« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/04/28

بسم الله الرحمن الرحيم

منظومة الشهادات الثلاث في الآيات القرآنية

 

الموضوع: منظومة الشهادات الثلاث في الآيات القرآنية

 

كنا في اية الكرسي ثلاث ايات ومر ان اية الكرسي تسمى باية التوحيد او اية الولاية او اية ولاية التوحيد يعني ان التوحيد وركن التوحيد ولاية الله فاية الكرسي في صدد حضور توحيد وامتداد التوحيد الى عوالم الفعل وعوالم المخلوقات وعوالم الفعل الالهي لكن لا يؤوده حفظهما ولا يحيطون بشيء من علمه يعني له ملك وسيطرة ، وعلى بعض القراءات وما تحت الثرى فاية الكرسي لها عدة قراءات نفس كلمة قيوم مر بنا جامعة لصفات الفعل الى ان تقول الاية الكريمة فمن يكفر بالطاغوت؟ الطاغوت هو حكام الجور مرتبط بالتولي والتبري .

نلاحظ في الاية الكريمة الثانية في اية الكرسي اخذت التولي والتبري في التوحيد ولم تأخذ الصلاة والحج والصوم فمن يكفر بالطاغوت يعني التبري من الطواغيت وهذا بحث الولاية سماه القرآن كفر بالطواغيت يعني بحث ايمان وعقيدة فالولاية عقيدة وهي ليست كاصل منحاز عن التوحيد وانما مأخوذ ركنا مقوما في التوحيد ، يا علي كذب من امن بي وكفر بك وكذب من امن بالله وبي وكفر بك ما امن بي من كفر بك فلاحظ هنا في نص الاية الكريم فمن يكفر بالطاغوت يعني التبري من الطواغيت ومن ائمة الجور فهو عقيدة وليس صرف عمل سياسي ان لا تتلوث بسياسة انظمة الجور بل هذا مأخوذ في نفس الايمان وفي نفس العقيدة وهو التبري من ائمة الجور فالولاية قوامه بالتبري .

كذلك قوله تعالى ويؤمن بالله الكلام الكلام ، ضميمة التبري والتولي الى الايمان بالله فاولا كانما الانسان لا يستعد للايمان بالله ولا يتهيأ للايمان بالله الا ان يتبرأ من الطواغيت فيكفر بها اذن الكفر بها يعني الانقطاع عنها عقيدة حينئذ يتأهل للايمان بالله وللتوحيد لا ان الايمان بالله اسبق ، بالعكس وانما التبري والانقطاع عن ائمة الجور وولاية الجور هذا شرط مقدم لنيل الايمان بالله اي التوحيد فهو امر عقيدي مفروغ منه وكونه مقدم يعني مأخوذ في التوحيد فالايمان بولاية الله والتبري من ائمة الجور مأخوذ في الايمان بالله .

مر ان الايمان بالتوحيد امر والتوحيد كمعرفة امر وشأن اخر فمن يكفر بالطاغوت اذن الولاية لله من ولاية اعداء الله مقوم للايمان بالله وللايمان بالتوحيد وهذا البيان في اية الكرسي اذا تتدبر فيه لا يقل عن اية اكمال الدين في اخذ الولاية وفي اصل الايمان بالتوحيد بينما اية الاكمال قد يقول قائل اخذ في اصل الدين وان كان اصل الدين هو التوحيد لكن صورة قالبا هناك مأخوذ في اصل الدين يعني في يوم الغدير فالشهادة الثالثة الاقرار بها رضيت لكم الاسلام بالشهادة الثالثة او اكملت لكم الاسلام بالشهادة الثالثة دينا واعظم شيء في الاسلام والدين هو التوحيد ولكن هنا النص اكثر صراحة واكثر بيانا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى يعني تولي ائمة الجور عين عبادة الاوثان والتبري من ائمة الجور عين التبري من الاوثان والاصنام وسورة البقرة مدنية فتوهم ان في القرآن استعمل الكفر والشرك فقط في الاوثان والاصنام هذه دعوة جوفاء بعيدة عن الحقيقة وانما استعمل الشرك والكفر في القرآن في مواطن الولاية وفي التبري والتولي وهو الاكثر لا انه شيء بعيد عن ظهور الايات في الشرك والكفر .

فلاحظ فمن يكفر بالطاغوت فالطاغوت ليس وثن وليس اصنام فكيف تدعي ان الكفر والشرك في القرآن ليس بلحاظ الولاية وانما بلحاظ الاوثان ؟ نعم هذا لو كان الكلام في الايات المكية لربما صح لكن في العهد المدني كيف؟ كذلك في الاية الثالثة والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت لا تقصد الاصنام فهذا بعيد عن حقائق ظاهر القرآن وفي موارد عديدة في ظاهر القرآن استعمل الشرك والكفر في غير الاوثان ونفس المبحث الذي مر بنا في العقائد وهو الانقطاع عن الاسباب والمسببات او الركون القلبي للاسباب والمسببات منعزلة عن النظر بها الى الله اعتبره القرآن شركا فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون يعني سلسلة الاسباب .

هل الاسباب والمسببات اوثان او غير الاوثان؟ فسلسلة الاسباب اذا جعلتها مستقلة واكترثت بها يعتبره القرآن شركا وكفرا فليس استعمال الشرك والكفر في القرآن حصرا في عبادة الاوثان فالقرآن استعمل الشرك والكفر في الولاية سيما ان السورة هنا مدنية والسور الطوال كلها مدنية يعني اكثر من نصف القرآن مدني بل نفس كفر ابليس الذي يصفه القرآن ليس كفره لعبادة الاوثان فابليس ليس عابد اصنام هو ابليس نفسه يقول خلقتني يعني انت يا الله خلقتني فاعترف بالخلقة خلقتني من نار وخلقته من طين فعنده توحيد في الافعال او ارأيت هذا الذي فضلته علي؟ التفضيل يعني اصطفاء او كرمته عليه فاي كفر لابليس ؟ هو كفر بالولاية او التعبير في اخوة يوسف تالله لقد اثرك الله علينا يعني اصطفاء فابليس كفره قبل الوثنية والمشركين فهو كفر ولاية وحتى ورد في القرآن في السور المكية كفر ابليس فكيف نقول القرآن لا يستخدمه الكفر والشرك في الولاية؟ وانما يستخدمه في الاوثان والاصنام ؟ هذه دعوة عجيبة ، ثم يقول بان الروايات الورد خلاف ظاهر القرآن ويضرب بها عرض الجدار اي كلام هذا؟ فما تبينه رواية اهل البيت متواترة في هذا المجال وليست مستفيضة وترشد الى ان الكفر استخدم في القرآن كله في كفر الولاية بخلاف غيرها .

يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ليكفروا به فالتبري من الطاغوت مرتبط بالعقيدة فاخذ التولي والتبري في اصل العقيدة في الايمان فكيف نصور ان الاقرار العقيدة غير مأخوذ فيها ولاية الله او التبري والتولي ، فالتشهد عبارة عن الاقرار بالعقيدة ليس الا والا الاقتصار على الاقرار بالتوحيد دون ولاية الله هذا هو الكفر بعينه في منطق القرآن وليس هو الايمان لذلك الامام الرضا في بيان الحقيقة الشرعية للتشهد لا اله الا الله الشهادة الاولى حصني ومن دخل حصني امن من عذابي فيقول الشهادة الاولى تقود الى الجنة ولكن بشرطها وشروطها هي حصن وانا من شروطها لانه يمثل ولاية الله اني جاعل في الارض خليفة فمن هو خليفة الله؟ هو الامام الرضا في زمانه فلا اله الا محمد رسول الله هو حصن الله وان مشركي قريش ومشركي الحجاز يقرون ان الله مهيمن على كل شيء ومع ذلك لكنه لا يسلمون بولاية الله في رسوله وفي ال بيت رسوله ، ولئن سألتهم من خلق السماوات ليقولون الله بل يدعون انهم على نهج ابراهيم الخليل والذي حرفنا عن نهج ابراهيم هو سيد الانبياء فيقولون صبأ يعني صار علمانيا وترك دين ابراهيم ودين اجداده فلا اله الا الله هي الشهادة الاولى ولكن بشرطها وشروطها فهي حصن الله .

في البيان نقلناه في تفسير العسكري اليه يصعد الكلم الطيب قال لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله هذه ثلاث كلمات طيبة اذا صار الطيب يصعد بشرط ان تعتقد بهذه الشهادات الثلاث قلبا وهو مطابق لسلموا تسليما وليس سلاما شبيه ما ورد فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني يسلموا تسليما .

ايضا هذه الاية التي مرت بنا تعني ان الايمان لا يمكن ان يكون بدون ولاية فلا وربك لا يؤمنون يعني قسم فلا تكونوا الشهادتين ايمان حتى يردفها الولاية لسانا وقلبا اية الاكمال واية النساء فلا وربك لا يؤمنون واية الكرسي والكلم الطيب في سورة فاطر فمنظومة الشرك والكفر في الولاية المذكور في القرآن الكريم يعني منظومة من الايات تبين ان الشهادات الثلاث قوام للتوحيد وبالدقة الشهادة الثالثة عندما نقول علي ولي الله يعني ولاية الله تتجلى وتظهر في ولاية النبي وولاية علي ابن ابي طالب كما ان الشهادة الثانية هل هي شهادة للرسول كمخلوق من المخلوقات؟ واي ربط برسالة سيد الانبياء بتوحيد الله؟ لماذا يرتبط توحيد المسلم بالله بالشهادة الثانية ؟ فاذا كانت الشهادة الثانية اقرار بمقام مخلوق من المخلوقات ما ربط ذلك بتوحيد الله؟ وباصل دين الاسلام ؟ فهو ليس الله وانما رسوله فلماذا ربط الدين والتوحيد بالشهادة الثانية؟ الكلام الكلام مما يدل على ان التوحيد لا يتقرر بالشهادة الاولى فقط وانما بالثانية والثالثة انت لو اردت ان تكون جموديا في التفكير فتقول التوحيد هو الشهادة الاولى فهل المعارك الذي يخوضها القرآن مع المشركين حول الشهادة الاولى او الثانية؟ لان في الحقيقة الشهادة الثانية ترجع الى ان الحاكم هو الله وكيف يحكموك وعندهم حكم الله؟ يعني يرجع الى حاكمية الله في التشريع وحاكمية الله في الولاية .

ففي الحقيقة الشهادة الثانية ترجع الى شأن الله في مقام التشريع والنبي مظهر لذلك وتجلي لتشريع الله ولحصر التشريع بالله كذلك اشهد ان عليا ولي الله يعني بحث الولاية وولاية امير المؤمنين بنص القرآن في الرتبة الثالثة انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا فعلي ولي الله يعني ولاية الله والممثل لهذا الامر هو امير المؤمنين بعد رسول الله فدعوى ان الكفر والشرك لم يستعملا في القرآن في غير الاوثان هذا امر عجيب انا اقول بالعكس كله استعمل في الولاية وحتى التشريع قالوا ولاية التشريع وولاية التنفيذ وولاية السلطة يعني حتى حقيقة الشهادة الثانية ترجع الى الولاية ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله وهذه هي الشهادة الاولى وبعثنا هي الشهادة الثانية والشهادة الثالثة هي الكفر بالطاغوت يعني تولي وتبري يعني الدين الموحد بين جميع الرسل متقوم بالشهادات الثلاث وهذا قبل سيد الانبياء فكيف يقال ان القرآن لم يستعمل الايمان والكفر في الولاية؟ وهذه الاية تقول من بداية الخلقة منذ ادم ولقد بعثنا في كل امة فكلمة الطاغوت شفرة مهمة في القرآن ان بحث الولاية كلمة الطاغوت نص فيها لا قضية وثن ولا اصنام وانما هنا الاصنام الحقيقيين هم الطواغيت.

 

logo