< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/06/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العشرون أن يصغي إلى الشيخ ويقبل بكليته عليه

 

الأدب العشرون[1]

الأدب العشرون من آداب المتعلم شيخه أن يصغي إلى الشيخ ويقبل بكليته عليه.

إنصافاً لقد أبدع الشهيد الثاني في ذكر الآداب الأربعين وأوصي نفسي وإخواني من بداية مسيرتهم الدراسية إلى آخر رمق من أعمارهم أن يواظبوا على قراءة الآداب الأربعين، لكي لا يغفل الإنسان عن حقّ أستاذه فلربما يقصر الإنسان في حقّ أستاذه أو يغفل أو يسهو أو يجهل ذلك، وقد أبدع المحقق الشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي في ذكر مصاديق هذه الحقوق التي تستفاد من الآيات والروايات الشريفة.

شرح للأدب الرابع عشر

قبل أن نشرح في بيان الأدب العشرين تكلمنا في الدرس الماضي عن الأدب الرابع عشر «أن لا يقرأ على الشيخ عنده شغل قلبه وملله ونعاسه وجوعه وعطشه واستيفازه وألمه وقائلته» سؤال ما معنى الاستيفاز؟ وما معنى القائلة؟

قلنا في الدرس السابق معنى القائلة أي القيلولة النوم قليلاً في الظهيرة، فوقت الأستاذ هذا الوقت ينام فيه في الظهيرة هو يحاول يدرس عنده وقت نومته ظهراً هذا يتعب الأستاذ.

سؤال: ما المراد بالاستفاز؟ أن لا يقرأ يعني لا يدرس عند الأستاذ وقت استفازه، ما المراد بالاستيفاز؟

الجواب: الاستعجال أحياناً الأستاذ يتكئ على قدميه أو ركبته يريد يريد أن يمشي مستعجل أنت تسأله في هذا الوقت أو اتكأ على الحائط مستعجل يريد يمشي، أنت تسأله في هذا الوقت، تربك الأستاذ، فمن آداب المتعلم مع المعلم أن لا يطلب منه العلم وقت استعجاله واستيفازه.

إن شاء الله هذه الدروس إذا تتابعون المفروض ما تخلون كلمة غير واضحة.

لذلك اقرأ مع أن القراءة سهلة لكن في بعض الموارد والمفردات قديمة وصعبة لابد من بيانها ونحن نقرأ تبركاً.

الأدب العشرون

هذا الأدب العشرون خلاصته أشعر أستاذك الاهتمام، أشعر أستاذك الالتفات، اقبل بكلك على الأستاذ لعل الأستاذ يجود عليك ببعض علمه، أما إذا أنت منصرف عن الأستاذ نايم أو غافل أو تحرك بإصبعيك الأرض أو تحرك رجليك أو تطالع في السقف والسماء، فإن الأستاذ ربما لن يتشجع أن يعطيك ما يعطيك.

الأستاذ إذا استشعر من الطالب الإخلاص أعطاه سر المهنة، كلما أخلص المتعلم لمعلميه ورثه علمه وحكمته، الإخلاص له علامات منها أن تقبل بكلك عليه الباقي مصاديق، يذكر أنه لا ينفض كمه ولا ولا ولا كلها مصاديق لعدم الاهتمام والرعاية.

قال الشهيد الثاني:

«العشرون وهو من أهمها أن يصغي إلى الشيخ ناظر إليه» إلى الشيخ «ويقبل المتعلم بكليته عليه» يعني بكل وجوده وكل وجدانه يقبل على المعلم «متعقلاً لقوله» يعني يحاول أن يتعقل ويفهم قول الشيخ والأستاذ.

«متعقلا لقوله بحيث لا يحوجه إلى إعادة الكلام» أحياناً الأستاذ يعرف أن التلميذ سرحان يقول له: واضح أعيد؟!، لكن إذا وجد أن هذا التلميذ فاتحاً عينيه بكل شغف وله ينظر إلى أستاذه كمن يسامر معشوقته ومحبوب وقد أقبل بكله عليها أفلا يقبل على درس الأستاذ؟ حينئذ ما يحوج الأستاذ إلى إعادة الكلام.

«ولا يلتفت من غير ضرورة وينظر إلى يمينه أو شماله أو فوقه أو أمامه لغير حاجةٍ، ولا سيما عند بحثه معه أو كلامه له» الأستاذ يتكلم يخاطب التلميذ والتلميذ يطالع السقف أو يطالع الساعة، هذه إساءة أدب مع الأستاذ.

«فلا ينبغي أن ينظر إلا إليه» لا ينبغي أن ينظر المتعلم إلا إلى الشيخ المعلم «ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يلتفت إليها سيما عند بحثه معه» الأستاذ يبحث مسألة والفوضى من الخارج ولا كأنه شيء صاير، لا الأهل اهلي ولا لأولاد أولادي إذا دنا يوم تحصيل العلا داني.

«ولا ينفض كميه» بعد أطراف الثياب «ولا يحسر عن ذراعه» يكشف عن ذراعه «ولا يومئ بيده إلى وجه الشيخ أو صدره» تقول: شيخنا أنت قلت هكذا كأنه تهديد، في علم النفس يقولون: إذا ترفع اصبع وحدة تهديد إذا ترفع كل الكف سلام، لذلك إذا بتخاطب الأعداء تؤشر بسبابتك بإصبع واحد هذا تهديد، إذا تخاطب الأحبة ترفع تمام الكف سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول: «ولا يمس بها بيديه» بيده شيئاً من بدنه أو ثيابه، يلمس ثياب الشيخ أو بدن الشيخ، يحط يده على رقبته على يده «ولا يعبث بيديه أو رجليه أو غيرهما من أعضائه» يضرب برجوله الأرض أو يحرك يده وأصابعه على الأرض «ولا يضع يده على لحيته أو فمه أو يعبث بها في أنفه ولا يفتح فاه، ولا يقرع سنه» يضرب على أسنانه يطلع صوت بعد.

«ولا يضرب الأرض براحته» يعني براحة كفه أو راحة القدم «أو يخط عليها بإصبعه» بعضهم كأنما يرسم على الأرض «ولا يشبك بيديه» يجعل يديه مشتبكتين مع بعضهما البعض «ولا يعبث بأزراره، ولا يفرقع أصابعه بل يلزم سكون بدنه ولا يكثر التنحنح من غير حاجة، ولا يبصق ولا يتمخض» بعد البصاق إخراج الريق، التمخض إخراج النخامة والنخاعة من الرأس «ولا يتنخع ما أمكنه» يخرج النخامة من أخلاط الرأس أو الصدر «ولا يلفظ النخامة من فيه» يبصق في الأرض «بل يأخذها منه» من فيه يعني من الفم «بمنديل ونحوه».

«ولا يتجشأ» إخراج فضلات الطعام من الحلق من البلعوم إلى الحلق «ولا يتمطأ» ما من المراد من التمطي بالاصطلاح البحراني يتمغط، حينما يستيقظ الإنسان من النوم يمد يديه ويمد رجليه، هذا يسمونه تمغط بالبحراني وتمطي بالسوري وباللغة العربية، يتمطى.. ما هيك عم بقولوا؟ صار درس لهجاتنا بعد.

لاحظ دقة الشهيد الثاني دخل في تفاصيل جزئية مصاديق جزئية رعاية لحرمة الأستاذ.

ذكرى آية الله جواد التبريزي

أتذكر في يوم من الأيام كنا نحضر عند أستاذنا المعظم سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ـ رحمه الله ـ وكان يحضر شيخ كبير السن فأشكل على الميرزا جواد التبريزي إشكالاً وأجابه الميرزا جواد التبريزي، ولكن كان أسلوب ذلك الطالب ليس جيداً، فقال الميرزا جواد: اذهب وأقرأ آداب المفيد والمستفيد في منيه المريد، فقال ذلك الطالب: والله قد قرأته، قال: طبقه، يبن من كلامك أنك مطبق هذا الكلام!!

إنصافاً وأنا أقرأ هذا الكلام أتذكر كلمات أستاذنا الميرزا جواد التبريزي ضرورة أن الطالب يقرأ هذه المصاديق حتى لا يجحف بحق أستاذه.

«ولا يتمطى ولا يكثر التثاؤب» معروف بعد التثاؤب عند قرب النعاس يريد أن ينام، فيفتح فمه، «وإذا تثائب ستر فاه بعد رده جهده» يحاول قد الإمكان يرد التثاؤب إذا ما استطاع يضع يده على فهمه.

«وإذا عطس حفظ صوته جهده، وستر وجهه بمنديل ونحوه» هل تعلمون أنه في البرازيل وبعض دول أمريكا اللاتينيه توجد غرامة إذا تعطس في الملاء العام، يجب عليك أن تضع فمك ووجهك في كفك هكذا عند الذراع وتعطس حتى ما تلوث الجو وإلا عليك غرامة، إما أن تضع منديل على فمك وأنفك، وإما تضع الفم وأنف في مرفق اليد، هذا موجود الآن في القوانين الوضعية.

الآن الشهيد الثاني يقول كل هذه التفاصيل من أين أخذناها؟ من الروايات؟ يقول: «وذلك كله مما يقتضيه النظر المستقيم والذوق السليم» يعني الفطرة السليمة تقتضي هذا.

الأدب الحادي والعشرون

الحادي والعشرون وهو من جنس ما قبله، يعني من جنس العشرين يعني لزوم التأدب مع الأستاذ بذكر المصاديق، ومن هذه المصاديق قال: «أن لا يرفع صوته رفعاً بليغاً من غير حاجة، ولا يسار في مجلسه» يعني الأستاذ يتكلم وفي مجلسه يتساسرون فيما بينهم، هذا لا يناسب الدرس.

«ولا يغمز أحداً» يأشر له بعيونه بحواجبه بيده يغمزه له هذا لا يناسب أدب الدرس والأستاذ.

«ولا يكثر كلامه من غير ضرورة» يتكلم كثير ما يصير درس يصير مباحثه.

«ولا يحكي ما يضحك منه» يعني يتعمد يجيب كلام حتى الطلاب يضحكون «أو ما فيه بذائه» يعني لا يحكي ولا يذكر ما فيه بذاءه في اللسان «أو يتضمن سوء مخاطبة أو سوء أدب بل ولا يتكلم بما لم يسأله» إذا سأله الأستاذ يتكلم.

«ولا يتكلم ما لم يستأذنه أولاً» تأذنون شيخنا، تفضل إذا أذن له.

لاحظ الله يرحم آباءنا كنت صغير يعني كان عمري تقريباً سبع سنوات أو ثمانية سنوات، والدي ـ رحمه الله ـ كان يصطحبني إلى جامع جد حفص، وكان هناك يقيم الجمعة سماحة الشيخ عبد الحسن الطفل ـ رحمه الله ـ .

أنا أجد يأتي البعض إلى داخل المحراب ويسألون الشيخ سؤال، أنا صار عندي سؤال، ذهبت وسألت الشيخ، بعد ذلك أحد كبار السن قال: يا ولدي، كيف سألت الشيخ؟

قلت: قلت السؤال وأجابني.

قال: غلط غلط يا ولدي غير صحيح.

قلت: إذا ماذا اعمل؟

قال: أول ما تجلس تأخذ يد الشيخ تسلم عليه وتأخذ إيده وتقبلها وتضعها على جبهتك، ثم تقول له: شيخنا لك الفضل.

فإن قال لك الشيخ: الفضل لله فهذا إذنٌ بالسؤال، فحينئذٍ تسأل.

قلت: اطبق، الله يرحمك يا شيخ عبد الحسن، كبير في السن هو عمر مائة وخمس سنوات تقريباً، كبير في السن، أنا عمر كان خمس سبع سنوات ثمان، سلمت عليه، قبلت إيده ما شاء الله يضع عطراً طيباً وبعدين اشتقت دائماً اروح أسأله حتى اشم الطيب.

قلت: لك الفضل.

قال: الفضل لله.

قلت: نجحت العملية، شيخنا كذا وكذا.

لاحظ كيف كان آباؤنا يربون أولادهم على كيفية السؤال واحترام العالم.

يقول: «لا يتكلم ما لم يستأذنه أولاً، ولا يضحك بغير عجبٍ ولا لعجب دون الشيخ» الشيخ إذا تعجب وضحك اضحك، أما الشيخ إذا ما ضحك ما يضحك، يرفع صوته على الشيخ.

«فإن غلبه» غلبه الضحك مو قادر يجود روحه، «تبسم تبسماً بغير صوتٍ البته» يعني طبعاً، هكذا النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان أكثر خلقه التبسم وإذا ضحك لم يرتفع صوته، بعضهم إذا يضحك تشعر أنه زلزال في المبنى.

«وليحذر كل الحذر أن يغتاب أحداً في مجلسه» في مجلس الشيخ «أو ينم له عن أحد» نميمه ينقل كلام، فلان يقول في حقك شيخنا: كذا وكذا، ماذا تقول؟! هذا نميمه.

«أو يوقع بينه» بين شيخنه ومعلمه «وبين أحدٍ بنقل ما يسوءه عنه» يقول: فلان يقول عنك: كذا وكذا.

«كاستنقاص به، أو تكلمٍ فيه، وردّ ما قاله أو يقول كالحاث له على الاعتناء بأمره فلانٌ يود» الآن يريد أن يبين أن يسوق نفسه هذا الطالب يقول له شيخنا: ناس واجد عرضوا عليّ يدرسوني ما قبلت قلت: ما ادرس إلا عندك، كأنما يمن على ماذا؟ على الأستاذ.

يقول هكذا: «أو يقول: كالحاث له» يعني الشيخ «على الاعتناء بأمره» يعني أمر المتعلم «فلان يريد أن أقرأ عليه» يعني فلان يريد أن يدرسني، «أو أردت أن أقرأ على فلان وتركت لأجلك» أنا كنت أريد ادرس عند فلان احتراماً لكم شيخنا أنا درست عندكم، تركت فلان «أو نحو ذلك، ففاعل ذلك وأمثاله مع كونه ارتكب مكروهاً أو حراماً أو كبيرة» مكروهاً إذا هذا بالمؤمن، كبيرة إذا كان كذب هذا غير صحيح.

«مستحق للزجر والإهانة والطرد والبعد، لحماقته ورئائه»

ما المراد بالحمق؟ قلة العقل وضعف التصرف، تقول: فلان أحمق يعني قليل العقل ضعيف التصرف، الرئة من الرياء يعني يراعي من الرياء بعد عمل هذا الشيء للناس لا لله.

«وقد تقدم في حديث علي ـ عليه السلام ـ ما يدل على ذلك» يعني ما يدل على عدم التعريض بالشيخ الأستاذ هذا أخذناه صفحة مئة وعشرة من هذه النسخة نسخة دار التفسير.

في الرواية هكذا عن أمير المؤمنين، يقول: «ولا تكثر من القول قال فلان وقال فلان خلافاً لقوله، ولا تضجر لطول صحبته»[2] .

هذا تمام الكلام في الأدب الحادي والعشرين.

الأدب الثاني والعشرون

«أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان ولا يقول له لم؟ ولا نسلم؟ ولا من نقل هذا؟ أين موضعه؟، ولا يقول: المحفوظ أو المنقول غير هذا تقوله وشبه ذلك».

بعبارة أخرى: الأستاذ ليس بمعصوم، الأستاذ ليس بمعصوم، فقد يخطئ في النقل، أنت حينما ترد عليه مباشرة وتقول من قال هذا؟ أو جاء بفكرة غير مقبولة عندك، تقول: غير صحيح نحن لا نسلم كلام الند للند هذا فيه إساءة أدب.

نعم، أنت يمكن أن تسكت أو يمكن بعد خارج الدرس تذهب وتراجع ترجع إلى أصل القول وأصل النقل وترشد الأستاذ والأستاذ في مجلس آخر يشير إلى ذلك، فيتحقق الأمران:

أولاً حفظ حرمة الأستاذ.

ثانياً تصحيح المعلومة.

لذلك يقول: «فإن أراد استفادة أصله» أصل الكلام «أو من نقله» يعني أراد الطالب أن يستفيد من نقل هذا الكلام؟ «تلطف في الوصول إلى ذلك» يعني يصل إلى المطلب الصحيح والنقل الصحيح بلطفٍ عن طريق المراجعة ثم إعلام الأستاذ.

يقول: «ثم هو في مجلس آخر أولى على سبيل الاستفادة» يعني الأستاذ في مجلس آخر غير مجلس هذا الدرس يوضح هذا الأمر بنحو ماذا؟ عموم الاستفادة.

«وكذلك ينبغي أن يكون في موضع لما ولا اسلم» المفروض يقول هكذا: «فإن قيل لنا كذا ما تقول شيخنا الأستاذ؟ أو فإن منعنا كذا أو فإن سؤلنا عن كذا أو فإن أورد كذا وشبهه ليكون مستفهما للجواب سائلا له بحسن أدب ولطف عبارة» يعني الطالب يجعل نفسه وينزل نفسه منزلة الجاهل منزلة المستفهم.

أتذكر في يوم من الأيام كان عندي ملاحظة وإشكال على بعض أساتذتي أنا وزميلي، زميلي من أهل الدين والتقوى، قال لي: شيخنا إذا ذهبت إلى شيخنا الأستاذ فلا تشكل عليه مباشرة وإنما اطرح التساؤل بصورة استفهام وسؤال لا بصورة المناقشة واقعك كان كلامه في وقته في محله.

يا أخي لو هذا الأستاذ أصر على كلامه قال: «وإذا أصر الشيخ على قول أو دليل ولم يظهر له» يعني لم يظهر للتلميذ أن كلام الأستاذ صحيح «أو على خلاف صواب سهواً» يعني كلام المعلم كان على خلاف الصواب وهذا من باب سهوه.

يا أخي بعض الطلبة يحرك عويناته يطالع فوق أو يغير وجهه أو يبتسم أو يعمل حركة فيها مغمز أن كلام الأستاذ فيه وهنٌ هذا غير صحيح يتظاهر أنه طبيعي.

يقول: «فلا يغير وجهه أو عينيه أو لا يشير إلى غيره كالمنكر لما قال الشيخ الأستاذ قال يأخذه ببشر ظاهر، وإن لم يكن الشيخ مصيباً لغفلة أو سهو أو قصور نظر في تلك الحال، فإن العصمة في البشر للأنبياء والأوصياء ـ عليهم السلام ـ ».

بعد لا تفاجئ الشيخ وترد عليه مباشرة يقول: «وليحذر من مفاجأة الشيخ بصورة رد عليه فإنه يقع ممن لا يحسن الأدب مع الناس كثيراً» مثل أن يقول له الشيخ أنت قلت كذا فيقول ما قلت كذا أو يقول له الشيخ مرادك في سؤالك كذا أو خطر لك كذا، فيقول: لا أو ما هذا مرادي، أو يقول له الشيخ أنت تعلم الغيب أنا أريد هكذا، أو أنت تنافس ملائكة الله المقربين تعرف ما في النفوس.

لا يقل له ما خطر لي هذا وشبه ذلك، «بل طريقه أن يتلطف بالمكاشرة على المقصود في الجواب» ما المراد بالمكاشرة؟

كشر عن أسنانه، المكاشرة هي الضحك بحيث تبدوا الأسنان، في الرواية عن الإمام الجواد الإخوان الثقة وإخوان المكاشرة، إخوان الثقة هؤلاء كالكبريت الأحمر يعني لو تضع يدك في جيبه وتأخذ الأموال ما يسأل، وهذا نادر كالكبريت الأحمر، المنتشر الكبريت الأصفر.

بقية الناس إخوان المكاشرة بتضحكي ياهم من تشوف تبتسم حتى تفتح الفكين ويعلو بياض الأسنان، هنا الأستاذ إذا قال لك: أنت قلت كذا وأنت أردت كذا وفي قرارة نفسك تبتسم بحيث أنه حتى الأسنان تبدي وتريح أسنان مو تبتسم مسخرة تتخذ أسلوب المكاشرة يعني البسمة التي تعلو شفتيك وتكتسح وتكتسب الأستاذ.

يقول: بل طريقه أن يتلطف بالمكاشرة على المقصود في الجواب، وكذلك إذا استفهمه الشيخ استفهام تقرير وجزمٍ، كقوله: ألم تقل كذا ألم تقل كذا، وأنت ما قلت هذا الكلام، ألم ترد كذا؟ ألم تقل كذا؟ وأنت لا تريد وما قلت، ماذا تعمل أنت في هذه الحالة؟ إما أن تسكت وإما تقول الآن أقول كذا، لاحظ الأدب مع الأستاذ لا تقل للأستاذ لم أقل كذا ولم أرد كذا ولكن أريد كذا أنت توهم نفسك.

جيد شيخنا كلامك على العين والرأس لكن الآن أقول كذا تغير حفظ ماء وجه الأستاذ.

يقول: «وكذلك إذا استفهمه الشيخ استفهام وجزم كقوله ألم تقل كذا أو أليس مرادك كذا؟ فلا يبادر بالرد عليه بقوله: لا، ونحو ذلك بل يسكت أو يوري عن ذلك بكلام لطيف يفهم الشيخ قصده منه» التورية أن تأتي بشيء لا تريد ظاهره تريد باطنه مثلاً تقول ما شاء الله شيخنا الأستاذ أنت لطيف في تقرير البيان وعلى العين والرأس هنا الآن مدح الأستاذ واحترم الأستاذ «ولكن الآن أنا أقول كذا أو أعود إلى قصد كذا ويعيد كلامه» شيخنا كلامك على العين والرأس أعيد بيان مرادي.

«ولا يقول الذي قلته أو الذي قصدته لتضمنه الرد عليه» إذا قال يا شيخنا أنا الذي اقصده كذا وكذا، الذي أريده كذا وكذا يعني يبين أمام الطلاب أن الأستاذ اشتبه لاحظ هذه الآداب الرفيعة عجيب.

الأدب الثالث والعشرون

«الثالث والعشرون وهو من جنس ما قبله إذا ذكر الشيخ تعليلاً وعليه تعقب» يعني يرد عليه إشكال وتعقيب «ولم يتعقبه» الشيخ ما عقب عليه «أو بحث وفيه إشكال» يعني ذكر بحث وفيه إشكال ولم يستشكله «أو ذكر إشكالاً وعنه جواب ولم يذكره» ما ذكر جواب الإشكال «فلا يبادر إلى ذكر ذلك» يقول: شيخنا شلون جبت الإشكال وما جاوبت.

«ولا إلى التعقب على الشيخ بسبب إهماله له» شيخنا أنت ذكرت شيء هذا يوجد تعقيب عليه اسمح لي اعقب عليه هذا غير صحيح «بل له أن يشير إلى ذلك بألطف إشارة، كقوله: ما لم لمحتم عن الإشكال جواباً» مثلا «ونحو ذلك» يعني يقول له: شيخنا كلامكم هذا قد يفهم منه كذا، قد يتوهم كذا، «ونحو ذلك فإن تذكر الشيخ فبها ونعمت وإلا لو الشيخ ما أتذكر فالأولى السكوت عن ذلك» احترام الأستاذ أولى «إلا أن يأذن الشيخ» يقول له تفضل وضح لنا «أو يعلم منه أنه يؤثر ذلك منه» يعني يعلم أن هذا الشيخ يؤثر ويفضل أن تبين الإشكال وما يقبل أنه إشكال يمضي من دون تعقيب وأنه يأذن بذلك ويسمح بذلك فحينئذ يمكن.

الرابع والعشرون يأتي عليه الكلام.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo