< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

96/01/19

بسم الله الرحمن الرحیم

الفرع التاسع: في أنَّه هل يجب التشهّد فيهما أم لا؟ فيه قولان:

قولٌ: بالوجوب، وهو المشهور نقلاً وتحصيلاً، بل في «التذكرة» نسبته إلى علمائنا المُشعِر بالإجماع، بل ادّعاه صريحاً صاحب «الذكرى» و«المعتبر» و«المنتهى». وقولٌ: بالاستحباب، كما عليه العَلاّمَة في «المختلف»، وقوّاه بعض متأخِّري المُتأخِّرين وهو السبزواري في «ذخيرة المعاد»[1] .

أقول: الأقوى هو الأوَّل ـ مضافاً إلى ما عرفت من دعوى الإجماع بكِلا قسميه عليه ـ وجود نصوص معتبرة متعدّدة عليه:

منها: صحيح الحلبي الوارد في مَن لا يدري أربعاً صلّى أم خمساً؛ قال عليه‌السلام: «واسجد سجدتين بغير ركوع ولا قراءة تتشهّد فيهما تشهّداً خفيفاً»[2] .

ومنها: صحيح عليّ بن يقطين، قال: «سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن الرجل لا يدري كم صلّى واحدة أو ثنتين أو ثلاثاً؟ قال: قال عليه‌السلام يبني على الجزم ويسجد للسهو ويتشهّد تشهّداً خفيفاً»[3] .

ومنها: موثّقة أبي بصير، قال: «سألته عن الرجل ينسى أن يتشهّد؟ قال: يسجد سجدتين يتشهّد فيهما»[4] .

ومنها: رواية سهل بن اليسع، عن الرِّضا عليه‌السلام، أنَّه قال: «يبني على يقينه ويسجد سجدتي السهو بعد التسليم ويتشهّد تشهّداً خفيفاً»[5] .

ومنها: رواية الحسن الصيقل، عن أبي عبدالله عليه‌السلام: «في الرّجل يُصلّي الرّكعتين من الوتر، ثمّ يقوم فينسى التشهّد حتّى يركع، فيذكر وهو راكع؟ قال عليه‌السلام: يجلس من ركوعه يتشهّد، ثمّ يقوم فيتمّ. قال: قلت: أليس قلتَ في الفريضة إذا ذَكره بعدما ركع، مضى في صلاته، ثمّ سجد سجدتي السَّهو بعدما ينصرف يتشهّد فيهما؟ قال عليه‌السلام: ليس النافلة مثل الفريضة»[6] .في الجواب عن من لا يوجب التشهّد في السجدتين

فمع وجود هذه الأخبار الدالّة على الوجوب بحسب ظاهر الخبر في مقام الإنشاء، نتوقّف في سبب حكم بعض الفقهاء بالاستحباب، فلابدّ لنا أن نلاحظ دليلهم على ذلك.

والذي قد ألجأَ العَلَمين إلى الحكم بالاستحباب، مضافاً إلى أنّ الأصل الذي يوافقهما في عدم الوجوب هو إطلاق الأخبار المشتملة لبيان سجدة السهو عن قيد ذكر التشهّد والتسليم، مع كون القول بالاستحباب فيهما هو مقتضى الجمع بين الأخبار المثبتة لوجوب التشهّد فيهما، مع ما في رواية موثّقة عمّار عن الصادق عليه‌السلاممن التصريح بعدم التشهّد فيهما، بقوله: «وليس عليه أن يُسبّح فيهما، ولا فيهما تشهّدٌ بعد السجدتين»[7] . بأن يحمل أخبار الوجوب على الاستحباب.

 


[1] ذخيرة المعاد / 382.
[2] الوسائل، ج5 الباب14 من أبواب الخلل الواقع في الصلاة، الحديث 4.
[3] الوسائل، ج5 الباب15 من أبواب الخلل الواقع في الصلاة، الحديث 6.
[4] الوسائل، ج4 الباب7 من أبواب التشهّد، الحديث 6.
[5] الوسائل، ج5 الباب13 من أبواب الخلل الواقع في الصلاة، الحديث 2.
[6] الوسائل، ج5 الباب8 من أبواب الخلل الواقع في الصلاة، الحديث 1.
[7] الوسائل، ج5 الباب20 من أبواب الخلل الواقع في الصلاة، الحديث 3.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo