان غير معصوم ربما يوم من الأيام الأستاذ يسبق إلى لفظة هذه اللفظة غير ملائمة هو عن غير قصد افترض يوم من الأيام الأستاذ أراد يتلفظ بلفظه فسبقه لسانه وأخطأ واشتبه وذكر لفظ العورة.

إذا الطالب يتضحك قل ها أستاذنا اليوم ما شاء الله عليك جيت بلفظ الكذا هذا خلاف هذا هنا سوء أدب مع الأستاذ، من المفترض أن الطالب كأنه لم يسمع هذه الكلمة من الأستاذ، ولا ينقلها أبداً ربما الأستاذ لم يلتفت إلى أنه تلفظ بهذه اللفظة أو الأستاذ إذا تلفظ بهذه اللفظة يشعر به حرج وخجل، فلا ينبغي للطالب أن ينظر إلى الأستاذ نظرة المتعجب لماذا أورد هذه اللفظة؟ فالأستاذ ليس بمعصوم فينبغي للطالب أن لا يلتفت إلى هذه اللحظة وكأنه لم يسمعها لا أنه يكرر اللفظة كأنما يعير الأستاذ.

قال الشهيد الثاني:

«الخامس والعشرون إذا سبق لسان الشيخ إلى تحريف كلمتين يكون لها توجيه مستهجن» يعني لها وجه مستهجن كما لو تلفظ بلفظ وهذا اللفظ يطلق على العورة بحسب اللهجة أو نحو ذلك «أن لا يضحك الطالب ولا يستهزئ ولا يعيدها كأنه يتبادر بها عليه» يريد يذكره بها «ولا يغمز غيره ولا يشير إليه» يعني يغمز يشير إليه صاحبه لاحظ الأستاذ اليوم ماذا قال؟

«بل ولا يتأمل ما صدر منه» من الشيخ الأستاذ «ولا يدخله قلبه ولا يصغي إليه سمعهم ولا يحكيه لأحد» ما ينقل لأحد اليوم والله الأستاذ قال: كذا وكذا في مجلس الدرس ما ينقل هذا «فإن اللسان سباق» وزن فعال يعني كثير السابق صيغة مبالغة «والإنسان غير معصوم ولا سيما فيما هو فيه معذور» كما لو كان ألكم مثلا ألكن عنده غلط في مع بعض مخارج الحروف فبمقتضى خطأه في مخارج الحروف ذكر هذه اللفظة.

«وفاعل شيءٍ مما ذكر مع شيخه» كما لو ضحك أو استهزأ أو حكى ونقى «معرض نفسه للحرمان والبلاء والخسران، مستحق للزجر والتأديب والهجر والتأنيب مع ما يستوجبه من مقت الله سبحانه، غضب الله عليه مقت الله له وملائكته أنبياؤه وخاصته».

الأدب السادس والعشرون

جيد لو سأل سائل الشيخ مسألة أن لا يتبرع ويجيب ويسبق الشيخ، لو توقف الشيه في مسألة وكان الطالب يعرف لا يجيب هذا الطالب، الطالب ينبغي أن لا يظهر تفوقه على أستاذه، بل ينبغي أن يظهر غاية الخضوع لأستاذه، هذا من آداب مجلس الدرس.

أولاً لا يظهر أنه متفوق على أستاذه.

ثانياً لا يظهر أنه مقارن وند لأستاذه بل ينبغي أن يتواضع الطالب.

قال الشهيد الثاني:

«أن لا يسبق الشيخ إلى شرح مسألةٍ أو جواب سؤالٍ منه» من الشيخ «أو من غيره» سؤال منه يعني من الطالب أو من غيره من غير الطالب غير المتعلم «لا سيما إذا كان من غيره وتوقف» يعني لا سيما إذا كان السؤال من غير المتعلم وتوقف الأستاذ، الأستاذ توقف عن الجواب، هنا إذا أجاب الطالب راح يبين أن الطالب اعلم من الأستاذ.

«ولا يساوقه فيه» المساوقة الندية والمماثلة، لا يساوقه فيه يعني لا يساوي ولا يماثل المتعلم المعلم في الجواب على هذا السؤال، ينبغي أن لا يجيب إلا إذا أمره الأستاذ، إذا الأستاذ أمره ويعرف أنه إذا لم يجب فيه أذى للأستاذ في هذه الحالة يجب عليه أن يجيب.

«ولا يظهر معرفته به» بالجواب «أو إدراكه له قبل الشيخ» هذا السائل يسأل وهو يهز رأسه يبين ويفهم أكثر من شيخه الأستاذ.

«إلا أن يعلم من الشيخ إيثار ذلك منه» إلا إذا يعلم أن الشيخ إذا واحد سأل وهو هزهز رأسه وبين أنه يعرف الأستاذ يرتاح أن هذه ثمرة جهود الأستاذ.

«أو عرض الشيخ عليه ذلك ابتداء» يعني عرض عليه ابتداء أن يجيب والتمسه منه فلا بأس به حينئذ أن يجيب الطالب إذا طلب منه الأستاذ.

الأدب السابع والعشرون

«أن لا يقطع على الشيخ أي كلام» حتى لو الشيخ قطعه حتى لو الأستاذ قاطعه، ينبغي أن يتأدب المتعلم ولا يقاطع الأستاذ، ولا يسبق الأستاذ في الكلام ولا يكون نداً للأستاذ في الكلام.

قال الشهيد الثاني:

«السابع والعشرون أن لا يقطع على الشيخ كلامه أي كلام كان ولا يسابقه فيه، ولا يساوقه به» لا يسابقه يعني لا يناده لا يماثله بالكلام بل بل يصبر حتى يفرغ الشيخ من كلامه ثم يتكلم، «ولا يتحدث مع غيره والشيخ يتحدث معه» والأستاذ ملتفت إلى الطالب والطالب ملتفت إلى غيره، الأستاذ يتحدث معاه وهو يتحدث مع جماعة أو يتحدث مع جماعة المجلس «بل لا يجعل الطالب والمتعلم همه سوى الإصغاء إلى قول الشيخ وفهمه» كل التفاته إلى الشيخ.

الأدب الثامن والعشرون

الثامن والعشرون إذا سمع الشيخ ينشد شعراً أو يذكر مسألةً أو فائدة غريبة، وكان الطالب يعرف الشعر أو يعرف المسألة افترض الأستاذ ذكر قصة الطالب يقول: أدري أدري قلتها لنا من قبل، هذا خلاف الأدب مع الأستاذ ينبغي أن يسكت وأن يظهر أنه يتعلم من الأستاذ.

بعضهم يقول يأتي بعض الشباب ويذكر قصة وقضية وأنا اعرفها قبل ما يولدون هذا الشاب واظهر للشاب أنني أتعلم منه احتراماً له.

أحياناً في مجلس إذا الأستاذ ذكر مسألة أو ذكر قصة بعضهم يقول: شيخنا طالما كررت هذه المسألة وسمعناها منك، هذا خلاف الأدب ينبغي أن يظهر أنه كأنه الآن، بل إذا الأستاذ سألهم سمعتون القصة؟ يقولون له: نريد أن نستفيد لاحظ الأدب الرفيع.

إذا الأستاذ مثلاً يريد أن يذكر مسألة وأنت تعرف المسألة، وقال لك: تعرف المسألة، إذا قلت لا هذا كذب، إذا قلت نعم هذا ربما فيه إهانة له، الجواب الأفضل الذي فيه مزيد احترام يقول له افيضوا علينا مما أفاض الله عليكم تفضلوا شيخنا حتى نستفيد.

إن قال له: أنت تعرفها، ولكن من لسانك أحلى ما يطلع من الحلو إلا الحلو ربما تفيض شيء ربما تضيف شيء إضافي ونستفيد أكثر لاحظ الأدب مع الأستاذ.

«الثامن والعشرون إذا سمع الشيخ يذكر حكماً في مسألة أو فائدة مستغربة أو يحكي حكاية» قصة «أو ينشد شعراً وهو يحفظ ذلك أن يصغي إليه إصغاء مستفيد له في الحال متعطش إليه فرح به كأنه لم يسمعه قط» كأنما ما سامع القضية أبداً.

«قال بعض السلف: إني الحديث من الرجل وأنا اعلم به منه فأريه من نفسي أني لا أحسن منه شيئاً، وقال أيضاً: إن الشاب ليتحدث بحديث له كأني لم اسمعه ولقد سمعته قبل أن يولد، فإن سأله الشيخ عند الشروع في ذلك عن حفظه له فلا يجيب بنعم» يقول له: تحفظ المسألة؟ يقول: نعم، هذا فيه لما فيه من الاستغناء عن الشيخ فيه ذكر هذه القضية.

«ولا يقول: لا، لما فيه من الكذب، بل يقول: أحب أن استفيد من الشيخ أو اسمعه منك أو بعد عهدي به أو هو من جهتكم أصح ونحو ذلك» قول له شيخنا أنت حلو ما يجي من الحلو إلا الحلو تفضلوا أفيضوا علينا، إذا قال الشيخ ماذا تستفيد؟ أنت تعرف القصة؟ يقول له لعله تأتي بحيثية أنا غير ملتفت إليها تفضلوا وأفيضوا علينا.

«فإن علم من حال الشيخ أنه يؤثر العلم بحفظه له مسرة به» يعني علم أن الشيخ إذا يقول له نعم أنا اعرفها يستأنس الشيخ كما لو قال له: نعم أنا اعرفها مما تعلمته منكم، أنا اعرف هذه القصة وهي من إفاضاتكم هنا يحسن أن يذكر له.

«أو أشار الشيخ إليه بإتمامه امتحاناً لضبطه أو حفظه» كمل خلنا نشوف تضبط المسألة أو لا؟ هنا يكمل لأن فيه ماذا؟ احترام للأستاذ ونزولاً لرغبة الأستاذ.

«إذا أشار المعلم إلى المتعلم بإتمامه إتماماً لضبطه أو حفظه أو لإظهار تحصيله فلا بأس بإتباع غرض الشيخ ابتغاء لمرضاته» مرضاة الشيخ «وازياداً لرغبته فيه» حتى تزداد رغبة الشيخ في ذلك.

الأدب التاسع والعشرون

هذا الطالب يعرف يسأل عن شيء عرفة يكرر السؤال عن شيء عرفه هذا مضيعة الوقت لا يحسن ذلك لا يسأل إلا عن ما يجهله لا يسأل عن شيء يعرفه كأنما أحياناً يمتحن الأستاذ أو يريد يقول للأستاذ أنا اعرف هذا سوء أدب وخلاف الأدب مع الشيخ الأستاذ.

«التاسع والعشرون أنه لا ينبغي» له للمتعلم «أن يكرر سؤال ما يعلمه ولا استفهام ما يفهمه فإنه يضيع وربما الضجر الشيخ» يعني يقع الشيخ في الضجر يسأم، قال بعض السلف: «إعادة الحديث أشد من نقل الصخر» خصوصاً إذا الشيخ كبير السن ما في شدة يتكلم زايد أنت تتعبه بهذا السؤال كأنما يحمل صخر.

«وينبغي أن لا يقصر في الإصغاء والتفهم أو يشغل ذهنه بفكر أو حديث، ثم يستعيد الشيخ ما قاله لأن ذلك إساءة أدب» الشيخ يدرس يشوف التلميذ سرحان يطالع التلميذ السقف أو في عالم آخر فلما يلتفت الطالب ويشاهد وجه الأستاذ يضطر الأستاذ أن يكرر الكلام من دون أن يطلب الطالب لا ينبغي للطالب هكذا أن يجلس أمام الأستاذ وكأنه في عالم آخر يضطر الأستاذ أن يعيد الكلام.

«بل يكون كما مر مصغياً لكلامه حاضر الذهن لما يسمعه من أول مرة، وكان بعض المشايخ لا يعيد لمثل هذا إذا استعاده، ويزبره عقوبة له» ما المراد باليزبرة؟ الزجر، يعني يزجره، يعني هذا طالب سرحان ثم قال أستاذ أعد الفكرة يزجره يقول لن أعيدها لك عقوبة لك اذهب وراجعها حتى تتعلم مرة ثانية أن تشد انتباهك في الدرس.

«كان بعض المشايخ لا يعيد لمثل هذا إذا استعاده» إذا كان يسرح ويغفل ويشغل نفسه ثم قال له استعاده يعني طلب اعادة الفكرة «ويزبره عقوبة له» يعني ويزجره عقوبة له حتى يرتدع.

«أما إذا لم يسمع كلام الشيخ لبعده» هذا الطالب جلس من بعيد ما سمع كلام الشيخ يعني عنده عذر «أو لم يفهمه مع الإصغاء إليه والإقبال عليه» ما فهم الفكرة «فله أن يسأل الشيخ إعادته أو تفيمهه بعد بيان عذره بسؤال لطيف» يقول له شيخنا أنا اليوم ما أجمع ما أفهم زين أنت تفهمني جزاك الله خيراً، أنا اليوم لم أفهم المسألة وعذري وطمعي في سعة صدركم وفضل علمكم أكبر مما عندي، هنا الأستاذ يجاوبه.

شيقولون العراقيين؟ يابه في ثلثين المراجل حكي، هذا فن في الإدارة يسمونه اللباقة، يقال: إن ملكاً من الملوك رأى رؤيا مفادها أنه يقتل، فجاء بالمعبرين ومفسري الأحلام.

المفسر الأول قال: أيها الملك إن صدقت رؤياك فإنك مقتول لا محالة.

فقال: أتهددني يا ابن الكذا!! خذوه فاضربوا عنقه.

جاء المعبر الثاني قال: أيها الملك إن صدقت رؤياك فإنك ستموت.

قال: أتهددني بالموت؟! خذوه واضربوه عنقه.

جاء المعبر الثالث قال إن قلت له إنك ستقتل أو ستموت فإنه سيقتلني، وإن قلت أنك لن تموت ولن تقتل فإنه سيكذبني، فقال المعبر الثالث أيها الملك اعلم أننا جميعاً راحلون والدوام للدائم والكل زائل، وإن صدقت رؤياك فإنك أسبقنا رحيلاً وأنت من أهل السبق والتفضل.

قال: أحسنت أحسنت أعطوه الجائزة.

النتيجة واحدة إنه سيموت، ما الفارق؟

الأول جاء بأمر جازم وصدمه بمفردة القتل قال: مقتول لا محالة، الثاني هونها شوي استخدم مفردة الموت، الثالث استخدم مفردة الرحيل، وفرق بين مفردة الرحيل ومفردة الموت ومفردة القتل، ثم عمم المشكلة والمصيبة إذا عمت هانت، قال: كلنا راحلون ثم أضفى عليه مزية، قال: أنت اسبقنا رحيلاً، فتعلموا اللباقة.

اللباقة مهمة جداً يعني مرة كنا حضرنا عند أحد المراجع، وكنا بمحضر أحد العلماء الكبار من آيات الله هذا المرجع أراد أن يقدم هدية لذلك الفقيه الذي كنا بحضرته، وهذا الفقيه كان ما يقبل الهدايا، أصر عليه ذلك المرجع وضع المال في يديه، قال: أرجوك خذها ليس فيها منه لم إرث من والدي شيئاً هذا سهم الإمام ـ عليه السلام ـ وليس مالاً شخصياً، أرجوك خذه.

فقال الفقيه: لا أستطيع لا أستطيع.

قال: خذه.

فقال الفقيه: أرجوك اقبل مني سوء الأدب هذا.

فلما قال هذا الكلام رفع يده نحن ما أحوجنا إلى ماذا؟ إلى اللباقة في الكلام والتصرف، هذه كلها تعود إلى اللباقة وفن الكلام والتصرف.

الأدب الثلاثون

«الثلاثون أن لا يسأل عن شيء في غير موضعه، ففاعل ذلك لا يستحق جواباً» المدرس يبحث مسألة فقهية ها؟ هل يجب القصر أو التمام في هذه المسألة؟ هو يسأله عن سفينة نوح سؤال في غير موضعه «ففاعل ذلك لا يستحق جواباً إلا أن يعلم من حال الشيخ أنه لا يكره ذلك» هذا الشيخ كشكول أي شيء تسأله تحب تسأله أي شيء ويجاوب على أي شي هنا لا محذور في ذلك «ومع ذلك فالأولى ألا يفعل» الأولى أن يفعل ويسأل ما يخص الدرس ولا يسأل ما هو خارج عن الدرس.

«ولا يلح عليه في السؤال إلحاحاً مضجراً بحيث يوجب جذره، ولا يسأله في طريقه إلى أن يبلغ مقصده» الشيخ يمشي في الطريق وهمه الآن أن يصل وهذا مأذنه سؤال وراء سؤال.

«وقد حكي عن بعض الأجلاء أنه أوصى بعض طلبته» لاحظ هذه المواضع التي لا ما يحسن أن تسأل فيها.

«لا تسألني عن أمر الدين وأنا ماشي» يمكن هو هذا يريد يعمل رياضة أو مشغول بشيء لا تسأله وهو ماشي «ولا أنا أتحدث مع الناس ولا أنا قائم ولا وأنا متكئ» يعني متكئ يريد القيام اتكأ على يديه يريد أن يقوم «فإن هذه أماكن لا يجتمع فيها عقل الرجل» يريد يمشي مستعجل «لا تسألني إلا وقت اجتماع العقول».

الأدب الحادي والثلاثون

«الحادي والثلاثون أن يغتنم سؤاله عن طيب نفسه وفراغه، ويتلطف في سؤاله ويحسن في جوابه» قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم»[2] .

الأدب الثاني والثلاثون

«الثاني والثلاثون أن لا يستحي من السؤال عما أشكل عليه بل يستوضحه أكمل استيضاح فمن رق وجهه رق علمه» سؤال ما المراد رق وجهه؟ يعني استحيا الذي يستحي ما يتزوج والذي يستحي ما يتعلم، «ومن رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال» من رق وجهه يعني يستحي إذا اجتمعوا الرجال واجتمع العلماء هو دائماً ساكت لأنه يخجل يستحي، المراد الخجل وليس الحياء، الحياء مطلوب الخجل غير مطلوب.

قال الصادق ـ عليه السلام ـ : «إن هذا العلم عليه قفل ومفتاحه المسألة، لكل شيء مفتاح ومفتاح العلم السؤال»[3] .

جعلنا الله وإياكم من المتعلمين والمعلمين.

الثالث والثلاثون يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo