46/11/01
مفهوم الشرط والتحليل للقضية القانونية/ مبحث المفاهيم/الالفاظ
الموضوع: الالفاظ/ مبحث المفاهيم/ مفهوم الشرط والتحليل للقضية القانونية
كان الكلام في الضابطة الأخيرة في تقرر مفهوم الشرط وهي ان يكون الحكم في الجزاء كليا. سواء ان يكون حكما تكليفيا او وضعيا انشأ بهيئة الامر او مادة الامر. فإنشاء الحكم بالمعنى الحرفي او المعنى الاسمي ظل المعنى الماهوي الكلي. هذا ما نقحه الاصوليون في القرن الأخير من الامامية بشكل دقيق وان ما يوهم من كلمات اللغويين والاصوليين من ان المعنى الحرفي ليس كليا ماهويا ليس تاما بل انما جزئية المعنى الحرفي وآليته وغير ذلك من صفاته مثل ايجاديته لا يخدش في المعنى الماهوي الكلي للمعنى الحرفي. فاذا الكلية على حالها.
التنبيه الثاني المذكور في مفهوم الشرط:
ان مفهوم الشرط متقرر سواء كان الشرط بسيطا او مركبا او مقيدا. مثلا «إن جاء زيد واكرم فلانا فأكرمه»
اصطلاح: يعبر الاعلام بالتركيب والتقييد. الواو عادة إذا تأتي في القيود سواء في قيود الوجوب او قيود الواجب يعني الانضمام البحط مثل الآجر والآجر. هو تركيب ونوع من التقييد بالمعنى الأعم.
تارة يقولون «اذا جاء زيد يوم الجمعة راكبا فرسه فأكرمه» فهذا أيضا تقييد ولكن ليس مثل «الواو». هل هو نعتي او شيء آخر؟ لان التقييد بالمعنى الأخص أيضا أنماط ودرجات. هذا يثمر في بحوث كثيرة في الفقه والأصول ان عملية التقييد بالمعنى الاعم قسم منها تركيب انضمامي بحط وفيه تركيب نعتي وهو أيضا درجات ومن اشدها مثل ما تقول «ارجع الى العالم العادل» والوصف بنحو التحصيص. هذا النمط من التقييد اضيق أنماط التقييد وفي الأدلة الاجتهادية والأصول العملية لها درجات.
واوسعها نطاقا هو التركيب الانضمامي فاين ما اقترنا فيتحقق الموضوع اذا كانا قيدا الوجوب او يتحقق قيود الواجب. هذا بحث جدا مهم اثاره المرحوم الميرزا النائيني في اللباس المشكوك وفي مقدمة الواجب.
اذا قيل: لا صلاة الا بالطهور. ان الطهور وصف للصلاة او قيد تركيبي ضميمي للصلاة؟ «اذا التحق المأمون بالجماعة والإمام راكع فصلاته صحيح» «دخل الجماعة والإمام راكع» هذا بنحو الضميمة. أما اذا قال «دخل في ركوع الإمام» هنا الدخول منعوت بانه دخول في ركوع الإمام وهذا تضييق اضيق. فالتركيب بالواو وهو أداة العطف وحرف تشير الى أوسع أنواع القيود واجتماع القيود وتركبها. اما الحال والظرف تقييد متوسط اما النعت والصفة والموصوف اضيق أنماط التقييد وتحصيص في المقيد. هذا في الأدلة ال اجتهادية يؤثر وفي الأصول العملية أيضا يؤثر وآثاره وسعته تختلف.
اذا التقييد بالمعنى الاعم هو مراتب من التقييد والتضييق ومراتب متنوعة وكل نوع له ضيق معين وله تأثير. لذلك لاحظ مثلا «الصلاة عبادة لا تقبل بل لا تصح من دون الولاية» هل الولاية بنحو الضميمة او بنحو الشرط المتأخر؟ عندنا في الروايات بنحو الشرط المتأخر. بخلاف ما قلنا بانبعاث العبادة ونية القربة عن الولاية. والولاية امر قلبي ولماذا تتدخل الولاية للنبي والأئمة عليهم في عبودية المخلوق للخالق؟ لانهم طريق الى الله وباب الى الله وسبيل الى الله. هذا بحث عقلي وفلسفي وكلامي.
لماذا تتدخل الولاية في العبادة؟ سواء على القبول او الصحة وان يكون دخالته في الصحة اصح الاقوال وبنى عليه كثير من علماء الامامية. على أي حال لماذا تتدخل الولاية في العبادة؟ عبودية العبد الى خالقه. الولاية في الدرجة الأولى هي المعرفة والاعتقاد والانقياد والتسليم القلبي. لماذا التسليم القلبي يتدخل في العبادة الى الله؟ اعظم العبادات الى الله عزوجل بالانقياد الى اهل البيت عليهم السلام. من ثم الله عزوجل يصعّد المحاسبة مع ابليس على ولاية آدم. بحيث جعل كل ما اتى به ابليس من العبادات هباء منثورا. هذا يحتاج الى تدبر عقلي فلسفي عرفاني وقرآني وهذا بديهة في مذهب اهل البيت عليهم السلام.
نرجع: كيف الولاية المتأخرة تصحح العبادة؟ هل هي ضميمة او ليست ضميمة؟ المهم ان القيود على مراتب. اوسعها التركيب الانضمامي.
مر بنا مثال: قيود الوجوب في صلاة المسافر ووجوب القصر. هل هذه القيود مركبات انضمامية وما هي العلاقة بين بعضها البعض؟ الانضمامي في مقاب النعتي. الان العلماء لما عبروا بالتركيب والتقييد مع ان التركيب تقييد بالمعنى الاعم. فالمراد من التركيب غير التقييد بالمعنى الأخص. فرق بين الواو وبين الحال والتمييز او الظرف او النعت.
لاحظ: هذه في الحقيقة بين العامل والمعمول ارتباط وهذا الارتباط له أنواع واضيقها النعت. صلاة المسافر مثال حي. لو نوى المعصية ثم بعد المسافة نوى الحلية هل يقصر او لا؟ طبيعة نية العبادة مع المسافة بأي نحو؟ الانضمام او النعت؟ او مثلا عدم المرور بالوطن. هو يعدم الموضوع. هذا ارتباط آخر. او مثلا ان لا يكون كثير السفر هذا صفة السفر او صفة الشخص نفسه ومن هذا القبيل تدقيق مجهري عند متاخري الأصوليين ان قيود المركب والارتباط فيما بينها او فيما بين بعضها او فيما بين مجموعاتها كيف يتحقق؟ فضلا عن استصحاب العدم الازلي اسمه استصحاب لكن حقيقة البحث ليس في الاستصحاب بل حقيقة بحث في الدليل الاجتهادي. ولذلك بحثه الاعلام في العام والخاص. هو حقيقة بحث في الدليل الاجتهادي. وهذا البحث في أنواع التركيب والتقيد بحث مسيري في استصحاب العدم الازلي وبعبارة أخرى في باب العام والخاص.
المهم ان التقييد بالقيود أنماط ومراتب واسناخ.
هذا من جهة القيود معنى وهي أنماط واقسام وكذلك الالفاظ الدالة على هذه الأنواع فيها اختلاف بين الاعلام. الواو والظرف والحال والتمييز والمضاف والمضاف اليه ما هو الفرق بين هذه التركيبات؟ دالا ومدلولا بين الاعلام اختلاف كثير وهذا الاختلاف يحلل قيود الوجوب في الحكم التكليفي والوضعي.
هنا في التنبيه الثاني يريد ان يقرر الاعلام ان الشرط سواء كان بسيطا او مركبا نعتيا او انضماميا فيتقرر له المفهوم. غاية الامر انتفاء الشرط كما مر بنا في مثال صلاة المسافر طريقة انتفاءه تختلف بحسب نمط التقييد ونوعيته.
حتى بتعبير الأصوليين «لا ينال عهدي الظالمين» السيد حسين البادكوبه اي أستاذ الفلسفة للعلامة الطباطبايي في النجف الاشرف ودرس كل الفلسفة هنا في النجف والعلامة الطباطبايي في مبحث سورة البقرة ينقل عن استاذه السيد حسين مع انه لم يذكر اسمه أن هذه الآية باعتبارا ن هذا العهد جدا خطير فالوصف الذي يأخذ الظالم فاي معنى له؟ بنحو الصفة المشبهة او بنحو الدوام او بنحو ادنى الظلم؟ لان المقام خطير وهي ولاية تكوينية وملكوتية واسجاد الملائكة له. هذا المطلب ذكره الاصوليون في مبحث المشتق. قالوا ان المواد التي تأخذ في المشتق ليس على وتيرة واحدة. اياك ان تسترسل في الاستظهار على وتيرة مادة واحدة.
بينما في صلاة الجماعة مادام هو عادل الان فيصح الائتمام به. مع انه وصف واحد لكن نفس هذا العنوان والوصف بحسب الأبواب تختلف. كان البحث في التركيب والارتباط التركيبي او التقييدي او الجملة الناقصة والتامة يختلف من واو وحال وتمييز وغيره.
الواو ليست مادة بل هو هيئة وكذلك التمييز هيئة والحال هيئة ومفعول المطلق هيئة وكذلك الظرف وما تقدم من الحديث كان في التركيب في الهيئة. الان كلام آخر من الأصوليين في مادة واحدة انها تستخدم في الأبواب المختلفة بأنماط متنوعة. هذه النكات جدا مهمة أشار اليه البلاغيون والاصوليون. يجب ان يدقق الانسان في هذه الأمور. يوميات الاستنباط والاجتهاد مبني على هذه النكات.
التنبيه الثالث: وله ارتباط بما تقدم كله كما ان كل تنبيه هكذا
لتوضيح هذا التنبيه المعقد وهو محل الابتلاء في الأبواب المختلفة، نقدم مقدمة مهمة وسبق ان تعرضنا الى شيء منها ولكن ما اكملناها. وهي هندسة كل الاستنباط في الفقه
النقطة المهمة: معرفة أعمدة القضية القانونية. قيود الوجوب وقيود الحكم التي تسمى الموضوع عمود. الحكم عمود ثاني ومتعلق الحكم عمود ثالث كالصلاة.
الدلوك قيد الوجوب «اقم الصلاة لدلوك الشمس» فالزوال قيد الوجوب والوجوب حكم والصلاة متعلق الوجوب. هذه ثلاثة أعمدة رئيسية في كل قضية قانونية سواء في الحكم الوضعي او التكليفي.
كثيرا ما القضية القانونية فيها عمود رابع ويعبرون عنه بمتعلق المتلق.
عندنا زوال الشمس وقيد الوجوب وعندنا الوجوب والحكم وعندنا الصلاة وكل قيود الصلاة الداخلية والخارجية ضمن المتعلق. فالمراد من العمود الثالث هو الفعل الواجب وقيوده. والعمود الرابع هو متعلق المتعلق وهو عين الكعبة المكرمة او الماء للوضوء او الثوب الذي يتستر به. هو شيء آخر يتعلق به الصلاة او الإحرام او الحج. فدائما عندنا في القضية أربعة اضلاع وأعمدة او على الأقل ثلاثة.
لاحظ هذه القضية القانونية في كل الأبواب الفقهية سواء في الفقه السياسية او القضاء او الحدود او المعاملات او العبادات او الاجتهاد والتقليد لها اربع أعمدة. التمييز بين هذه الأعمدة ليس من السهل في الأبواب العديدة. إذا تدخل في البيع والاجارة والنكاح ترى صعوبة التمييز. كثيرا ما حصلت غفلات في الفقه السياسية ولها تداعيات خاطئة عقائدية بسبب عدم الدقة في هندسة القضية القانونية في الفقه السياسية.
مر بنا هذا المثال: هل بيعة الأمة للنبي قيد الوجوب او قيد الواجب؟ البعض توهم انه قيد الوجوب لحكومة النبي يعني ان اصل المشروعية منوطة لقبول الأمة وبيعة الأمة. او انه ليس قيد الواجب ولا قيد الوجوب بل هو مقدمة عادية عرفية؟ ثلاث مسارات. قيد الواجب يعني لا يصح بدونه. انما هو مقدمة عادية اعدادية. عدم الدقة في هذه الأمور يسبب التنظير الخاطئ في بعض الاعلام المعاصرين. الهندسة الأصولية للبحث الفقهي السياسي ان لم تتقنه سينجر الى اشتباه عقائدي.
كذلك فدك ما هي أعمدته. لا نريد ان ندخل في تفاصيله. لاحظ كيف دخالة علم الأصول في العقائد وتنظير الفقه السياسي. كذلك الإعداد للظهور عند بعض الاعلام ليس بواجب. هل هو قيد الواجب او قيد الوجوب؟ التدقيق الهندسي في هذه ا لاضلاع للقضية اول ابجديات الاستنباط العقائدي او الفقهي او السياسي او أي علم آخر. والا يمشي الانسان في استنباطه في عماية.
الجهاد الابتدائي فسر بتفسير الف سنة. لكن التفت انه مسؤولية الأمة غاية الامر هي تعد الى مجيء الصاحب ليقوم بالجهاد الابتدائي. وان كان للصاحب عليه السلام أدوار مختلفة. هذه الهندسة جدا مهم.
ما هي القضية في الجهاد الابتدائي؟ ما هي الاعمدة فيها؟ ومرتبطة بمن؟ التدقيق في هذه الهندسة الأصولية من ابجديات علم الأصول. وهذا من اصعب الامتحانات. كل هذه الاعمدة مرتبطة بمن؟ بالأمة او بالإمام المعصوم؟ شواهد من الآيات الى ما شاء الله.
يجب ان يدرب الانسان نفسه في كل مسألة وكل باب.
وسنبينه كيف فيه تعقيدات في تطبيقه.