40/01/22
فضل القرآن و فضل قرائته
موضوع: فضل القرآن و فضل قرائته
قال السيد الخوئي في تفسير البيان صفحة 21:
وقال أمير المؤمنين “عليه السلام” في صفة القرآن
كان الكلام في فضل القرآن الكريم وقد تطرق السيد الخوئي “رحمه الله” إلى روايتين:
الرواية الأولى يرويها الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" وقد تطرق السيد الخوئي “رحمه الله” إلى ثلاث مقاطع منها وقد أخذنا في الدرس السابق.
اليوم إن شاء الله نشرع في الرواية الثانية وهي ما روي عن أمير المؤمنين “عليه السلام” في نهج البلاغة في صفة القرآن فبعد أن ذكر النبي "صلى الله عليه وآله" قال (ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفئ مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده وبحرا لا يدرك قعره ومنهاج لا يضل نهجه وشعاعا لا يظلم ضوئه وفرقانا لا يخمد برهانه وتبيانا لا تهدم أركانه وشفاء لا تخشى أسقامه وعزا لا تهزم أنصاره وحقا لا تخذل أعوانه فهو معدن الإيمان وبحبوحته وينابيع العلم وبحوره رياض العدل وغدرانه وأثافي الإسلام وبنيانه وأودية الحق وغيطانه وبحر لا ينزفه المنتزفون وعيون لا ينضبها الماتحون ومناهل لا يضيئها الواردون ومنازل لا يضل نهجها المسافرون وأعلام لا يعمى عنها السائرون وآكام لا يجوز عنها القاصدون جعل الله ريا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ومحاج لطرق الصلحاء ودواء ليس بعده داء ونورا ليس معه ظلمة وحبلا وثيقا عروته ومعقلا منيعا ذروته وعزا لمن تولاه وسلما لمن دخله وهدى لمن ائتم به وعذرا لمن انتحله وبرهانا لمن تكلم به وشاهدا لمن خاصم به وفلجا لمن حاج به وحاملا لمن حمله ومطية لمن أعمله وآية لمن توسم وجنة لم استلئم وعلما لمن وعى وحديثا لمن روى وحكما لمن قضى)[1] الخطبة 198 من نهج البلاغة صدق أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين".
هذه الرواية فيها مقاطع كثيرة وقد اقتصر السيد الخوئي “رحمه الله” على دراسة ثمانية مقاطع من هذه الرواية الشريفة:
المقطع الأول قول أمير المؤمنين “عليه السلام” واصفا القرآن الكريم (لا يخبو توقده) في اللغة خبت النار خمد لهبها يريد أمير المؤمنين “عليه السلام” بهذه العبارة وبالكثير من جمل هذه الخطبة الشريفة في نهج البلاغة أن القرآن لا تنتهي معانيه وأنه يبقى غضا طريا إلى يوم يبعثون فالآية الكريمة قد تنزل في مورد معين أو في شخص معين أو في قوم معينين لكن معناه عام ويجري معناها مجرى الدهور والعصور وهناك بحث هام في التفسير يطلق عليه مفهوم الجري والتطبيق أي أن هناك مفهوم واحد لكنه يطبّق على مصاديق متعددة مثال ذلك قوله "عز من قائل" ﴿إنا أعطيناك الكوثر﴾ فقد تعددت الروايات في بيان معنى الكوثر المعنى الأول الخير الكثير وهو الموافق للمعنى اللغوي، المعنى الثاني نهر في الجنة، المعنى الثالث يراد به سيدتنا فاطمة الزهراء "صلوات الله وسلامه عليها" حيث إن ذرية النبي "صلى الله عليه وآله" من فاطمة فهي الخير الكثير لمحمد "صلى الله عليه وآله" ففي البداية قد يبدو أن هناك تناف بين هذه الروايات.
سؤال فهل المراد بالكوثر فاطمة أو النهر الذي في الجنة أو الخير الكثير.
الجواب نحمل لفظ الكوثر على مفهوم واحد وهو المعنى اللغوي فالكوثر في اللغة يراد بها الخير الكثير إلا أن الخير الكثير له مصاديق كثيرة فمن مصاديق الخير الكثير لمحمد "صلى الله عليه وآله" في الدنيا السيدة الزهراء "عليها السلام" إذ أن ذريته منها ومن مصاديق الخير الكثير في الآخرة النهر الذي يجري في الجنة، إذاً هذا مفهوم الجري والتطبيق يعني هناك مفهوم نجري عليه ونطبقه على عدة مصاديق.
الكثير من آيات كتاب الله تبارك وتعالى استخدم فيها الجري والتطبيق من هذه الآيات قوله "عز من قائل" ﴿ولكل قوم هاد﴾[2] روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر الإمام الباقر “عليه السلام” أنه قال (علي الهادي ـ يعني الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو الهادي ـ ومنّا الهادي فقلت فأنت جعلت فداك الهادي قال صدقت إن القرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين)[3] ، إذاً ولكل قوم هاد المفهوم واحد أن لكل قوم من يهديهم إلى صراط الله العزيز الحكيم ولكن مصاديق هذا الهادي تختلف باختلاف الأزمنة.
وعن أبي عبد الله “عليه السلام” (إن القرآن حي لم يمت وهو يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا)[4] وفي الكافي عن الصادق “عليه السلام” أنه قال لعمر بن يزيد لما سأله عن قوله تعالى﴿الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل﴾[5] قال “عليه السلام” (هذه نزلت في رحم آل محمد "صلى الله عليه وآله" وقد تكون في قرابتك فلا تكونن ممن يقول للشيء إنه في شيء واحد أي في مصداق واحد)[6] فالمفهوم عام الذين يأمرون بما أمر الله به أن يوصل يعني يأمرون بالمعروف الذي لابد أن يوصل إليه ولكن مصاديق الآمرين بالمعروف الواصلين إلى ما أمر الله به مختلفون ومتعددون.
وفي تفسير فرات الكوفي ولو إن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض ولكل قوم آية يتلوها هم منها من خير أو شر الروايات كثيرة في هذا المقام، هذا تمام الكلام في شرح المقطع الأول (لا يخبو توقده) يعني القرآن الكريم يضل وهاجا غضا طريا منذ أن نزل إلى يوم القيامة.
المقطع الثاني قول أمير المؤمنين “عليه السلام” واصفا القرآن (ومنهاجا لا يضل نهجه) المقصود واضح أن الذي يسلك القرآن الكريم لا يضل فالله "عز وجل" أنزل القرآن هداية لخلقه فمن سار على هدي القرآن أمن الضلال فقوله “عليه السلام” (ومنهاجا لا يضل نهجه) يشير إلى أن القرآن الكريم حافظ لمن اتبعه من الضلال.
المقطع الثالث قوله “عليه السلام” (وتبيانا لا تهدم أركانه)، يذكر السيد الخوئي “رحمه الله” احتمالين لقوله (تبيان لا تهدم أركانه) الاحتمال الأول يعود إلى المعاني والمعارف والاحتمال الثاني يعود إلى الألفاظ.
الاحتمال الأول يرى أن قول أمير المؤمنين واصفا القرآن تبيانا لا تهدم أركانه أي أن القرآن أركانه قائمة على المعارف والتعاليم وهذه التعاليم والمعارف محكمة وقوية فهذه الحقائق لا تقبل التضعضع والانحطاط.
المعنى الثاني يشير إلى أن ألفاظ القرآن الكريم لا يتسرب إليها الخلل والنقصان فتكون هذه إشارة إلى صيانة القرآن عن التحريف وأن الله تبارك وتعالى حفظ القرآن عن التحريف لكن السيد الخوئي “رحمه الله” لم يرجح أحد الاحتمالين وإنما ذكرهما واكتفى بسردهما من دون أن يرجح أحدهما على الآخر فما هو الصحيح؟
نحن والظهور فلو غضضنا النظر عن الاحتمال الأول والاحتمال الثاني ورجعنا إلى ذوقنا العربي وتأملنا في قوله “عليه السلام” (وتبيانا لا تهدم أركانه) أي أن القرآن الكريم تبيانا لكل شيء فهو يوضح ويبين كل شيء وفي نفس الوقت (لا تهدم أركانه) أي أن القرآن الكريم قائم على أسس وأصول وأركان محكمة وقوية ومن الواضح أن الأركان تتقوم بأمرين بالمادة والصورة معا فالأسطوانات التي يقوم عليها المبنى تتألف من المادة كالأسمنت والطابوق ومن الشكل أيضا فهذه الاسطوانات هي عماد وأركان المبنى وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم نجده ألفاظ ومعاني معا فأركانه كما تدخل المعاني فيها تدخل الألفاظ أيضا فيها.
فيكون الصحيح هو اختيار قول ثالث جامع بين القول الأول والقول الثاني لأن قوله “عليه السلام” تبيانا التبيان والتوضيح والبيان يحتاج أولا إلى ألفاظ جزلة قوية محكمة ويحتاج أيضا إلى معان بليغة عميقة توصل الإنسان إلى الحقائق العالية والراقية فالتبيان الراقي يحتاج إلى ألفاظ راقية وإلى معان راقية أيضا فأركان القرآن كما تحتاج إلى المعنى أيضا تحتاج إلى اللفظ ولا معنى لترجيح أحدهما على الآخر.
إذاً لو التفتنا إلى المفردات الواردة في هذا المقطع وهي لفظ التبيان ولفظ الأركان ولفظ الضلال فإن الضلال كما قد يحصل بالألفاظ قد يحصل بإدراك معاني ضالة وخاطئة فهذه الكلمات الثلاث التبيان والضلال والأركان تشمل الألفاظ والمعاني معا فنقول بالقول الثالث أو الاحتمال الثالث وهو أن القرآن قام على أركان محكمة من جهة اللفظ والمعنى معا وهذه الألفاظ والمعاني تبيانا لكل شيء والله العالم والهادي إلى سواء السبيل، هذا تمام الكلام في المقطع الثالث.
المقطع الرابع قول أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" (ورياض العدل وغدرانه).
الرياض جمع روضة وهي الأرض الخضرة بحسن النبات يعني بساتين والروضة بستان والغدران جمع غدير وهو الماء التي تغدره السيول والعدل الاستقامة، معنى هذه الجملة ورياض العدل وغدرانه أن العدل بجميع نواحيه قد اجتمع في كتاب الله العزيز فالقرآن مجمع العدالة وملتقى متفرقاتها.
وبعبارة أخرى الإسلام فيه عقيدة أولا وشريعة ثانيا وأخلاق ثالثا، العقيدة تتمثل في أصول الدين والشريعة تتمثل في فروع الدين والأخلاق تتمثل في ثمار الدين، والعقيدة والشريعة الفقه والأخلاق كلها تقود إلى العدل لذلك لاحظ تعبير السيد الخوئي “رحمه الله” دقيق جدا قال ورياض العدل وغدرانه معنى هذه الجملة أن العدل لم يقل غديره وغدرانه يعني عدة غدران معنى هذه الجملة أن العدل بجميع نواحيه من الاستقامة في العقيدة هذا واحد والعمل يشير إلى الأحكام والفقه اثنين والأخلاق ثلاثة فقد اجتمع في الكتاب العزيز فهو مجمع العدالة وملتقى متفرقاتها يعني من العقيدة والشريعة والأخلاق، هذا تمام الكلام في المقطع الرابع.
المقطع الخامس (وأثافي الإسلام)، الأثافي كأماني جمع أثفية بالضم والكسر وهي الحجارة التي يوضع عليها القدر فالقدر والآنية لا تستقيم في الطبخ ولا تستوي إلا إذا وضعت لها ثلاثة أحجار أو أربعة أحجار لكي يتكأ القدر عليها فكما أن الأثافي لها دور في استقامة القدر كذلك لا يستقيم إسلام المرء من دون القرآن الكريم وأثافي الإسلام معنى ذلك أن استقامة الإسلام وثباته بالقرآن كما أن استقامة القدر على وضعه الخاص تكون بسبب الأثافي.
المقطع السادس (وأودية الحق وغيطانه)، أدية جمع واد والوادي هو ما بين الجبلين أو الجبال من السهول المنخفضة التي ينبت فيها الزرع فإن الماء إذا نزل على الجبل لا يستقر في قمم الجبال وإنما ينزل الماء كغدران ويستقر أسفل الجبل فيكون الوادي مخضرّا بسبب استقرار الماء في سهل الجبل وغيطانه غيطان جمع غيط والمراد بالغيط الأرض الواسعة المطمئنة، نلاحظ في هذا المقطع أن أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" شبه القرآن الكريم بأنه أودية الحق يعني الحق ينبت في القرآن الكريم كما أن العشب ينبت في أودية الجبال وفي هذا إشارة إلى أن طالب غير القرآن لا يصل إلى الحق وأن الحق يقتصر منبته على القرآن الكريم كما أن في قوله “عليه السلام” وغيطانه فقد شبّه القرآن بالأراضي الواسعة المطمئنة فإن هذا يشير إلى أن القرآن الكريم دائرته واسعة وكبيرة توجب الهدوء والاطمئنان ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾[7] .
المقطع السابع قوله “عليه السلام” (وبحر لا ينزفه المنتزفون)
في اللغة نزف ماء البحر يعني نزح كله هذه الجملة وهذه العبارة تشير إلى أحد معنيين أو إلى معنى واحد عميق وهو أن معاني القرآن لا يمكن الوصول إلى نهايتها ومنتهاها فالقرآن غير متناهي المعاني تماما كالبئر كلما نزحتها بأكملها عادت من جديد وازداد نبعها فكما أن البئر لا ينضب بنزف المنتزفين فكذلك القرآن الكريم لا ينضب بإدراك معانيه المختلفة لأن معانيه لا متناهية وهذا فيه دلالة على أن معاني القرآن لا تنقص أصلا كما أن العيون الجارية لا تنقص بالسقاية منها.
المقطع الثامن والأخير قوله “عليه السلام” (وآكام لا يجوز عنها القاصدون) الآكام جمع أكم كقصم وهو جمع أكمة كقصبة وهي التل، شبه أمير المؤمنين “عليه السلام” القرآن بالتلال التي لا يجوز عنها القاصدون.
سؤال ما المراد بالجواز هنا؟
الجواب يحتمل أحد معنيين:
الإحتمال الأول المعنى الأول الجواز بمعنى الوصول وآكام لا يجوز عنها القاصدون يعني لا يصل إليها القاصدون.
الاحتمال الثاني الجواز بمعنى الاجتياز يعني لا يجتازها ولا يتعداها القاصدون.
فإذا حملنا اللفظ على المعنى الأول اختلف معناها عن المعنى الثاني، إذاً المراد بالجواز إما الوصول وإما التجاوز، المعنى الأول المراد بالجواز الوصول (آكام لا يجوز عنها القاصدون) يعني القرآن قمم عالية كالتلال لا يصل إلى معناها القاصدون كما أن القمم العالية كقمم الجبال والتلال لا يصل إليها المتسلقون كذلك قمم معاني القرآن الكريم لا يصل إليها من يقصد تلك المعاني وفي ذلك إشارة إلى عدم تناهي معاني كتاب الله وأن القرآن كما لألفاظه ظواهر لها بواطن وأن الإنسان قد يدرك ظواهر القرآن الكريم لكنه لا يدرك بواطن القرآن الكريم وهذا ما سيأتي دراسته في بحث التفسير والتأويل والفارق بينهما أن التفسير يبين معنى ظاهر الآية والتأويل يبين معنى باطن الآية ﴿ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾[8] والشيعة الإمامية تحمل الراسخين في العلم على خصوص النبي وأهل بيته "عليهم السلام" المعصومون هم الذين يدركون بواطن القرآن الكريم وأما غير المعصوم فإنما يدرك الظواهر.
وأما المعنى الثاني (وآكام لا يجوز عنها القاصدون) يعني وتلال لا يتجاوزها القاصدون يعني إذا وصل الإنسان إلى قمة الجبل وقمة التل لا يذهب إلى مكان آخر فإن القمة ترويه وتجعله يكتفي بهذا الشيء وبهذا المقدار من الوصول ففيه إشارة إلى أن من يصل إلى معاني القرآن الكريم يقف عندها ولا يطلب غيرها فلا يتجاوز معاني القرآن إلى غيرها لأنه يجد المقصد الأتم في هذه المعاني القرآنية السامية، لعل المعنى الأول هو الصحيح لانه لا يجوز عنها القاصدون، القاصدون هو المسافر الذي يقصد مقصدا معينا (وآكام لا يجوز عنها القاصدون) يعني لا يصل إليها القاصد يعني المسافر يقصد مقاصد معينة إلا أنه لا يصل إلى تلك التلال الرفيعة.
طبعا المعنى الأبلغ هو المعنى الأول إذا نريد المعنى الابلغ أن الناس لا يصلون إلى معاني القرآن الكريم بخلاف المعنى الثاني يصلون ولكن يكتفون فالمعنى الأول أبلغ من المعنى الثاني ولكن إذا تمسكنا بظاهر الألفاظ لعل المعنى الثاني يكون أظهر من المعنى الأول (وآكام لا يجوز عنها القاصدون).
فضل قراءة القرآن
الروايات الواردة في فضل قراءة القرآن كثيرة منها ما عن الإمام الباقر “عليه السلام” أنه قال (قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مئة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر)[9] ـ يعني من ذهب والقنطار عبارة عن الخيل المذبوحة المملوء جوفها ذهبا ـ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.
ومنها ما عن الإمام الصادق “عليه السلام” (القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية)[10] وقال “عليه السلام” (ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فيكتب له مكان كل آية يقرأها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات)[11] وقال “عليه السلام” (عليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن أقرأ وأرقى فكلما قرأ آية رقى درجة)[12] .
هذا تمام الكلام في بيان فضل قراءة القرآن.
وصاحب البحار العلامة المجلسي "رضوان الله عليه" في بدايات كتاب بحار الأنوار قد خصص مباحث وعدة مجلدات للروايات الواردة في فضل القرآن في النسخة القديمة في المجلد 19 ولكن في النسخة الحديثة يصير الجزء 89 و92 يعني أربعة أجزاء تراجع.
إلى هنا أخذنا أولا فضل القرآن وثانيا فضل قراءة القرآن.
يبقى الكلام في الأمر الثالث فضل القراءة في المصحف والنظر إلى المصحف الشريف وقد دلت جملة من هذه الآثار على فضل القراءة في المصحف على القراءة عن ظهر قلب يأتي عليها الكلام.