< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

96/11/02

بسم الله الرحمن الرحیم

قد يتوهّم أيضاً: دفع حكم وجوب المضايقة والمبادرة، وقوع الأذان والإقامة قبل الإتيان بصلاة القضاء والنافلة قبلها، مع أنَّه لو كان وجوبها فوريّاً كيف يجوز الإتيان بهما قبل القضاء في النافلة والفريضة؟!

لكنّه مندفع: بإمكان أن يقال بأنّ القائلين بالمضايقة أيضاً لا يمنعون من إتيان ما هو من مقدّمات الصلاة ولو على جهة الندب، كما لا يمنعون أيضاً عن تطويل نفس الصلاة بإتيان مستحبّاتها فيها، وإن كان بعدها صلاة اُخرى، إذ لا يوجبون الاقتصار على الواجب فقط قطعاً، وعليه فالأَوْلى الاستدلال به من غير هذه الجهة.

أقول: ولا يخفى بأنّ أهمّ مناقشة يرد على هذه الأخبار المشتملة على نوم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، هو اشتمالها على ما ينافي عصمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، وهذه الأخبار شبيهة بالأخبار الدالّة على سهو النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله.

ولكن قال صاحب «الجواهر»: (قد يدفعها بظهور الفرق عند الأصحاب بين النوم وبين السّهو، حيث لم يذهب إلاّ عدّة من الفقهاء والمحدّثين مثل الصدوق وشيخه ابن الوليد والكليني وأبي علي الطبرسي في تفسير قوله تعالى: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا»[1] . وإن كان ربّما يظهر من الطبرسي أنّ الإماميّة جوّزوا السهو والنسيان على الأنبياء في غير ما يؤدّونه عن الله تعالى مطلقاً، ما لم يؤدِّ ذلك إلى الإخلال بالعقل، كما جوّزوا عليهم النوم والإغماء الذين هما من قبيل السهو.

بخلاف أخبار الأوَّل كما عن الشهيد في «الذكرى» الاعتراف به، حيث قال: لم أقِف على رادٍّ لهذا الخبر من حيث توهّم القدح في العصمة، بل عن صاحب «رسالة نفي السهو» وهو المفيد أو المرتضى التصريح بالفرق بين السهو والنوم، فلا يجوز الأوَّل ويجوز الثاني ، بل ربّما يظهر منه أنّ ذلك كذلك بين الإماميّة كما عن والد البهائي رحمه‌الله في بعض المسائل المنسوبة إِليه، أنّ الأصحاب تلقّوا أخبار نوم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله عن الصلاة بالقبول، إلى غير ذلك ممّا يشهد لقبولها عندهم كرواية الكليني والصدوق والشيخ وصاحب «الدعائم» وغيرهم لها، حتّى أنَّه قد عقد في «الوافي»[2] باباً لما ورد أنَّه لا عار في الرقود عن الفريضة مورداً في جملةٍ من الأخبار المشتملة على ذلك، معلّلة له، بأَنَّه فعل الله بنبيّه صلى‌الله‌عليه‌و‌آلهذلك رحمةً للعباد، ولئلاّ يعيّر بعضهم بعضاً)، انتهى محلّ الحاجة من كلام صاحب «الجواهر» رحمه‌الله.

 


[2] الوافي، ج5 ص153.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo