< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

99/08/11

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: في المعاصي الكبيرة والصغيرة

 

والحاصل : إنَّ مسألة تقسيم المعاصي الى الصغيرة والكبيرة، محلّ اختلاف شديد، وإن شئت الاطّلاع عليه فانظر إلى كلام صاحب «مفتاح الكرامة» في هذا المقام، فقد تتّبع كلماتهم، واليک نصّ كلامه على حسب نقل صاحب «الجواهر» عنه: (قيل: إنّها كلّ ذنب رتّب عليه الشارع حدّاً، أو صرّح فيه بالوعيد، وقيل: كلّ معصيةٍ يؤذن بقلّة توجّه فاعلها بالدِّين، وقيل: كلّ ما علمت حرمته بدليلٍ قاطع، وقيل: كلّ ما توعّد عليه توعّداً شديداً في الكتاب والسنّة)[1] .

 

ولعلّ الأحسن من جميع الأقوال في إحصاء معاصي الكبيرة، هو الَّذي نقله العَلّامَة الطباطبائي في مصابيحه، من اختيار ما عليه المشهور من أَنَّ الكبائر هي المعاصي التي توعّد اللّه سبحانه عليها النّار، مستنداً في ذلک إلى جملةٍ من الأخبار وفيها صحيح وغيره.

وقال صاحب «الجواهر»: (لكن يظهر من المنقول عنه، أنّه عمّم الوعيد بالنّار إلى الصريح والضمني، وأنّه حصر الوارد في الكتاب في أربع وثلاثين؛ منها أربع عشرة ممّا صرّح فيها بخصوصها بالوعيد بالنار)[2] .

 

أقول: قام صاحب «الجواهر» بتقسيم الذنوب الواردة في الكتاب وتصنيفها الى أصنافٍ عديدة ننقلها منه لأهميته ودقّته؛ قال؛:

الأوّل: الكفر بالله العظيم، لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِکَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[3] وغير

ذلک وهي كثيرة.

الثاني: الإضلال عن سبيل اللّه، لقوله تعالى: ﴿ثَانِىَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْىٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيق﴾ِ[4] ، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾[5] .

 

الثالث: الكذب على اللّه تعالى، والافتراء عليه، لقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾[6] ،

وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمْ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾[7] .

 

وفيه: أنّه ليس في الثانية ذكر النّار.

الرابع: قتل النفس التي حرّم اللّه قتلها، قال اللّه تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنآ مُتَعَمِّدآ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدآ فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابآ عَظِيمآ﴾[8] ، قال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمآ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِکَ عُدْوَانآ وَظُلْمآ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارآ وَكَانَ ذَلِکَ عَلَى اللهِ يَسِيرآ﴾[9] .

 

الخامس : الظلم، قال اللّه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارآ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقآ﴾[10] .

 

السادس: الركون إلى الظّالمين، قال اللّه تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ﴾[11] .

 

السابع: الكِبْر، لقوله تعالى: ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾[12] .

 

الثامن: ترک الصّلاة، لقوله تعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَکُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾[13] .


[1] سورة الحجّ، الآية.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo