« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/04/21

بسم الله الرحمن الرحيم

آية الكرسي آية التوحيد والولاية

الموضوع: آية الكرسي آية التوحيد والولاية

 

كنا في اية الكرسي من سورة البقرة ونحن يمكننا ان نسميها باية التوحيد لان التركيز فيها على التوحيد فكما عندنا سورة التوحيد عندنا اية التوحيد وفيها بنيان واعمدة التوحيد تبدأ بالتوحيد وتنتهي به وفيها بيان للشؤون الالهية فهذه الاية اعظم من بيان شؤون الكرسي والا هذه الايات الثلاث لاية الكرسي من اولها لاخرها حول التوحيد فاحرى ان يقال عنها اية التوحيد بدل ان يقال اية الكرسي فهذه نكتة ضرورية الالتفات اليها شبيه بذلك ما اشار اليه العلامة الطباطبائي ان سورة الانعام فيها اربعة واربعين برهانا عظيما في التوحيد .

تعال الى سورة التوحيد هي سورة براهين التوحيد اما سورة الانعام من بدايتها لنهايتها كلها حواريات وجدل علمي برهاني مع المذاهب البشرية المختلفة كذلك هنا بالدقة هي في التوحيد وليس في خصوص الكرسي من ثم هي اية عظيمة جدا وثلاث ايات فمر بنا انه تبدأ بكلمة التوحيد لكن ليست لا اله الا الله ولا اله الا هو ولا اله الا انت وانما الله لا اله الا هو ، فشبيهة بسورة التوحيد ومر بنا انه بعد ما يبين الباري مجمل الدين واصول الشريعة يقول في النهاية فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله يعني التوحيد ممتد فكيف تكون مقابلة بين حكام الجور وبين الله؟ حتى في لا اله الا الله .

اصلا شريك الباقي لا يمكن تصوره فما يحسب انه اله انما هو من المخلوقات لذلك يقولون ان شريك الباري لا امكان له من ثم القرآن يعبر اتخذوا شركائهم او احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله فبالتالي هذا نوع من التفسير للكفر بالطاغوت والطاغوت يعني الحاكم الجائر وذكرت لكم ان احد الفضلاء يقول لا يستعمل الشرك في القرآن الا في شرك الالوهية فحتى الالوهية المنفية هي ترجع الى ولاية المخلوقات ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا فالمقصود هذه الالهة هي مخلوقات اتخذت للالوهية .

فاذن هنا تنصيص الكفر بولاية حكام الجور واللطيف انه قابل للشرط فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فبالتالي تتجلي ولاية الله اني جاعل في الارض خليفة وهل ينحسر الله عن شيء كي يخلفه شيء؟ وانما الخليفة بمعنى التجلي والتوجه الى الله فمن يكفر بالطاغوت، فالطاغوت هل هو شريك الباري او هو طاغوت في الحكم والحاكمية يعني في الولاية ؟

اذن هذه الاية الكريمة في سورة البقرة نصت على ان مبحث الولاية دخيل في التوحيد وفي الشهادة الاولى ، فهو مبحث الولاية والتبري او التولي يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فيريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وانا اتعجب من ذلك القائل الذي يقول لم يستعمل الكفر في القرآن في الولاية او الشرك انت تعال اعكس اين استعمل الكفر في شريك الباري؟ ائتني بمورد واحد لم يستخدم في الولاية فالطاغوت في القرآن لم يستعمل الا في حكام الجور فهذا يقول هذه بديهة انه اذا اتت رواية دالة على ان الكفر والشرك في الولاية فان هذه الرواية زخرف ونضربها عرض الجدار ، هذا الشخص بعيد عن القرآن تماما حيث هو يظن انها رواية واحدة ولكنها بتواتر من الروايات ، فالطاغوت ليست اصناما واصلا لم يستخدم كلمة طاغوت في القرآن بمعنى الاصنام وانما الطاغوت يعني حكام جور بشريين .

لماذا يقحم الله بحث الحاكمية في التوحيد ؟ فهنا يقول فمن يكفر بالطاغوت اولا ويؤمن بالله ولماذا اقحام بحث الولاية في التوحيد ؟ مر بنا امس مفاد اية الكرسي عين مفاد اليوم اكملت لكم دينكم اليوم يعني بالشهادة بالولاية اكملت لكم الدين بالشهادة الثالثة فرضيت الشهادتين لكم دينا هذا المفاد يقول عنه السيد الخوئي في اية الاكمال ضروري من ضرورات الدين انه ليس مفادا ظنيا او قطع نظري وانما ضروري يعني يقين مبده كما نبه عليه بحر العلوم في ارجوزته وعين هذا موجود في اية الكرسي فيجب ان تتبرأ من الطاغوت اي ولاية الجور فحينئذ تتولى الله فجعل ولايته تجلي لانما وليكم الله ورسوله فولايته تجلي منشعب عن ولاية الله .

اذن في مقابل حكام الجور ولاية الرسول وولاية اوصيائه لان الله جعل بعد ولاية الرسول ولاية الذين امنوا فهو ذكر ولاية الله ورسوله ﴿والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ اي امير المؤمنين علي ابن ابي طالب اذن التوحيد الى ها هنا اي الشهادة الاولى .

هناك رواية قرأتها البارحة عن الامام الصادق في تفسير العياشي من لم يعرف حقنا في القرآن لم يتنكب الفتن ، حقنا يعني حقيقتنا وبالتعبير العصري من لم يعرف حقيقتنا في القرآن لم يتنكب الفتن فلاحظ الشهادة الاولى مطوي فيها الشهادة الثانية وهذه الشهادة هي شأن للتوحيد اولا ومبدئيا او شأن النبي فرسول الله مضاف لله يعني الشهادة الثانية شأن توحيدي وليس شأنا نبويا لا صلة له بالله ، اساس النبوة هي التوحيد فالشهادة الثانية تفسير للشهادة الاولى اتعلمون الله بدينكم ؟ هو ديان يوم الدين .

من صفاته تعالى ايضا الولي فاذن الشهادة الثانية مرتبطة بالله وبالشهادة الاولى والشهادة الثالثة ايضا مرتبطة بالشهادة الاولى ، انما النبي مظهر الشهادة الاولى في مقام التشريع والدين والوصي مظهر لولاية الله ولولاية الرسول واذا انت تريد تكتفي في التشهد بالشهادتين لا يمكنك حيث عندنا روايات انك تكتفي بالشهادة الاولى فهنا لا تضارب بين ما دل على انه تكتفي بالشهادة الاولى بما تتضمن من الامور كما ان تكتفي بالشهادتين بما تتضمن من امور والشهادة الثالثة من مطويات الشهادة الاولى والثانية وورد في بعض الالسن يجزيك في التشهد الشهادة الاولى فهل هناك تعارض او تفسير وتأويل؟

مقطع اخر في اية الكرسي الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت اي ائمة الجور فائمة الجور هم اولياء الكفار هل هذا كفر ولاية او كفر اصنام؟ انا اتعجب من هذا القائل يقول لم يستعمل في القرآن الكفر في كفر الولاية والذين كفروا اولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات فكيف المقابلة بين الله وبين ائمة الجور .

اذن المقابل لائمة الجور هو ائمة العدل المنصوبين من قبل الله هذا شرح للحقيقة التكوينية الملكوتية كما يعبر العلامة الطباطبائي عن الامامة ان الامام قائد ملكوت الارواح الى الكمالات والى عالم النور لاحظوا التعبير في القرآن الكريم الله ولي الذين امنوا هل هذا تكلف في تفسير الاية؟ كلا هو قال انما وليكم الله ورسوله فاي موضع يكون الله وليا؟ يعني وليكم الله ورسوله وعلي ابن ابي طالب فهنا ولاية الله تنشعب وتتجلى وتمتد وتظهر في ولاية الرسول واوصياء الرسول والا لماذا اوتي في اية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله؟ والله ولي؟ يعني يبين ان كلمة التوحيد قوامها بالولاية اي ولاية الله هو ولي الذين امنوا .

فاذن الاية الثانية والثالثة في اية الكرسي هي الولاية وكذلك ولاية من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فالشفاعة ولاية ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء والكرسي مظهر من مظاهر ولي الله وطبقة من طبقات حقيقة النبي اذن من بداية الايات الثلاث لاية الكرسي الاية الاولى والثانية والثالثة هي في ذات الله قالوا يد الله مغلولة فاليد هي تصرف غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان فاذن كيف الولاية من شؤون الشهادة الاولى؟ فكل هذه شؤون الهية توحيدية وكلها شؤون ولاية وليست شؤون بشرية .

ما منعك ان تسجد يعني ان يحاسب الشيطان بلحظ شأن ادم وبشان امرية الله ما منعك ان تسجد اذا امرتك فهذا هو موضع امر الله ما منعك الا تسجد اذ امرتك فالسجود طاعة لادم فهي ترتبط بعدم او بامرية الله ؟ او مثلا شخص يسلم بالذات الاحدية ويسلم بتشريع الله لكن لا يسلم بامرية الله فهذا ليس بتوحيد فاذا الكرسي نستطيع ان نسميها اية التوحيد واية الولاية حيث هي مرتبطة بالولاية ومن ايات الولاية ففي بيانها تولي والتبري .

﴿الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت﴾ ففي القيامة ابليس او الشيطان وليهم وحتى بالنسبة للوثنيين يبين القرآن الكريم ان يوم القيامة هؤلاء الكفار وليهم ابليس والشيطان ، فقضية الشرك والكفر مرتبطان بالولاية والا كما قرر في البحث العقلي ان تصور شريك الباري كلا تصوره وخيال فبالدقة لا يتصور فاذن التوحيد في مقام الحاكمية التشريعية والحاكمية الادارية لاحظ قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله فالرسالة هي الشهادة الثانية واجتنبوا الطاغوت هي الشهادة الثالثة وهذه في سورة النحل الاية ستة وثلاثين هذه الاية عين اية الاكمال في سورة المائدة وعين سورة البقرة ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله يعني العبودية لولي الله يعني الطاعة له اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فالتوحيد ليس ادراكا فكريا وانما لابد من الانقياد لله ولرسوله ولوصي رسوله وهو امير المؤمنين.

 

logo