47/06/22
#تقرير_درس_التفسير
تأريخ الدرس : السبت 22 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : ▫️ الرشد والطابع الاجتماعي الديموغرافي ▫️
كنا في اية الكرسي لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وهذه الاية صريحة في ان التوحيد والايمان ليسا امرين تعبديين وانما هما عقليان وادراك تكويني فاذن اصل الاتباع للدين يحكم به العقل الامام الصادق في اصول الكافي في باب العقل والجهل عنده رواية لاحظ الكليني الفقيه الرجال المتكلم الموسوعي لمختلف العلوم والمفسر العظيم اول الابواب التي عنونها هو باب العلم فسمى كتابه باصول الكافي فهو علم وليس ظنا وهذا هو تبع لارشاد الايات والروايات ثم باب العقل والجهل ثم باب الحجة بانواعها حجة النبوة والرسالة والامامة وذكر حتى الدائرة الاصطفائية الثانية في اواخر المجلد الاول ولم يكتف بالدائرة الاصطفائية الاولى فعنونة هذه الابواب في الكافي واضح انه منهج علمي يحصل لك العلم واليقين وليس تعبديا ظنيا .
فالرواية في باب العقل والجهل على ما اذكر بيانه عن الامام الصادق ان مبدأ الامور واولها هو حكم العقل وادراكه وليس هو امر تعبدي ثم العقيدة كانه عاجز ناقص عن ادراك الحقائق من دون ان يستعين بالوحي هناك تبدأ رحلة الزواج بين المعلم وهو الوحي والمتعلم وهو العقل فالذي قاد الانسان الى الوحي هو العقل وليس الوحي نعم تكون هناك معية معلم ومتعلم بين الوحي والعقل اذن اللغة هي عقلية .
هنا ايضا لاحظ لا اكراه في الدين لانه قد تبين الرشد من الغي والغي هنا بمعنى انه اذا اراد الانسان ان ينحرف ويزيغ فهو يزيغ عن علم ، والغواية غير الضلالة فهي اعتى من الضلال غير المغضوب عليهم .
نواصل بقية الايات في الرشد لاحظ لعلهم يرشدون دخلنا فيها شيئا ما ولكن فيها نكات اخرى مر بنا الرشد ليست المعرفة النظرية بالدين بل تطبيق لما هو معرفة نظرية صحيحة على صعيد المجتمع واللطيف ان الرشد في هذا الجانب لا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها يعني البعد الاجتماعي ومر بنا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتراف جملة من الفقهاء منهم السيد محسن الحكيم في الاستفتاء الموجه له قال الاساس فيهما هو البعد الاجتماعي والديني والسياسي وليس البعد الفردي لذلك فرق بين اداء الصلاة واقامتها في المجتمع وكذلك فرق بين اداء الحج واقامته في المجتمع يعني اقامة الحج هو بناء طابع اجتماعي للحج في المجتمع المؤمن واقامة الصلاة هواقامة طابع مجتمعي .
كذلك اقامة الاذان غير اداء الاذان فقد ورد في فتاوى الفقهاء لو ان اهل مدينة من المسلمين اتفقوا على ان لا يأتوا باذان الاعلام في المدينة يحل قتالهم مع انهم مسلمون ومؤمنون لان اذان الاعلام طابع في الهوية ومعلم كانما من اسس واصول الدين وقد اشار اليه حتى الشيخ البهائي نعم اذان الاعلام باتفاق الاعلام هو مستحب من جهة لكنه واجب كفائي من جهة اخرى وليس فقط واجب كفايي بل هو واجب الكفائي يسوغ التفريط فيه قتال اهل المدينة واستباحة دماءهم يعني هذا وسيلة ضغط على اقامة الاذان فهو طابع اجتماعي وهو غير اداء الاذان .
اقامة الصلاة ولا سيما الجماعة غير اداء الصلاة كذلك اقامة الصيام يعني اقامته كظاهرة ديموغرافية تركيبية اجتماعية فالرشد بهذا المعنى مقابل الافساد المجتمعي لذلك انت لاحظ الصدوق وابن قولويه والشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي وبن براج وسلار واكثر من عشرين زعيم من زعماء علماء الامامية في بغداد ذكروا ذلك حيث الصدوق زار بغداد على اقل تقدير مرة او مرتين في ذهابه للحج سنة ثلاثمائة وخمسة وثمانين والتقى بعلمائها واستجازوه في الرواية وهو كان المفتي الاول الدولة البويهية في الري او بغداد والتقى بزميله ابن قولويه وان كان الاخير توفي قبل الصدوق باثني عشر سنة وهو نزح من قم الى بغداد واصبح مرجع الشيعة وتعبير النجاشي كلما حصله المفيد من فقه فهو تتلمذ على ابن قولويه .
كذلك المفيد كان انذاك موجودا والسيد المرتضى ثم الشيخ الطوسي وابن براج وسلار والسيد الجعفري من مراجع الشيعة والاخير هو صهر السيد المرتضى ولفيف من تلاميذ المفيد والطوسي والمرتضى فامام مرأى من اعينهم تراق دماء المؤمنين في بغداد اما كل سنة او سنتين او ثلاث او خمس فلا تتعدى خمس سنوات فالنواصب كانوا يشعلون الفتنة كي يردعوا المؤمنين عن ان ينادوا بالشهادة الثالثة في الاذان او في تشهد الصلاة انتم اقرؤوا الموسوعات ربما سبع او ثمان موسوعة تاريخية من قبل علماء الجمهور معاصرة لهذه الفتنة وهي من سنة ثلاثمائة وخمسة وخمسين الى سنة ستمائة يعني قريب ثلاثة قرون استمرت الفتنة وكثير انذاك من العلماء الامامية كابن ادريس وابن حمزة وابن زهرة كلهم عاصروا الفتنة في بغداد وبعضهم كان في بغداد وبعضهم كان في الحلة وبعضهم في حلب حيث الاخيرة فترة صارت عاصمة الحوزة العلمية .
فكل هؤلاء العلماء منذ الصدوق الى الطوسي الى ابن ادريس لم يردعوا المؤمنين عن التمسك بالشهادة الثالثة وان استلزم اراقة الدماء وانتهاك الاعراض بل الشيخ المفيد مرجع الاعلى للامامية ابعد عن بغداد على اقل تقدير مرتين او ثلاث بسبب هذه الفتنة بل اكثر عهد مرجعية الشيخ الطوسي سنة اربع مئة واربعة واربعين هدم قبر الكاظم والجواد وحفر ونبش ولكن الحمد لله ما افلحوا لنقل جثمانهما الى منطقتهم نكالا بالمؤمنين عن ان يرفعوا الشهادة الثالثة في الاذان وتشهد الصلاة .
السيد المرتضى في رسائله يقول ان الشيعة تعمل بكتاب الشلمغاني وكتاب علي بن بابويه منذ بداية عهد النائب الثاني الى زمن السيد المرتضى في القرن الخامس يعني هو مات اربعمية واربعين يعني قريب منتصف القرن الخامس فالى القرن الثالث والرابع والخامس الشيعة تعمل بكتاب متضمن للشهادة الثالثة في تشهد الصلاة وايضا كتاب الحلبي السيد المرتضى يقول ان الشيعة عملت بكتابه وهو من تلاميذ الباقر بداية من القرن الثاني والثالث والرابع والخامس ويقول انا اجيزهم بذلك .
لاحظ كتاب الحلبي فيه هذا انه هل اسمي الائمة في الصلاة? قال نعم والحلبيون فقهاء تلاميذ الباقر والصادق وهم كوفيون لكن سموا بالحلبيين لان تجارتهم كانت مع حلب وهم بيت من افخاد متعددة كلهم فقهاء وعلماء ورواة وهم حلبيون وهذا كتاب الحلبي روى انه هل اسمي الائمة في الصلاة ؟ قال سمهم وفي رواية اجملهم .
السيد المرتضى يقول هذه صحيحة الحلبي او كتابه عمل به من زمن الباقر من بداية القرن الثاني الى زمن مرجعيته يعني منتصف القرن الخامس يعني القرن الثاني والثالث والرابع وهو بمحضر وبترخيص من الائمة والفقهاء فالامام الباقر والصادق يأمر الحلبي ان يأتي باسماء الائمة في الصلاة فهل الائمة يقولون ما لا يفعلون? وهذا شاهد دامغ وهما صحيحتان للحلبي رواها الطوسي والفقيه والكليني المهم ان الشيعة استرخصوا علماء الامامية في اقامة الشهادة في ذكر الشهادة الثالثة في الاقامة او الاذان او التشهد وبذلوا دونه الدماء والاعراض
ثم ان اقامة الشهادة الثالثة غير اداؤها انت لاحظ كتاب تاريخ بغداد وهو معاصر وكذلك كتاب القاضي التنوخي وكتاب ابن الاثير وكتاب ابن الجوزي وربما سبع موسوعات من علماء الطرف الاخر كلهم ذكروا فتنة بغداد بسبب النواصب والا كل حر بمعتقده ولكنهم يلزموننا بعدم هذه الهوية والا نبيح دماءكم واعراضكم واموالكم ومع ذلك لم يتراجع شيعة بغداد عن ذلك ولا علماؤهم لانه هوية المذهب فالاقامة شيء اخر وكما يقول الشيخ البهائي لو ان اهل مدينة اسلامية اجمعوا على ان لا يرفعوا اذان الاعلام استبيحت دماءهم فتسترخص الدماء لاجل هذا .
انتم لاحظوا الامام الهادي في زمانه كان النواصب يقتلون زوار الحسين ويسفكون دماءهم وينهبون اموالهم وقد نبش قبر الحسين في زمن الهادي على اقل تقدير مرتين من قبل الدولة العباسية ومع ذلك بقي الامام الهادي يصر على شيعته ان يزوروا الحسين فاذا كانت زيارته مستحبة كيف تسترخص فيه الارواح والدماء والاعراض? لان اقامة الشعيرة غير ادائها انما اقامتها هو هوية المذهب وهذه ملحمة تاريخية عظيمة من الامام الهادي وهي قبل قضية علماء بغداد والشهادة الثالثة .
فنبش قبر الحسين وهدم قبره الشريف ومع ذلك الامام الهادي يصر بان يزوروا الحسين فهذه ملحمة تعلمها علماء بغداد من الامام الهادي فيجب ان تقرأها قراءة فقهية عقائدية لا نفكر ان التاريخ هو مجرد وانما تورخة هذه عقيدة الامام الهادي اما جده وهو جعفر بن محمد الصادق في روايات مستفيضة يعاتب زرارة ومحمد بن مسلم وابي بصير باسانيد وروايات معتبرة ويعاتب ابان امثلك يترك زيارة الحسين وانت رئيس الشيعة قال سيدي هناك مسالح يعني نقاط مسلحة يعني يحتمل يقتلوننا او يسجنوننا لكن مع ذلك الامام يعاتب سبعة من فقهاء تلاميذ ابيه وهو الباقر فيعاتبهم على عدم زيارة الحسين وهم يبررون ذلك بالخوف على النفس والدم لكن يظل الصادق يعاتبهم لاجل ان اقامة الزيارة هوية المذهب ومن ثم جملة من الفقهاء استفادوا ان زيارة الحسين لا تترك حتى مع الخوف على النفس وذلك ليس من جهة الاستحباب وانما هوية المذهب هو طابع اجتماعي لا يمكن ان تترك واسانيدها كلها موجودة في كامل الزيارات فهذه السيرة الصادق ثم سيرة الامام الهادي وبديهة في كبد التاريخ ثم تأتي علماء بغداد من الصدوق بدءا ثم المفيد ثم المرتضى ثم الطوسي ثم ابن براج ثم الحلبي وهلم جرا فلم يتقهقروا ويتراجعوا قيد انملة لانها هوية المذهب .
لذلك لاحظ قد تكون مستحبات لكن كطابع اجتماعي هي ليست مستحبات وانما هي من اوجب الواجبات وهناك تعبير لدى الفقهاء ان ترك جميع المستحبات كبيرة من الكبائر فمجموع المستحبات ليست مستحبة وانما ملزمة وليس فقط الزام وانما تركها كبيرة من الكبائر يفسق الانسان بتركها فيجب ان نفرق بين حيثية الطابع الاجتماعي الديموغرافي فهذا امر واجب بغض النظر عن الوظيفة الفردية المستحبة والرشد كما مر بنا في جملة من الايات السابقة هو طابع ديموغرافي في الهوية الاجتماعية دار الاسلام ودار الايمان واسلمة النظام الاجتماعي او قل اقامة الايمان في الطابع الاجتماعي هذا ايضا من اوجب الواجبات مع القدرة .
السيد احمد الخوانساري مع انه ليس ذا طابع ثوري سياسي وانما طابعه تقليدي وكذلك استاذنا السيد محمد الروحاني لكن مع ذلك هما يقولان ان ممارسة التقية في بلاد الايمان لا معنى ولا مسوغ له لانه نوع من الطمس لمعالم الايمان نعم انت مارس التقية في بلاد الاخرين اما في البلد الذي يكون المكون الاكبر فيه مؤمنين لا معنى لان تمارس التقية طبعا هذا غير بحث الفتنة والتشنج وانما هذه طقوسك انت بغض النظر عن معتقدات الطرف الاخر لكن الشهادة الثالثة معلم لا يمكن ان تتلكأ وتتقهقر في معالم مذهبك وغير مسوغ لانه كما مر الطابع الاجتماعي والديموغرافي امر اخر وكل حر في معتقده فكل له طقوسه اما اذا قال الطرف الاخر ممارستك للايمان يسبب تشنجي نقول هذا لا قيمة له كيف تجبرني انت على طقوسك? او ان اترك طقوسي? فلكل مذهب طقوس فلا احد الرشد فيه بعد فردي اني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون يعني صلاح الفرد مقدم على صلاح المجتمع وهو الغاية العظمى .
فلعلهم يرشدون بعد ديموغرافي وليؤمنوا بيبعد فردي وهذا يؤكد على ان الترشيد هو لاسلمة النظام الاجتماعي وليس لاسلمة العقائد الفردية الان مثلا في سوريا يرفعون محبة اهل البيت مع مجيء النواصب مع انهم اقلية في تلك البلاد والاكثرية سنية صوفية هذا تغيير ديموغرافي ما يسكت عنه لان الاكثرية حتى السنة هم صوفية حنفية وليسوا سلفية وامويين ولا نواصب هذه تقارير دقيقة يجب ان نلتفت اليها كيف تبدل? لاحظ حتى الجزيرة العربية الحجاز صوفية وعسير اسماعيلية والمنطقة الشيعية مؤمنة وشمال الجزيرة ايضا هم الصوفية وانما فقط في الوسط هم سلفية فكيف تفرض السلفية الهوية على معتقدات الاكثرية اللي هي محبة وموالية لاهل البيت سواء صوفية او اثني عشرية او اسماعيلية ؟
فالتغيير الديموغرافي غير مسوغ نعم اولئك هم اقلية ولكن القوة بايديهم لاحظوا مدينة ادلب عشر سنين تحت يدهم مع ذلك اهالي ادلب اقاموا مسجدا باسم فاطمة وهم اتوا بالسلاح عليهم انه يجب ان تغيروا اسمها وهم اجانب اصلا ليسوا من اهل سوريا فلاحظ البعد الديموغرافي خطير وحساس وللاسف كثير من الساسة لا يلتفتون الى حقيقة البعد الديموقراطي في كثير من البلدان وكانما القوي المتغلب وهو الاقلية يعمي نظرهم.