47/06/16
#تقرير_درس_التفسير
تأريخ الدرس : الاحد 16 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : العلم والرشد والولاية والمكاشفات في نظام الدين
كنا في صدد الايات التي تتعرض الى الرشد والارشاد وهما عند الاصوليين والمتكلمين والفقهاء والمفسرين يغايران باب المولوية والتعبد المولوي ويرتبط بالتعليم ، فالقرآن الكريم يقرر ان لله وللرسول ولاهل البيت وللدين مقام ولاية وطاعة وهناك مقام تعليم ومعلم اتقوا الله ويعلمكم الله ويهديكم الله فعنوان معلم وعلم وهداية وارشاد وربما ثلاثين عنوانا او اكثر حسب اليقظة العلمية فنلتفت ان منطق العلم في الدين غير منطق المولوية والتعبد مثل عنوان التعقل لعلهم يعقلون يعني يتفكرون وعنوان سادس هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون? فعناوين كثيرة جدا يتحدث الوحي عنها في الايات في والروايات والتي هي مرتبطة بحجية العلم ومنطق العلم وليس منطق المولوية والتعبد فقط وهي غير الظن كعنوان اليقين وعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين فلا استبعد انها مئة عنوان .
مر بنا امس او قبل امس ان لدى علماء المذاهب الاسلامية والفريقين ان ليس هناك مولوية وتعبدية في باب المعارف سواء في الايات او الروايات وانما جلها ان لم يكن كلها ترجع الى تحصيل العلم من ثم المضمون الذي له السهم الاكبر يكون له دور نعم علم الرجال بما هو وتاريخ المدارس له دور لا بما هو ثقة وضعيف فاذن هذا باب مهم وقد استند اليه في اية الكرسي لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وان الرشد والعلم غاية للرياضات الروحية وغاية العلم والمعرفة والتعقل تعقل ساعة خير من عبادة سبعين سنة فالتفكر والتعقل هي عبادة العقل والا العقل كيف يعبد الله? عندما يتعقل .
فالعلم اكبر منتدى ونادي للعبودية واكبر مرتبة للتدين هو التدين بالدين وله العلم واصبا هو العلم والمعرفة ان يطوع الانسان نفسه فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين او واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فالدعاء مخ العبادة هنا في هذه الاية ذكر ان غاية الدعاء حصول الرشد نفس كلمة واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني العبودية الكاملة فاليقين بكل المعاني محتملة في الاية وهذا على الضوابط والموازين فهذه بالتالي ليست نهاية انه اذا حصل اليقين اترك العبادة وانما هذه غاية تحفيز مثل كل تقوى بل هي بداية النهاية وليست نهاية النهاية هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا? فيقول اتيناه رشده ولم يقل اتيناه النبوة والحكمة وصحف ابراهيم وانما رشده ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين .
فالرشد جانب مهم فمن مقامات ابراهيم الذي هو من اولي العزم الرشد يعني العلم والعقل والتفكر احد اسباب حجية ابراهيم وامامته هو الرشد وما امر فرعون برشيد فالرشد يقابل الفساد يعني الرشد يشمل العلم في التدبير السياسي الاقتصادي الاخلاقي الاداري للبشرية يعبر عنها القرآن انها من الرشد وكذلك حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون الايمان وتزيينه وما شابه رشد ويكشف للانسان العلم مع ان الحب حبب اليكم الايمان اي الولاية وغاية الولاية ايضا المعرفة لما تتولى النبي واهل البيت تتولى الله ليحصل لك العلم والمعرفة والرشد هو في غير مقام المولوية والتعبد فغاية الاسلام والدرجة العليا من الدين هي الرشد فالارادة تتعلق ايضا بالرشد والرشاد .
فلاحظ التقرب والمحبة الى الله درجات والرشد والتعلم درجات لاقرب من هذا رشدا مرشدا ولي المرشد حتى الاضلال الذي هو عكس الارشاد مرتبط بالعلم والهداية ومن يضلل لله فلن تجد له وليا مرشدا فقام فمقام المرشد غير مقام الولي فعندنا ولي وعندنا مرشد او رشاد والعالم اذا هناك مقام لله مقام المرشد كما ان النبي هو تالي للواحي ومزكي ومربي ومعلم حتى لم تتكرر الولاية في هذه الايات يعني يتلو عليهم اياته ويزكيهم تزكيهم التربية ويعلمهم معلم وهذا غير يأمرهم وينهاهم فحيث هناك ايات اخرى في وصف النبي يجدونه في النبي الامي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فمقام النبي امر ناهي وقناة مقام النبي مرشد معلم مزكي وكذلك الاية الاولى من سورة الجن قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا ( 1 ) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ( 2 ) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ( 3 ) لب لباب القرآن هو مبحث الرشد والعلم فما الفرق بين الهداية والرشد? فالرشد والرشاد والتعلم والهداية في القرآن درجات امنوا واتقوا ثم امنوا واتقوا وزادهم هدى فهناك ازدياد في الهداية وفي الرشد .
مرشد يعني يكون سبب تكويني لحصول العلم لدى المرشد لاحظ الادراكات القلبية تسمى كشف شهود فما مدى حجيتها? والقرآن لا ينفي اصل حجية المكاشفة ذكرنا في فقه القلوب العام الماضي في مئة وخمسين جلسة ان القرآن ما ينفي حجية الكشف لكن يقول الكشف لا يستغني به الانسان عن الوحي فالكشف هو نوع من العلم والرشد فعلماء الاصول والكلام يقولون العقل وهو ادراك نظري او حصولي حجة خلافا للجمهور او كثير من الاخباريين فالعقل حجة لكن العقل لا يستغني به الانسان عن الوحي فليس معناه استبداد العقل او تفرد العقل في النجاة فهذا لا يمكن لان العقول درجات فاذا اراد ان يستغني فهو يخطئ نعم هناك مساحة بديهية لا يخطئ فيها وهناك مساحة غير بديهية فيخطئ فيها فكيف العلاقة في نظام الحجية بين العقل الفكري النظري والوحي? ان العقل احسن متعلم للوحي وتلميذ للوحي ، كذلك العقل معلم واحسن تلامذته القلب فعندما ينكشف له الحقائق هذا لا يعني الوحي اذا قيل ان الكشف حجة لايعني ان تستغني بالكشف عن نبوة سيد الانبياء فقد ورد في بيانات القرآن والروايات ان النبي موسى لا يستغني بنبوته عن نبوة النبي الخاتم وكذا عيسى وابراهيم وكل النبيين مع ان كل النبيين لهم مكاشفات لكن نبوتهم مع انها وحي وكشف لكنه لا يستغنون بها عن وحي سيد الانبياء وورد انه لو استغنوا لتاهوا ولتحيروا ولما نجوا من النار .
فانت لاحظ نبوة ابراهيم مع انها وحي وكشف ولا لبس فيها ولكنها لا تغني عن الطبقة العليا من هذه الناحية فكيف ينخدع اصحاب الرياضات او المكاشفات او الصوفية بمكاشفاتهم فتحرمهم عن الانفتاح على سيد الانبياء وال سيد الانبياء وهذا يجري حتى في علماء الامامية فالذي يكتفي بمكاشفات فماذا عن تحكيم الروايات المأثور عن اهل البيت اين الثراء من الثريا? فلا يستغني واذا استغنى جهل فكما لو اراد ان يستغني بعقله النظر عن الوحي او يستغني بنتائج البشر العقلية عن الوحي كالفلسفة مثلا او الكلام مع احترامنا للمتكلمين وللفلاسفة لكن هذا لا يغنيك ارجع ايضا الى مصادر الوحي فهذا عنده رياضات روحية وقلبية ومكاشفات لكنها لا تغنيك لعل رواية واحدة ما وراء وراء وراء الملكوت اللي انت رأيته فانت تظن كم كشف لك? الذي كشف لك هو بقيعة صغيرة وسراب بقيعه
نتم لاحظوا التوراة لا يستغنى بها عن القرآن وهي وحي نازل طبعا نقصد غير المحرفة وكذلك الانجيل غير المحرف ما يستغنى به عن القرآن وهو وحي والمتشابه من القرآن وهو قرآن ووحي لا يستغنى به عن المحكمات يعني لاحظ طبقات الوحي لا يستغنى طبقة عن بقية الطبقات اما بالنسبة الى غير الانبياء فشأنهم واضح لذلك احد اشتباهات العرفاء اكثرهم او المرتاضين او المكاشفين يحبسون انفسهم على كشف ونتاج البشر ويستغنون عن الوحي هو النبي موسى مطالب بان لا يكتفي بوحيه وتوراته عن القرآن وعن سيد الانبياء الان الانبياء في البرزخ يتلقون دروسا من النبي قطعا وحتى اولي العزم ابراهيم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى فضلا عن غيرهم فامير المؤمنين حامل كل وحي سيد الانبياء وخازن له السلام عليكم يا اهل بيت النبوة يعني مخزن وسرفر .
اذن لاحظ هذه في طبقات الوحي هكذا فكيف بنتاج البشر? فكيف تحبسون انفسكم على العرفاء والصوفية او الفلاسفة او حتى المتكلمين والمفسرين? نعم اطلع على ما قالوا لا مانع هم الائمة يقولون اطلعوا على ما قالوا لكي تفهموا مدى التفاوت بين ما قاله البشر وعلمائهم وما قاله اهل البيت فاين من اين? فان كنت اهل مقارنة ومقابلة وصيرفة سترى عظمة النبي واهل بيته على ما يقوله غيرهم حتى من رواد علماء الامة .
فاذن لا الوحي العالي ينفي حجية الوحي النازل فحجة القرآن لا تنفي حجية التوراة ولا حجية التوراة تغني عن حجية القرآن ولا علو حجية القرآن تنفي حجية التوراة وانما امر متبادل وليس في عرضه وانما طولي كذلك صحف ابراهيم وموسى وكذلك حجية العقل ما تغني عن الوحي ولا حجية الوحي كما توهمه الاخبار يغني عن حجية العقل فحجية العقل لا يسبب غنى العقل ان يستبد وينفرد عن الوحي ولا حجية الوحي تنفي الحجية النازلة للعقل ولا يوجد اي تعارض وحتى ليس طولية فلا حجية العقل تغنينا عن حجية الوحي ولا حجية الوحي تنفي حجية العقل كذلك الحال عند اصحاب المكاشفات فمكاشفاتهم لا تغني عن الوحي كما هو في شأن احد الانصار حصلت له حالات شاهد الجنة واهلها والنار واهلها فقال رسول الله وما علامة يقينك? قال يا رسول الله ان شئت اسم صحابتك من اهل النار ومن اهل الجنة فقال رسول الله اسكت وهذا رواه الفريقان فهل هذا الانصاري يستغنى عن رسول الله? كلا وهل ما رآه فنده النبي انه ليس حجة? كلا لان قضية العلم والعقل وحجية الوحي والعلاقة بينهما معقد وبتعبير الشيخ محمد رضا المظفر رحمة الله عليه هذه مع المعارك العلمية لدى علماء الامامية بين الاخبارين والاصوليين اثمرت ونضجت هذا البحث بينهما وكل ساهم بطريقه في هذه المعارك العلمية ونعم ما قال .
فهذه الابحاث نضجت يعني صاغت الهيكلية لذلك لا ينغر الانسان عندما تصبح له مكاشفات ثم ماذا? فلا هذه المكاشفات تجعلك نبيا بل حتى الانبياء اللي عندهم مكاشفات لا يستغنون عن سيد الانبياء وسيد الرسل والا تاهوا وحجة الوحي ايضا لا ينفي حجية الكشف وانا ركزت على هذا البحث لانه للاسف يوجد لغط وافراط بين الطرفين فمن يركز على فقه القلوب والعرفان يجعله هو الاول والاخر والظاهر يعني كانما كل شيء ويستغني عن التراث الوحياني وهذا افراط لانك لا تستغني بالعكس انت لو تتعب على التراث لتشاهد الشيء العظيم وان العلم الحصولي اعظم من العلم الحضوري والمكاشفات التي حصلت لك .
كما ان ضرورة التراث يعني حتى بنحو الكسب والعلم الحصولي لا يعني عدم حجية الكشف فهي ليست خزعبلات لكنها ليست كل شيء نعم الرؤية نوع من المكاشفة والقرآن عقد سورة كاملة حول الرؤية والقرآن بين ان ادارة البشر ليست بالعقل والفكر والتجارب وانما ايضا بالمكاشفات مع ان تلك ضرورية فهناك ازمة لدي البشرية انذاك وحلها بالرؤيا وهذه المكاشفة لم تتنزل على النبي يوسف بالوحي وانما تنزلت على ملك مصر وهو لم يكن موحدا ولم يكن مؤمنا .
صاحب الجواهر يذكر في كتاب الصلاة والصلوات المندوبة ان ابرك وافضل انواع الاستخارة ليست هي الاستخارة بالقرآن او بالسبحة او بالقرعة وانما اعظم اعظم وانفع انواع الاستخارة هي الاستشارة وهذه من عناوين العلم .