< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

99/11/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: وقد أفتى الصدوق بذلک في «المقنع» بعين ما ذكر في «فقه الرضا»

 

وقد أفتى الصدوق بذلک في «المقنع» بعين ما ذكر في «فقه الرضا»، من غير زيادة ونقصان، حتّى بحيث أوجب ذلک توهّم بعض كونه من كلام الصدوق وفتواه، من دون رواية ونصّ.

أقول: وكيف كان، لو سلّمنا أنّ المذكور في كتاب «فقه الرضا» رواية، فهى واردة في خصوص صلاة الجنازة، لا في المقام، نعم هناک رواية مرسلة أخرى نبويّة وردت حول قريش، ويمكن العمل بمضمونها إلّا بناءً على مدلول أدلّة التسامح في السنن، معتضداً بالشهرة بين الفقهاء، كلّ ذلک مع أَنَّ الرواية غير صريحة على المدّعى، في لزوم تقديم الهاشمي على غيره، نعم يفهم منها كون الهاشمي صاحب إكرام، لكونه من أولاد رسول اللّه (ص)، واحترامهم احترامٌ لرسول اللّه (ص)، ولأجل ذلک صحّ القول بأنّ الهاشمي أَوْلى، ولو كان بدليل التسامح في الأدلّة، خصوصاً مع ملاحظة ورود بعض الأخبار الدالّة على أَنَّ تعظيم السادات من أسباب نيل شفاعة النبيّ (ص)، وقد ورد التصريح بذلک في رواية، أنّه لِمَن أدّى حقّه، وروايته بين يديک: قال النَّبيّ (ص):

«أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو آتوني بذنوب أهل الأرض: مُعين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطرّوا إليه، والمُحبّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده»[1] .

 

حيث لا يبعد أنّ مثل هذه الروايات هو السبب في ذهاب الفقهاء خصوصاً المُتأَخِّرين منهم إلى ذلک، ولو بالنظر إلى أدلّة التسامح المعتضد بالشهرة بين الفقهاء، وجعلوا تقديم الهاشمي على غيره، من مصاديق إكرام ذُريّة رسول اللّه (ص)، الموجب للأولويّة.

فرع: قال صاحب «الجواهر» بناءً على ترجيح الهاشمي على غيره لنَسَبه، ففي ترجيح المطّلبي على غيره نظر، من اقتصار أكثر الفتاوى على الأوّل، وممّا روي عن النَّبيّ (ص): «نحن بنوا المطّلب لم نفترق في جاهليّة ولا إسلام».

قلنا: لا يبعد كون هذا الوصف من الفضائل في الجملة، وإن كان إثبات الحكم منه غير معلوم، بل معلوم العدم، ولعلّه لذلک قال الشارح فيه نظر.

ثمّ قال صاحب «الجواهر» بعد ذلک: (فحينئذٍ، في ترجيح أفخاذ بني هاشم بسبب شرف الآباء، كالطّالبي والعبّاسي والحارثي واللّهبي والعلوي والحَسني والحسيني والصادقي والموسوي والرضوي والهادي بالنسبة إلى غيرهم، وبعضهم مع بعض احتمال بيّن، إذ الترجيح دائرٌ مع شرف النَّسَب، فيوجد حيثُ يوجد، بل قد ينسحب احتمال الترجيح بسبب الآباء الراجحين بعلمٍ أو بتقوى أو صلاح، ولعلّ من عبّر من الأصحاب بالأشرف، نظراً إلى ذلک، كما يُومئ إليه أيضاً ما قيل من تقديم أولاد المهاجرين على غيرهم لشرف آبائهم، بل قد يقال أيضاً بترجيح العربي على العَجمي، والقرشي على العربي على غيره للشرفيّة أيضاً، والأمر سهلٌ) .

 

قلنا: ما ذكره من جهة الشّرف في النَّسَب أمر عرفيٌّ، متعارف بين الناس في جميع الأعصار وكلّ الأمصار، حيث نرى أَنَّهُم يتفاخرون على ذلک بعضهم مع بعض، وقد أخذوا هذا التفاخر من أسلافهم وآبائهم، وهذا أمرٌ طبيعيّ بين الناس، ولم يكن مختصّاً بالسابقين، بل الى الآن تجد النّاس يتفاخر بعضهم على البعض بأنّه كذا وكذا، ولا قيمة لذلک إلّا فيما نصّ عليه الشّرع الشريف.

 


[1] و (2) الجواهر: ج13 / 355.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo