« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/05/05

بسم الله الرحمن الرحيم

قائمة بآيات الولاية في التوحيد و النبوة

الموضوع: قائمة بآيات الولاية في التوحيد و النبوة

كنا في اية الكرسي ومر بنا انها هي ايات التوحيد والولاية وانتهينا الى نقطة مهمة في اية الكرسي وغيرها من ايات وسور القرآن الى ان العقيدة الواجبة في التوحيد والنبوة والامامة والمعاد لا يقتصر على المعرفة فقط وان كانت المعرفة ركن ركين لكن علاوة على معرفة الله ومعرفة التوحيد لابد من ولاية الله بان يكون بين العبد والباريء ارتباط ، فالعبد يتولى الله ويسلم لله تسليما اي تسليما لولاية وحاكميته فلا يكون متمردا وانما يكون منقادا فالولاية تؤخذ بهذا المعنى يعني تولي العبد لربه واذا لم يتوليه فهذا ليس بموحد اصلا .

ابليس يعرف الله لكنه يتمرد عليه فمن يتمرد على الله كيف يكون موحدا؟ ويسلم تسليما؟ كما ان النبوة ليست معرفة فكرية لبراهين نبوة سيد الانبياء وبقية الانبياء فهذا ليس باسلام وانما لابد زيادة على معرفة النبي ان يسلم الانسان تسليما ولا يجد في نفسه حرجا من نبوة سيد الانبياء ولا يتبرم حيث التبرم شعور وليس فكرا ولم يكتف القرآن بالتسليم وعدم التبرم لاحظ هذه كلها جوانب غير المعرفة يعني العقيدة فيها اركان غفل عنها المتكلمون والفقهاء جلهم وكذا الفلاسفة والمفسرون لان المعرفة احد اركان العقيدة في التوحيد ولكن ركن اخر في عقيدة التوحيد هو جانب المشاعر القلبية والروحية فهذا ركن وليست تداعيات مترتبة وانما هي ركن ولهذا يكرر القرآن على عدم التبرم ولم يكتف بالتسليم انما افترض علينا قمة التسليم فقال ويسلموا تسليما فنحن لا زلنا في نصف الطريق ولما يدخل الايمان في قلوبكم فالايمان درجات فالنبوة ليست معرفة براهين النبوة فقط وانما هذه احد الاركان المهمة في النبوة وهي الشهادة الثانية لكن في الوظيفة العقائدية للاصل الثاني يشترط امورا مرتبطة بافعال القلب وافعال الروح ويجب ان نفرق بين افعال الفكر والقوة الفكرية وبين افعال القلب لذلك الباري تعالى يقول فلا وربك وهذا القسم هذا ليس من باب الاستحباب وليس من باب الكمال الندبي يعني نفي لاصل الايمان حتى تكون الولاية كتحكيم عملي وتسليم وعدم تبرم نفسي ووانما بقسم وبتأكيد والامر صعب في اعظم فريضة افترضها الله على العباد اعظم من الصلاة والحج والزكاة والقتل في سبيل الله والجهاد لا يبلغ صعوبته لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت فيجب ان تنظف عن نفسك التبرم والكراهية .

ثم ان كتب علم الكلام تعرضت لهذا البحث لكنها لم تستوعب كل وظائف العقائد وغفلوا عن اركان في وظائف العقائد لان البحث في المعرفة صعب فهذه العقبة لابد منها من ثم علم فقه القلوب يسهم في هذا الجانب يعني كيف يروض القلب وتروض الروح وتروض النفس فهذه معرفة اساسية ولكنها اساس ثاني .

ام ايمن يقول الامام الصادق اشهد انها من اهل الجنة ولكن لم تكن لديها معرفة تفصيلية وانما معرفة اجمالية لكن حبها للنبي ولاصحاب الكساء لا يوصف يعني جاذبية عظيمة يعني هذه جنبة عظيمة عندها وهذا ليس معناه الاستخفاف بالمعرفة لكن اهمية كلا الركنين هو ضروري وام ايمن هي التي استوحشت من المدينة المنورة بعد رحيل فاطمة وهامت على وجهها في البراري من شدة حبها لفاطمة وكرهت المقام في المدينة بحيث تزج بنفسها في المهلكة وهذا من بحث الشعائر ان ان ام ايمن المشهود لها انها من اهل الجنة هي خاصمت اهل السقيفة في حق فاطمة وان ردوا شهادتها في فدك ولكن مع ذلك من شدة حبها زجت بنفسها في المخاطر ونجاها الله وهي محمودة السيرة فهذا يفيد في بحث الشعائر انه قد الانسان يعرض نفسه للخطر لكن بالصدق هو عنده اشتعال في الشعائر وليس ديكورا .

هذا شبيه بما يقوله امير المؤمنين في اعتداء معاوية على الذمية التي تحت دولة امير المؤمنين ولو ان امرئ مات على هذا كمدا ما كان عندي ملوما بل كان حريا يعني المخاطرة في احياء الفضائل لها شأن فاذن المعرفة اساس مهم والولاية اساس مهم والولاية تكون عن التسليم .

الايات قبل وبعد انما وليكم الله ورسوله ترتبط بالمحبة والطاعة والانقياد وذكروا في كتب اللغة ان الولاية مقابل العداوة والمحبة مقابل البغض يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم مقابل الردة هوالمحبة فالردة هو الخروج عن الايمان وعن العقيدة والمحبة هي مشاعر قلبية فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم المقطع الاخير يعني لا يكترثون بتأثير وضغط اعلامي او اخلاقي او روحي من الاطراف الاخرى المنحرفة ولا يكترثون بالحرب النفسية ضدهم فمن يتأثر بالحرب النفسية هو متزلزل وكون الانسان ثابتا مبدئيا وعيا هذا يدل على ثبات الايمان اما اذا تأثر بالحرب النفسية والاعلامية والشتائم والاستهزاء والمعاداة فلا لان اللوم هو نوع من المعاداة فيتخوف من المعاداة وينبطح امام المعاداة نعم المداراة باللسان بحث اخر اما الانبطاح امام المعاداة والتسليم فهذا يكشف عن اشكال في الايمان .

ثم ان عدم التسليم للحرب النفسية والاعلامية وعدم الخوف من عداوات الاخرين هو كمال الايمان لان الانسان يتوتر مع الاخرين وفرق بين ان لا تتوتر وبين ان تستسلم وتنقاد للطرف الاخر تحت ضغط العداوات فلابد ان يفكك الانسان بين الملفات حينئذ في مقابل هذه المحبة انما وليكم الله يعني في مقابل بقائكم على الايمان يجب ان يكون هذا الركن موجودا وهو ولايتكم لله لا ولايتكم وتسليمكم لضغط الاعداء انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وهو علي ابن ابي طالب ثم يقول من يتولى الله ورسوله اذن الاعتقاد بالله ركن وتولي الله ركن فالتولي فعل العبد والفعل الذي بين العبد والخالق يصير ولاية فالفعل يتولى والمصدر ولاية ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ثم في مقطع اخر يقول اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وهنا الايات تتعرض الى اصل الايمان وليس تتعرض الى الوظائف السياسية او الفقهية فقط وانما الاية في الصميم تتعرض لوظيفة العقيدة من دون بقية الوظائف .

مثلا لاحظ اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم هذه الاية الكريمة ربما عند جملة من المفسرين او الفقهاء او المتكلمين يظنون انها في صدد فقه الفروع وهذا غير صحيح هذه الاية في الدرجة الاولى في صدد الطاعة في العقائد والعقائد ليس فيها احكام مولوية حتى في التوحيد اما الدور وغيره هذا كله في المعرفة واما في التسليم بالتوحيد والانقياد بالتوحيد وهو الولاية وهو الايمان هذه فريضة ، لذلك في الروايات المستفيضة بين الفريقين اول ما افترض الله على العباد ان يؤمنوا بالتوحيد يعني يؤمنوا بالله لان هذا الجانب فعل اختياري فبالترغيب والترهيب ينقاد الانسان وهذا معنى الفريضة وذكرناه في كتاب الامامة الالهية وهذا واجب يتوعد على مخالفته ويرغب في طاعته وقد قرر الله العقاب والثواب على التوحيد والايمان بالتوحيد .

كذلك الاية الرابعة في سورة الرعد قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم في سورة الرعد وهو عنوان من عناوين الامامة فهذه اربع ايات فاطيعوا الله واطيعوا الرسول في الدرجة الاولى في العقيدة والتسليم والانقياد ولا سيما عند من يقول بان اطيعوا ارشاد للانقياد لله وللرسول معنى الشهادة الاولى متقوم بالانقياد والتسليم لله وهو تولي لله وطاعة الله وهو الايمان بالله فهذه الثلاثية ذكرها القرآن في اربع سور واربع ايات فحقيقة الشهادة الاولى من الخطأ ان نفسرها كما ربما في عبائر الفقهاء او المتكلمين او المفسرين انها معرفة ذات الاحدية فالشهادة الاولى ليست صرف المعرفة وانما الشهادة الاولى تسليم .

الاية الخامسة كذلك وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون اية ، المودة ايضا فيها ثلاثية مودة وقربى والنبي والله فهذا ليس قرب شخص عادي وانما قربى رسول الله ومن يتولى الله ورسوله ما ربط ان يتولى الله بامن بالله ؟ فصرف معرفة ليس ايمانا بالله وصرف معرفة الله ليس تولي لله لاحظ بيان النبي ابراهيم واسماعيل مع ان هذا الدعاء طلبه النبي ابراهيم واسماعيل بعدما نال الامام والنبوة والرسالة والخلة فطمع في مقام اكبر واعظم من الامام العامة فطمع في الامامة الخاصة ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك فهذه الاية السابعة .

اية المباهة هي الثامنة بل هذه تفصيل للثالث بعد فاطمة والحسن والحسين وليس فقط امير المؤمنين يعني هذه ركن الاسلام البعض يسائلون اين ذكر الله غير النبوة والتوحيد؟ نقول هذا هو وهذه هذه الايات هي في صميم بحث الايمان والوظائف العقائدية وليست الوظائف الفرعية نعم ايات الشهادة سواء في سورة الحج او سورة البقرة ومن ذريتنا امة مسلمة هو ليس فقط شخص سيد الانبياء كذلك اني جاعلك للناس اماما هذا الجعل في صميم هوية الدين كجعل اني جاعلك نبيا رسولا وكجعل اني جاعل في الارض خليفة المقصود ما شاء الله من الايات التي تدل على ثلاثية اصول الدين وان الاصل الثالث لا كما يتوهمه البعض.

لاحظ شخص عنده معرفة بامير المؤمنين وبالائمة الاثني عشر وباهل البيت لكن ليست لديه تسليم ومحبة شديدة وانما عنده محبة لا تسمن ولا تغني من جوع فليست شديدة لان في العقيدة يقول قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى هذه ليست فريضة فقهية فرعية انما اية المودة فريضة عقائدية اذن المودة دخيلة في العقيدة والمودة فعل القلب وفعل المشاعر لان الدين جعل عدله في مودة الله والنبي والقربى قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى فاية المودة ليست فريضة فقهية فرعية وانما هي افعال عقائدية وافعال القلب .

نعم افعال القلب فيها فرائض فقهية فرعية موجودة لكن افعال القلب غالبا افعال عقائدية فهنا جعلت المودة عوض اجر كل الدين وكل الشريعة واساس الدين هو العقيدة والفروع تكون تبعا وهذا البحث اثارة صناعية علمية في علم الكلام او العقيدة المقصود اية المودة وفريضة المودة مرتبطة بقوام الايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وعبد الله بن عباس يقول اول السابقين واول الاولين هو علي ابن ابي طالب لان الاية في سياق السابقين للايمان واول السابقين هو علي ابن ابي طالب وعبد الله ابن عباس عنده برهان لطيف يقول كل الامة مأمورة بان لا تجعل في قلبها غلا لعلي ابن ابي طالب سواء ابو بكر عمر عثمان وبقية الصحابة وهذه ليست وظيفة فقهية او عقائدية فاية المودة اية عقائدية مطابقة ومنطوقا وليست بلوازم عقائدية لانها جعلت المودة عدل الدين وليس شريعة الفروع مما يدلل على ان المودة قوام الايمان بالله والايمان بالرسول والايمان بالقربى .

السيد المرتضى يقول امر الله كل الامة بان يصلوا على النبي والال سواء في الصلاة او في التشهد او غير التشهد وهذا ضروري الدين يقول هذا الامر من الله ان على الامة كلها ان تتولى الرسول وتتولى الال فلما تصلي لا بد ان تحب والا كيف تصلي على من لا تحب ؟ وهذا الاستدلال اولا يدل على لزوم المعرفة بالنبي والال وايضا يدل على لزوم التولي للنبي والال فالصلاة على النبي والال تودد وتحبب فعندما نقول في التشهد اللهم صل على محمد وال محمد فهذه ليست لقلقة لسان انما ارادة جدية .

لنسأل الفقهاء هل الصلاة التي في التشهد الواجب فيها فقط لقلقة لسان او الواجب فيها دعاء جدي ؟ وقد اثار هذا استاذنا الاميرزا هاشم الاملي في بحث التشهد عندما نقول اشهد ان لا اله الا الله ننشئ الشهادة ام لقلقة لسان؟ او ارادة استعمالية او تفهيمية وليس هناك ارادة جدية ؟ فالواجب في تشهد الصلاة ما هو؟ هي ارادة جدية تنشئ جدا اني اقر واسلم لله واقر واسلم لرسول الله فالصلاة على النبي والان هكذا هي ارادة جدية وليست لقلقة لسان واستعمالية وتفهيمية وانما جدية فيتقوم التشهد وهو عقيدة بالمحبة لله وللرسول فهل اية المودة فريضة عقائدية او فريضة فرعية؟ بحث غزير ايانا والخداع ان نظن انها فريضة فرعية.

 

logo