< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/06/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الثامن تعظيم حرمته واقتداؤه به

 

الأدب الثامن

الأدب الثامن من آداب المتعلم مع شيخه تعظيم حرمته واقتداؤه به.

واقعاً من يقرأ هذا الباب باب آداب المتعلم مع شيخه المعلم يشعر بالتقصير دائماً تجاه أساتذته لذلك أنصح طلاب العلوم الدينية منذ بداية دراستهم في المقدمات إلى آخر أنفاس عمرهم أن يديموا قرائت ما كتبه الشهيد الثاني في آداب المتعلم مع أستاذه المعلم لأنه مع مرور الزمان إذا علا شأن وأصبح له مقام علمي أو مقام اجتماعي أو زعامة أو مع مرور الزمن وطول الزمن قد ينسى حق أستاذه واقعاً يقشعر البدن حينما يقرأ الإنسان ما كتبه الشهيد الثاني من آداب تجاه الأستاذ المعظم.

الأدب الثامن يعظم أن حرمته يعني في نفسه يعني في كيانه الداخلي يستشعر حرمة أستاذه أحياناً يكون التعظيم شكلي، أحياناً التعظيم داخلي استشعار أن هذا عظيم، هذا يوم من الأيام علمني وفهمني ورباني مثل الأدب مع الوالدين أحياناً يكون أدب ظاهري يقبل يد الأب والأم، وأحياناً الابن من أعماق وجوده يستشعر عظمة أبيه وأمه وما قدما له.

لذلك الطالب يعتبر أستاذة وهدي أستاذه هدياً مقدساً يسعى لأن يمشي على هدي أستاذه ودرب أستاذه فإن وفق لذلك حاول أن يزيد على ذلك.

«الثامن حرمته»[1] حرمة المعلم «في نفسه» يعني في نفس المتعلم «واقتداؤه» به يعني واقتداء المتعلم بالمعلم يعني يصير موقع المعلم موقع الأسوة موقع القدوة بعض الطلبة يقول هذا الأستاذ مجرد أخذ منه معلومات وامشي حاله حال الكمبيوتر والشريط والسي دي هذا غير صحيح لابد أن يكون موقع المعلم موقع الأسوة والقدوة.

«ومراعاة هديه» في غيبته ما المراد بالهدي؟ السيرة هدي الأستاذ يعني سيرة الأستاذ يعني يراعي سيرة الأستاذ «في غيبته وبعد موته» يعني احفظ حرمة الأستاذ ويحفظ سيرته في غيبته وبعد وفاته «فلا يغفل عن الدعاء له مدة حياته ويرد غيبته» ويرد غيبته إذا اغتابوا ينتصر إليه «ويغضب لها زيادة عما يجب رعايته في غيره» وتجب رد غيبة المؤمن ولكن رد غيبة الأستاذ أشد لأنه مؤمن وتثبت له حق الأستاذية.

جيد إذا كان في مجلس وما استطاع أن رد غيبة أستاذه ذكر أستاذه واغتيب وهو لا يستطيع أن يردها فليخرج من هذا المكان يقول: «فإن عجز عن ذلك بعد غيبته قام وفارق المجلس، ويرعى ذريته وأقاربه» المرء يحفظ في ولده هذا ابن أستاذي هذا أخ أستاذي هذا حفيد أستاذي له حرمة.

«ويرعى ذريته وأقاربه وأودائه ومحبيه في حياته وبعد موته ويتعاهد زيارة قبره والاستغفار له والترحم عليه والصدقة عنه ويسلك في السمت والهدي مسلكه» الهدي يعني السيرة يعني الطريقة والسيرة مسلكه مسلك أستاذه «ويراعي في العلم والدين عادته ويقتدي بحركاته وسكناته في وعاداته ويتأدب بآدابه ومن ثم كان الأهم تحصيل شيخ صالح يعني ومن هنا كان الأهم تحصيل شيخ صالح ليحسن الاقتداء به» إذا المعلم ليس مجرد مدرس المعلم في مقام المربي.

«ثم إن قدر على الزيادة عليه بعد الإتصاف بصفته فعل» أولاً يتحلى بسيرة أستاذه وإذا استطاع أن يزيد على ذلك فليفعل «وإلا اقتصر على التأسي فيه يظهر أثر الصحبة» فبه مفروض فبه يعني فبالتأسيس يظهر أثر الصحبة إذا صحب أستاذه هنا تتجلى سمات الأستاذ.

الأدب التاسع

«التاسع أن يشكر الشيخ على توقيفه له على ما فيه فضيلة» هنا الأستاذ قد يوقف الطالب على ما فيه فضيلة أو على ما فيه رذيلة قد يقول له أنت جيد عندك ذكاء عندك جد عندك اهتمام عندك إيمان وقد يوبخه قال لو قصرت في عباداته تغتاب الناس إلى آخره.

هنا ما هو موقف التلميذ؟ هذا التلميذ والمتعلم إما يعلم أو لا يعلم إذا كان لا يعلم ولم يلتفت إلى أن عند هذه الإيجابية أو هذه السلبية فليشكر الأستاذ على تنبيهه له، وإن كان يعلم فلا يحسن أن يقول له نعم شيخنا أنا ملتفت إلى هذه النقطة إذا كل مرة من ينصحه؟ قال نعم أنا ما أدري أنا ملتفت بعد ما يشجع الأستاذ ينصحه فالأفضل أن يشكره أيضاً حتى لو كان عالما وملتفتا إلا إذا كان لدفع شبهةٍ، مثلاً: هذا الطالب دائماً يحرك حجاته فالأستاذ يقول له أنت لماذا دائما تحرك عينك وحجاتك هذا قد يوهم أن أنت تغازله فيقول له أنا مريض عندي مرض في عضلات الحواجب مثلا لدفع اللبس.

«التاسع أن يشكر الشيخ على توقيفه له على ما فيه فضيلة وعلى توبيخه له على ما فيه نقيصة أو كسل يعتريه أو قصور يعانيه أو غير ذلك مما في إيقافه عليه وتوبيخه إرشاد وصلاحه ويعد ذلك ويعد ذلك من الشيخ من جملة النعم عليه باعتناء الشيخ به ونظره إليه» المفروض في قرارة نفسه يرى أنه محظوظ أنه أستاذه قد الفته إلى الإيجابيات أو السلبيات «فإن ذلك اميل لقلب الشيخ» فإن ذلك يعني شكر الشيخ «أميل لقلب الشيخ وابعث له على الاعتناء بمصالحه» بمصالح الطالب «وإذا وقفه الشيخ على دقيقة من آداب أو نقيصة صدرت منه وكان يعرف ذلك من قبل» هذا المتعلم يعرف من قبل قبل أن يلفته وأن يوقفه المعلم على ذلك الشيء يقول «فلا يظهر كان عارفاً به وغفل عنه بل يشكر الشيخ على إفادته ذلك واعتنائه بأمره ليكون بذلك مستدعياً للعود إلى النصيحة في وقت الحاجة» يعني متى ما احتاج الأستاذ أن ينصحه ينصحه لأنه يرى المتعلم يتقبل النصيحة أما إذا كل مرة نصحه يقول أنا كنت أدري لكن ما عملت في هذه الحالة قد لا يستشجع الأستاذ على نصحه.

«فإن كان له في ذلك عذر وكان إعلام الشيخ به أصلح فلا بأس به وإلا فليتركه» أحياناً مثلاً هذا الطالب افترض إياه رياح كل شوي وطلع يجلس في الدرس ويطلع يجلس ويطلع فالأستاذ قال له أنت غير منضبط غير مجهد ما تثبت في مجلس الدرس هنا بعد الطالب وتقديره أحياناً يقول له والله أنا عندي هوا أو غازات في بطني ما أستطيع وأحياناً قد لا يشعر الأستاذ ويكون أفضل.

«فإن كان له في ذلك عذر وكان إعلام الشيخ به أصلح فلا بأس به وإلا إذا ما كان أصلح شنو يقول له أنا وياي غازات «فيتركه إلا أن يترتب على ترك بيان العذر مفسدة» يعني ربما هذا الأستاذ عصبي يغضب عليه ويطرده يقول له اطلع برا لا تجي فيتعين إعلامه به في هذه الحالة ضروري يعلمه حتى لا يأخذ عنه فكرة سيئة.

الأدب العاشر

«العاشر ـ يا الله ـ أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلقٍ ولا يصده ذلك عن ملازمته وحسن عقيدته واعتقاد كماله»، لأنه غير معصوم هذا الأستاذ غير معصوم قد يوم من الأيام يغضب قد يوم من الأيام يمزح مزاح في غير موضعه قد يوم من الأيام يحرج الطالب والأستاذ ما قاصد وقد يكون حتى قاصرين وغير معصوم فلابد أن يصبر الطالب إلا أن يذل نفسه ويهين نفسه ذاك شيء آخر ولكن ما دام هناك حفظ للحرمة يصبر على الجفاء من الأستاذ.

«ويتأول أفعاله» أفعاله الأستاذ التي ظاهرها مذموم «يتأولها على أحسن تأويل وأصحه فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق» إلا ما يقدر يبرره لأستاذنا هذا قليل التوفيق مثلاً نقول الآن هذا الأستاذ كبير في السن مريض يغلبه الوجع أو أذوه الكثير من ما يتحمل يفرغ شحناته على طلابه يتأول للأستاذ.

بعد إذا الأستاذ جفاه هو يعتذر مو ينتظر من الأستاذ أن يعتذر يقول للأستاذ أنت أسأت إلي أمام لابد أن تعتذر لي أمام الجميع لا الطالب لازم يروض نفسه يعتذر للأستاذه «ويبدأ هو عند جفوة شيخه بالاعتذار والتوبة ما وقع والاستغفار وينسب الموجب إليه» يعني ينسب ما أوجب وما اقتضى الجفوة إلى نفس الطالب يقول أنا مقصر وياك واقتضى هذا التقصير أن تجفوني.

لاحظ الآداب هذه آداب عظيمة مبالغ فيها صعب في هذا الزمن «ويجعل العتب فيه عليه فإن ذلك أبقى لمودة شيخه واحفظ لقلبه وأنفع للطالب في آخرته ودنياه».

ذكرى آية الله المرعشي النجفي

ينقل في حياة المرحوم سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي كان أستاذ يدرس اللمعة قوي جداً قدير ولكن كان حاد المزاج يستهزئ بالطالب وحاد جداً مع الطلاب لدرجة أنه لم يدرس عنده أحد.

فقال المرعشي النجفي حرام ألا يستفيد الناس من هذا الأستاذ عنده علم لكن غضوب ما يستطيع يضبط غضبه يقول فذهبت وعقدت اتفاقاً مع الأستاذ وقلت له سأحضر عندك وأنزل جامع غضبك عليّ أنا وحدي ولا تغضب على بقية الطلاب، فصار توفيق هذا الأستاذ أخذ يدرس والناس استفادوا من علمه وشحنات الغضب على المرعشي النجفي والمرعشي النجفي يبتسم وبهذا استطاع أن يجمع بين أمرين من الأمور: الأمر الأول ترويج علم الأستاذ، ثانياً أن يستفيد المرعشي من علمه، ثالثاً أن يستفيد بقية الطلب، تريد واحد كامل الكمال لله عزّ وجل.

«وعن بعض السلف من لم يصبر على ذلّ التعليم بقي عمره في غاية في عماية الجهالة ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة ومنه الأثر المشهور عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : «ذللت طالباً فعززت مطلوباً» وقال بعضهم يعني كيف عززت مطلوبا؟ لما صار عندي علم؟ صرت صرت عزيز حينما ادرس اصير ذليل الطالب يصير ذليل الأستاذ المطلوب يصير عزيز.

«وقال بعضهم مثل الذي يغضب على العالم مثل الذي يغضب على أساطين الجامع» تكسر أساطين الجامع يسقط الجامع تغضب على العالم يذهب العلم «وقيل لسفيان ابن عيينة: إن قوماً يأتونك من أقطار الأرض تغضب يوشك أن يذهبوا ويتركوك، فقال للقائل: هم حمقى إذا مثلك أن يتركوا ما ينفعهم لسوء خلقي، ولبعضهم اصبر لدائك إن جفوت طبيب واصبر لجهلك إن جفوت معلما، وللسلف الصالح في صبرهم مع مشايخهم أقاصيص غريبة لو أتينا عليها لطال الخطب».

ذكرنا إليكم واحد منها قصة المرعشي النجفي مع أستاذه خصوصاً الإنسان لما يكبر في السن يبتلى بالأمراض ويصير حاد المزاج لا تقيس أنت أستاذك في شبابه مثل أستاذك في كبره يقول سماحة السيد عمار أبو رغيب حضرت عند أستاذنا المرجع الديني آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري مرتين وكأنما حضرت عند رجلين المرة الأولى حضرت عنده في شبابه فكان واسع الصدر يعطي مجال للمناقشة حتى ينقلب الدرس إلى مباحثة.

ولكن حينما حضرت عنده في شيخوخته كان ضيق المزاج لا يسمح بالإشكال في أثناء الدرس فكأنما حضرت عند رجلين.

هذا إنسان واحد مزاجه يتغير فتحتاج إلى الصبر خصوصاً إذا أستاذك كثير المشاغل أو كبير في السن تحتاج تصبر عليه لا تتعامل معاملة أي أستاذ تعامل يا معاملة أبيك أو جدك.

الأدب الحادي العشر

«الحادي عشر أن يجتهد على أن يسبق بالحضور إلى المجلس قبل حضور الشيخ ويحمل على ذلك نفسه» يعني مو ينتظر هو يجي والأستاذ ينتظره لا لازم هو يأتي قبل حضور الأستاذ بعظهم ينتظر يدخل الأستاذ الصف تالي هو يحضر هذا غير صحيح.

«وإن انتظره على باب داره ليخرج ويمشي معه إلى المجلس فهو أولى مع تيسره» يروح لأستاذه على باب داره ينتظره لين ما يخرج ويطلع وياه إلى طبعا هذه كلش حلوة هذه حلوة جربناها مع الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي انتظرناه عند باب دارة إلى أن خرج من بيته وسلم علينا وذهبنا إلى حسينية كان لقاء جداً حلو يتكلم مع العربي بالعربي ومع التركي بالتركي ومع الانجليز بالانجليزي واقعاً هذا لقاء لا يمحى من الذاكرة هذه علاقة الود والمحبة والعطف بين أستاذ والتلميذ ينبغي أن تكون هكذا.

«ويحترز عن أن يتأخر في الحضور عن حضور الشيخ فيدع الشيخ في انتظاره فإن فاعل ذلك من غير ضرورة أكيدة معرض نفسه للمقت والذم» الناس تمقته والذمة نسأل الله العافية.

ثم يذكر قصة خلاصة القصة أنا اذكر الملخص مالها القرطبي يقول كنت احضر عند أبي علي الغالي في يوم من الأيام خرجت إلى الدرس وإذا بسحابة بللتني يعني سقط الغيث والمطار وتبللت كل ثيابي.

يقول القرطبي: دخلت مجلس أبي علي الغالي فنظر إلي وكان هناك أعيان، فقال: لا بأس أنا اعطيك ملابس تبدلها، ثم قال له القرطبي يقول الغالي الغالي يقول للقرطبي: أنا اعلمكم قصتي يقول: أنا كنت احضر عند ابني مجاهد ولرغبتي في التبكير وأكون أول واحد كنت امشي إليه آخر الليل حتى ما ينبلج الصبح إلا وأنا على داره.

يقول: فذهبت وإذا الطريق مغلق وجدت طريق آخر دخلت في الطريق لما دخلت في الطريق وإذا بالطريق يضيق إلى أن ضاق عليّ هذا الطريق لم أستطع أن اخرج أو ادخل لا اعرف ارجع ولا اعرف ادخل ضاقت علي جدران الطريق فأصررت على الخروج من الطريق أواصل إلى أن اذهب إلى بيت الأستاذ يقول لما طلعت هذا الجدار أخذ من لحمي حتى بأن عظمي دماء والعظم طالع.

يقول: فوصلت أول الصبح إلى بيت ابن مجاهد دخلت عليه وأنا بحالة يرثى لها، هنا ذكر له هذا البيت ابن مجاهد ذكر له هذا البيت ثلاثة أبيات هذه أبيات لأبي تمام في ديوان الحماسة آخر بيت:

لا تحسب المجد تمراً أنت أكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر

يحتاج إلى إرادة وصبر.

«حكى ياقوت في معجمه ياقوت الحموي في معجمه» معجم البلدان إذا تراجع معجم البلدان هذه القصة ما موجودة فيه والأمر سهل يوجد ما يشبهها «عن هارون بن موسى القيس القرطبي قال: كنا نختلف ـ نختلف يعني نذهب ونأتي ـ إلى أبي علي الغالي ونحن في فصل الربيع فبينما أنا يوماً في بعض الطريق إذ أخذتني سحابة فما وصلت إلى مجلسه حتى ابتلت ثيابي كلها وحول أبي علي أعلام أهل البلد فأمرني بالدنو منه» أبو علي القالي قال للقرطبي تعال.

«وقال: مهلا يا أبا ناصر لا تأسف على ما عرض فهذا شيء يظمحل ويزول بسرعة بثياب غيرها تبدلها» يعني الذي صار لك أنت تقدر تبدل ثيابك إما أنا طلعت عظامي فلمن يقول هكذا «ثم قال:» من الذي؟ قال أبو علي الغالي.

«كنت اختلف إلى ابن مجاهد فأدلجت عليه» ما المراد بالإدلاج؟ الإدلاج السير في آخر الليل يعني وقت السحر يمشي حتى أول الفجر والصبح «فأدلجت عليه» يعني مشيت إليه في آخر الليل «لأتقرب منه» يعني أول الصباح اكون عنده «فلما انتهيت إلى الدرب» يعني الطريق الذي كنت أخرج منه إلى منزله «ألفيته مغلقاً وتعسر عليّ فتحه فقلت: سبحان الله أبكر هذا البكور وأغلب على القرب منه» آخر الليل يمشي وما أوصل مبكراً «فنظرت إلى سرب بجنب الدرب» سربي يعني طريق طريق آخر تقول تخلية السرب يعني أن يكون السرب والطريق آمنة فنظرت إلى سرب بجنب الدرب «فاقتحمته فلما توسط ضاق بي» هذا السرب والطريق في الأخير يصير زاوية حرجة «ضاق بي ولم أقدر على الخروج ولا على الدخول فاقتحمته أشد اقتحام حتى تخلصت بعد أن تخرقت ثيابي وأثر السرب» الطريق «في لحمي حتى انكشف العظم ومن الله بالخروج فوافيت مجلس الشيخ على تلك الحالة» مجلس الشيخ ابن مجاهد ثم قال «فأين أنت مما عرض لي؟» من الذي قال؟ القالي القالي يريد يسكن روح القرطبي، يقول: فأين أنت؟ أنت ثيابك مبتلة من المطر، مما عرض لي لحمي انتثر وعظمي طلع.

«ثم انشد بيت الحماسة» أبو تمام عند ديوان الحماسة هو عدة أجزاء الجزء الأول في الحماسة فسمي كل كتابة بديوان الحماسة الجزء الأول من كتابه اسمه الحماسة في الأدب العربي إذا قالوا أنشد بيت الحماسة يعني ما ذكره أبو تمام في ديوان الحماسة:

«ذببت للمجد والساعون قد بلغوا

جهد النفوس وألقوا دونه الأزر

وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم

وفاز بالمجد من ومن صبر

لا تحسب مجد تمرا أنت أكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر».

 

الأدب الثاني عشر

الثاني عشر أن لا يدخل على الشيخ بدون أذنه «الثاني عشر أن لا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام بغير إذنه» هناك مجلس عام مفتوح ما يحتاج إذن في المسجد في الحسينية في المدرسة وهناك مجلس خاص يحتاج إلى إذن.

«سواء كان الشيخ وحده أم معه غيره، فإن أستاذن بحيث يعلم الشيخ ولم يأذن انصرف ولا يكرر الاستيذاء» طرق الجرس ما ردوا عليه بعد لا يكرر «وإن شك في علم الشيخ به ثلاثاً ولا يزيد في الاستئذان عليها أو ثلاث طرقات بالباب أو بالحلقة وليكن طرقاً خفيفا بأظفار الأصابع ثم بالأصابع ثم بالحلقة قليلاً قليلاً فإن كان الموضع بعيداً عن الباب» يعني موضع طرق الباء موضع الطرق بعيد عن الباب وعن الشيخ «فلا بأس برفع ذلك ابتداءً» يرفع صوته «بقدر ما يسمع» يعني بمقدار أنه يوصل كلامه شيخنا أنا موجود لا غير ذلك لا يزيد عليه «وإن أذن الشيخ وكانوا جماعة تقدم تقدم أفضلهم فأسنهم بالدخول والسلام عليه ثم يسلم عليه الأفضل فالأفضل».

الثالث عشر يأتي عليه الكلام.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo