< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

92/12/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: البحث عن عنوان الزيادة و ما يُحقّقها الزيادة و كيفيّة تحقّقها

 

وأمّا وجه القائلين بالصحّة: فأحسنه ما ذكره الشهيد الأوَّل في «الذكرى» في ذيل ذلك القول، قال: (وهو قويّ، لأنّ ذلك وإن كان بصورة الركوع إلاّ أنَّه في الحقيقة ليس بركوعٍ لتبيّن خلافه، والهويّ إلى السجود مشتملٌ عليه وهو واجب، فيتأدّى الهويّ إلى السجود، فلا تتحقّق الزيادة حينئذٍ، بخلاف ما لو ذكر بعد رفع رأسه من الركوع، فإنّ الزيادة حينئذٍ متحقّقة لافتقاره إلى هويّ السجود)، انتهى[1] .

قال المحقّق الهمداني في مصباحه في توجيه كلامه: (بأنّ مراده بقوله: (إنّه في الحقيقة ليس بركوع)؛ أنَّه ليس بركوعٍ صحيحٍ مُمضى شرعاً، بحيث يقع بهذا العنوان جزءاً من صلاته ، لا أنَّه لا يتحقّق به مسمّى الركوع عرفاً كي يتوجّه عليه النقض بسائر الموارد التي يتحقّق فيها زيادة الركوع.

فغرضه أنّ فعله الذي أتى به بعنوان كونه ركوعاً، قد انكشف عدم صحّته بهذا العنوان، ولكنّه من حيث هو لا بهذا العنوان كان واجباً عليه؛ لكونه بعضاً من الهويّ الواجب، وحيث إنّ وجوب الهويّ مقدّميٌ لا تتوقّف صحّته على القصد، فله أن يصرف الانحناء الذي قصد به الركوع عند انكشاف استغنائه عن الركوع ما لم يرفع الرأس عنه إلى الهويّ، ومتى صرفه إِليه لا تتحقّق الزيادة في صلاته، إذ الزيادة إنّما هي في الأفعال لا بمحض القصد، ولم يتحقّق هنا فعلٌ زائد على ما وجب عليه، عدا أنَّه أوقع بعضه على غير وجهه، بأن قصد الركوع ببعض هويّ السجود، وهو غير مانعٍ عن صحّته هويّاً ، فالإنصاف أنّ ما حقّقه الشهيد رحمه‌الله لا يخلو عن وجه)، انتهى محلّ الحاجة[2] .

أقول: لا يخفى أنّ وجه البطلان:

تارةً: يفرض بأَنَّه من جهة أنّ هويّه من القيام إلى حالة الركوع والانحناء كان للركوع لا للسجود، والحال أنَّه لابدّ من أن يكون الهويّ من أوّله إلى آخره حاصلاً لأجل السجود، وهو هنا مفقود؛ لأنّ ما حصل منه كذلك ليس إلاّ بعد تنبّهه بأَنَّه خلاف، فالهوي للسجود لم يتحقّق إلاّ بعضه، فإنّه حينئذٍ يصحّ جوابه بحسب ما جاء في كلام المحقّق المزبور بأنّ الهويّ مقدّمي ولا يعتبر في تحقّقه كونه عن قصد، فإذا تحقّق بعضه بقصد الركوع ثمّ صرفه عنه إلى المراد يكفي في حصول الصحّة، و إلاّ لولا ذلك كان عمله باطلاً، سواءٌ مضى أو اكتفى به لأجل نقصان الهويّ اللاّزم مقصوداً، أو رفع رأسه لأجله مستلزم لزيادة الركوع.

واُخرى: يفرض أنّ وجه البطلان هو نفس تحقّق الانحناء بقصد كونه ركوعاً، ولذا ربّما يتذكّر بعد مكثه وتأمّله ركوعاً مع أداء الذِّكر؛ أنَّه قد أتى به قبل ذلك ، ففي هذه الحالة ربّما يتنبّه الى أنّه قد زاد في صلاته، حيث إنّ ما جاء به كان ركوعاً زائداً ، فمجرّد ارسال نفسه إلى السجود لا يوجب هدم الركوع المتّصف بوصف الزيادة.

نعم، يمكن خفاء ذلك في بعض أفراده بأن كان تنبّهه بذلك بمحض الوصول إلى حدّه من دون مكثٍ فاحش، كما في الصورة السابقة، ففي هذه الحالة الأولى الحكم بالاحتياط و الإتمام والإعادة لتحصيل القطع بالفراغ، لو لم نقل بالبطلان قطعاً، كما كان الحال في الصورة الأُولى حيث حكم العرف عليه بالزيادة وكونها باطلة.


[1] الذكرى، ج4 / 51.
[2] مصباح الفقيه، ج15 / 65.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo