« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/05/06

بسم الله الرحمن الرحيم

الشهادتين والولاية لله (تعالى) ورسوله (ص)

الموضوع: الشهادتين والولاية لله (تعالى) ورسوله (ص)

كنا في اية الكرسي واية الكرسي كما مر هي اية التوحيد واية الولاية ومر بنا ان اية الكرسي تشير الى منظومة من الايات الدالة على ان الشهادة الاولى ليس كما يصور فقط معرفة بل حقيقة الشهادة الاولى ولاية الله فلا ولي الا الله وليس فقط لا اله الا الله لا هو الا هو وانما لا ولي الا الله ولله الولاية وهنالك الولاية لله الحق كما يعبر ولله الشفاعة جميعا فبالدقة ولاية الله يعني الشهادة الاولى هذا توحيد ذات ازلية سرمدية هذا كله صحيح ولكن زيادة على ذلك الله ولي الذين امنوا انما وليكم الله يجب ان نعتقد بها في الشهادة الاولى .

كثير من الابحاث في الاستنباط يقولون اية انما وليكم الله في مقام الفقه السياسي نعم صحيح يستفاد من انما وليكم الله فقه سياسي ولا ننفي ذلك لكن ليست فقط في الفقه السياسي هي في الاصل في الفقه العقائدي ولاية تكوينية وتشريعية كما اية المودة هي ليس فقط في صدد التشريع الفقهي نعم يستفاد منها تشريع فقهي لكن في الاصل هي مفاد عقائدية المدلول المطابقي والمنطوق لها مفادي ومبدأ عقائدي فانما وليكم الله هي مرتبطة بالشهادة الاولى ومن يتولى الله هذه مرتبطة بالشهادة الاولى لا انها وظيفة فرعية بدنية .

في سورة النساء واضح انه في مقام بيان الايمان وسبب الغفلة الموجودة عند الفلاسفة او المتكلمين او الفقهاء في بياناتهم ان الاسلام يغاير الايمان هذا صحيح لكن بالتالي الدين الحقيقي هو الايمان وليس الاسلام الصوري يعني اذا تلفظت بالشهادتين في الظاهر مثل اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك رسول الله ولم يقل نشهد ان لا اله الا الله او على مبنى الوهابية والسلفية او السقيفة الموجودة في العرفان او في الفلسفة او في علوم اخرى او السقيفة في الفقه ممكن تكون اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد بالشهادة الاولى والشهادة الثانية فلماذا يركز الله على الشهادة الثانية؟ هل يزج الله عباده الى المخلوق ام الخالق؟ فاذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك رسول الله لماذا تقرأ هذه السورة في صلاة الجمعة؟ ومؤكد عليها او ظهر الجمعة لان فيها اية الولاية والنفاق .

﴿اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله﴾ هنا النفاق في اعتقاد النبوة وليس في اعتقاد الذات الازلية هنا القرآن في سورة المنافقين يثبت للمنافقين اسلام ظاهري وليس اسلام واقعي وهو يقول والله يعلم انك لرسوله وليس كما شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لكن هنا والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون فسورة المنافقين نص في هذا المجال وكذلك سور وايات عديدة في الاسلام الصوري ويترتب عليه اثار الاسلام لكن الاسلام الصوري لا الواقعي .

فلماذا يركز الله على الشهادة الثانية ولم يذكروا الشهادة الاولى الشهادة الثانية لها دور نظير قوله تعالى فلا وربك يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت انت يا رسول الله ويسلموا لك تسليما فدعوى ان الشهادة الاولى معرفة تجريدية بالذات الاحدية هذا بيان ناقص غير متكامل البيان المتكامل للتوحيد ان يتخذ الولاية لله في اصل الشهادة الاولى لما يقول اشهد ان لا اله الا الله يعني اعتقد لا حكم الا لله ولا ولي الا هو انما يعني لا اله الا هو يعني حصر الولاية بالله مثل لا اله الا الا الله وحصر الغنى بالله وحصر كل كمال قائم بذاته بالله كما هو صريح اية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت؟ يعني ولاية الجور وائمة الضلالة وطواغيت الضلالة فمن يكفر بائمة الضلالة ويؤمن بالله ائمة الهدى هم السبيل الى الله فقد استمسك بالعروة الوثقى فيأتي معترض يقول انه لم يستعمل القرآن الكفر والايمان والاسلام في الولاية وهذه غفلة عظيمة ونوم عميق .

فاذن الشهادة الاولى فيها ولاية الله وان لم نضمن ولايته فليس اليوم رضيت لكم فالولاية في الدرجة الاولى هي ولاية الله اليوم بان تقروا بالولاية لله ولرسوله لكن الولاية لا تقروا بها فلا اليوم رضيت لكم الاسلام هنا اسلام تسليم واليوم هو الولاية لله كمل عندكم دينكم خضوعكم وولايتكم لدين الله

اذن افراغ الولاية لله عن الشهادة الاولى خواء وتخوية يقولون بافواههم كذلك نأتي للشهادة الثانية نعرف نبوة سيد الانبياء ونقرر ونسلم بنبوته هذا ليس بكافي لا بد ان نقر بان سيد الانبياء ولي الاولياء بعد الله عز وجل فهو الولي انما وليكم الله ورسوله فهنا حصر انا ارسلناك نبيا ؟ هل قال انا ارسلناك نبيا بشيرا نذيرا؟ في كتب الكلام والفلسفة عرفت النبوة فقط هكذا هنا في بيانات القرآن الولاية رسالة ارسلناك شاهدا يحاسب يوم القيامة ويشرف على الاعمال ويراقب مسار سير الارواح في التكامل لذلك هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته هذه مرحلة ابتدائية ويزكيهم ولاية ويعلمهم الكتاب والحكمة فعندنا تعليم ظاهري وعندنا تعليم باطني .

فاذن الشهادة الثانية افراغها من ولاية الرسول هو خواء فلا يمكن نعتقد بان النبي قناة وحيانه ولكنه ليس وليا وحاكما هذا لا يمكن وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا اذن الشهادة الثانية نحن افرغناها عن ولاية الرسول هذا من ضمن النواقص الموجودة في بحوث العقائد سواء في لغة الكلام او الفلسفة او العرفان .

لاحظ في بيان هذه العقيدة نشهد برسالة النبي وبنبوته صحيح لكن القالب الجامع هو الشهادة برسالة الرسول بنص القرآن وهي ليست فقط رسالة النبوة والانباء وانما رسالة الولاية ارسلناك في المرتبة الاولى شاهدا الشهادة مقامها في بيانات القرآن بتعليم اهل البيت والولاية عنوان من عناوين الولاية لاحظ كم مورد في القرآن وصف سيد الانبياء بالشاهد والشهيد؟ يعني يعطي الله الصلاحية لسيد الانبياء ان يراقب الانبياء في اداء ادوار النبوة فهي منظومة ايات مثل واذ اخذ الله من النبيين ميثاقهم الاية واحد وثمانين في ال عمران اية عظيمة في شأن سيد الانبياء واهل البيت واذ اخذ الله من النبيين ميثاقهم لما اتيتكم من كتاب وحكمة اذن هذا الكتاب والحكمة والنبوة في مقابل ايمانكم ونصرتكم .

فلا يكفي انهم يصدقون برسول الله بل لابد من لتؤمنن به ولتنصرنه فلاحظ ايضا المشارطة من الله ان يعطي الانبياء نبوتهم مقابل ايمانهم بالنبي ولتنصرنه بوصيه ونصر الوصي هو نصر للنبي فاذا الله تعالى اعطاهم النبوة في مقابل ايمانهم بالنبي وتوليهم له فلاحظ الايمان بالنبي درجات ودرجة ايمان الانبياء بالنبي درجة خاصة وهم كوفئوا بان اعطاهم الله النبوة تقريبا اية الميثاق ونبوة النبيين شبيه اية المودة عوض ومعوض لكنها مودة خاصة لا يرقى اليها الاخرون يعني موالاة النبي لسيد الانبياء اعظم من موالاة بقية البشر لذلك كوفئوا بالنبوة فهنا في هذه الاية ليس فقط معرفة النبوة وانما ان النبي ولي منصور وامام .

فاذا في النبيين الله اخذ عليهم الولاية للرسول وليس فقط معرفة الرسول وانما الولاية للرسول اذن الشهادة الثانية كيف نفرقها عن معنى ولاية الرسول؟ هذا تفسير خاطئ ناقص عاطل الشهادة الثانية اذن مندرجة في الاولى الولاية لله وفي الشهادة الثانية الولاية للرسول وبالتالي الشهادة الثالثة تكون واضحة في امير المؤمنين ومعرفة الاوصياء فبالتالي الولاية ليست فقط في الشهادة الثالثة وانما في الشهادة الاولى والثانية والثالثة وما يمكن التفكيك الولاية عن الشهادتين والالتزام بالولاية في الشهادة الاولى والثانية والثالثة .

فاذن اية الكرسي تبين لنا ان كلمة التوحيد وكلمة التهليل ان لم تضمن الولاية لله ليست كلمة التوحيد وليست كلمة تهليل ذلك بان الله هو الولي هذا تركيب حصر ولم يقل لا ولي الا الله يعني هذا ضمير الحصر فافراغها من الشهادة الاولى هذا نوع تبليغ للعلمانية فالله هو الولي في سورة الشورى الاية التاسعة فكيف نفرغ الشهادة الاولى من ولاية الله؟ فهي ليست معرفة فحسب والله هو الولي الحميد الاية ثمانية وعشرين في الشورى فحصر الولاية لله فكيف نفرغ الشهادة الاولى من الولاية؟ وكما مر بنا هناك منظومة من الايات ان الولاية ثلاثية وليست ثنائية ففي بعض الموارد يبين انها ثنائية لكن يبين في بعضها انها ثلاثية.

 

logo