< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/06/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الثالث عشر أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة

 

الأدب الثالث عشر

الثالث عشر من آداب المتعلم مع شيخه أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة فارغ القلب من الشواغل، أي أن يكون الطالب يشعر الأستاذ بالاهتمام، أحياناً الطالب يشغل الأستاذ، مثلاً: يتكلم مع زميله أو فيه نعاس، ويذكر الشهيد الثاني عدة موارد يبين فيها أنه ينبغي أن الطالب على استعداد تام كامل الهيئة.

قال ـ رحمه الله ـ : «أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة فارغ القلب من الشواغل نشيطاً منشرح الصدر، صافي الذهن، لا في حال نعاس أو غضب أو جوع أو عطش ونحو ذلك، متطهراً متنظفاً» الطهارة لها أثر.

نصيحة للمجاهدين

يقول الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ للمجاهدين المقاتلين في الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية خلال ثمان سنوات، يقول: توضؤوا حين تحملون السلاح فإن اليد المتوضئة تختلف عن اليد غير الله عزّ وجل يبارك في اليد يبارك في الذهن، فالدرس على طهارة ووضوء وغوص يختلف عن الدرس من غير طهارة.

«بعد استعمال ما يحتاج من سواك» ما المراد بالسواك؟ تنظيف الأسنان، «وأخذ ظفر وشعر» يعني يقلم الأظافر يسرح شعره «وإزالة رائحة كريهة أحسن ملبوسه سيما إذا كان يقصد مجلس العلم فإنه مجلس ذكر واجتماع في عبادة وهذه الأمور من آدابها» من آداب العبادة.

الخلاصة: أن يعتقد الطالب حينما يأتي إلى الدرس أنه قد حضر إلى مجلس عبادة وطاعة وليس مجرد درس أكاديمي ومعلومات.

الأدب الرابع عشر

«الرابع عشر أن لا يقرأ الشيخ عند شغل قلبه وملله» هنا الهاء تعود على من؟ الطالب أو الشيخ، الضمير يعود إلى أقرب المراجع، يقول: «أن لا يقرأ على الشيخ عند شغل قلبه» الهاء تعود على الشيخ أو الطالب؟ تعود على الشيخ، يعني إذا رأيت أستاذك تعبان، متملل، غضبان، لعله يستريح ولا يدرس أفضل اعمل على تهيئة الأمور لأستاذك.

«أن لا يقرأ على الشيخ عند شغل قلبه» شغل قلب الشيخ، مثلاً: في مشكلة ورطة مشغول ذهنه، «وملله وجوعه وعطشه واستيفازه وألمه وقائلته» سؤال ما المراد بالقائلة؟ القائلة من قيلولة النوم وقت الظهيرة، وأفضل قبل أذان الظهر بقليل هذه النومة تساعد على ماذا؟ تساعد على شدّ الذهن وقوة الذاكرة.

فهذا يجي يدرس عند أستاذه وقت الظهيرة وقت القيلولة قيلولة يعني النوم قليلاً، إذا المراد بقائلته يعني ماذا؟ يعني وقت القيلولة وقت النوم في الظهيرة «ونحو ذلك مما يشق عليه فيه البحث، اللهم إلا أن يبتدأه الشيخ بطلب القراءة» ما المراد طلب القراءة؟ طلب الدرس قرأت على فلان يعني درست عند فلان، طلب القراءة، ماذا تقرأ؟ يعني ماذا تدرس؟ هذا في مصطلح العلماء.

إذا الشيخ بادرك رغم أنه تعبان لكن الشيخ رغبان أن يدرس في هذه الحالة لا بأس بذلك «إلا أن يبتدأه الشيخ بطلب القراءة فليجيبه كيف كان».

الأدب الخامس عشر

الشيخ والأستاذ له مجلس عام ومجلس خاص، مجلس عام مثلاً مجلس الدرس في المسجد في المأتم في الحسينية في المدرسة، وهناك مجلس خاص ما يدخله أي واحد مكان خصصه لاستقبال الضيوف لكن ليس المجلس مجلساً عاماً الباب مفتوح مشرع هذا مجلس خاص، لكن هذا المجلس الخاص عادة يكون معزول عن بقية البيت بحيث الخواص يمكن أن يدخلوا عليه، فدخل الطالب على شيخه الأستاذ في مجلسه الخاص لكن وجد معاه شخص يتحدث وياه، ماذا يعمل الطالب حينئذ؟

إذا دخل والشيخ يتحدث مع شخص وسكتوا، في هذه الحالة يعجل الانصراف ما يبقى، إذا سكتوا وقال: تفضل وغيروا الحديث وتكلموا معه، هنا يمكن يبقى أما إذا سكتوا قفي هذه الحالة يحاول يعجل الانصراف، يقول:

«الخامس عشر إذا دخل على الشيخ في غير المجلس العام وعنده من يتحدث معه فسكتوا عن الحديث أو دخل والشيخ وحده يصلي أو يقرأ أو يذكر» يذكر الله عزّ وجل «أو يطالع» يعني يقرأ الكتب «أو يكتب فترك ذلك ولم يبدأه بكلام أو بسط حديث فليسلم ويخرج سريعاً» يعني هو احتراماً له ترك الكتابة، ترك القراءة، لكن إذا الشيخ لم يبادره بالكلام فليعجل الانصراف.

«إلا أن يحثه الشيخ على المكث» يقول له: ابقى، «فإذا مكث فلا يطيل إلا أن يأمره بذلك خشية أن يدخل في عداد من اشغل مشغولاً بالله أدركه المقت في الوقت» يدركه الوقت الله عزّ وجل يمقته يبغضه بسبب فعله هذا حينما شغله عن ذكر الله عزّ وجل.

الأدب السادس عشر

السادس عشر إذا حضر والشيخ ما موجود ينتظرهم إلى أن يأتي، لكن ما يوقظه كان نايم مو يروح يقعده لا لا ينتظره إلى أن يأتي، ويمكن أن يذهب ويرجع لكن الأفضل أن يبقى وينتظر الشيخ الأستاذ.

«السادس عشر إذا حضر مكان الشيخ فلم يجده انتظره ولا يفوت على نفسه درسه فإن كل درس يفوت لا عوض له، ولا يطرق عليه ليخرج إليه يطرق على الشيخ الباب حتى يطلع إليه، وإن كان نائماً صبر حتى يستيقظ أو ينصرف ثم يعود» يعني ينصرف الطالب ثم يعود إلى وقت الدرس.

«والصبر خير له» يعني يصبر وينتظر أفضل من أن يخرج «ولا يوقظه ولا يأمر به هكذا كان السلف يفعلون، ونقل عن ابن عباس مثله» أنه كان يفعل ذلك.

ينقل أن عبد الله بن عباس كان يأتي للدرس عند زيد بن ثابت، ويجلس أمام الدار أمام الباب ينتظر وزيد بن ثابت نايم، يقولون له: ايقظه، قال: لا لا ايقظه حتى يستيقظ، لدرجة أنه أحياناً تطلع الشمس وتصهر ابن عباس وينتظر لا يوقظ الشيخ.

هذا كلامه كله عن الأدب من جهة ماذا؟ من جهة الطالب مع أستاذه، أحياناً نتكلم عن أدب الأستاذ مع طالبه يعني لو هو الطالب لم يلتزم، ونذكر لكم هذه القصة لتغيير الجو.

ذكرى العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي

العلامة الكبير الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار أكبر موسوعة في الحديث عند الشيعة الإمامية وكان بمثابة وزير كان شيخ الإسلام في الدولة الصفوية فهو تولى الزعامة الدينية الرسمية في أصفهان بعض أشقياء أصفهان أرادوا أن يختبروا.

جاء أحدهم إلى داره منتصف الليل وطرق الباب، خرج خادم الشيخ: نعم.

قال: عندي مسألة أريد أن اسأل الشيخ.

قال: الشيخ نايم.

قال اذهب وايقظه، المسألة ضرورية، فذهب الخادم وايقظ الشيخ المجلسي، جاء الشيخ المجلسي إلى الباب: نعم.

قال: وما انسانيه إلا الشيطان أن اذكره، نسيت السؤال.

فقال العلامة المجلسي: لا بأس اذهب وإذا تذكرت السؤال فارجع.

بعد ساعة رجع هذا الشخص، وطرق الباب ثم الخادم جاء، قال: ايقظ المجلسي.

قال: الشيخ نايم.

قال: ايقظه، جاء الشيخ المجلسي: نعم، تذكرت؟

قال: نعم.

قال: ما هي المسألة؟

قال: سبحان الله الآن نسيت.

فقال العلامة المجلسي: لا بأس اذهب وإذا تذكرت السؤال ارجع مرة ثالثة ذهب السائل وبعد ساعة رجع وطرق الباب: نعم، قال: تذكرت المسألة ايقظ الشيخ المجلسي.

جاء الشيخ المجلسي: نعم، إن شاء الله تذكرت وما نسيت؟

قال: نعم.

قال: ما هي مسألتك؟

قال: العذرة حلوة أو مرة أو حامضة؟

أنت الآن إذا واحد يسألك هذا السؤال بعد ما يقعدك مرتين من النوم شتسوي؟

فقال المجلسي بكل هدوء: العذرة أول ما تخرج من الإنسان حلوة، والدليل على ذلك أن الذباب يحل عليها، ثم بعد مدة تصبح حامضة، والدليل على ذلك أن البعوض يحل عليها، والبعوض لا يحل إلا على الحامض، ثم بعد مدة تصبح مرة لأنها تتفسخ ويخرج منها الديدان، والديدان لا تكون إلا في الشيء المر، هذا جواب مسألتك.

فانكب هذا الشقي على كف العلامة المجلسي يقبلها، قال: انصافاً أنت عالم رباني، واعلم أيها الشيخ نحن أشقياء أصفهان أردنا أن نؤذيك وأن نختبرك هل أنت عالم واقعي رباني أو مجرد اسم؟

ولكن نحن نعاهدك من الآن فصاعداً يومياً نصلي معك صلاة الفجر جماعة فاهتدى هذا الجمع على يد العلامة المجلسي هذه قصة العذراء.

هذا تكليف الأستاذ نحن كلامنا الآن تكليف الطالب.

الأدب السابع عشر

السابع عشر هذا الطالب ما يطلب من الأستاذ إلا الوقت الذي يناسبه، يا أخي هذا خلاف الأدب الدرس الذي يناسب الأستاذ أما أنت طالب محتاج إلى العلم أنت تفرض شروطك على الأستاذ.

«السابع عشر أن لا يطلب من الشيخ إقراءً في وقت يشق عليه فيه أو لم تجر عادته بالإقراء فيه» يعني عادة الأستاذ يدرس مثلاً من الساعة تسع إلى الساعة اثنا عشر هذا يجي يطلب منه الساعة خمسة الفجر أو وقت السحار حتى يصلون صلاة الليل مع بعض الساعة أربعة ثلاث غير متعارف الإقراء فيه.

ولا يخترع عليه عن الأستاذ والشيخ وقتاً خاصاً به دون غيره، يقول: أنا هذا تدرسني درس خاص إلي وهذا الوقت خاص بي ما يشمل غيري، «وإن كان رئيساً» حتى لو كان هذا الطالب رئيساً «لما فيه من الترفع والحمق على الشيخ».

سؤال ما المراد بالحمق؟

الضعف في التصرف قلة العقل والضعف في التصرف، يقال له ماذا؟ حمق.

«فيما فيه ترفع وحمق على الشيخ والطلبة والعلم، وربما استحيا الشيخ منهم فيترك لأجله ما هو أهم عنده في ذلك الوقت فلا يفلح الطالب» شيخ عنده هذا الوقت شيء مهم ذكر معين ورد معين هذا الطالب يفرض على الشيخ.

مثل الآن بعضهم ما عندهم ثقافة المواعيد يجي يطلب منك موعد ويفرض عليك الموعد الذي يناسبه انزين أنت الذي طالب المواعيد ما دام أنت الذي طالب الموعد تكون محكوم لمن تريد منه الوقت، «فلا يفلح الطالب فإن بدأه الشيخ بوقت معين أو خاص لعذر عائق له عن الحضور مع الجماعة أو لمصلحة رآها فلا بأس».

يعني إذا الشيخ بنفسه رأى أن يجعل لك درسا خاصا أو وقتاً معيناً لا بأس.

الأدب الثامن عشر

«الثامن عشر أن يجلس بين يديه» يعني أن يجلس المتعلم بين يدي المعلم «جلسة الأدب بسكون وخضوع وإطراق رأس وتواضع وخشوع والأولى له الافتراش أو التورق. وقيل: ويحسن هنا الإقعاء وهو أن يفرش قدميه ويجلس على بطونهما ويتعاهد تغطية أقدامه وإرخاء ثيابه» الآن كلامه في كيفية الجلوس، ما المراد بالافتراش؟ وما المراد بالإقعاء؟ وما المراد بالتورم؟

الافتراش من الفرش وجعل الشيء فرشاً، وهو أن يجعل كف قدمه يعني باطن قدمه اليسرى فراشاً له ويجلس عليها، يعني يضع اليتيه وخلفيته على وين؟ الرجل اليسرى، «وأما رجله اليمنى» فيجعلها ماذا؟ يجعل ظاهر القدم اليمنى على الأرض هذا الكيفية لاحظوا الكيفية: هكذا..

فتصير المؤخرة على باطن القدم اليسرى ثم الرجل اليمنى يجعلها هكذا يصير ظاهر القدم اليمنى على الأرض، هذا يقال له ماذا؟ افتراش يعني جعل باطن الرجل اليسرى فراشاً له، وأما التورك يجلس على وركيه ما يجلس على باطن قدمه اليسرى يجلس على الورك ويجعل رجله اليمنى على رجله اليسرى هذا التورك هذا هو المستحب في الصلاة هذا التورك.

الصورتان للإقعاء

وأما الإقعاء وهي جلسة الكلب لها صورتان:

الصورة الأولى لم يذكرها الشهيد الثاني الصورة الأولى أن يجلس على أليتيه وخلفيته ويجعلهما على الأرض ويجعل قدميه عموديتين هكذا هذا هكذا يجلس الكلب، تصير أصابع القدمين على الأرض ويجلس يعني يضع أليته على الأرض أليتان والخلفية لا تكون على القدمين تكون على الأرض هكذا يجلس الكلب إقعاع هذا صورة.

الصورة الثانية لإقعاء الكل أن يجلس على أليتيه ويضم رجليه هذي الصورة الذي ذكرها الشهيد الثاني بعد صار درس اليوم بيان كيفيات الجلوس القعدات واضحة إن شاء الله؟ هذه ربما تتضح إلا بالصورة والتصوير يقول هكذا ـ رحمه الله ـ :

«والأولى له الافتراش» يعني يجعل باطن رجله اليسرى فراش له بحيث يضع مقعده على باطن رجله اليسرى «أو التورك» يعني يجعل وركه تفترشه الأرض يعني يجعل الورك المؤخرة على الأرض وباطن الرجل اليسرى يضع فيه ظاهر القدم اليمنى وقيل ويحسن هنا الإقعاء لذلك قال قيل للتضعيف لأن الإيقاع جلسة الكلب، «وهو» يبين الإقعاء «أن يفرش قدميه» يعني يجعل قدميه فرشاً يعني يخلي باطن القدمين على الأرض «ويجلس على بطونهما» بطون القدمين «ويتعاهد تغطية أقدامه وإرخاء ثيابه» المعروفة في جلسة الإقعاء هي أنه يجعل أليتيه على الأرض ويجعل قدمين عموديتين المهم هذا بحثنا المهم الخلاصة يجلس جلسة بحسب العرف جلسة تذلل للأستاذ.

الأدب التاسع عشر

«التاسع عشر وهو من جنس ما قبله أن لا يستند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة أو درابزين» يعني الأستاذ يدرس وهو قاعد مثلاً رجول على رجول أو متكئ على المسند هكذا مأخذ راحته يعني جلسة لا تليق الاستماع إلى الدرس يعني كأنه جلسة استراحة وليست جلسة درس، يقول: «أن لا يستند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة أو درابزين» شنو درابزين؟ ما المراد بالدرابزين؟ درابزين درابزين مثل سور الدرابزين الدرج توجد أعمدة وفوق الأعمدة حائط تستند إليه عندما تصعد إلى الدرج ففائدة الدرابزين أنه ما تسقط من الدرنج وأن تمسك بأعلى الدرابزين أيضاً أين يوضع في البلكونة؟ إذا توجد شرفة في المبنى تجعل في الشرفة أعمدة وعلى الأعمدة بناء إسمنتي أو خشبي بحيث لا يقع الطفل أو لا يقع الانسان هذا يسمونه درابزين في سوريا أيضاً في الشام يسمونه درابزين، درابزين الدرج.

أحياناً هو الأستاذ يدرس وهو قاعد في البلكونة متكئ على البلكونة على الدرابزين أو متكئ على الدرج وينظر إلى الأستاذ، «ونحو ذلك أو يجعل يده عليه» يحط إيده على الأستاذ، الأستاذ يدرس وهو حاط إيده على الأستاذ شو أحوالك يا أخوي، يقول له: ما أكلناك پاچه.

«ولا يعطي الشيخ جنبه أو ظهره» جالس وعاطي الشيخ ظهره أو عاطي الشيخ جنبه، هذا موجود مثلاً عند العراقيين إذا جاءه ضيف إذا يروح بيتهم يوجد ماذا يوجد مثلاً مساند وفراش موجود في الكرم العراقيين لا يستند يجلس مقابلك جلسة العبد على الأرض ما يتسند ويعطيك مقابيل وجهه احتراماً هكذا يحترم الأستاذ.

يقول: «ولا يعتمد على يده» جالس وحاطت يده، يعتمد على يده هكذا ويطالع الأستاذ، «ولا يعطي الشيخ جنبه أو ظهره ولا يعتمد على يده إلى ورائه» مخلي يديه إلى الوراء هكذا ويطالع الشيخ «أو جنبه أو ظهره ولا رجله أو يده أو شيئاً من بدنه أو ثيابه على ثياب الشيخ أو وسادة الشيخ أو سجادته».

«قال بعضهم: ومن تعظيم الشيخ أن لا يجلس إلى جانبه ولا على مصلاه أو وسادته، وإن أمره الشيخ بذلك؟ فلا يفعل إلا إذا جزم به جزماً يشق عليه مخالفته، فلا بأس بامتثال أمره في تلك الحال» يقولون: الامتثال خير من الأدب أحياناً الأستاذ مثلاً يريد يبين مقام تلميذه أو يريد يشعر تلميذه بحبه له يجلسه في مصلاه ويصر عليه هنا يقولون الامتثال خير من الأدب لكن ما يقعد في المصلى وما يقوم يقعد بمقدار يحقق أمر الأستاذ ثم يقوم.

يقول: «ثم يعود إلى ما يقتضيه الأدب» انتهى.

«وقد تكلم الناس في أي الأمرين أولى» الآن إذا الأستاذ أمرك اجلس في مصلاي اجلس في مكان تدريسي هنا أيهما افضل؟ امتثال أمره أو الأدب أنه ما تمتثل أمره وما تصلي ما تقعد مكانه، أيهما أفضل الامتثال أو الأدب.

ذكرى آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

لا بأس الآن وردتني خاطر الآن حينما جاء سماحة آية الله المجاهد الشيخ عيسى أحمد قاسم ـ حفظه الله ـ إلى مدينة قم المقدسة ذهبنا لزيارة المراجع ومن المراجع الذين زرناهم سماحة آية الله العظمى السيد موسى الشبيري الزنجاني في ذلك المجلس توجه سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم إلى المرجع الكبير السيد موسى قال من فضلك عظني موعظة، الشيخ عيسى يطلب موعظة من السيد الزنجاني.

فقال السيد الزنجاني: لا أنا لا اعرف ذلك.

الشيخ عيسى كرر قال: من فضلك ولو موعظة واحدة.

فقال السيد الزنجاني: لا لا اعرف.

هنا السيد الزنجاني لم يقل الامتثال خير من الأدب لا امام محضر عالم أنت تنصحه فكان الأدب أفضل من الامتثال.

جيد الآن أيهما افضل؟ الامتثال أو الأدب يوجد تفصيل:

الأمر الأول إذا كان ترك الامتثال يشق عليه يعني إذا قال لك اقعد في مصلاي وما قعدت يتأذى يشق عنه هنا الامتثال خير من الأدب تمتثل كلامه لا تأذيه، وأما إذا كان عدم امتثال أمره لا يشق عليه وإنما مبالغة في الاحترام وبيان الاعتبار بحيث لو لم تمتثل هذا ما يشق عليه، هنا الأدب مقدم.

أعيد وأكرر التفصيل: إذا كان الامتثال إذا كان ترك الامتثال يشق على الأستاذ هنا الامتثال خير من الأدب، وأما إذا كان ترك الامتثال لا يشق على الأستاذ فهنا الأدب هو المقدم.

يقول: «وقد تكلم الناس في أي الأمرين أولى امتثال الأمر أو سلوك الأدب، فذهب إلى كل من الأمرين فريق من الصحابة على ما نقل عنهم فضلاً عن من بعدهم، والتفصيل موجه» هذا التفصيل مذكور في بعض الكتب وهو ما ذكرنا أنه إذا كان ترك الامتثال يشق على الأستاذ هنا الأولى والمقدم الامتثال وإذا كان ترك الامتثال لا يشق على الأستاذ فالمقدم هو ماذا؟ الأدب.

إنصافاً أيها الإخوة أيها الأحبة هذه نصيحتي طالب العلم من أول يوم يدرس إلى أن يصير مرجع وعالم خله يراجع آداب المتعلم مع شيخه لأنه قد يقع في التقصير مع مرور الزمان يصير عنده مكانة علمية زعامة اجتماعية رئاسة قد يقع في التقصير في حق شيخه وأستاذه.

جعلنا الله وإياكم من أهل أداء الحقوق.

الأدب العشرون يأتي عليه الكلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo