< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

93/10/09

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: فروع تتعلّق بنسيان اجزاء الصلاة على النبيّ (ص)

 

أقول: مضمون هذه الرواية المعتبرة سنداً مخالفٌ لجميع تلك المطلقات الكثيرة المنجبرة بشهرة العمل والإجماع المنقول، وإطلاق الفتوى بعدم بطلان الصلاة بنسيان غير الركن، ولذلك حاول الفقهاء توجيه مضمونها للجمع بينه وبين سائر الأخبار ، فلا بأس بذكرها، وبيان ما هو المعارض لها في خصوص المورد؛ أي في السجدة المنسيّة من الركعة الأُولى.

فلنقدّم هنا ذكر المعارض أوّلاً: تبعاً لصاحب «الجواهر» رحمه‌الله حيث قال: إنّها معارضة برواية محمّد بن منصور ، قال: «سألته عن الذي يَنسى السّجدة الثانية من الرّكعة الثانية، أو شكّ فيها؟ فقال عليه‌السلام: إذا خِفتَ ألاّ تكون وضعت وجهك إلاّ مرَّة واحدة، فإذا سلّمت سجدتَ واحدة، وتضع وجهك مرّةً، وليس عليك سهو»[1] .

حيث حكمَ الامام بإتيان السجدة بعد الصلاة المساوق لصحّة الصلاة.

كما أنه معارض بما ورد في رواية المعلّى بن خنيس المتقدّمة الدالة على أنّ نسيان السجدة في الأُولتين والأخيرتين سواء، وعدم العمل منّا بصدرها لا يقدح بذيلها، فإنّ الظاهر إرادة الاستيناف.

والظاهر من كلام صاحب «الجواهر» من ذكر هذا الخبر المعارض كان من حيث حكم بالتسوية بين الأُولتين والأخيرتين في الصحّة والبطلان، فكأنّه أراد أنَّه إذا حكمنا بصحّة الصلاة عند نسيانها في الثالثة والرابعة بواسطة دلالة حديث البزنطي، كان مقتضى التسوية هو الحكم بالصحّة في الأُولتين أيضاً ، و إلاّ لولا ذلك لكان مقتضى حديث المعلّى هو الحكم بالإعادة مطلقاً، أي سواءً كان في الأُولتين أو الأخيرتين، فيناسب مع ما عليه العَلَمان بالنسبة إلى الأُولتين، ولا يكون معارضاً.

هذا لو سلّمنا دلالته على أنّ المنسي واحدة كما عليه القوم ، و إلاّ لو حملناه على ما بيّناه من احتمال كون المنسي هو مجموع السجدتين، فيصير الخبر أجنبيّاً عمّا نحن بصدده، فلا وجه لذكره بعنوان المعارض.

كما أنّ ذكر رواية ابن منصور بالمعارض له لا يخلو عن إشكال، لولا الأخبار الكثيرة السابقة الدالّة على الصحّة في نسيان سجدة واحدة، حيث إنّه ـ مضافاً إلى كونه مضمراً ـ لم يذكر فيه الإمام المأثور منه، و فضلاً عن كونه ضعيفاً من حيث السند، لكونه مجهولاً كما في «جامع الرواة» للأردبيلي، حيث قال: (إنّه من أصحاب الرِّضا عليه‌السلام ومجهول)، و لذلك لا قدرة فيه على المعارضة.

لكن يمكن جمعه مع رواية البزنطي بإخراج صورة النسيان عنه بواسطة خبر البزنطي، وجعل الحكم بالصحّة لخصوص صورة الشكّ ، فبذلك يسقط عن المعارضة، كما مرّ سقوط معارضة خبر معلّى بن خنيس بما ذكرناه بالحمل على نسيان السجدتين.

 


[1] تهذيب الأحكام: ج2 / 155 ح65، الوسائل، ج4 الباب14 من أبواب‌السجود، الحديث 6.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo