< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/05/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: من آداب المتعلم أن يحسن نيته

 

الآداب المختصة بالمتعلم

النوع الثالث في الآداب المختصة بالمتعلم، وهي تنقسم كما مرّ ثلاثة أقسام:

    1. آدابه في نفسه.

    2. وآدابه مع شيخه.

    3. وآدابه في مجلس درسه.[1]

القسم الأول آدابه في نفسه وهي أمور: الأول أن يحسن نيته.

جاء في الدعاء: «اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وصدق النية»[2] ، «ما قوي أمرٌ كما قويت عليه النية»[3] ، طالب العلم ينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس والأرجاس.

قصة وكيع بن الجراح

وكيع بن الجراح هو محدث أهل العراق، شكى إليه علي بن خشرم قلة الحفظ، فقال له: استعن على الحفظ بقلة الذنوب، فأنشد الشاعري الشافعي، الشافعي نظم هذه القضية في هذين البيتين:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال بأن العلم نور ونور الله لا يؤتى يؤتاه عاصي

إذاً هذا الأمر الأول مهم جداً تصفية النية الله عزّ وجل يثيب الإنسان على قدر إخلاصه يعني على الكيف لا الكم البعض يركز على كمية العبادة المطلوب كيفية العبادة، وإذا اجتمع الكيف والكم فهذا أفضل يصلي كثيراً لكن بخشوع، يصوم كثير وبخشوع وخضوع.

«الأمر الأول أن يحسن نيته ويطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم وحفظه واستمراره، وقد تقدم ما يدل عليه، لكن أعيد هنا لينبه على كونه من أسباب التحصيل، وهناك ذكر لأنه من أسباب الفائدة الأخروية.

قال بعض الكاملين[4] : تطييب القلب للعلم كتطييب الأرض للزراعة فبدونه لا تنمو ولا تكثر بركته ولا يزكو كالزرع في أرض بائرة غير مطيبة» لا يزكو أي لا ينمو.

وقال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». [5]

وقال سهل بن عبد الله: «حرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء مما يكرهه الله عزّ وجل»[6] .

وقال علي بن خشرم: «شكوت إلى وكيع قلة الحفظ، فقال: استعن على الحفظ بقلة الذنوب»[7] ، وقد نظم بعضهم ذلك في بيتين فقال ـ وهو الشافعي ـ :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم فضل وفضل الله لا يؤتاه عاصي

مراحل الكمال

هذا الأمر الأول حسن النية، «هذا يشير إلى مطلب أخلاقي وهو أن الإنسان في مراحل الكمال يمر بثلاث مراحل: التخلي والتحلي والتجلي» التخلية ثم التحلية ثم التجلية.

«المرتبة الأولى التخلية والتخلي وهو أن يتخلى من العيوب والرذائل والذنوب والعيوب فالإناء الذي فيه ماء آسٍ» الأنبوب الذي فيه ماء آس «ونجس حتى لو وضعت فيه الماء الطاهر فإنه سيتلوث».

إذاً المرتبة الأولى التخلي عن الذنوب والعيوب والآرجاس.

المرتبة الثانية التحلي بالفضائل والمناقب.

المرحلة الثالثة تجلي المناقب والفضائل مع استمرارية التحلي بالمناقب والفضائل تتجلى هذه الكمالات في الذات الإنسانية.

لذلك الشهيد الثاني جعل الأدب الأول للمتعلم هو ماذا؟ حسن النية.

«الأدب الثاني أن يغتنم التحصيل في الفراغ والنشاط وحالة الشباب».

في الرواية[8] النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يوصي أبا ذر الغفاري، قال: «يا أبا ذر اغتنم خمساً قبل خمس» أول شيء ماذا قال؟ «شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».

هذه خمس نعم: الشباب، الصحة، فراغ البال، الغنى، والحياة.

إذا طالب العلم يغتنم الفرصة ما دام هو شاب صغير خله يسأل.

نكتة أخلاقية من أحد المراجع

أتذكر أول ما جينا الحوزة قبل ثلاثين سنة ذهبنا لأحد المراجع كان عمامته كبيرة جداً ولحيته طويلة جداً، قال: أنتم عندكم نعمة لا تتوفر عندي، قلنا: وما هي؟ قال: ليس لديكم عمامة كبيرة ولا لحية طويلة وبيضاء فتسأل لو طلع غلط اشتباه لا يوجد خجل.

لكن إذا تكبر في السن أو تكبر في الوجاهة يصير عندك زعامة رئاسة هذه الرئاسة كيف تسأل وأنت في هذا المقام؟! فأنتم في نعمة اغتنموا هذه الفرصة فإنها تمر مرّ السحاب.

«الثاني أن يغتنم في الفراغ والنشاط وحالة الشباب وقوة البدن ونباهة الخاطر وسلامة الحواس وقلة الشواغل وتراكم العوارض» جمع عارض، ما يعرض عليه يعني ما يطرأ عليه «سيما قبل ارتفاع المنزلة والإتسام بالفضل والعلم فإنه أعظم صد عن درك الكمال بل سبب تام في النقصان والاختلاف».

يلقبونك لقب آية الله أنت الآن الفقيه كيف تسأل؟! أنت الآن العلامة! أنت الزعيم الآن كيف تسأل تقع في حرج إلا من عصمه الله.

قال بعضهم: «تفقهوا قبل أن تسودوا»[9] أي تصير سادة «فتأنف من التعلم أو تستحيوا منه بسبب المنزلة فيفوتكم العلم».

وقال آخر: «تفقه قبل أن تترأس فإذا رأست فلا سبيل إلى التفكر»[10] .

وجاء في الخبر: «مثل الذي يتعلم في الصغر» يتعلم العلم في الصغار «كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء»[11] .

وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : «ما أوتي عالم علماً إلا وهو شاب، وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله: ﴿وآتيناه الحكم صبيا﴾[12] » هذه إشارة إلى أنه..

بعض علمائنا درس في سن كبيرة

طبعاً هذا في الغالب بعض علمائنا درس في سنّ كبيرة وصار مرجع يقال: أنه المرحوم السيد محمود الشاهرودي درس في كبر سنه والد المرجع السيد محمد الشاهرودي والسيد حسين الشاهرودي.

ولنا أيضاً في التاريخ أمثلة مثل المبرد تدرسون في النحو المبرد هذا كان يبرد الماء كان يبيع ثلج، يأتي إلى المسجد يستريح يسمع الطلبة وحلقات الطلبة يدرسون ويدارسون فتعلم وأصبح أحد النحاة، المبرد.

بعد أحد اللغويين الكبار وهو السكاكي معروف مجاز السكاكي المجاز العقلي، السكاكي كان كبيراً في السن وجاء إلى حلقة الأستاذ لكي يدرس فضحك الطلبة، الطلبة صغار وهذا كبير.

فقال له: الأستاذ سأعطيك مسألة فاحفظها فإن جئتني غداً وأنت حافظاً لها ضمنت استمرار الدرس وإن لم تحفظها فلا مكان لك في هذا الدرس.

قال: تفضل ما هي المسألة؟

قال: يقول الشيخ جلد الكلب طاهر إذا دبغ.

هذه مسألة عند العامة نحن عندنا الكلب نجس العين كل ما فيه نجس حتى الجلد حتى لو صبغت هذا الجلد يبقى نجساً، عند العامة جلد الكلب إذا دبغ يطهر عند بعض العامة، فقال له هذه المسألة وفقاً مبنى العامة «يقول الشيخ جلد الكلب طاهر إذا دبغ».

جاء اليوم الثاني حفظت المسألة؟

قال: نعم.

قال: وما هي؟

قال: «يقول الكلب جلد الشيخ طاهر إذا دبغ، فضحك الطلبة.

قال: إذاً لا مكان لك بيننا.

فخرج السكاكي حزيناً مهموماً مغموماً مطرقاً برأسه ومشى مشى مشى إلى أن قطع الصحراء فوجد صخرة وهذه الصخرة عليها نملة تمشي هذه النملة تحمل قشة لاحظ النملة لمدة ساعة ترتفع وتسقط ترتفع وتسقط مدة ساعة كاملة إلى أن استطاعت هذه النملة تحمل القشة.

قال: الله هذا النملة المخلوق الضعيف عندها هذه الإرادة وأنا الإنسان الذي يملك الكون لا توجد عندي هذه الإرادة.

ويقال إنه نظر إلى قطرة ماء تسقط على الصخرة القطرة تلو القطرة إلى أن خرقت الصحراء فذهب وتعلم قطرة قطرة، بالفارسي يقول: قطره قطره جمع گردد وانگهى دريا شود، القليل تلو القليل يصبح كثيراً، والقطرة تلو القطرة تولد سيلاً جارفاً كذلك العلم يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى استمرار.

يقول: «وهذا باعتبار الغالب» يعني تدرس شباب وإلا كبير في السن المولى صالح المازندراني يقول: أنا حجة الله على الطلبة كنت لا أقرأ ولا اكتب وكنت كثير النسيان ودرست عمري في الثلاثين من عمري.

ولكن حينما جددت الله عزّ وجل وهبني، له تعليق على أصول الكافي.

يقول:

«وهذا عن صغر السن باعتبار الغالب وإلا فمن كبر لا ينبغي له أن يحجم عن الطلب فإن الفضل واسع والكرم وافر والجود فائض وأبواب الرحمة والهبات مفتحة فإذا كان المحل قابلاً» يعني بنفسيته وقلبه قابل لنزول الرحمة «تمت النعمة وحصل المطلوب».

قال الله تعالى: ﴿واتقوا الله ويعلمكم الله﴾[13] .

وقال تعالى: ﴿ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً﴾[14] .

وقال تعالى حكاية عن موسى ـ عليه السلام ـ : ﴿ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً﴾[15] إلى غير ذلك.

«وقد اشتغل جماعة من السلف في حال كبرهم» مثل المولى صالح المازندراني هو صهر المجلسي المجلسي الأب مأخذ بنت شيخ محمد تقي المجلسي تصير أخت الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب بحار الأنوار.

«فتفقهوا وصاروا أساطين في الدين وعلماء مصنفين في الفقه وغيره، فليغتنم العاقل عمره وليحرز شبابه عن التضييع فإن بقية العمر لا ثمن لها كما قيل.

بقية العمر عندي ما لها ثمن

وما مضى غير محمود من الزمن

يستدرك المرء فيها ما أفات ويحيا

ما أمات ويمحو السوء بالحسن».

 

الثالث

الثالث أن يقطع ما يقدر عليه من العوائق الشاغلة.

بعضهم يعمل لشواغل يقول هذا مكتب علاقات عامة صديق جاي وصديق راية صاحب جاي وصاحب راية ما خلى أحد إلا صادقه وجابه للمدرسة ما خلى أحد إلا راح له هذا ما يستطيع يدرس هذا مسؤول العلاقات العامة ومسؤول الأمم المتحدة أو يروح يسوي له تجار يسوي له مشاغل كثيرة.

علمائنا كان عندهم خادم يتولى تدبير شؤون البيت يشتري وغيره، لذلك قال بعضهم لو كلفت ببصلة ما حفظت مسألة يعني إذا أروح اشتري بعد ما في شي يحصل، العلم يحتاج إلى تفرغ وتقليل العوائق والشواغل.

«الثالث أن يقطع ما يقدر عليه من العوائق الشاغلة والعلائق المانعة عن تمام الطلب وكمال الاجتهاد وقوة الجد في التحصيل ويرضى بما تيسر من القوت وإن كان يسيراً وبما يستر مثله من اللباس وإن كان خلقاً فبالصبر على ضيق العيش تنال سعة العلم ويجمع شمل القلب عن مفترقات الآمال ليتفجر عنه ينابيع الحكمة والكمال.

قال بعض السلف: لا يطلب أحد هذا العلم بعزّ النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح»[16] .

العلم يحتاج إلى ذلة يقول علي ـ عليه السلام ـ : «من لم يصبر على ذلّ التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً» الذي يتعزز كثيراً هذا ما ما يصير عالم.

وقال أيضاً: «لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس. فقيل: ولا الغني المكفي؟ فقال: ولا الغني المكفي»[17] طبعاً هذا مبالغة قد يكون الإنسان غنياً ويدرس كلام في الغالب العلم في الغربة والفقر.

وقال آخر[18] : «لا يبلغ أحد من هذا العلم ما يريد حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل شيء».

وقال بعضهم:[19] «لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه وخرب بستانه وهجر إخوانه ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته» لا اله إلا الله لماذا؟ مو لازم يعني لازم يموتوا الأخ هذا مبالغة لا الأهل أهلي ولا الإخوان إخواني إذا دنا يوم تحصيل العلا داني.

يقول:

«وهذا كله وإن كان فيه مبالغة» الشهيد الثاني يقر هذا مبالغة «فالمقصود به أنه لا بد فيه من جمع القلب واجتماع الفكر.

وبالغ بعض المشايخ فقال لبعض طلبته: اصبغ ثوبك حتى لا يشغلك فكر غسله.

ومن هنا قيل[20] : العلم لا يعطيك حتى تعطيه كلك» بحاجة إلى تعب.

 

الرابع

الرابع أن يترك التزويج حتى يقضي وطره من العلم.

يعني الشهيد الثاني يرى تأخير الزواج ونحن نرى تبكير الزواج، نأخذ الآن كلام الشهيد الثاني، الشهيد الثاني يقول: صحيح إن الروايات المرغبة في النكاح وفي الزواج المبكر كثيرة، ولكنها تتعارض مع ماذا؟ مع واجب وهو تحصيل العلم وتحصيله في الصغر وعدم الاشتغال.

فيقول: تؤخر الزواج لأمر أولى.

أقول: الناس تختلف بعضهم إذا يتزوج تتدمر حياته أو يتخربط ما يعرف ينظم أموره هذا الأفضل أن يأخر الزواج يثبت في طلب العلم ويدرس وبعد ذلك إذا استقر بعد ذلك يتزوج.

وبعضهم لا فرق في ذلك وحياته مستقرة سواء كان أعزباً أو متزوجاً فهذا الزواج أفضل له إذا كان بحاجة إليه.

نعم، كثرة الإنجاب قد تضر لأن كثرة الإنجاب الأولاد والعيال لهم مشاغل ولهم التزامات فيمكن ينجب واحد اثنين ويأخر بعد ذلك ممكن، كثرة الإنجاب قد تضر وإلا نفس الزواج يوجب راحة البال لكن أن تزوج من أسعدته لا من أتعسته.

يقول الشهيد الثاني:

«الرابع أن يترك التزويج حتى يقضي وطره من العلم فإنه أكبر شاغل وأعظم مانع بل هو المانع جملة حتى قال بعضهم[21] ذبح العلم في فروج النساء» شديد الشهيد الثاني.

وعن إبراهيم بن أدهم: «من تعود أفخاذ النساء لم يفلح»[22] يعني اشتغل بهن عن الكمال، صحيح الاشتغال بالنسوان يوجب ضياع الإنسان هذا إذا اشتغل يعني همه ما بين فخذين صحيح.

ولكن إذا تزوج لدفع الشهوة ولتحصيل العفة والتفرغ للكمال فهذا من أقوى موجبات الكمال.

يقول الشهيد الثاني:

«وهذا أمر وجداني مجرب واضح لا يحتاج إلى الشواهد، كيف مع ما يترتب عليه على تقدير السلامة فيه من تشويش الفكر بهم الأولاد والأسباب، ومن المثل السائر لو كلفت شراء بصلة لما فهمت مسألة».

أتذكر أول ما جيت قم قبل ثلاثين سنة ذهبنا إلى رحلة فيها مدار صعدنا جبل لما نزلنا الجبل كان معي طالب إفريقي من مالي وكان قد تزوج، قلت له: تنصحني بالزواج أو لا؟

قال: نعم نعم.

قلت: لماذا؟

قال: أنا قبل الزواج احضر الدرس لا افهم، بعد الزواج افهم.

بعض الناس يصير الزواج واجب عليه ما يستطيع يفكر يحتاج إلى راحة البال لا شك ولا ريب الزواج والنكاح مقدم. نعم، من يستطيع التأخير هذا جيد.

يقول الشهيد الثاني:

«ولا يغتر الطالب بما ورد في النكاح من الترغيب فإن ذلك حيث لا يعارضه واجب أولى ولا شيء ولا أفضل ولا واجب أضيق من العلم سيما في زماننا هذا».

ثم يتطرق إلى الواجب العيني والواجب الكفاية، الواجب العيني مثل الصلاة اليومية واجبة على عين كل فرد، الواجب الكفائي مثل الصلاة على تكفين الميت، والواجب الذي إن قام به البعض سقط عن البعض الآخر وإن تركه الجميع استحقوا العقاب جميعاً.

يقول الآن هذا طلب العلم هو واجب كفائي يعني إن قام به البعض سقط عن البعض الآخر وإن لم يقم به الجميع استحقوا العقاب جميعاً.

يقول:

«في زماننا هذا» يعني في زمن الشهيد الثاني صار عزوف عن العلم، يقول: واجب عيني لأن الجميع ترك طلب العلم، فصار العلم من الأعيان لا الكفايات يعني من الواجبات العينية لا الواجبات الكفائية.

لاحظ العبارة يقول:

«سيما في زماننا هذا فإنه وإن وجب على الأعيان والكفاية على تفصيل» يعني العلم منه ما هو واجب عيني ومنه ما هو واجب كفائي، هناك واجب عيني على عين كل واحد أصول الواجبات أن يعرفها هذا واجب على كل واحد أن يعرف الواجبات في الإسلام: «الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة» هذا واجب عيني على عين كل شخص.

لكن تفاصيل المسائل الابتلائية التي يبتلي بها كل شخص واجبة على عين كل شخص.

لكن المسأل غير الابتلائية في مسائل غير ابتلائية في الصلاة والحج والصوم لا يجب تعلمها على كل أحد تجب بمقدار الكفاية.

لذلك هناك تفصيل أصل الواجبات هذا يجب علمه، المسائل الابتلائية يجب تعلمها، ما عدا ذلك يجب على الكفاية.

قال:

«فإنه وإن وجب على الأعيان والكفاية على تفصيل فقد وجب في زماننا هذا على الأعيان مطلقاً» يعني على الجميع على مطلق الأعيان يجب طلب العلم لأن الناس تركت طلب العلم/ والواجب الكفائي إذا تركه الجميع استحقوا العقاب جميعاً.

يقول:

«لأن فرض الكفاية إذا لم يقم به من فيه الكفاية يصير كالواجب العيني في مخاطبة الكل به» هذا ميت مات ما حد دفنه ما حد كفنه الكل يخاطب هذا مسلم ميت مسلم الكل يجب عليه أن يدفنه الكل يجب عليه أن يغسله الكل يجب عليه أن يكفنه الخطاب يصير ينحل إلى جميع الأفراد بعدد الأفراد يتوجه إلى جميع الأفراد.

«يصير كالواجب العيني في مخاطبة الكل به وتأثيمهم بتركه كما هو محقق في الأصول».

بعد يا أخي الخامس أن يترك العشرة مع من يشغله عن مطلوبه في واحد صديق يبغاك أربعة وعشرين ساعة وياه، زوجة على طول تريد تسولف وياها، ما تدرس.

 

الخامس

«الخامس أن يترك العشرة مع من يشغله عن مطلوبه فإن تركها من أهم ما ينبغي لطالب العلم لا سيما لغير الجنس» هذه عشرة من غير جنس أحياناً عشرة لتلبية الجنس إشباع الغريزة الجنسية هذا جيد يريد يعف نفسه ويصير عفيف أحياناً لا ضرورة لهذه العشرة والمخالطة.

«أو من غير جنسه» أنا أحب يروح مع الحيوانات ويحب يروح معاه يربي طيور يضيع وقته لا يشغل وقته بعشرة ما يضيع وقته.

«خصوصاً لمن قلت فكرته وكثر تعبه وبطالته» كسلان عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فإن الطبع سراق، التفاحة الخايسة تخيس الباقي، لا تمشي ويا واحد فاشل واحد فاشل لا تمشي وياه أو واحد كسلان تنبل لا تمشيها.

«وأعظم آفات العشرة ضياع العمر بغير فائدة، وذهاب العرض والدين إذا كانت لغير أهل».

كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي

فأجبرتني على هجرانه التهم

كم كنت جسراً لمن أحببته

فمشى على ضلوعي وما زلت له قدم

فداس قلبي وكان القلب موطنه

فما وفاء لخلٍ ما له قيم

لكن لا اليأس ثوبي

ولا الأمراض تكسرني

جرحي عنيد بلسع النار يلتئم

«والذي ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا لمن يفيده أو يستفيد منه، فإن احتاج إلى صاحب فليختر الصاحب الصالح الدين التقي الزكي الذي إن نسي ذكره وإن ذكر أعانة وإن أحتاج واساه وإن ضجر صبره فيستفيد من خلقه ملكة صالحة فإن لم يتفق مثل فالوحدة ولا قرين السوء» الوحدة خير من قرين السوء.

صاحب الورع الذي يجتنب عند الشبهة إذا بتصادق واحد أول شيء انظر هل عنده ورع أم لا؟ هل عنده تقوى أو لا؟ هذا هو المهم.

 

السادس

السادس أن يكون حريصاً على التعلم يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo