47/06/15
التفسير
تأريخ الدرس : السبت 15 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : العلم والرشد والتعبد والظن في منظومة الدين
كنا في الاية الكريمة من اية الكرسي لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فكلمة الرشد عنوان ورد في الوحي اتيناه رشدا فورد الرشد ورشيد في بيانات القرآن واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فغاية الايمان والطاعة هي الرشد والرشاد والارشاد وهو العلم وغاية الايمان اتقوا الله ويعلمكم الله يعني التقوى والشريعة غايتها العلم مثل هكذا ان العبادة لاجل المعرفة واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فالموت هو العلم فالعبادة غايتها القصوى هوالعلم ومقام العلم فوق مقام التعبد فحجية العلم فوق حجية التعبد ، فالتعبد هو لاجل حصول العلم وما خلقت الجن والانس الا يعبدون وما يعبدون الا لاجل ان يعرفون كما في الروايات وموجود في الاية الاخرى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففسر اليقين بالموت لان الموت علم وشهود قلبي روحي فالموت الذي كلنا نكرهه درجة من درجات العلم العظيم فسمي باليقين .
ففي القرآن عندنا يقين وعندنا علم اليقين وعندنا عين اليقين وعندنا حق اليقين كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين وعندنا حق اليقين ان هذا لهو حق اليقين كما في سورة الواقعة فاربع درجات عندنا فهنا بين ان غاية العبادة لاجل العلم وحصول اليقين وهو نفس منطق اتقوا الله ويعلمكم الله ومعنى الحكم الارشادي والامر الارشادي هو حجية العلم في التراث وليس فقط مولوي وانما ارشادي وحسب مبنى اكثرية علماء الكلام والفقه والاصول والتفسير من الفريقين الاكثرية الساحقة من علماء المذاهب وفي صدارتهم علماء الامامية ان الروايات والايات الواردة في العقائد ارشادية وليست مولوية تعبدية ولو انا لم التزم بهذا الشيء اقول ارشادية ومولوية .
نعم الارشادية فوق المولوية لكن بالتالي البعد الارشادي موجود فعلى مبنى الاكثرية ان التراث الوحياني الوارد في القرآن والروايات هو ارشادي لاجل العلم فكيف تريد ان تقحم التعبد الظني? نعم التعبد اليقيني بحث اخر فالتعبدية والمولوية ليست محصورة بالظن وانما تشمل اليقين فابليس لم ينقاد ويتعبد لله مع يقينه به وليس ظنا منه، فالمولوية لا تنحصر بالظن فاقحام التعبد الظني في المعارف خطأ كبير ففي المعارف اولا علم وليس ظن والعلم غير بحث التعبدية والمولوية وليس تعبدا ظنيا وانما تعبد قطعي يقيني ولا يجزئك الظن نعم اذا كان الظن معتبرا ينجيك لكن لا يجزئك في العقائد فاذن نظام ومنهج الادلة في باب المعارف انه لا يصح التمسك بالظنون المعتبرة هذه حشوية قشرية بامتياز فلا تتكلم في الظن المعتبر وانما في تحصيل العلم وادواته فالمنهج الكبير في علم الكلام هو الارشاد لبراهين تحصيل العلم لا تحصيل الظنون المعتبرة .
نعم انت سواء كنت اصوليا او اخباريا يمكن ان تكون حشويا قشريا او محققا فالحشوية والقشرية في كل العلوم الدينية موجودة فلا تأتيني بكلمة ظن معتبر هذا عيب علمي وانما بتراكم الادلة والاستدلال لتحصل العلم لفظا ففي باب المعارف والعقائد قطيعة كبيرة ان تعتمد على الظنون وتعبدية الظنون نعم التعبدية بمعنى اخر بمعنى القطع واليقين ذاك شيء اخر فكلمة الرشد التي يأتي بها القرآن الكريم في اية الكرسي لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي الدين قائم على الرشد اذن الاساس في الدين ليس الظن وانما الرشد والعلم واليقين والاخير هو درجات والعلم درجات واتقوا الله يعلمكم الله النبراس العظيم في الدين هو الرشد واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون يعني الغاية ليست الاعمال والتقوى فثمرة العقائد والمعرفة العلم وحصول الرشد كيف هذا امر عظيم? فالرياضات الروحية لاجل العلم .
زيارة عاشوراء فيها اسرار عقائدية اكثر من اسرار الفقه السياسي والفقه المقاصدي فعظمة زيارة عاشوراء انها اصول دستورية فهذا الاهتمام من علماء الامامية بزيارة عاشوراء لان فيها اصول دستورية وليست قضية تاريخية وانما عمدة الاصول التشريعية والمجتمعية في زيارة عاشوراء ففيها شيء عظيم والاعظم في زيارة عاشوراء ان فيها اسرار عقائدية يعني امور لطيفة وجرعات عظيمة عقائدية الكل يتجرعها من دون ان يشعر بها وهذا تعبير الروايات المتواترة وسر مستتر فوق سر مستتر فمستفيضة من هذا الجانب فمن الاسرار العظيمة الموجودة في زيارة عاشوراء عقائدية وهي غير الاسرار السياسية والفقه السياسي يعني من يقرأ زيارة عاشوراء يوميا عنده انضباط في الرؤية السياسية وانضباط في الفقه السياسي فما ينحرف يمينا ولا يسارا فمن تداعيات الادمان على زيارة عاشوراء انه تلقائيا يتفرمت عقلك وتفكيرك بانضباط .
قبل مدة هناك مبحث فقهي اخلاقي غامض جدا وهو فقه العداوة بين المؤمنين بحثناه انه اذا لم يحط المؤمن باحكامها سيرتكب الفسق وبحث معقد جدا ترجل فيه الفحول واعترف اكثر من عشرة من الفقهاء انهم رفعوا الراية البيضاء لان البحث معقد فلا ينفلت الانسان في العداوة مع المؤمنين فهذا الانفلات خطير فزيارة عاشوراء فيها انضباط عجيب وهذا بحث معقد فمن يقرأه بانضباط قلبي روحي يضبطه .
هذا بحث صعب اعترف به صاحب الجواهر والنراقي وصاحب المسالك وغيرهم من الكبار الجحافل فلا يمكن ان ننقحه بلا اليات علوم الرياضات الروحية وعلم الاخلاق فهو مبحث خطير خاض فيه الفقهاء واعترفوا بصعوبته فالفقه فيه قائمة من العقائد وهذه بحوث عقائدية لم يبحثها احد سوى الفقهاء وحتى المتكلمين والفلاسفة لم يبحثوها .
ايضا هناك قائمة بالبحوث الاخلاقية لم يبحثها العرفاء ولا الفلاسفة ولا علماء الاخلاق وانما بحثه الفقهاء وليس ذلك تشهيا من الادلة فهم الزموا بقائمة معقدة من المسائل الفقهية الاخلاقية الالزامية فاضطروا ببحثها واعترفوا بغموضها وتعقيدها من ضمن هذا المبحث هو مبحث العداوة لان العداوة ضيقة القلب وحتى علماء الاصول والفقهاء يقولون السيطرة على البدن سهل وكذا السيطرة على النفس وعلى الروح سهل اما السيطرة على القلب صعب يوم تبلى السرائر وليس الابدان والنفوس وانما القلب فهو مركز التحكم هذا البحث تعالجه زيارة عاشوراء انت لاحظ الصناعة العجيبة كيف العلماء يوقفون علينا? هي زيارة ملكوتية وكمن زار الله فوق عرشه فهي زيارة وانضباط لبناء النظام السياسي الاجتماعي وفيها النظام الانساني الملكوتي تصعد للعرش هذا البحث المعقد تعالجه زيارة عاشوراء ولي لمن والاكم فهو عنده فسق في العمل وليكن لكن لان ذاته مؤمنة لا يمكن ان تتبرا من ذاته وانما تتبرأ من عمله لكن لا تجرجر التبري والاستنكار والعداوة من عمل المنكر اليه نفسه ، وانما العداوة دينية فالعداوة للذات لا يجوز وهي كبيرة ويجب ان تكون دينية لا ذاتية دنيوية مادية مصلحية .
فزيارة عاشوراء وتطبيقها صعب نعم نلقلق اللسان بها بحث اخر اما التطبيق صعب جدا لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون ويوالون الكفار واهل الباطل هذا صعب في الامر السياسي انه لا تربي المسلمين والمؤمنين على موالاة الكفار فزيارة عاشوراء منشور ابدي وشهدنا علماء النجف يقولون بان زيارة عاشوراء حديث قدسي يعني اصول دستورية عجيبة هذا ليس تعصبا هذه قراءة صناعية علمية واسرار فقه القلوب موجود فيها عاشوراء وكذا اسرار فقه العقائد موجود واسرار الفقه السياسي اللي هو فقه صعب .
لماذا قال سلم لمن سالمكم? ولم يقل سلما لوليكم لماذا قال عدو لمن عاداكم? ولماذا لم يقل عدو لمن خالفكم? هذا ليس جزافا لماذا لم يقل سلم لمن والاكم هذه نكتة عجيبة في الفقه السياسي والعقائدي لماذا لم يقل حرب لمن عاداكم? وانما حرب لمن حاربكم فهذا ليس جزافا لماذا لم يقل عدو لمن حاربكم? هذي كلها اصول تشريعية عجيبة عقدية في الفقه السياسي فزيارة عاشوراء من العيار الثقيل .
من ضمن العيار الثقيل هذا مطلب يا ابا عبدالله اني اتقرب الى الله واثنين الى رسوله هل التقرب في النية العبادية للرسول? نعم هذا اصل قرآني يعني النية العبادية هو هذا فليس الرسول شريكا لله وانما شفيع يعني عبادتك به اما تقبل او لا فالعبادية لله وحده لا شريك له فانت توحد الله تجعل بينك وبين الله شفيعا ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك ثم يقول لوجدوا الله ما الفرق بين الشفاعة والتوسل? فالتوسل فعلنا والشفاعة فعل الرسول فلاحظ الله يقول شرط التوسل ان تعبد الله والشرط الثالث شفاعة حبيب الله اذا ما يشفعكم رسول الله لا يقبل اي عمل من اعمالكم وان لم يكن يشفع رسول الله عبادتنا لا تقبل كل الفقهاء قالوا التوبة عبادة من العبادات ففي هذه العبادة يجب ان تتوسل بالرسول ويجب ان يتدخل هو بالشفاعة كي تقبل العبادة عند الله .
الالوسي عنده نكات معنوية جدا دقيقة في هذه الاية ربما في اربع صفحات تكلم عن هذه الاية فهو ينقل عن بعض اساتذته او المحققين وكلامه صحيح بغض النظر عن كونه اثنى عشريا ام لا? يقول هذه الاية اصلا غير مختصة بالتوبة الاصطلاحية وانما كل العبادات لان كل عبادة اوبة الى الله هذه نظام العبادات فاذن لاحظ الاصل القرآني لزيارة عاشوراء اني اتقرب الى الله والى رسوله ففي نية القربى الشهادة الثانية وايضا في نية القربى والى امير المؤمنين فلماذا تقحمون امير المؤمنين? الله ورسوله اقحمه فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وليس الابدان ، والافئدة فعل قلبي رب اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ليقيموا الصلاة ولكن الغاية هي المحبة والافئدة هذه اية المودة الثانية في القرآن اذا كانت غاية الصلاة والعبادة والحج الذي يشتمل على كل عبادات الغاية من الحج ان يهوي قلبي لاهل بيت النبي فهذه غاية عبادية والصلاة تحصيل محبة الله وللرسول وللقربى .
فزيارة عاشوراء ليست شركا وانما توحيد خالص فيها التقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة فلماذا تقحم فاطمة? ولماذا رتبتها بعد امير المؤمنين قبل الحسنين ؟ وكل علماء الامامية يمشون على هذا النهج في قراءة زيارة عاشوراء يوميا مرة مرتين فلماذا فاطمة تقحم في الامر? اذن التقرب والعبادية الى الله ورسوله ليس شريكا لله وانما شفيع لعبادة الله ولقبول عبادته فلا يصيبك تزلزل ابهامي ولا بكم او خرس عقلي فالرسول شفيع وليس شريكا وهذه ضابطة عظيمة فهو الشفيع التكويني والتشريعي فشفاعة مطلقة وحد الفاصل .
نحن لدينا التوسل باهل البيت حتى في حاق العبادة نتوسل بالرسول لان القرآن اخذ التوسل في العبادة واخذ التوجه في العبادة فهم السبيل اليه تعالى فلاحظ اني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة هذا اي مقام لفاطمة انه مأخوذ التقرب الى فاطمة في كل العبادات وفي المرتبة الثالثة او الرابعة يعني بعد التقرب الى الله والى الرسول والى امير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن فجعل التقرب للحسن بابا للتقرب لفاطمة والتقرب لفاطمة بابا للتقرب لامير المؤمنين والتقرب لامير المؤمنين بابا للتقرب الى رسول الله والتقرب الى رسول الله بابا للتقرب الى الله فيجب ان تقرأ زيارة عاشوراء بتدبر وليس بلقلقة لسان وانما تغوص في هذه القضايا بتدبر .
هناك ايتان في القرآن تدل على ان التقارب بين الشفعاء وبين الله والتي هي اية تسعة وتسعين في سورة التوبة وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 99 ) يعني غاية الصدقة هي الزكاة والتقرب الى الله ورسوله الا ان صلوات الرسول قربى لهم فهذا اصل قرآني ثالث او رابع ان تقحم في العبادة غاية التقرب الى الرسول كشفيع وليس كشريك وهذا صعب حتى على بعض الباحثين في الوسط الداخلي ان يفكك بين الشريك والشفيع وبين الوسيلة والعبادة وبين التوسل والعبادة وبين الاستشفاء والعبادة لكن اسد هذه الصناعة الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه منهج الرشاد اوضح بما فيه الكفاية .
فلاحظ اتقرب الى الله والى رسوله يعني حتى التقرب افعال القلب ومراتب بالدقة وليس همجية وجزاف مراتبكم التي رتبكم الله فيها يعني هذه ليست عقائد وانما اسرار عقائدية ومفاعل نووية عقائدية وسياسية واخلاقية في الرياضة الروحية اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن واليك اتقرب بالولاية يعني حتى هناك شيء فوق الولاية وهو التقرب وفي زيارة عاشوراء بيان ان قتل اهل البيت معرفيا اخطر واعظم جناية من قتلهم الجسدي فهو اعظم من الشمر واعظم من عمر ابن سعد جناية ولذلك عندنا في الروايات ان كذا كذا اعظم علينا من جيش ابن سعد ، فالاغتيال المعنوي اخطر من البدني ابن سينا عنده في الاشارات يقول بان العدوان المعنوي على الانسان اعظم ايلاما من العدوان البدني واثبته بالبرهان العقلي يعني انت تصور ان سفك دماء المعصومين في جانب والاغتيال المعنوي لمقاماتهم في جانب فيكون الثاني اخطر واشد ايلاما على المعصومين وهذه موجودة في زيارة عاشوراء فاول شيء موجود دفعتكم عن مراتبكم قبل ان يقول قتلتكم فالقتل البدني انزل رتبة من القتل المعنوي فلعن الله امة اسست اساس الظلم والجور عليكم السيد الخميني يقول الظلم العلمي لاهل البيت اعظم من الظلم السياسي وحرمان البشرية من علم اهل البيت اعظم من حرمانهم السياسي نحن اذا نمانع معرفة الناس من مقامات اهل البيت وفضائلهم هذا اعظم من ممانعة الدولة السياسية لصاحب الزمان هذا كلام السيد الخميني وهو لم يأت به من كيسه وانما من نفس الادلة فانتشار نور معرفة اهل البيت اعظم من انتشار بسطهم السياسي فالشمر المعرفي اخطر من الشمر العسكري.