47/04/29
للتوحيد ركنان المعرفة والولاية
الموضوع: للتوحيد ركنان المعرفة والولاية
مر بنا ان اية الكرسي بالدقة ثلاث ايات تتعرض للولاية وتبين ان قوام التوحيد بالولاية ، فالايمان بالتوحيد يعني الولاية لله فليس التوحيد مجرد معرفة تصورية فكرية بالله تعالى وباحاديته او بواحديته بل التوحيد هو التسليم والتولي للباري تعالى فالتوحيد متقوم بالمعرفة فالركن الاول في التوحيد وفي الدين المعرفة كما قال امير المؤمنين اول الدين معرفته ولكن ليس كل الدين فلا بد من ذلك لكن المشكلة انه اذا نقتصر على المعرفة اذن الكفار كلهم موحدون وهذا غير صحيح فالمعرفة لابد منها ومعرفة النبي والامام لا بد منهما لكن هل الايمان صرف المعرفة بالله وبالرسول وبالامام؟ الايمان عمل كله كما يقول الامام الصادق وهو ليس عمل بدني يعني يجب ان يكون هناك تسليم قلبي فالتسليم فعل القلب وانقياد قلبي وهو اعظم من الانقياد البدني .
لذلك لاحظ في قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك هذا عمل ولا يجدوا في انفسهم حرج ويسلموا تسليما هذا عمل واللطيف في زيارة النبي وزيارة امير المؤمنين السلام على المسلمين لك بقلوبهم تسليم قلبي بعد المعرفة فالتسليم بعد المعرفة لكن معرفة بدون تسليم لا يمكن وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم يعني لم يسلموا فاستيقان النفس شأن عظيم اما المعرفة والتسليم والخضوع والانقياد امر اخر فالايمان متقوم بالمعرفة لكن المعرفة مع التسليم لذلك الاية الشريفة ان الله وملائكته يصلون على النبي ثم يذكر ويسلموا تسليما ولم يذكر ويسلموا سلاما يعني هذه الاية فيها معرفة وفيها ولاية فلابد من المعرفة والولاية والتولي فالايمان بعد المعرفة ركن ركين في الولاية والولاية ركن ركين وهو التولي والخضوع والانقياد والمحبة والمودة وهي سبب للتسليم والانقياد .
ايود احدهم لو يعمر الف سنة هنا استعمل القرآن كلمة يود ولم يستعمل كلمة يحب لان المحبة الشديدة وبحرص شديد تسمى مودة وهي فريضة ملقاة علينا تجاه اهل البيت تبعا للنبي لانهم قربى وتبع للنبي والنبي تبع لله فالفريضة الملقاة علينا وعلى قلوبنا ليست محبة اهل البيت فقط ولا محبة النبي ومحبة الله ومحبة اهل البيت بل الفريضة الملقاة علينا وعلى الجن والملائكة وكل الكائنات هو المودة فالمحبة شيء والمودة شيء اخر المودة شدة الحب مع شدة الحرص وغالبا نحن في قصور وتقصير عن الاتيان بهذه الفريضة الايمانية يعني نفس فريضة الايمان لم نأت بها والله اعلم انه متى نأتي بها .
شهداء كربلاء كانت عندهم هذه الايمان واتوا بها هناك حديث متواتر عن النبي عند السنة على حدة وعند الشيعة على حدة وهو حديث جذع النخلة وهذا الجذع جامد وليس حيوان ولا انسان ولكن شدة حبه وحرصه للنبي كشف الله ببركة النبي عن بكائه والمتكلمون يصورون ان بكائه معجزة كلا بكاؤه حقيقي وانما الكشف عن البكاء معجزة فالجمادات عندها روح ولكنها صامتة يعني غير منكشفة لنا وما كانوا يستترون فنحن نشعر او لا نشعر قامت القيامة او لم تقم الجلود والايدي والالسن تشهد ولكن نحن لا ندرك شعورها فالجمادات شاعرة وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم وابصاركم وجلودكم في سورة فصلت وهذا غير يوم القيامة حيث قالوا لم شهدتم علينا؟ قالوا انتطقنا الله هنا في دار الدنيا انتم لا تستترون عن ادراك الجلود هذه الجلود الجامدة لها ارواح تشهد وتتحمل وتسجل فكل شيء جامد الان له شعور وله روح يشهد ويدرك ونحن لا نشعر بشهادتهم ويوم القيامة يدلون بالشهادة قالوا لم شهدتم؟ يعني لماذا اديتم الشهادة؟ فيوم القيامة لا نسأل كيف علمتم ومن اين علمتم انتم؟ وانما نقول لما اديتم الشهادة ولما شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله وليس قالوا اعلمنا الله لانه نحن شهدنا هذا الشيء وكنا غير ناطقين الان صرنا ناطقين وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم وابصاركم وجلودكم ولكن ظننتم يعني ظنكم هذا الشيء .
فاذن هذا الجذع ليس بكاؤه معجزة النبي وانما البكاء موجود وانما الله ابكاءه للاخرين وهذه ملحمة عجيبة في جذع النخلة حديث متوتر عن النبي رواه كل من الفريقين وذكروا دلائل وبراهين نبوة سيد الانبياء وجدع النخلة البعض يقول ان الروايات الواردة في تفسير العسكري ان الاشجار كذا كذا هذه خرافات نقول له هذا الحديث المتواتر في جذع النخلة ماذا تصنع به؟ هذه ارتكازات مادية علمانية فيك وربما تؤثر على الباحثين وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم وابصاركم وجلودكم ولكن ظننتم يعني تظنون ان الجمادات اموات وليس لها روح تشهد وتسمع نحن نقول تشهد وتسمع بل تتكلم وتنطق الا ان نطقها محجوب عنا .
فالمقصود ان الولاية والتسليم والخضوع ركن الايمان وهذا التسليم القلبي هو المودة ومر بنا المودة شدة الحب والحرص والنبي يقول عن جذع النخلة ارأيتم كيف مودته؟ هذا الجذع الجامد وحرصه الشديد في محبة النبي هذه الفريضة امرتم بمودتها ومودة اهل بيتي وجلكم مقصرون في ذلك اذن الله امر بمحبة ذوي القربى والنبي امر بالمودة التي هي شدة الحرص في المحبة ايود احدهم لو يعمر الف سنة؟ وبصراحة هذا الايمان لايكون الا للاوتاد والا الغالب او الكل ليست محبة الله ومحبة الرسول وال الرسول احب اليهم من انفسهم واموالهم واولادهم قل ان كانت مساكن ترضونها واموال اقترفتموها وازواجا احب اليكم هذي في سورة التوبة يعني عدم ايمان او نقص ايمان ومن يستطيع منكم ان تكون محبة الله في قلبه ورسوله اشد من محبته لنفسه وماله وولده ؟ وهذا الامر لا يوفق له الا الكملون وهذا هو اصل الايمان .
فنحن درجة ايماننا ومحبتنا في مهب الريح وفي كف يد عفريت فلاحظ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا يعني ضيق وتبرم وليس فقط في القضاء وانما في كل احكام الدين فلو وجدنا في انفسنا حرجا في حكم من احكام الدين فلن يستقر ايماننا فلا وربك لا يؤمنون يعني صعبة جدا فالله نفى الايمان لا انه نفى الايمان الكامل عنهم ثم بعد ذلك يقول ويسلموا تسليما يعني يجب ان تنجذبوا وهذا ليس بكافي ولا بد الانجذاب شديد كالمودة الشديدة ويسلموا تسليما وهذه شروط صعبة جدا نحن في روضة الايمان روضة الاطفال والا هذه الشروط في الاية الكريمة من يستطيع ان يلبيها؟ كما ان اية المودة صعبة .
سبب ان كثيرا لا ينقادون لاهل البيت لان هذه الفريضة التي افترضها الله من المودة لاهل البيت صعبة نحن نفكرها سهلة فليس فقط اصل المحبة وانما المحبة الشديدة والحرص الشديد والاقبال الشديد فليس عندي كراهة لاهل البيت ولا عندي عداوة لاهل البيت وانما المحبة الشديدة وهذه صعبة .
ورد في اقسام الناصب في كتب اهل السنة وليس الشيعة احد الباحثين منهم استقصى خمسة عشر قسما من الناصبين الان هل الناصبي حكمه واحد او مختلف؟ هذا بحث اخر فليس احكام الناصب على درجة واحدة ولكن احد اقسام الناصب من رويت له فضيلة في علي فشك فيها فالشك درجة من التبرم والرواية عند العامة لا تقول : لا تفكر ولا تتدبر فيها انت تتدبر وتفهم وحاول ان تتفهمها وتعرفها فمن حق الانسان ان يعرف ذلك لكن ان يتبرم في الوهلة الاولى من دون تثبت وينفر وينزعج فهذه كراهة خفية في القلب لامير المؤمنين ودرجة من النصب انه ما رويت له فضيلة في علي فشك فيها .
اذن شرائط الايمان في اية المودة او في اية سورة النساء فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك وفي سورة الشورى هذه الشرائط صعبة جدا وانما يوفق لها الكملون والاوتاد والابدال اما نحن فمن يوفق لشدة المحبة والحرص على المحبة ؟ شهداء كربلاء وفقوا لها اما نحن فالركب يسير والموكب يسير عسى ولعل وليت .
لاحظ اعظم الفرائض الدينية نحن في قصور وتقصير عن ادائها وهي فريضة الايمان فالايمان ليست صرف معرفة ، نعم المعرفة ركن اول اول الدين معرفته لكن كماله اكملت لكم واليوم رضيت لكم يعني تسليما والانقياد الكامل التام واية الكرسي في هذا الصدد فمن يكفر بالطاغوت؟ يعني التبرم ويؤمن بالله يعني يؤمن بولي الله هنا تمت عنده لا اله الا الله مقابل الطاغوت والطاغوت مخلوق يعني خليفة الله وولي الله والكفر والشرك اغلبه في الكفر والشرك بولي الله يعني الشرك بالله هو الشرك بولي الله وبولاية الله لان الله لا يقابل بالمخلوق وانما الذي يقابل بالمخلوق مقابل حاكم الجور هو حاكم العادل وخليفة الله
الطاغوت لم يطلق كما مر بنا على عبادة الاصنام والاوثان وانما الطواغيت هم الحكام الجور وولاية الجور تولي لحكام الجور فانت ان تبرأت من حكام الجور ومن ولاية الجائرين وولاية الطغاة هنا صدق انك تقول لا اله الا الله يعني سبيل ولاية الله هو خليفة الله فولاية الله قوامها بالتسليم وبالانصياع والانقياد التام الى خليفة الله وهو ابرز مظهر للانقياد التام لله تعالى فعندنا التوحيد وعندنا معرفة بالتوحيد وعندنا ايمان بالتوحيد المعرفة جزء ناقص غير كامل من التوحيد التوحيد الكامل ان يكون بالولاية فمعرفة مع التسليم والانقياد والا لا يكمل الدين ولا يكون مرضيا من ثم روح الشهادة الاولى والشهادة الثانية هي الشهادة الثالثة والا تكون الشهادة الثالثة شيء مجمد قالوا يد الله مغلولة يعني مجمدة فريزر وتوحيد مجمد بلاخاصية ومسرطن اما لما تعتقد وتنقاد وتسلم وتتولى حينئذ تتولى الله ورسوله وخلفاء الله وخلفاء الرسول حينئذ يكون هذا توحيد حقيقي غير مجمد ، فيد الله مخلوق من مخلوقات الله ، قالوا يد الله مغلولة يعني هذه المخلوقات التي خلقها الله غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا فيد الله ليست مغلولة بل مبسوطة.