< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

93/02/08

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: البحث عن عنوان الزيادة و ما يُحقّقها الزيادة و كيفيّة تحقّقها

 

وثالثاً: إنّ امام الجماعة بعد ما تكلّم مع المأمومين قام: فأتمّ بركعةٍ، ولم يحكم الإمام عليه‌السلامبلزوم إعادة صلاته لأجل وقوع المنافي منه في أثناء الصلاة، فلعلّ وجهه إمّا ما ذكره الشيخ آنفاً، أو كان المورد مورداً يعلم الإمام عليه‌السلامأنَّه لم يصدر منه المنافي الموجب للبطلان.

وكيف كان، فلا يخلو الحديث عن اضطرابٍ و تشويشٍ لا يمكن توجيهه بحسب القواعد لو أُخذ بظاهره، و الله العالم.

بل قد يظهر من بعض الأخبار أنّ وقوع الفصل الطويل في الأثناء أو الفعل الكثير إذا كان عن سهو غير ضائر، وإن كان بحسب العرف ماحٍ لصورة الصلاة ومبطل لها، ولكن الشارع لم يقبل ذلك في حال السهو، كما احتمله السيّد المرتضى رحمه‌الله على حسب ظاهر ما جاء في خبر محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال:

«سُئل عن رجلٍ دخل مع الإمام في صلاته وقد سبقه بركعة، فلمّا فرغ الإمام خرج مع الناس ثمّ ذكر بعد ذلك أنَّه فاتته ركعة؟ قال: يعيد ركعة واحدة»[1] .

ومثله خبر عبيد بن زرارة[2] .

فإنّ إطلاق (خروجه مع الناس) يشمل حتّى إذا كان مع فصل طويل، كما أنّ إطلاقه يشمل حتّى صورة تحويل وجهه عن القبلة، كما هو الغالب خارجاً بخروجه مع الناس.

اللهمَّ إلاّ أن يُحمل على صورة عدم حصول الاستدبار عن القبلة، أو عدم تحويله عن القبلة كما حمله الشيخ والصدوق على عدم الاستدبار، أو القول بعدم تحويل الوجه عنها بواسطة وجود هذا القيد في صحيحة اُخرى لمحمّد بن مسلم[3] الموجب لتقييد إطلاق هذا الحديث.

و أيضاً: ظاهر خبر حسين بن أبي العلاء، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: «أجئإلى الإمام وقد سبقني بركعةٍ في الفجر، فلمّا أُسلِّم وقع في قلبي أنّي قد أتممت، فلم أزَل ذاكراً لله‌ حتّى طلعت الشمس، فلمّا طلعت نهضتُ فذكرتُ أنّ الإمام كان قد سبقني بركعة؟ قال: فإن كنتَ في مقامك فأتمّ بركعة ، وإن كنتَ قد انصرفت فعليك الإعادة»[4] .

فإنّ إطلاق قوله: (كنتَ في مقامك)، مع أنَّه قد أتى بفصل طويل في الأثناء، و كذلك ظاهر قوله: (حتّى طلعت الشمس)، يدلاّن على صحّة إلحاق الركعة بالصلاة وعدم إضرار هذا الفصل الطويل بصلاته، وإن لم يكن فيه إطلاق من جهة حصول الاستدبار وتحويل الوجه عن القبلة، لقوّة ظهوره في كونه مستقبل القبلة حال الذِّكر إلى طلوع الشمس، كما لا إطلاق فيه من حيث تحقّق التكلّم فيه.

والحاصل من جميع ما ذكرنا من الأخبار: صحّة دعوى المشهور والماتن من صحّة صلاته، خصوصاً إذا لم يتحقّق منه الاستدبار وتحويل الوجه عن القبلة، ولو حصل في الأثناء فصلاً طويلاً، أو فعلاً كثيراً، إن كان ذلك عن سهو، حيث لم يخرج شرعاً بذلك عن حال الصلاة.

مضافاً إلى أنَّه لو شكّ في صحّة صلاته بوقوع التصرفات المذكورة، كان مقتضى استصحاب الصحّة والأصل هو جواز الإلحاق والبناء أيضاً كما لا يخفى.

كما يظهر من هذه الأخبار عدم إضرار الفصل الطويل والفعل الكثير شرعاً إذا كان عن سهوٍ.

و عليه، فبمقتضى ما عرفت يظهر ضعف ما ذهب إِليه المحقّق الأردبيلي من القول بالتخيير بالإعادة والبناء؛ لما عرفت تماميّة أدلّة تجويز البناء في المسألة ، فلا يبقى شكّ في هذا الحكم للفقيه.

نعم، قد يظهر من بعضٍ كالعلاّمة في «التذكرة»، والمحقّق الثاني في «حاشية النافع»، بل وهكذا من كلام العَلاّمَة في «المختلف» والشهيد في «الروض» من الحكم بالإعادة لو خرج عن كونه مصلّياً، بأنّ حكم جواز البناء مشروط بعدم تحقّق فصلٍ طويل في الأثناء، كما عليه بعض العامَّة مثل الشافعي ومالك وأحمد من الحكم بالإعادة مع تحقّق فصل طويل ، كما أنَّه أيضاً قضيّة الاحتياط من الجمع بالبناء والإعادة في هذه الصورة تحصيلاً للفراغ اليقيني.

كما يظهر من جميع ما ذكرنا ضعف القول الآخر في المسألة، وهو التفصيل بين كون السهو في الركعتين الاُولتين من البطلان والإعادة، وبين غيرهما من الصحّة ، بناءً منهم بأنّ الركعتين الأوّليّتين من فرض الله ولا تقبل السهو، لكن سبق القول بأنّ هذه الفريضة مرتبطة بالشك في عدد الركعات لا بالسهو ، وتفصيله موكول إلى محلّه.

 


[1] و 2 الوسائل، ج5، الباب3 من أبواب الخلل، الحديث 12 و 10.
[2]  .
[3] و 2 الوسائل، ج5، الباب6 من أبواب الخلل، الحديث 2 و 1.
[4]  .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo