« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث الأصول

47/04/07

بسم الله الرحمن الرحيم

 مفهوم الحصر المقام والحيثية والجهة محور الظهور/ مبحث المفاهيم/باب الالفاظ

الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث المفاهيم/ مفهوم الحصر المقام والحيثية والجهة محور الظهور

 

كان الكلام في الاعتراضات التي وجهت على أدوات الحصر انها تستعمل في غير الحصر فيشكل على انها موضوعة لغة للحصر او لا؟ او انها تستعمل في الحصر او لا؟ فإما في مقام الوضع او مقام الاستعمال.

هذا البحث كما مر ليس خاصا بأدوات الحصر بل هذا البحث بالدقة بحث في المنطوق قبل ان يكون بحثا في المفهوم وبحث في كيفية التقييد بعبارة أخرى وسنخ التقييد في المنطوق المطابقي ومن ثم يشمل العدد وبقية القيود والمفاهيم. طبعا هو بحث في المنطوق بما ينعكس على المفهوم.

اذا تتذكرون ان اصل بحث المفهوم فيه لغط بين الاعلام الأصوليين وعلماء اللغة هل انه دلالة مطابقية او دلالة التزامية ومنشأ هذا الخلاف بالدقة هو ان المفهوم يتكوّن من عنصر في المنطوق المطابقي لا انه اجنبي عن المنطوق وانما بقرائن ضميمية يدلل على المدلول الالتزامي كبقية المداليل الالتزامية بل فرقه عن بقية المداليل الالتزامية اذا ادرجناه فيها هو ان المفهوم ينطلق في العنصر في المنطوق والمدلول المطابقي او الدال المطابقي. من ثم هذا البحث في الحصر الحقيقي والإضافي هو بحث في هذا العنصر المطابقي المنطوقي.

مر ان هذا البحث بالدقة يرجع الى ما يقال ان كل كلام وكل جملة (لان الكلام قد يكون مجموع جمل او مجموع فقرات فالكلام يشمل مجموع الجمل او مجموع الفقرات او الجملة) له حيثية مركزية او قل له جهة مركزية او قل له مقام.

هذا البحث بعينه يثار بصعوبته في مبحث الاطلاق واقسام الاطلاق. الصعوبة في الاطلاق عند الاعلام تشخيص مقام الاطلاق أي حيثية الاطلاق وجهة الاطلاق أي المحور الأصلي في الكلام. تعيين المحور الأصلي في الكلام مبحث معقد جدا ومن اعقد الأمور يتنافس الاعلام في الاعلمية حوله لا في اصل الاجتهاد.

هذا البحث بعينه في علم التفسير يعبر عنه بجوّ الآية او الجوّ العام للآيات او الجوّ العام في السورة. ان السورة في أي صدد؟ وحدتها بماذا؟ وحدة كل سورة بماذا؟ ما هو المحور الأصلي فيها؟ هذا البحث من اخطر المباحث في علم التفسير على الاطلاق. وهو من البحوث المستجدة في علم التفسير.

طبعا كثير من المفسرين العظام من الكبيرين سيما الطرف الآخر يخلطون بين الجو العام والمحور العام في السورة والآية وبين وحدة السياق. هذا خطأ كبير جدا وغفلة صناعية تفسيرية لغوية كبيرة. في بيانات اهل البيت صلوات الله عليهم يأكدون ويشددون سبب عجز الفقهاء والعلماء والمتكلمين و الفقهاء عن فهم كلام الله عزوجل لأنهم يبنون على وحدة السياق في القرآن وهذا اكبر خطأ وقع فيه حتى العلامة الطباطبايي مع احترامنا. الخلط بين وحدة السياق وبين محور الآية والآيات والسورة. هذه قاعدة في علم التفسير. هذا المحور الأصلي كثيرا او غالبا غير مذكور وغير مصرح به لكنك تعلم بفطنتك وتكشفه. هذا غير التفسير الموضوعي. هذا البحث تقريبا شبيه ما اخذنا بالتركيز عليه في بيانات اهل البيت عليهم السلام مع انهم عندهم مناهج متعددة في تفسير القرآن ونظم متعددة لكنه من المناهيج العظيمة عندهم في تفسير القرآن وحدة الأمومة ، أمومة الآية او الايات او السورة او السور.

في قوله تعالى «﴿نزلنا عليك الكتاب فيه آيات محكمات هن أمّ﴾» هذا بحث الأمومة يقرب لبحث أصول القانون وهو نوع من أصول القانون. في هذه السورة ما هو الأصل الفوقي فيها وما هو الأصل الفوقي في هذه الآية. وهذه الجملة تنحدر من أي اصل فوقي. فاذا هذا المبحث حساس جدا.

نوابغ من رواد التفسير يعجزون من التمييز بين وحدة السياق وبين وحدة المحور. في بيانات اهل البيت ومن معجزاتهم العلمية ان القرآن فيه وحدة نظام آخر. المحكمات وحدة نظام في القرآن ووحدة المنظومة. سيما الذين جمعوا القرآن ودونوا القرآن هم اقروا على انفسهم: نحن لسنا نحفظ القرآن حفظا وحيانيا بل نحن بشر. انما الحافظ هو علي بين ابي طالب امير المؤمنين وقبله رسول الله صلى الله عليهما وآلهما وقبلهما الله عزوجل. على كل هذا محكمات منظومة القرآن.

هذا التعبير المتوارث عند الاكابر في الاستنباط والاجتهاد ان روح الاجتهاد تشخيص حيثية الدليل وجهة الدليل هو هذا البحث نفسه. المحور الأصلي في الدليل والجملة. لاحظ القرآن انه يقول بكلمة واحدة. «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب» هذه الجملة يخلص ويفسر مآت آيات في الأنبياء وحياتهم ان هدف القرآن ليس مريم بل هدفه فاطمة سلام الله عليها. انما ذكر مريم جسرا يعبر منها الى فاطمة. ذكر الأنبياء جسرا يعبر منهم الى الائمة الاثني عشر. ليسوا الهدف النهائي للقرآن عدا سيد الأنبياء. معادلة واحدة تهيمن على كل القرآن. هؤلاء مراد جدي من الآية لكنهم ليسوا مرادا جديا نهائيا منها.

كما روى الشيخ الطوسي ان فاطمة بنت اسد سلام الله عليها اصطفاءها اعظم من مريم. او الكليني يروي ان جعفر وحمزة اعظم شأنا من بقية الأنبياء. تروي عدة روايات في أصول الكافي ان الشأن الاصطفائي لهما يفوق الأنبياء. من جهة العلم النبوي لسيد الأنبياء ويشرف من ينتسب به. مثل رئيس دولة عظمى معاونه ووزيره اعظم شأنا اخطر من رئيس دولة دونها.

المقصود هذا المطلب. آية واحدة تعطيك منهجج في التفسير. الأنبياء مراد جدي وليسوا مرادا جديا نهائيا. هذا مبحث عظيم في الظهور ان المراد الجدي في الظهور ليس مرادا جديا واحدا. هذا المبحث مع احترامنا العظيم لعلماءنا في التفسير نوادر من علماءنا في التفسير ببركة الروايات انتبه الى هذا المطلب ان الظهور ليس له مراد جدي واحد. بل له طبقات من المراد الجدي. النهائي هو لب اللباب. لذلك قال الله عزوجل «لقد كان في قصصهم عبرة» كما ان ما بينه الله تعالى من قضايا خفية والاختفاء في البرامج في الأنبياء عبرة للإمام الثاني عشر او قل لكل المعصومين الأربعة عشر كما ان عندهم أدوار خفية. هذا منهج بينه اهل البيت عليهم السلام. على تعبير جملة من الباحثين «الظواهر القرآنية والامام علي بن موسى الرضا»

يعترضون على الامام الرضا عليه السلام على مواقفه واستشهد عليه السلام بقصة يوسف وبما جرى من يوسف. هو نبي وانا وصي. هو كان في نظام كافر مع ذلك اوجب الله عليه وزجه الله في غيابة الجب لكي يصل الى اختراق النظام «مكنا» يعني قاعدة الاختراق. وهي من الوظائف الكبيرة على المؤمنين. «كذلك مكنا ليوسف في الأرض ...» مع ان النظام كافر مسلسل في الكفر. الرسالة الاصلية لهذا النبي من الأنبياء ان يزج منذ طفولته في الجب والسجن والتهمة والنزوح في صغر سنه عن الارحام ورعاية الاسرة ليقوم بهذه الوظيفة أن تقتحم الأنظمة ويقوم بالإصلاح بحسن الإدارة وحسن التدبير. ان النظام كافر او المؤسسة كافرة ليس عذرا بل لابد من ان تقتحم فيها والله عزوجل يفتح على يديك أمورا عظيمة. استشهد الامام الرضا عليه السلام بعدة ظواهر قرآنية.

لدينا تقصير عظيم في نشر الدين. لابد من احد عنده مهارة القلم وجرأة في نشر هذه الظواهر من لسان اهل البيت عليهم السلام. الكتابة مهارة والخطاب والمحاضرة وكيفيتها فن من الفنون. لابد من تعلم هذه الفنون. هذا التقصير غير معذورين نحن فيه. لان القرآن يقول «ينذرون قومهم اذا رجعوا اليهم» فن النشر من المسؤوليات الكبيرة لرجل الدين. والا الخلق الجيد والورع مع انه جيد لكنه ليس بكافي. بعض الاعلام شاهدناهم عندهم التبليغ شيء مقدس عظيم جدا كاصل تعلم العلوم الدينية. لابد من هذه الاليات والأدوات في التبليغ. لابد من التعلم فيه.

«كذلك مكنا ليوسف في الأرض» هذا مطلوب الهي. «ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض» هذه الآية واضحة انها بالنسبة لدولة الرجعة لاهل البيت. ومطلوب لله. وآية ثالثة في النظام الذي يوصي به اهل البيت «انا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا» أي معنى قوله تعالى «اعدوا لهم ما استطعتم من قوة» تمكنوا في الأرض. يعني نظام الله تعالى في إقامة الدولة ودول الحق بالاسباب لا بالمعجزة. لابد من الأسباب. هذا هدف أساسي. ولو كان النظام فاسدا فلابد لك ان تقتحم بالإصلاح في الإدارة وكيفية إدارة الدول واي نظام واي فصيل. النبي يوسف ما نأى بنفسه بل بالعكس اقتحم.

هذه الدراسات موجودة في بيانات اهل البيت والمفروض ان الاخوة يقومون به.

هذه وحدة المقام ووحدة الجهة ووحدة الحيثية وانها كيف تعطيك آفاق عجيبة في بحوث فقهية في العلوم الدينية. هذه القضية ان نميز بين وحدة السياق ووحدة الحيثية. مبحث عصري مستجد داخل فيه المفسرون. اهل البيت كانوا يركزون على هذه الجهة الأصلي في كل سورة وكانوا يفندون باشد التفنيد وحدة السياق. اذا دخلت على وحدة السياق لا تفهم كلام الله عزوجل لان القرآن نزل على عدم وحدة السياق. والعظيم في بيانات اهل البيت عليهم السلام ان وحدة السياق ليس فقط في السورة بل وحدة السياق ليس في الجمل أيضا.

هذا المبحث مرتبط باصول القانون. أصلا منهج الشيخ المفيد في الخبر العلمي مقابل خبر الآحاد ان خبر الآحاد يعني تفاصيل مبعثرة ليس بينها وحدة النظام ووحدة المنظومة. الشيخ المفيد وابن ادريس والسيد المرتضى يقولون ان العمل بخبر الواحد مبعثرا عن بعضها البعض تخريب للدين. عبارات نقلها الشيخ الانصاري في حجية خبر الواحد. بحثهم منهجي وليس في ادلة الظنون. يعبرون بالخبر العلمي يعني المنظومة. بخلاف الآحاد التي يعني مبعثرة التي لا صلة ببعضها البعض.

ميرزا هاشم الآملي تلميذ المحقق العراقي كان يقول ان استاذنا الأغا ضيا الدين العراقي كان يقول دائما: الاطلاق المقامي. ظاهره اسهل أنواع الاطلاق على الاطلاق. اسهل من الاطلاق اللفظي. لكن المحقق العراقي كان يقول ان الاطلاق المقامي من اصعب عناصر الظهور على الاطلاق. لان المقام ماذا يعني؟ لابد من تعيين المقام أولا. تشخيص المقام الغير المصرح به في الكلام صعب.

الله عزوجل ذكر في آيات عديدة ان ذروة الاصطفاء هم اهل البيت وليس غيرهم فلابد في قصص الأنبياء من العبور منهم الى اهل البيت.

قضية وحدة السياق وتمييزها عن وحدة المقام بحث مهم. الاصوليون الكبار يقولون ان استكشاف حيثية الظهور هي لب لباب الاستنباط والاجتهاد في العلوم الدينية.

من عجائب الاعجاز العلمي لاهل البيت التي لا يدركها المفسرون الى الان الا نادرا منهم ان في الجملة الواحدة أيضا ليس فيها وحدة السياق. ماذا مرادهم؟ يقولون وحدة السياق غير وحدة تركيب الجملة. هذا صعب حتى على العلامة الطباطبايي

وحدة السياق غير وحدة تركيب الجملة. كما ان وحدة الآيات في الجو غير وحدة سياق الآيات. وحدة السورة في المحور الأصلي غير وحدة سياق السورة من أولها الى اخرها.

اذكر معجزة وانتهي: في بيانات اهل البيت يقولون ان الجملة الواحدة أيضا ليس فيها وحدة السياق. ربما يكون المبتدأ شيء والخبر شيء آخر. ماذا يعني؟ حتى في بياناتهم صلوات الله عليهم ربما المبتدأ نزل في شخص والخبر نزل في خبر آخر. هذه معجزة.

في رواية الزنديق في الاحتجاج التي نزلت في طرق عديدة يقول امير المؤمنين عليه السلام ان اصعب الشيء وابعد الشيء عن عقول الرجال هو تفسير القرآن اي بنية الظاهر. اذا ما تأخذ معلما الهيا لا تقدر ان تفسير القرآن ببنيته الظاهرية.

سورة نزلت في ابن مكتوم «عبس وتولى» هي نزلت في عثمان. كيف نفكك بين السياق ووحدة السورة. بيان بديع عند اهل البيت عليهم السلام في ابتداء السورة.

logo