درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علویگرگانی
92/06/25
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: الخلّل الواقع في الصّلاة
و أمّا السّهو: فلابدّ من تحديده و تعريفه وبيان مصداقه:
فأمّا تعريفه: على ما في «الجواهر» نقلاً عن الفقهاء، هو: (غروب المعنى عن القلب بعد خطوره بالبال).
وقد اعترض عليه بقوله: (ولعلّ عدم تعريفه أَوْلى لظهوره، وتساوي الخاصّ والعامّ في معرفته كوقوعه، وعدم خلوّ غير المعصوم منه، و إلاّ فتعريفه بما سمعت لا يخلو عن إجمال). انتهى محلّ الحاجة[1] .
أقول: ولعلّ غرضه من الإجمال بلحاظ قوله: (بعد خطوره بالبال)، حيث إنّه:
إن أُريد من الخطور الخطور متّصلاً بتحقّق السهو فهو غير لازم، لإمكان تحقّق السهو من دون وقوع الخطور قبله في قلبه.
وإن أُريد من البعديّة لزوم كونه عالماً ومتوجّهاً بحالة ما تركه و فعله سابقاً، أي لا يطلق السهو إلاّ على ترك الواجب المسبوق بالعلم بأَنَّه واجب، أو بالفعل المسبوق بالعلم بأَنَّه يجب تركه، فهو جيّدٌ ومتين.
والظاهر أنّهم أرادوا الثاني من القسمين؛ لوضوح أنّ السهو والنسيان لا يطلقان إلاّ ما كان كذلك.
ثمّ قد يظهر من ذيل كلامه بقوله: (وعدم خلوّ غير المعصوم منه)؛ أنَّه أراد بيان مختاره في مسألةٍ دار البحث فيها وهي: صدور السهو من المعصوم عليهالسلام و عدمه، حيث قد يتوهّم من كلام بعضٍ نسبة وقوع السهو عن المعصوم عليهالسلام وهو الصدوق رضىاللهعنه، حاول يكتب كتاباً في جواز وقوع السهو من النّبيّ صلىاللهعليهوآله، ولكن الأجَل لم يُمْهِله، و قد طعن في دعواه الشيخ المفيد رحمهالله وفاقاً لأكثر الإماميّة بل كلّهم، و قد حاول بعضهم توجيه كلام الصدوق رحمهالله بأَنَّه أراد من السهو الإسهاء من ناحية الله تعالى لإبلاغ أحكامه.
وكيف كان، يظهر من كلام صاحب «الجواهر» رحمهالله استحالة صدوره عن المعصوم عليهالسلام، وهو الحقّ لأنّ جواز وقوعه عنه يوجب سلب الاعتماد والوثوق بكلامهم عليهمالسلام ، وتحقيقه موكولٌ إلى محلّه.