< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد عبدالله احمدی‌شاهرودی

1402/11/03

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:

 

قد تقدم عدمُ تمامیة ما فی متن العروة من استحباب التعجیل فی الصلاة فی وقتی الفضیلة و الاجزاء، بِان یقال اِنّ کلَّ ما هو الاقرب الی الاول فیکون هو الافضل من ما تاخر عنه. نعم ان افضلیة الصلاة لاشبهة فیها فی موردین:

الاول هو الاتیان بالصلاة فی اول الوقت من وقتها الفضیلة فانه لاشک فی انه افضل من الاتیان بها فی الازمنة المتاخرة و لو کانت من وقت الفضیلة. الثانی هو الاتیان بالصلاة فی وقت فضیلتها فانه ایضا افضل من الاتیان بها فی غیر وقت الفضیلة عندَ من یلتزم باَصل وقت الفضیلة فانّا قد ناقشنا فی صحة تقسیم الوقت الی وقت الفضیلة و غیره فانّ وقت الفضیلة عندنا لایغایر اولَ الوقت فمثلا اذا صلی الظهر و اتی بنافلة العصر کان حینئذ وقتُ فضیلة الاتیان بالعصر لا ان یکون وقتُ فضیلة العصر هو زمان بلوغ الظل مقدار المثل. و اَما ما عداهما فلانسلّم افضلیة کل ما هو الاقرب الی الاول مِن غیره فمثلا اذا صلی الشخص بعد مضی اربع ساعة من الزوال فهل تکون صلاته افضل من صلاة من اتی بها فی ساعة الاربعة و النصف؟ اختار الماتن قدس سره الافضلیة و لکنا قد انکرنا ذلک لعدم الدلیل علیه.

و الاستدلال بآیتی ﴿سارعوا الی مغفرة من ربکم﴾ و ﴿سارعوا الی مغفرة من ربکم﴾ بدعوی ان المغفرة هو فعل الله تعالی و لا معنی لمسارعة العبد الی فعل غیره فان المعقول انما هو مسارعة الشخص الی فعل نفسه فلامحالة یکون المراد هو المسارعة الی اسباب المغفرة التی یکون من جملة اهم مواردها الصلاة،فیدل کل من الآیتین علی استحباب التعجیل الی الصلاة فورا ففورا غیرتام فانّ المراد من الآیتین و الله سبحانه هو العالم الحث الی التعجیل کی لایفوت الخیر احیاناً بسبب من الاسباب فالآیة انما تکون بصدد المحافظة علی ادراک الواقع،و اَما اذا فُرض ان الشخص قد اتی بالخیر و لو مع التاخیر فهو قد ادرک مصلحة الواقع فلایفوته شئ. و لذا انهم قد ابطلوا فی الاصول الاستدلال بهما علی وجوب الفور فی بحث الفور و التراخی. و لم یذکروا هناک انّ الآیتین و ان لم تصلحا لاثبات وجوب الفور و لکن تصلحان لاثبات الاستحباب. مضافا الی ورود النقوض الکثیرة علی ذلک فانّه هل یلتزم احد باستحباب الاتیان بعمرة الحج فی الشوال- فانها من احد اشهر الحج - و بافضلیته من اتیانها فی ذی الحجة بمقتضی الآیة الشریفة الدالة علی المسارعة و الاستباق؟! و کذلک هل یمکن الالتزام بافضلیة الاحرام فی ذی القعدة ممن یُحرم قبل ظهر یوم عرفة بساعة؟! و منه یُعلم فسادُ الاستدلال بالآیتین علی المدعی فی المقام. و قد نقل فی باب الثالث من ابواب المواقیت فی الوسائل روایات لاتصلح دلیلا علی المدعی:

الاولی: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ عَنْ أَبِي‌الْحَسَنِ مُوسَى علیه السلام قَالَ: الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَاتُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا إِذَا أُقِيمَ حُدُودُهَا أَطْيَبُ رِيحاً مِنْ قَضِيبِ الْآسِ حِينَ يُؤْخَذُ مِنْ شَجَرِهِ فِي طِيبِهِ وَ رِيحِهِ وَ طَرَاوَتِهِ فَعَلَيْكُمْ بِالْوَقْتِ الْأَوَّلِ. و فیه ان الظاهر من اول الوقت هی الاولیة المطلقة لا الاولیة الاضافیة فلایکون معنی الروایة انّ کل صلاة متقدمةٍ بالنسبة الی المتاخرة عنها-و اِن کانت الصلاة المتقدمة المذکورة فی وسط الوقت- افضل بدعوی ان الصلاة و اِن کانت واقعة بعد الزوال بعد اربع ساعة مثلا اولٌ بالنسبة الی الصلاة المتاخر عنها فانّ الاولیة النسبیة خلاف الظاهر جدا.

الثانیة: وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ‌: إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِصُعُودِ الْأَعْمَالِ فَمَا أُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ عَمَلٌ أَوَّلُ مِنْ عَمَلِي وَ لَا يُكْتَبَ فِي الصَّحِيفَةِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنِّي. و فیه انّ المراد من الروایة احبیة الاتیان بالصلاة قبل اتیان سائر الناس بها الملازم لاتیانها فی اول الوقت لا انّ کل ما هو الاقرب الی الاول فهو الاحبّ.

الثالثة: وَ عَنْهُ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ الرِّضَا علیه السلام: يَا فُلَانُ إِذَا دَخَلَ الْوَقْتُ عَلَيْكَ فَصَلِّهَا فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا يَكُونُ. و فیه انّ الروایة الشریفة لاتدل و لو علی اصل استحباب الصلاة فی اول الوقت فان الظاهر منها هی مطلوبیة الاتیان بالصلاة فی اول الوقت من باب الاحتیاط العقلی کی لاتکون الصلاة فی معرض الفوت بعدا بسبب من الاسباب فلاتدل علی انّ الاتیان بالصلاة فورا ففورا مستحب بطریق اولی.

الرابعة: وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ وَ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِي حَدِيثٍ قَالَ: لِكُلِّ صَلَاةٍ وَقْتَانِ وَ أَوَّلُ الْوَقْتَيْنِ أَفْضَلُهُمَا وَ لَا يَنْبَغِي تَأْخِيرُ ذَلِكَ عَمْداً وَ لَكِنَّهُ وَقْتُ مَنْ شُغِلَ أَوْ نَسِيَ أَوْ سَهَا أَوْ نَامَ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْعَلَ آخِرَ الْوَقْتَيْنِ وَقْتاً إِلَّا مِنْ عُذْرٍ أَوْ عِلَّةٍ.

و فیه ان الروایة الشریفة انما تدل علی استحباب الاتیان بالصلاة فی وقتها الفضیلة لا انّ الاقربیة الی اول الوقت مستحبة حتی فیما اذا وقع کل من الصلاتین فی وقت الفضیلة او وقع کل منهما فی غیر وقت الفضیلة.

الخامسة: عَنْهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَقَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیهما السلام: أَحَبُّ الْوَقْتِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوَّلُهُ حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَصَلِّ الْفَرِيضَةَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَإِنَّكَ فِي وَقْتٍ مِنْهُمَا حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ.

و فیه ان الروایة الشریفة علی عکس المقصود ادلّ فان الظاهر منها هو الحث علی الاتیان بالصلاة فی اول الوقت، و اَما لو لم یات بها فی اول الوقت لجاز الاتیان بها الی غروب الشمس فان الظاهر منها هی التسویة بین زمان ایقاع الفریضة فی الوقت بعدَ ما لم یات بها فی اول الوقت.

السادسة: وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیهما السلام‌: أَوَّلُ الْوَقْتِ زَوَالُ الشَّمْسِ وَ هُوَ وَقْتُ اللَّهِ الْأَوَّلُ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمَا. و فیه ان الظاهر منها ان للصلاة وقتین وقت الفضیلة و غیره فیکون الافضل هو الاتیان بالصلاة فی الوقت الاول ای وقت الفضیلة دون غیره و لذا لاتدل علی استحباب اقربیة الاتیان بالصلاة الی اول الوقت بمعنی انه کلما یکون الاقرب الی اول الوقت فهو الفضل.

السابعة: وَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: مَا مِنْ صَلَاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلَّا نَادَى مَلَكٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ. و فیه ان الروایة الشریفة لاتدل علی افضلیة الصلاة فی اول الوقت فضلاً عن افضلیة الاول فالاوّل فانّ غایة ماتقتضیه هو الحث و الترغیب الی الاتیان بالصلاة بعدَ ما دخل وقت الصلاة لا اَن یُوتی بها فی اوّل زمان دخول الوقت. نعم ربما یُتوهم صحة الاستدلال بما رواه زرارة عن مولانا ابی جفر علیهما السلام اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ الْوَقْتِ أَبَداً أَفْضَلُ فَعَجِّلِ الْخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ وَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ‌ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَ إِنْ قَلَّ. بدعوی انّها تدل علی افضلیة التعجیل بالخیر فانّ الصلاة من اعظم مصادیق الخیر و الروایة الشریفة تدل علی استحباب التعجیل به ما استطعت فیکون التعجیل مستحب فور ا ففورا. و فیه انّ صدر الروایة تدل علی استحباب الاتیان بالصلاة فی اول الوقت فیکون المراد من التفریع ایضا هو الاتیان بالصلاة فی اول الوقت مهما اَمکن لا استحباب الاتیان بها فورا ففورا. مضافا الی انّ من یاتی بالصلاة بعد مضیِّ خمس ساعة من الزوال لایصدق تعجیل الصلاة فی حقه فلاتشمله الروایة. و اقوی روایة یمکن ان یُستدل بها علی المدعی هو ما رواه عمر بن اذینة عن زرارةقَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیهماالسلام أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَقْتُ كُلِّ صَلَاةٍ أَوَّلُ الْوَقْتِ أَفْضَلُ أَوْ وَسَطُهُ أَوْ آخِرُهُ قَالَ أَوَّلُهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُعَجَّلُ.

فانّ ذیل الروایة تعلیل لافضلیة الاول من الوسط و الآخر و لذا یُعمِّمُ فیدلّ علی افضلیة الوسط من الآخر ایضا لانه من مصادیق التعجیل الی الخیر بالنسبة الی آخر الوقت. و فیه ما ذکرنا آنفا من ان الاتیان بالصلاة بعد مضیّ اربع ساعة من الزوال لایکون من مصادیق التعجیل بالصلاة حتی یکون افضل من الفرد المتاخر عنه. مع انه لو کان المراد من الروایة ما ذکره المستدل کانَ یقول علیه السلام ان الاول افضل من الوسط و ان الوسط افضل من الآخر.اللهم الّا ان یقال ان المستفاد من التعلیل فی الروایة ان الشخص اذا اخّر الاتیان بالصلاة ففی ایة ساعة یاتی بها فهی خیرٌ یُحب الله تعجیله و لکنه لایخلو عن تامل. و الحاصل انا لم نظفر علی مستند دلّ علی المدعی. ان قلت ان کان الامر کذلک فلماذا لم یتعرض احد من محشی العروة الی ذلک فانهم لم یذکروا تعلیقة علی کلام العروة هنا. قلت انا لانذکر تعلیقة علی کلامه ایضا فانّ ذلک موجب لترک الاهتمام بالمواظبة علی الصلاة عند الناس؛و لاننکر الاتیان بالصلاة فورا ففورا برجاء المطلوبیة.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo