47/06/08
التفسير
تأريخ الدرس : السبت 8 جمادى الثانية ١٤٤٧ ه
عنوان الدرس : لا إكراه في الدين وفقه القلوب
لا زلنا في ملحمة اية الكرسي لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ومن الواضح ان قد تبين الرشد من الغي بمثابة التعليل فلا اكراه في الدين يترتب عليها فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله وهذا الارتباط بين الجمل في عالم التفسير يختلف عن قاعدة وحدة السياق وان كان بينهما تشابه وتشبه والتباس كبير كما ان هناك التباس بين وحدة السورة ووحدة السياق داخل السورة وجملة من كبار مفسرين يلتبس عليهم الامر فيمزجون بين وحدة السياق ووحدة السورة مع انه شيء اخر فوحدة هوية السورة المعنوية شيء اخر كما يقع التباس بين وحدة وحدة هوية الاية ووحدة السياق وهما متغايران وكذلك الارتباط بين الجمل انواعها مع بعضها الاخر سواء في الاية الواحدة او الايتين او الثلاث او سلسلة من الآيات فهذا لا صلة له بوحدة السياق وان خلط بينهما جملة من كبار المفسرين الحذاق ولكن هذا ليس من باب وحدة السياق وانما وحدة السياق عبارة عن السياق والسوق المتصل المتتابع فانت تستكشف منه انه لابد ان يكون هناك ارتباط في المعنى بين الجمل وهذا هو معنى وحدة السياق .
ثم وحدة السياق في القرآن الكريم كثير من المفسرين الكبار حتى من الفريقين يعولون عليه سواء بين الايات او في الاية الواحدة كما في نظام ظهور اللغة انه يعتمد على وحدة السياق وان كان هناك بيانات مستفيضة بل قد يقال متواترة لائمة اهل البيت ع على ان وحدة السياق في القرآن لا يعول عليه ابدا ونحن بحثناها في قواعد التفسير بل وحدة السياق في الاية الواحدة او بين الايات مدعاة للخلل في التفسير لان القرآن الكريم من رب العالمين قائم على عكس ما يتوهمه جل المفسرين بين الفريقين فهو قائم على عدم رعاية واعتماد وحدة السياق نعم نقبل بوحد السورة وكذلك وحدة الاية لكنها ضابطة متباينة متغايرة لوحدة السياق ولكن جملة من المفسرين عند الفريقين يعتمدون على وحدة السياق او يمزجون بين وحدة السياق ووحدة السورة ووحدة الاية او الارتباط المعنوي بين الجمل وهذا ليس من دلالة وحدة السياق ، بل هو نفس الجملة مثل لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .
ولذلك ترى في جملة من السور هناك ارتباط بين ايتين او ثلاث ارتباط معنوي بين الجمل لا بسبب وحدة السياق هي ثلاث ايات او اربع لكن هناك ارتباط بين الجمل وهذا غير وحدة السياق بل قد يكون هذا النمط الرابع من الارتباط بين الجمل قد يكون هناك ارتباط بين الجمل في سور متعددة وما اكثره حيث ان نظام امومة المحكمات وامومة الولاية والمحكمات في تفسير القرآن الكريم على هذا الشيء هو وحدة النظام لا وحدة الموضوع فقط فاجبارا على الارتباط بين الجمل اعم من الاية والايتين واعم من وحدة السورة حتى بين السور وهو يغاير السياق ويغاير وحدة الاية ويغاير وحدة السورة فالسور القرآنية بينها وحدة وهي وحدة الكتاب، الوحدة القرآنية ككتاب واحدة ذو هوية واحدة القرآن مثلا في قبال والانجيل وهلم جرا لكن هذه غير وحدة السياق .
فهنا لا اكراه في الدين هذه الجملة قد تبين الرشد من الغي كالتعليل فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله الى اخر الاية. فاذن هنا لم لا اكراه في الدين? لانه هناك رشد وارشاد وعلم اي ان الدين في مقابل الشريعة وفي مقابل الملة وفي مقابل الحكمة وفي مقابل الطريقة وفي مقابل المنهاج وفي مقابل السنة الالهية وفي مقابل سنة النبي فعناوين عديدة في الوحي والدين هو دائرة الوظائف العقائدية فالوظائف العقائدية المعتمد عند علماء الفريقين هي حقائق قائمة معتمدة على العلم يعني ارشاد وليس تعبد مولوية فاذن لماذا لا اكراه في الدين? لان الادراك القلبي والمعرفة القلبية ليس فيها جبر والجاء وانما ابعد الله الاغيار والسلاطين والطغاة والجبابرة والظالمين عن فعل القلب يعني يتسلطوا على فعل القلب فالقلب مملكة محمية فالعالم القلبي لا يتصور فيه ضغط فمهما حاول الظالمون والطغاة والفراعنة والجبابرة من الاكراه لكن الله جعل القلب منطقة محمية عن سيطرة وسلطة هؤلاء .
فهنا في هذا المنطق لا يتصور الاجبار والالجاء والضغط هذه منطقة حرة تكوينا لانها قائمة على البيان والارشاد والعلم .
لذلك يقول فمن يكفر بالطاغوت? فاساس التبري من الطغيان والظلم يجب ان يكون في الدرجة الاولى في القلب فانكار المنكر اولا بالقلب ثم باللسان ثم باليد واللطيف في بيانات اهل البيت دوما يؤكدون ويجذرون الصلة بين ابواب الفقه وابواب المعارف وان هناك صلة وطيدة بنيوية ماهوية في الهوية الفقهية مع الهوية الكلامية .
مر بنا مرارا ان احد لغات المعارف اوقل علم الكلام نفس اللغة الفقهية لمن احسن استعمال الفقه ، فكثير ما بينها الوحي في القرآن وبيانات المعصومين بيت بلغة الفقه وكثير اسرار غوامض المعارف بينت بلغة الفقه بشكل اسلس واسهل للفهم وللتصديق ولقبول الطبع البشري لان لغة القانون مانوس بها البشر سواء قانون عقلائي قانون عقلي قانون شرعي سماوي هنا في بيانات اهل البيت هكذا ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الباب في الاصل هو اعتقادي ثم تنزل اصبح فقهيا ، فباب الطهارة في الاصل هو باب عقائدي ثم تنزل واصبح فقهيا كذلك باب الصلاة في الاصل هي صلاة قلبية اعتقادية ثم اصبحت صلاة في الفروع كذلك الصوم كما يبين الامام الصادق في الوسائل في رواية يرويها احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي وهو من زعماء قم في كتابه النوادر ويخرج هذه الرواية صاحب الوسائل في كتاب الصوم ان الصوم في الاصل عمل قلبي يتنزل روحاني نفسي الى ان يصل الى البدن كذلك الجهاد الكلام الكلام .
الزكاة يشرح الامام الصادق طبقات الزكاة الى ان يصل الى الزكاة القلبية وهكذا باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الاصل اعتقادي يتنزل يصير فقه فرعي المعروف الاكبر هو امير المؤمنين وعدوه اكبر المنكرات يعني بعبارة اخرى المنكر العقائدي والمعروف العقائدي اعظم معروفا والمنكر العقائدي اعظم منكرا ثم يأتي الاخلاق ثم يأتي الفرع البدني العملي الفقهي من ثم ذكر الفقهاء وهو الصحيح ان اول وظيفة في انكار المنكر هي الوظيفة على صعيد القلب قبل البدن واللسان وقبل اليد وانما القلب لديه وظائف كبيرة في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو مخاطب بهذه الوظيفة قبل ان يخاطب بها اللسان .
ايضا كلام سيد الانبياء المروي عند الفريقين ان الجهاد يخاطب به القلب قبل ان يخاطب به الدم والبدن والنفس والروح ايها القلب انك تخاطب ابواب الفقه قبل ان يخاطب البدن بها التوبة القلبية اعظم طهارة من التوبة البدنية حيث التوبة طبقات اول التوبة هي الميول القلبية وتلذذ القلب والروح ، التوبة النصوح ان تنقلع حب المعصية وحب الذنب من قلب الانسان كي لا يشتهي الذنب مرة اخرى اما اذا كانت الشهوة باقية فانا لله وانا اليه راجعون .
طبعا يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا وليس توبة غشوشا ، والتوبة درجات فاذا ايها القلب انت تخاطب بوظائف في الفقه قبل ان يخاطب البدن واذا خوطبت بوظائف الفقه انقلب الفقه الى عقيدة وفي الجنة هناك فقه ولكن فقه عقائدي يخاطب به القلب والصلاة القلبية موجودة في الجنة وكذا الزكاة القلبية وان كان البدن موجود ايضا وايضا الطاعات القلبية ونزعنا ما في قلوبهم من غل اخوان على سور متقابلين ومن المحرمات الكبيرة يكون في قلب الانسان غل على المؤمن الاخر لانه دائما بين المؤمنين عداوات موجودة ولكن قد يتذرع بانها عداوات من منطق ديني ولكن الامام الكاظم يقول لا يبغض المؤمن مؤمنا مطلقا انما يبغض عمله وهذا نظام يصعب تطبيق مراعاته حتى على الاتقياء فلا يحل للمؤمن ان يبغض مؤمنا ولو كان ارتكب ما ارتكب نعم يبغض عمله وفسقه ولا يبغض ذاته فتعدي بغض فسق الفاسق المؤمن الى ذاته هذا تعدي وانحراف من المؤمن الاخر لا سيما وان بغض المؤمنين عند كثير من الاعلام لا اقول عند الكل محرم .
لاحظوا القلب ظائف كبيرة لديه وصعبة كل وظائف الفقه تترجم على صعيد القلب هذه وظائف في الجنة مخاطب بها المؤمن لا يمكن ان يكون القلب في هذه الدنيا مخاطب وهناك وفي الجنة غير مخاطب وانما يبقى نفسه ، فباطن الشريعة تصبح العقيدة وهذا تجديد نظر في البحث عن الشريعة بمعنى باطنها القلبي فيبقى حتى في الجنة وهذه هي تبعا لبيانات ائمة العرش وائمة الملكوت هذه الوظائف القلبية باقية حتى في الجنة .
ورد في سورة الدهر وسقاهم ربهم شرابا طهورا يبين ائمة العرش وائمة الملكوت يقولون هذا يطهر القلب وليس البدن ونزعنا ما في قلوبهم من غل اخوان على سرر متقابلين فاعظم طهارة هو طهارة القلب واعظم نجاسة نجاسة القلب وكذلك نجاسة العقل كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ، فيقول الفقهاء كما يقول الله تعالى انما المشركون نجس الفقهاء يقولون الاية او مصاديق ومراتب الرجس فيها هو رجس القلب والعقل وابن سينا عنده كتاب لطيف حجري مطبوع يثبت فيه بالبرهان الوحياني ان الكفر نجاسة بدءا من العقل يتنزل الى الروح يتنزل الى البدن فيحق للوحي ان يقول احد النجاسات هي الكفر والشرك بل نجاسة الكفر والشرك اشد من نجاسة الدم واشد من نجاسة الغائط ونجاسة البول ونجاسة الميته فاشد النجاسات العشر هي الكفر لانها نجاسة في العقل والفكر واعظم المطهرات هوالاسلام وليس الماء والشمس وكذا كذا .
نحن مكلفون في الجنة بالطهارة اي طهارة النية واعظم النجاسات هي النجاسات الروحية القلبية وهي تكون ينبوع النجاسات البدنية فكيف الانسان يتنفر من الغائط والبول يتنفر من نجاسة الكفر والشرك والنفاق حيث هذه اشد من نجاسة الغائط والبول فنجاسة المعصية اشد من نجاسة الدم والبول والغائط كما في بيانات ائمة الملكوت يقولون اذا نوى المؤمن معصية خرجت منه رائحة نتنة تأذت منه الملائكة والملكين الكاتبين يعني نية المعصية كنيف ورائحة الكنيف ونية الخير كالطيب يفوح مسكا يشمه الملائكة فترى القلب والنية امرهما عجيب فاما ينبوع الطهارة او ينبوع النجاسة .
فقضية لا اكراه في الدين هذه ملحمة مهمة يذكرها القرآن ان القلب هو محط الدين والعقيدة وهذا القلب شريعة ابدية في العوالم ودين ابدي وبالتالي يكون دينا وليس شريعة بمعنى البدن ولذا يؤكد ائمة اهل البيت في بيانهم العلمي في علم فقه الفروع على ربط علم الفقه والفروع بفقه القلب واصل فقه الفروع يرجع الى فقه القلوب وهو عيون الطهارات او النجاسات .
هناك رواية موجودة عن الصادق ان القلب حرم الله حافظ على طهارته من الشهوات والميول المحرمة والاعلام عندما يبحثون باب التجري في علم الاصول وربما بحثوه اكثر من علماء الكلام وعلماء الاخلاق فهو يرتبط بفقه القلوب لاجل ذلك اضطر علماء الاصول ان يبحثوه ووردت فيه طوائف من الروايات عن ائمة العرش ترجل عندها العلماء فالنية هي فعل القلب وما ادراك ما النية ؟ يبين الامام الصادق هذا المعنى وائمة اهل البيت بغض النظر عن العاطفة والتعصب تلألؤ المعاني عندهم عرشي فالامام الصادق كما في الوسائل يبحث عن الفلسفة العقلية لخلود اهل النار في النار واهل الجنة في الجنة نحن كتاب الوسائل ننظر اليه ككتاب فرعي بل هو كتاب فقه القلوب وليس فقط فقه الفروع ففي المجلد الاول في الوسائل يبين الامام الصادق الوجه العقلي والحكمة العقلية لخلود اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار بسبب النية فهي وقود وطاقة عابرة للعوالم كما قال جعفر بن محمد الصادق يعني عابر لعالم الدنيا والبرزخ وللرجعة وللقيامة حتى عابر الجنة والنار ما هذه النية وما هذا القلب? وهذا القلب مرتبط باي عالم هذا له بيانات نور اهل البيت ومن يتفطن لهذه الامور? لا العرفاء ولا الفلاسفة ولا المتكلمين .
فالقلب شريعة ابدية نعم شريعة البدن تنتهي الى يوم القيامة لكن هذه الشريعة الابدية وهي شريعة القلب هي الدين ويضطر الفقهاء ان يذعنوا بهذه الحقائق حيث يقولوا بان اول وظائف باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القلب انت ايها الانسان لست مسؤولا عن المنكرات في زمانك انت مسؤول عمن هو عابر للقرون اذا كانت وظيفة القلب التولي والتبري فهو عابر للقرون لان في عالم القلب لا يوجد قرن اول وثاني وثالث هناك ساحة محشر واحدة كم امر عظيم معجزة الدين الحنيف? الانسان مع من احب ولو احب حجرا لحشر معه وان احب الظب حشر معه وان احب فرعون حشر معه وكذا احب نمرود حشر معه احب الانبياء الطاهرين والمطهرين حشر معهم فالفقه من حيث يريدون او لا يريدون مضطرين ان ينفتحوا اليه .
باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اي التولي والتبري هي وظيفة عقائدية عابرة للقرون وللاجيال وللعوالم بل لماذا يستعرض لنا الله عز وجل بعض شؤون ترك الاولى عند الملائكة ؟ لكي يقول لا تكونوا هكذا فلا تضامنوا مع ترك الاولى وانما تضامنوا مع الاولويات يعني عابرة للعوالم فالقلب وما ادراك ما القلب يوم تبلى السرائر في عالم القيامة سيحاسب القلب حسابا دقيقا شديدا لذا من هاهنا يجب ترويض القلب قبل ان ننتقل الى هناك فهنا اسهل مكان لترويض القلب اما اذا انتقلنا الى البرزخ او الى الرجعة او القيامة فصعب جدا هاهنا محل رياضات القلوب اسهل ما يمكن حسب بيانات الوحي في الكتاب وبيانات ائمة النور ائمة الملكوت اهل البيت عليهم السلام .