< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/04/26

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: إذا اتفق له توهم صواب يبادر إلى التنبيه على خطأه

 

الرابع والعشرون من آداب المعلم في درس

إذا اتفق له تقرير أو جواب توهمه صوابا يبادر إلى التنبيه على فساده وتبين خطأه.[1]

سبحان الذي لا ينسى ولا يخطئ. أحد الأساتذة درس درساً واشتبه وأخطأ فقال له أحد طلابه: شيخنا لقد اشتبهت وأخطأت، لم أخطأت؟

فقال له الأستاذ: ويحك إن الذي لا يخطئ ولا ينسى لا يؤين به! الله عزّ وجل لا يخطئ ولا ينسى ولا ليس له مكان ولا يحدد بزمان.

وبالتالي لو أخطأ المدرس وأجاب جواب فيه اشتباه أو فيه خطأ فليبادر وفوراً إلى تصحيح الخطأ هو أخطأ في الملأ العام يصحح الخطأ في الملأ العام.

الخطورات الشيطاني

هنا قد يأتيه إبليس والنفس الأمارة بالسوء سيذهب ماء وجهك لا تذكر تصحيح الخطأ هنا اذكره في مكان آخر أو على انفراد مثلاً جاء شخص وسألك سؤال وأنت أجبت أمام الجمع تبين أنه هذا خطأ الجواب بعد ذلك نفسك الأمارة بالسوء تقول: لا بأس خذه على انفراد وصحح له الجواب.

هذا غير صحيح الله عزّ وجل الذي يرفع وهو الذي ينزل، أنت إذا لشدة ورعك وتقواك صححت له في نفس المجلس الله عز وجل راح يرفع شأنه سينظر الطلبة إليك أنك من أهل الورع والتقوى وصححت في نفس المجلس.

أحياناً قد يتوهم يقول: أنا الآن في هذا المجلس لا أصححه انتظر إلى المجلس القادم من وين تضمن أن عمرك يمد إلى المجلس القادم؟! ومن أين تضمن أن الحضور الذين حضروا وعلقت في أذهانهم الشبهة يحضرون إلى المجلس القادم وترفع عنهم الشبهة؟!

تربية الشيخ الأعظم لنفسه

رحمة الله على الشيخ الأعظم الأنصاري الشيخ مرتضى كان إذا سئل بسؤال وكان يعرف الجواب يجيب بهدوء وبصوت خفي، ولكن إذا سئل بسؤال وكان لا يعرف الجواب يقول بصوت مرتفع لا اعلم فيقال له: لماذا ترفع صوتك وتقول لا اعلم؟ فيقول: أريد أن أقهر النفس الأمارة بالسوء.

النفس الأمارة بالسوء لا تريد أن تظهر بمظهر الجهل وعدم العلم أمام الناس، يقول: أريد أن أقهر هذه النفس وأعودها أنه إذا شيء لا اعرفه لا اعلمه أقول لا اعرفه ولا اعلمه.

<الرابع والعشرون أنه إذا اتفق له تقرير> يعني قرر فكرة قرر مطلب من المطالب يعني بين مطلب من المطالب <أو جواب توهمه صواباً> يعني كان يعتقد أن هذا هو الجواب الصائب والصحيح لكنه توهم ذلك هذا الجواب كان خاطئاً <يبادر إلى التنبيه على فساده وتبيين خطئه قبل تفرق الحاضرين ولا يمنعه الحياء أو غيره من المبادرة وتحمله النفس الأمارة بالسوء على التأخير إلى وقت آخر خالٍ> يعني خالٍ من هذه الملابسات <فإنه من خدع النفس وتلبيس إبليس ـ لعنه الله ـ>.

حب النفس والمدافعة عن النفس

أتذكر في يوم من الأيام ولا بأس بهذي الخاطرة في يوم من الأيام زرت أحد أساتذتي في إحدى الليالي قال لي: إن شاء الله بعد دقائق سيأتي أستاذي وهو أحد المراجع ـ حفظه الله ـ لا أريد أن اذكر اسمه، لما حضر هذا أحد المراجع جلس إلى جنبي إلى يساري في ذلك الوقت حصلت مشكلة في قم وأحد المعممين تكلم على أحد المراجع فرد عليه هذا المرجع.

أنا سمعت ونقل لي ما قاله وأنا ديدني إذا اسمع عن أحد اسمع منه لا اعتمد على النقل حتى لو كان ثقة ما أرتب أثر اسمع منه مسلكنا هو حجية الوثوق والاطمئنان.

لما جلس قلت له سيدنا أنت قايل عن فلان في الحسينية الفلانية أحد الأغبياء في الحوزة؟

قال منو؟

قلت له أنت.

قال أنا؟! يجوز.

أنا تفاجأت هو لم ينكر ما كان يتذكر لكن لم يدافع عن نفسه.

بعضهم يقول مستحيل هذا غير صحيح، وبعضهم يقوله بافتخار نعم.

لكن هذا السيد المرجع المعظم ما كان يتذكر جيداً لم ينف عن نفسه، قال يجوز.

صار بعد الآن إذا واحد من الطلبة يقول شيخنا أنت وعدتني وما وفيت أنت قلت لي والظاهر نسيت أقول له يجوز.

أحياناً حبّ النفس يوجب أن دائماً تظهر نفسك مظهر الكمال ودائماً تدفع عنها الزلل والخطأ.

الأخطاء تظهر أننا لسنا أبرياء

يا أخي كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وكان عندنا أحد أصحابنا من أصحاب النكتة والطرفة فكان إذا مثلاً نقل نقلاً واتضح أنه غير صحيح أو ذكر فكرة واتضح أنها غير صحيحة نقول له فلان كيف تقول هذا الكلام وهذا غير صحيح؟! فماذا يكون جوابه وردة فعله؟

يقول ها هذا دليل على عدم عصمة يا مولاي كان يحول الجد إلى طرفة وعبرة فلا تعلم نفسك لا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن ارتضى أما تصور أنت هم تخطئ وتصر على ذلك وما تصحح الخطأ هذا مشكل.

يقول الشهيد الثاني:

<وفيه ضررٌ عظيم من وجوه كثيرة استقرار الخطأ في قلوب الطلبة>.

عندما تخطئ في مجمع ما، قم بتصحيحه في نفس المجمع

الله يذكره بالخير أستاذنا المعظم المرجع الكبير السيد كاظم الحسين الحائري ـ حفظه الله ـ كان مرة في مجلس الدرس بقي شيء، قال: نوكله إلى الدرس القادم.

قالوا سيدنا الوقت يكفي.

قال أحدهم كان يدرس فلسفة طرح الإشكال الفلسفي انتهى الوقت، قال: جواب الإشكال الدرس القادم، جاء إلى الدرس القادم قال: أين الذين كانوا حاضرين عند تقرير الإشكال، الآن أنا من أين أجيبهم وارفع الإشكال من أذهانهم؟!

فقال: أنا ما أدرسكم الآن إذا وقع الإشكال ما أضمن الدرس القادم نفس الطلبة حاضرين وأرفع الإشكال عنهم.

فإذا؛ إذا اشتبه في نفس مجلس الدرس وما رفع الإشكال هذا تقرير للإشكال وتعميق للإشكال وترسيخها في أذهان الطلبة.

<ومنها تأخير بيان الحقّ مع الحاجة إليه> هذا ربما يخرج هذا الطالب هو علم الناس المسألة الخاطئة فإذا حاجة إلى التوضيح المبكر والسليم <ومنها خوف عدم حضور بعض أهل المجلس في الوقت الآخر فيستمر الخطأ في فهمه> لذلك إذا أخطأت في المجلس ينبغي أن تصحح في نفس المجلس.

<ومنها طاعة الشيطان في الاستمرار على الخطأ وهو موجب لطمعه فيه مرة ثانية، وهلم جرا> بعد يشوف الشيطان هذا عبد سهل تحسن السيطرة عليه.

<ومع تأديته للواجب من ذلك يفيد الطالبين ملكة صالحة تعقب خيراً عظيماً يكون الراجع سبباً فيه إذا عود نفسه أنه إذا اخطأ أو اشتباه يصحح في نفس الوقت> هذا يعطي طلابه ملكة أنه لو أخطأ لا عيب أن يقول أنا أخطأ واشتبهت ويصحح <فيشارك في أجره مضافاً إلى ما استحقه من الأجر بفعل ما يجب عليه فقد غنمت حركته وربحت تجارته برجوعه إلى الحقّ وبرفعه، ويرفعه الله تعالى بسبب ذلك خلاف ما يظنه الجاهل ويتوهمه الأحمق الغافل من أن منزلته تكون أدنى ويسقط من أعين الناس> بالعكس الله عزّ وجل يرفعه، إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني؟! وإن وضعتني فمن الذي يرفعني؟!

﴿قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير﴾[2] مجاري الأمور بيد الله هذا الذي يأنف إذا اشتبه أن يصحح الاشتباه هذا فليتأمل في نفسه الأمارة بالسوء ويعود إلى رشده.

الخامس والعشرون التنبيه عند فراغ الدرس

يعني بحيث يعرف الطلب أنه انتهى الدرس أحياناً الأستاذ ما تعرف متى بدأ؟ ومتى انتهى؟ يبدأ عادة بالاستعاذة بالله الشيطان الرجيم البسملة الحمد والثناء على الله دعاء بحيث يعرف الطلبة أن هذا وقت الشروع في الدرس، وعند الانتهاء يأتي بما يشير إلى الانتهاء مثلاً يقول انتهى، يأتي عليه الكلام، الحمد لله رب العالمين يأتي بما يشير إلى الابتداء والانتهاء حتى يعرف الطالب متى بدأ الأستاذ ومتى انتهى.

<الخامس والعشرون التنبيه عند فراغ الدرس أو إرادته> يعني إرادة الفراغ من الدرس <بما يدل عليه أن لم يعرفه القارئ وقد جرت عادة السلف أن يقولوا: حينئذ والله اعلم> أحياناً هذه والله اعلم بمثابة الدعاء الذي يوجب نزول الرحمة فينهي يقول يأتي عليه الكلام هذا يفهم منه انتهاء الدرس والله اعلم هذا دعاء لمزيد البركة.

<قال بعض العلماء الأولى أن يقال قبل ذلك كلام يشعر بختمه الدرس> يعني قبل والله اعلم <كقوله هذا آخره أو ما بعده يأتي إن شاء الله تعالى ونحو ذلك ليكون قوله والله اعلم خالصا لذكر الله تعالى ولقصد معناه> يعني إذا قلت والله اعلم وقصدك نهاية الدرس ما صارت هذه الكلمة خالصة صارت هذه الكلمة يراد منها الإشارة إلى اختتام الدرس لاحظ دقة العلماء، لذلك يقول أنت قل انتهى الكلام انتهى الدرس يأتي عليه الكلام والله اعلم تكون هذه الكلمة والله اعلم خالصة لوجه الله ولا يراد بها شيء آخر كالإشارة إلى انتهاء الدرس لاحظ دقة العلماء.

<ولهذا ينبغي أن يستفتح كل درس بـ بسم الله الرحمن الرحيم> في الرواية كل عمل يبدأ به بغير ذكر اسم الله فهو أبتر، لذلك تلاحظ بداية الكتب في الطباعة بسم الله الرحمن الرحيم كل الكتب هكذا تبدأ في الطباعة بسم الله الرحمن الرحيم لأن عمل يبدأ به بغير اسم الله فهو أبتر وللبدء بالبسملة معاني وآثار في غير هذا العلم من علوم أخرى.

اعتد على قول بسم الله، فإن لها خصائص كثيرة، منها السلامة من شر الجن

مثلاً عود نفسك إذا بتدخل الحمام قبل ما تدخل الحمام بسم الله الرحمن الرحيم أي مكان بتدخل فيه بسم الله الرحمن الرحيم لأن الأرض ليست موطنا للإنسان فقط بل هي أيضاً موطن للجان ألم نقل إن علي بن أبي طالب إمام الإنس والجان؟! ضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عمل الثقلين إلى يوم القيامة يعني عمل الإنس والجن، الجن يتواجدون في أماكن بس لا تخافون إن شاء الله، منها سقوف الأبنية منها الأنهار الجارية منها المياه الراكدة ومواضع الأرواح منها المجاري والحمامات، الحمام موطن ماذا؟ الجان، أنت الآن قد يصيبك مس من الجان لكن بسم الله الرحمن الرحيم.

بسم الله يمنع الجن من المشاركة

تريدون مطلب آخر بعد وشاركهم في الأموال والأولاد الله يخاطب الشيطان وشاركهم في الأموال والأولاد يعني هذا قبل الجماع تقول بسم الله الرحمن الرحيم تبعد الشيطان وإلا يشترك معك الشيطان في العملية الجنسية وهكذا في الطعام قد تحضر الشياطين وتأكل معك الجاني يشم عن طريق الشم هذه مطالب بعد أخرى عميقة ليست من عالم الظاهر أنت تقول بسم الله الرحمن الرحيم تبعد عنك الشياطين مس الشياطين عود نفسك في كل شيء تشتري عدة تبسمل بتدرس بتدخل الحمام بتتوضأ بتمشي أي عمل كل عمل يبدأ به من دون فهو أبتر مقطوع يعني.

عود نفسك تبدأ بالبسملة طبعاً حاول هم تعود نفسك تستعيذ بالله من الشيطان وهذا إذا تعودت بعد ما تستطيع تقطع تعود دائماً تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

خوف الشياطين وعبدتهم من الإستعاذة بالله

من الخواطر التي احتفظ بها في إحدى البلدان دعوني إلى كلمة فذهبت إلى هناك قبل أن ألقي الكلمة قالوا لي شيخنا في هذا المجلس يوجد شيعة ويوجد سنة ويوجد مسيحيون ويوجد عبدة شيطان فلا تذكر الشيطان حتى لا تحدث لنا مشكلة.

قلت هذا بعد كيف الآن أنا معود نفسي؟!

قالوا حاول شيخنا.

قلت: إن شاء الله.

أول ما صعدت على المنصة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لاحظت عبدة الشيطان يتساسرون فيما بينهم يتكلمون على كل حال حاول تعود نفسك تبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وتذكر البسملة.

يقول: <ولهذا ينبغي أن يستفتح كل درس ببسم الله الرحمن الرحيم ليكون ذاكراً لله تعالى في بدايته وخاتمته وإذا جعل الذكر دليلاً على الفراغ لم يتمحض له> يعني جعل الذكر دليل على الفراغ من الدم يعني والحمد لله رب العالمين هذي ما تمحض الحمد لله ما صار خالص لله صار دليل وعلامة على انتهاء الدرس.

عودوا أنفسكم على البسملة خاصة عند دخول الحمام وشطوط الأنهار والشلالات والأماكن المظلمة والمعتمة ضروري يعني تبسمل.

السادس والعشرون

<السادس والعشرون أن يختم الدرس بذكر شيء من الرقائق والحكم والمواعظ وتطهير الباطن> هذا ديدن علمائنا إذا الدروس كثيرة ولو في آخر درس الآن المتعارف يوم الأربعاء آخر أيام الدروس آخر ساعة آخر درس من يوم الأربعاء آخر عشر دقائق خمس دقائق فيها موعظة لأن القلب إذا تعود على كل هذه المصطلحات التي تخاطب العقل والفكر فإنه بحاجة إلى ما يخاطب الضمير والقلب والوجدان بحاجة القلوب تصدأ هذا الصدأ هذا الدرن يحتاج إلى مطهر يحتاج إلى موقظ يوقظه الموعظة وذكر الله عزّ وجل.

إهتمام السيد محسن الحکیم وجهده ليكون حاضرا في مجالس الوعظ والإرشاد

رحمة الله على المرجع الكبير الشيخ محمد أمين زين الدين ـ رحمه الله ـ يقول: حضرت درساً في النجف الأشرف لأحد المراجع وكان الحضور أغلبهم مجتهدين ومن أصحاب اللحى البيض وكان المرجع إذا وعظ بكى الحضور فكنت أرى الدموع تسيل على لحاهم البيض، هذا علمائنا المواظبة على مجالس الوعظ والذكر.

في يوم من الأيام أراد المحقق العراقي أن يغير وقت درسه المحقق الكبير آية الله العظمى الشيخ ضياء الدين الحضور عنده قرابة أربعمائة من المجتهدين الكبار أستاذ السيد الخوئي السيد محسن الحكيم الأقطاب حضروا عند أحد الأعلام الثلاثة بالأصول.

الأعلام الثلاثة المعاصرين الميرزا الشيخ محمد حسين النائيني، والشيخ محمد حسين الأصفهاني وآقا ضياء الدين العراقي.

المحقق العراقي أراد يغير وقت الدرس فاستشار أبرز طلابه المعتمدين واحد منهم السيد محسن الحكيم صاحب كتاب مستمسك العروة الوثقى، قال له سيدنا أنا أريد أغير الوقت من الساعة كذا إلى الساعة كذا.

قال له السيد الحكيم: إذا تغير وقت الدرس أنا أعتذر عن حضور درسك لأنه في هذا الوقت عندي درس آخر.

هنا المحقق العراقي آثاره هذا الكلام يعني هل يوجد درس عميق في الحوزة يوجد أن السيد محسن الحكيم يترك درسي التحقيقي من أجل ذاك الدرس؟!

فقال الأستاذ الشيخ ضياء الدين العراقي للتلميذ السيد محسن حكيم سيدنا ما هو هذا الدرس؟

فقال السيد محسن حكيم هذا درس أخلاق أنا من سنين مواظب على حضور درس الأخلاق بحيث إذا تعارض وقت درس الأخلاق مع درس الفقه والأصول أترك درس الفقه والأصول حتى لو درسك شيخنا وأواصل درس الأخلاق.

والسيد محسن الحكيم كان من الفقهاء الكبار لكن لذلك حافظوا على مجالس الوعظ والإرشاد مهما بلغت من مرتبة علمية أو مقام سامي فإنك بحاجة إلى التذكير فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين.

<السادس والعشرون أن يختم الدرس بذكر شيء من الرقائق والحكم والمواعظ وتطهير الباطن ليتفرقوا على الخشوع والخضوع والإخلاص فإن البحث يورث في القلوب قوة وربما أعقب قسوة يحركه في كل وقت إلى الإقبال ويلاحظه بالاستكمال ولا شيء أصلح من تلك الحالة، هذا كله إذا لم يكن بعد ذلك دروس حاضرة بحيث يكون الاشتغال بهؤلاء فيؤخر ذلك أي الموعظة إلى الآخر> يعني إلى آخر الدروس <حسب ما يقتضيه الحال>.

 

السابع والعشرون

<السابع والعشرون أن يختم المجلس بالدعاء كما بدأ به بل هو الآن أولى وأقرب إلى الإجابة>، لماذا؟ لأن الملائكة تهبط لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع هذا وقت الدعاء عند الدرس.

<لما قد غشيهم من الرحمة وخصهم من المثوبة وليتضمن دعاؤهم الأئمة الراشدين والعلماء السابقين وتعميم جماعة المسلمين وأن يجعل أعمالهم خالصة لوجه الله مقربة إلى مرضاته، وقد ورد أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يختم مجلسه بالدعاء وفيه حديث مسلسل يختمه به المشهور> هذا ما هو الحديث في المسلسل هو الحديث المعنعن الذي يكون كل راوي على حالة واحدة يعني كلهم على حالة واحدة أو كيفية واحدة يسمونها الحديث المسلسل في علم الدراية يعني حديث مسند وكل فرد وكل راوي راوي من الرواة الواردين في سلسلة السند على حالة واحدة أو كيفية واحدة.

<ومتنه هذا حديث المسلسل المشهور هكذا أنه ـ صلى الله عليه وآله ـ كان إذا فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه يقول: اللهم اغفر لنا ما أخطأنا وما تعمدنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت اعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت>.

الثامن والعشرون

بعض الأساتذة لازم هو أول واحد يطلع فإذا تأخر يمكن واحد يريد يطلع قبله فيستحسن أن يمكث هنيئة أنه الذي يمشي على راحته، بعد يمكث يمكن واحد عنده سؤال يسأل، واحد عنده حاجة يأخذ الشيخ على انفراد ويكلمه، فلا يستعجل الخروج.

<الثامن والعشرون أن يمكث قليلاً بعد قيام الجماعة> عن خروج الجماعة <فإن فيه فوائد وآداباً له ولهم منها أن كان في نفس أحد منهم بقايا سؤال تأخر ومنها إن كان لأحد به وقد صبر عليها حتى فرغ ليذكرها له ومنها عدم مزاحمتهم ورفع الكلفة عنهم بخروجه قبلهم، وخفق النعال خلفه وهو آفة عظيمة> بعد يتوهم دائماً هو أول يمشي ثم خفق النعال خلفه.

الرواية عن أمير المؤمنين: <ما ذئبان ضاريان أفسد في دين المرء من كثرة خفق النعال>[3] كثرة الأتباع الذين يمشون خلفه.

القصتين

مشى أمير ومشى خلفه جماعة فالتفت إليهم وقال: ألكم حاجة؟ قالوا: لا، قال: إذا انصرفوا فإن مشي الماشي خلف الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي.

الله يرحمه أستاذ الميرزا جواد كنت أشوفه يمشي في الطريق وأسأله من أسئلة يوقف قول له شيخنا وأنت تواصل وهو رايح الدار يقول: لا اطرح السؤال وأجيب عليك بعد ذلك سألت عرفت أنه ما يرضى أحد يمشي وياها فإذا سأل وقف حتى ما تتجمع حوله جماعة هكذا كان علمائنا والسلف الصالح.

<ومنها عدم ركوبه بينهم إن كان يركب إلى غير ذلك> إذا كلهم مشاية وهو راكب صاعد ما يتميز عليهم.

 

التاسع والعشرون

<التاسع والعشرون أن ينصب لهم نقيباً فطناً> من هو النقيب؟ كبير القوم ورئيسهم، ديدن علمائنا الأقدمين هكذا أنه كبير الطلاب يقرر الدرس، مثلاً الميرزا النائيني كان يدرس بعد تدريسه إذا انتهى من الدرس يأتي السيد الخوئي ويقرر الدرس على طلابه يعني على طلاب أستاذه الميرزا النائيني لأن كان السيد الخوئي أكبر طلابه ومتميز علمياً.

هذا موجود الآن مثلاً الله يذكره بالخير أستاذنا الوحيد الخرساني من ينتهي الدرس تجد المسجد الأعظم حلقات كبير الطلاب يقررون الدروس يعني واحد توه حاضر الآن عند الوحيد أو عند السيد الخوئي أو الميرزا النائيني واحد حاضر ثلاثين سنة مثل الشهيد مرتضى البروجردي لما ترك الدرس السيد الخوئي قال له تعال ارجع ما أقدر ادرس وما اشوفك عند السلطوانة فهذا خبير بمباني أستاذة، فالأستاذ ينصب نقيباً للطلبة يعني كبير الطلبة وأقدمهم ورئيسهم ويقضي حوائجهم ويجاوب على أسئلتهم هذا ما يضيع وقت الأستاذ الطلبة أيضاً يكون بينهم وبينه ميانة.

يقول: <أن ينصب لهم نقيباً فطناً كيساً> يعني ذكياً يرتب الحاضرين <ويدخل عليه على قدر منازلهم> مو يدخل أي واحد على الأستاذ يضيع وقته <ويوقظ وينبه الغافل> فلان أنت تنام ترى في الدرس لا تفشلنا فلان أنت تسرح.

<ويشير إلى ما ينبغي فعله وتركه ويأمر بسماع الدروس والإنصات إليها لمن لا يعرف، وكذلك ينصب لهم رئيساً آخر يعلم الجاهل ويعيد درس من أراه ويرجع إليه في كثير ويرجع إليه في كثير مما يستحيا أن يلقى به العالم من مسألة أو درس فإن فيه ضبطاً لوقت العالم وصلاحاً لحال المتعلم>.

 

الثلاثون

<الثلاثون> هذا الأخير <أن يقول إذا قام من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين رواه جماعة من شأن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ .

وفي بعض الروايات أن الثلاث آيات التي هي ﴿سبحان ربك رب العزة عما يصفون﴾ آية ﴿وسلام على المرسلين﴾ آية ﴿والحمد لله ربّ العالمين﴾[4] آية ثالثة كفارة المجلس، وكما يستحب ذلك للعالم يستحب لكل قائم لكنه في حقه أكد> يعني أي مكان أنت بتقوم يستحب هذا يعني ماذا كفارة المجلس؟ يعني الآن نحن في مجلس قد هذا المجلس فيه شبهة غيبة أو شبهة نميمة أو لا قدر الله هناك شيء كفارة المجلس هكذا تعودوا بعد أنتوا قاعدين تسولفون قاعدين في درس بتنتهون تقولون كفارة المجلس سبحان ربك رب ّالعزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo