« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/04/27

بسم الله الرحمن الرحيم

الولاية والتوحيد في آية الكرسي

 

الموضوع: الولاية والتوحيد في آية الكرسي

كنا في اية الكرسي ومر ان هذه الاية الاحرى تسميتها باية التوحيد واية الولاية وان ايات الكرسي تؤكد وتشدد وتبين بشكل قوي ان التوحيد يتقوم بولاية الله والا اذا كنت تعتقد وتؤمن بالذات الالهية انها لا محدودة ولكنها مجمدة فهذا ليس اله وهذا نقص في التوحيد ان لا تؤمن بولاية الله ، والا كأنما تكون مثل من يقول اؤمن بالله وبالصفات الذاتية له ولكنني اجحد الصفات الفعلية وانكر شؤون الله في المخلوقات، والفلاسفة والمتكلمون يعترفون ان انكار الصفات الفعلية حقيقة ولبا يؤول الى انكار الصفات الذاتية وانكار الصفات الذاتية تؤول الى انكار الذات الالهية فاذن التوحيد الكامل التام هو الذي يمتد ويتوسع الى الصفات الذاتية والصفات الفعلية هي ولاية لله ومن ثم يطلق القرآن في مواطن عديدة بل في بدء الخلقة يطلق الكفر على من كفر بولاية الله وان ادرك الذات ، فابليس في بدء الخلقة الالهية كفر في تمرده على الولاية وهذا ذكر على الاقل في سبع سور مع ان ابليس ليس عنده نقص في اصل المعرفة بالذات الالهية اللا محدودة وان لله الجانب التشريعي وانما كفر ابليس نشا انه لم يخضع ولم ينقاد لولاية الله في خليفته فتمرد على ولاية الله .

فخليفة الله وهو مظهر بين لولاية الله والتمرد عليه في الحقيقة تمرد على الله وكفر ابليس هو كفر اصطلاحي وليس كفرا لغويا مع ان ابليس مؤمن بالله قال اخرج منها مذؤوما مدحورا وان عليك اللعنة الى يوم الدين لاملان جهنم منك وممن تبعك وسمي ابليس لانه يائس من رحمة الله فهو كان من الكافرين فاية الكرسي تبيين ان الولاية لله ومر بنا في الاية الكريمة الله لا اله الا هو هذا التهليل هو طبقات وهذا نظير الصفات الذاتية فالتهليل درجات فلابد ان ينطوي في الشهادة الاولى الولاية لله ومظهر الولاية لله والولاية لاولياء الله انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا هي شهادات ثلاث فالولاية لله تتقوم بشهادات الثلاث و ولايات ثلاث اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وهذه يعني ان التوحيد ليست طبقة واحدة فعندنا توحيد في الذات وتوحيد في الصفات الذاتية وتوحيد في الصفات الفعلية ولا يتم الواجب من التوحيد من دون الصفات الذاتية ولم يقل بهذا احد من المتكلمين ولا الفلاسفة ولا المفسرين ولا الفقهاء بانه يتم التوحيد من دون الصفات الذاتية لا اقل اجمالا الاقرار بالصفات الذاتية مقوم للتوحيد والايمان الاجمالي بالصفات الفعلية مقوم للتوحيد والا اصل ان الله رازق ان الله محيي ان الله مميت ان الله يبسط الرزق ما ربطها بالذات اللا محدودة ؟ فالله ليس له شريك في مقام الذات ولا في مقام الصفات ولا في مقام الافعال.

فاجمالا هذه المقامات الثلاثة لابد منها وهذا المقام الثالث هو الولاية فاية الكرسي او اية الولاية او اية التوحيد تركز على هذا المعنى انه الله لا اله الا هو الحي القيوم وما قال لا اله الا الله او لا اله الا هو ، والقيوم كما قالوا هو مجمع الصفات الفعلية فهي صفة ذاتية تنبثق منها صفات فعلية اسم ينبق منه الصفات الفعلية الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات والارض ثم نفس هذه الاية الله لا اله الا هو تكررها اية الكرسي في الاية الثانية منها فمن يكفر بالطاغوت يعني لا اله كفر بالطاغوت والطاغوت هو بحث الولاية فلو لم تكن الولاية دخيلة في التهليل وفي التوحيد لماذا يقحم بحث الولاية؟ فما ان يؤتي بكلمة طاغوت يعني ولاية .

فاذن لم تفسر لا اله بمعنى التبري وليس فقط انكار الشريك في الذات وانما انكار الشريك حتى في مقام الولاية لاحظ القرآن كيف يصدع ويصدح بان الولاية دخيلة في التوحيد هو الشرك والكفر والايمان ، وسورة البقرة هي من اوائل السور المدنية يعني قريبة للعهد المكي فمن يكفر بالطاغوت فحينئذ يؤمن بالله اذن الكفر بالطاغوت هو بحث الولاية وبحث الولاية وربط الايمان بالله بالتوحيد والا التقابل بين الطاغوت المخلوق البشري مع الذات الالهية هو التقابل مع ولي الله فاما هو ولاية الطاغوت او ولاية خليفة الله لكن ولاية خليفة الله تجلي لله تعالى والا كيف يصير خليفة ؟ والله لا ينحسر عن شيء فنفس هذا التقابل شيء بين يعني الايمان بالله متقوم بالايمان بولي الله وبخليفة الله في مقابل الطاغوت الذي هو عدو الله .

فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله حينئذ فقد استمسك بالعروة الوثقى فاذا كان هناك تهليل بدون ولاية لن يستمسك بالعروة الوثقى حسب نص الاية الثالثة في اية الكرسي فيقول الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت فهل يشارك الله تعالى احد في الولاية؟ فكيف الله يثبت الطاغوت؟ اذن هذا تقابل بين ولي الله وبين عدو الله فولي الله هو مظهر لافعال وتصرفات الله فيقول الله ولي يعني الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ،

اولم يقل القرآن انما انت منذر ولكل قوم هاد؟ يعني هاد الى الله ، احد اسماء الامامة التي هي بالعشرات ومرادفة للامامة هي الهداية الايصالية وانما سموها بالايصالية لان الامام يأخذ بيد المأموم وليس ذلك جبرا وانما عن اختيار فياخذ بيده وبروحه وبمجامع قلبه يقوده للوصول الى المطلوب فسيد الانبياء من جهة هو نبي ورسول ومن جهة هو ولي وامام من جهة بشير نذير يعني هداية اراءية والشأن الثاني لسيد الانبياء انه ولي انما وليكم الله ورسوله فالنبي ايضا ولي فمن جهة النبي هو ولي يعني يأخذ بالهداية والايصال؟ استقم انت ومن معك ، يزكيهم فمن الذي يزكي؟ هو النبي والتزكية للارواح فالذي يقوم بتزكية الارواح هو سيد الانبياء على يد امير المؤمنين يزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة والتعليم جانب روحي فاستقامة من معك هو من مسئوليتك هذا جانب غير النبوة والرسالة وانما جانب ولاية النبي .

فالنبي امام الائمة فالذي يخاطب بطاعة الرسول اولهم امير المؤمنين وثم فاطمة والحسن والحسين لذلك النبي شهيد على امير المؤمنين بنص القرآن الكريم في سورة الحج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ، الشهيد يعني مربي وولي وشاهد على الاعمال ، النبي شاهد على اهل بيته واهل بيته شهداء على الانبياء والانبياء شهداء على الاممهم وفوق كل شهيد شهيد والله شهيد على سيد الانبياء فهذه هي طبقات الشهادة الملكوتية وهذه في سورة الحج .

وكذلك سورة ال عمران او البقرة كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء فالنبي امام الائمة وهادي الهداة انا ارسلناك شاهدا فلم يقل ارسلناك بشيرا ونذيرا لان النبوة هي بشارة ونذارة ، الشهيد هو على الاعمال وعلى الانفس وعلى الارواح وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والذين امنوا فالشهادة الملكوتية فيها جنبة رعاية تربوية يزكيهم اي يأخذ بيدهم وليس ذلك بالجبر وانما ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فالنبي يشهد على الشهداء وهم اهل البيت وال البيت شهداء على جميع الناس والانبياء شهداء على اممهم .

احد عناوين الامامة في القرآن الشهادة يعني امام قائد انا ارسلناك شهيدا يعني ارسلناك اماما يعني هي رسالة وهي غير النبوة الشاهد يعني قيم على الاعمال والقلوب لذلك يعبر العلامة الطباطبائي في الميزان بتعبير صحيح ان الامام قائد قافلة الارواح الى الكمال فالامامة ليست سياسية وامامة فقهية وانما امامة غيبية ملكوتية فالامام قائد قافلة الارواح والقلوب الى الكمالات يؤمهم ويقودهم بدون جبر وبكامل الاختيار فانن ارسلناك شاهدا يعني اماما .

احد عناوين الامامة في القرآن هو الشاهد فلاحظ في سورة الاحزاب انا ارسلناك شاهدا فالله بدأ بالشهادة قبل البشارة والنذارة انا ارسلناك اماما ونبيا ان الله بعث لكم طالوت ملكا يعني اماما احد البعثات الالهية بنص القرآن هي الامامة الم تر الى الملأ من بني اسرائيل اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل يعني نريد شخصا مرسلا من قبل السماء يعني الامامة والقيادة لا النبوة والتشريعات ، فاية ملكه يعني اية الامامة فالامامة لها ايات ومعجزة ، فالى متى تجمد معارف القرآن؟ ان الله بعث لكم طالوت نبيا او ملكا ؟ يعني نفس الامامة بعثة الهية فهو ليس رسول ونبي ورسول شريعة وانما رسول قيادة ان الله بعث لكم طالوت فالباعث هو الله والمبعوث هو طالوت كما في الايتين انا ارسلناك اولا شاهدا يعني اماما فاعظم مقامات النبي هي الامامة فهو امام لامير المؤمنين وامام للائمة وشاهد على الشهداء ومربي للمربين ومزكي للمزكين انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا هذه هي النبوة والرسالة اعني المبشر والنذير .

فالله ولي الذين امنوا يعني هل الله اله ام هو ولي؟ يعني مقام الفعل وفي مقابله والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت ، فالامام هو هادي يخرج المؤمنين من الظلمات الى النور اذن هو ولي الله وتجلي لولاية الله كما خاطب الله جميع الملائكة اسجدوا لادم يعني انقادوا واخضعوا او اني جاعل في الارض خليفة ، فخلافته ليست في الارض فلو كانت في الارض لما امر ملائكة السماوات ان ينقادوا له ، ينقادوا له يعني سلطته وخلافته تمتد الى السماوات وللاخرة ففي الاخرة ملائكة موجودين وفي العالم الابدي الملائكة موجودين وكذا الجنة والنار ويؤكد القرآن ان خليفة الله على الملائكة فلم يستثن احد فخلافته لا تنحصر في الارض .

البعض يقولون لماذا يقال اياب الخلق اليكم؟ هو القرآن يقول خليفة الله هو امام وقائد بملائكة عالم القيامة يعني حساب وكتاب فاذا كان هناك شخص قائدهم فاذن حساب الخلق اليهم لانهم تجلي لحساب الله فرضوان تجلي لحساب الله ومالك خازن النيران تجلي لحساب الله اما خليفة الله الذي هو قائد لهؤلاء هو تجلي لحساب الله فاياب الخلق اليكم وحسابهم عليكم هذا ليس خلاف القرآن فالله جعل ولاية خليفته على كل ملائكة العوالم وهذا ليس مبالغة ولا شعر من الله وما علمناه الشعر ما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين .

للاسف يأتيك من لا يتدرب على علوم القرآن وقواعد المعارف يقول هذه الروايات خلاف ظاهر القرآن وزخرف نضرب بها عرض الجدار نقول له انت تمرس قليلا في علوم القرآن وفي علوم المعارف كي تعرف الامور فالله ولي الذين امنوا مقام الفعل وتجليات الفعل فربط بين التوحيد في بداية الاية واكد في الايتين فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فلا يتم الايمان بالله الا ان تكفر بالطاغوت وتتبرأ من ولاية الجائر اذن الولاية مرتبطة بالايمان بالله فكيف الولاية ليست مرتبطة بالايمان بالله ثم بعد ذلك يبين الله ان : الله ولي الذين امنوا يعني هادي لهم والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات.

 

logo