« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث الأصول

46/07/15

بسم الله الرحمن الرحيم

صناعة أنواع الشروط والقيود في المركبات/ النهي عن العبادات /النواهي

الموضوع : النواهي/ النهي عن العبادات /صناعة أنواع الشروط والقيود في المركبات

 

كان الكلام في النهي عن الشرط ومر بنا ان الشرط اصطلاحه الفلسفي يختلف عن الاصطلاح الاصولي والفقهي. بالتالي اصطلاحات عديدة.

تارة يراد من الشرط ذات القيد او يراد منه التقييد الذي هو معنى حرفي بمعنى التضييق او يراد منه ذات المقيد وهو الطبيعة العامة عندما يحصل لها ضيق. الضيق الحاصل في الطبيعة بسبب التقييد.

فالشرط يطلق على معاني عديدة: معنى ضيق الطبيعة ومعنى التضييق وهو معنى حرفي او على معنى ذات القيد. اصطلاحات في العلوم.

ثم ذات القيد نسبته مع المقيد إما تركيب انضمامي او تركيب نعتي.

التركيب النعتي واضح انه وصف وموصوف والوصف وجوده ناعت للموصوف وقائم به.

التركيب الانضمامي في الشرط: مع انه ليس بجزء. بيانه ان الأجزاء متعلقة بالذات المطابقي للامر ضمن الماهية لكن القيد والشرط الانضمامي أخذ قيدا ولكن ليس بنحو الناعت. فالتقييد يمكن اشتقاق النعت منه للمقيد لكن اخذت لا بنحو الناعت. ذات وجود القيد اخذ بنحو الانضمام مع انه غير داخل في الماهية.

اذاً ليس كل شيء انضمامي مع الشيء مأخوذ ضمن الماهية. فماهية الصلاة على حده والوضوء والغسل على حده لكنه اخذ انضماما ومضيقا ومقيدا.

هذه صور عديدة للشرط والمشروط. المرحوم العراقي عنده تصوير للشرط والقيد بمعنى ضيق الطبيعة.

فيه حزورة عقلية فلسفية وهي ليست مجرد طرف علمي بل لها ثمرات في التركيب الشرعي وتترتب عليها آثار وربما كثير من عقد الحكم من جهة الموضوع والمتعلق يتم حلها بهذه الدقائق.

هذه المباحث في الصحيح والاعم أثيرت شيئاما. عندما يقال معنى الشرط معنى عام: تقييد حرفي ونسبة حرفية والمقيد «بالفتح» وهو الطبيعة والقيد وهو ذات الشرط كالوضوء والغسل والساتر او التستر. هم يفرقون بين الساتر والتستر. الشرط هو التستر والساتر متعلق الشرط وليس شرطا. كالاستقبال الذي هو شرط والقبلة متعلق الشرط.

إثارة: متى يكون ذات الشرط تقييده نعتيا؟ اذا كان ذات الشرط طبيعته وصفا فالعلاقة بين ما يؤكل لحمه ليس علاقة التركيب الانضمامي بل تركيب نعتي. اما العلاقة بين الثوب وما يؤكل لحمه والصلاة تركيب تركيب انضمامي. لان وجود ما يؤكل لحمه صفة للثوب او التستر وليست صفة للصلاة. فشرط لكن تركيب انضمامي. هذا البيان متين من الميرزا النائيني. كيف نميز بين الشروط ذات التركيب النعتي وذات التركيب الانضمامي. عادة يتبادر لنا ان الشرط تركيب نعتي لكنه ليس صحيحا.

هذا البحث في الشروط والقيود مبحث دقيق في موضوعات الاحكام ومتعلقات الاحكام. اقسام وأنواع القيود ومر بنا ان الشرط تارة للجزء و تارة للكل والشرط على أنواع.

هنا تساؤل: لان البعض عندهم الشرط يراد منه الضيق الحاصل في الطبيعة. فهنا تساؤل يثار: عندنا ثلاث عناصر: ذات الشرط كالوضوء والتقييد وذات الطبيعة. الصلاة وذات الطبيعة تتضيق بالتقييد والتقييد شرط. المرحوم العراقي عنده نكتة لطيفة ومهمة تعتبر حلال المشاكل عنده في الأبواب الأصولية والفقهية في الأبواب الصناعية: هذه النكتة يقول عنها في كتبه وتقريراته ومن لسان تلميذه ميرزا هاشم الآملي هي القضية الحينية في المنطق.

ما هو الفرق بين القضية الحينية و الشرطية؟ المناطقة اجمالا قالوا ان النتيجة واحدة وهي ضيق الطبيعة.

تارة تقول «ضوء الشمس موجود حين طلوع الشمس» وتارة تقول «ضوء الشمس موجود بشرط طلوع الشمس» «الاحتراق بالنار» او «الاحتراق حين النار» الفلاسفة عندهم العلة والمعلول فكيف الباري تعالى يقول «يا نار كوني بردا وسلاما» فتغير كون النار ام لا؟ من ثم مذهب عقلي يقول ان هذه العلل والمعلولات مسرحية في المخلوقات. بل الذي يفيض المعلول هو الباري. انما هذه سلسلة العلل كلها إعدادات. لا فاعل في الوجود الا الله. لا اريد ان ادخل في هذا البحث. «يا نار كوني بردا وسلاما» ولو عندنا روايات «ان جبرئيل اتى بقميص من الجنة يحفظ إبراهيم من النار» لكن الآية ظاهرا ليس فقط في هذا. «كوني بردا وسلاما»

فإذا بنينا على ان سلسلة العلل إعدادات يعني حين وجود هذه التي تسمونها علة، يفيض الله المعلول. فالقضايا حينية وليست شرطية. ان الله يجري . «افرأيتم ما تمنون، أ أنتم تخلقونه ام نحن الخالقون» «ابى الله ان يجري الأمور» هو المجري «الا باسبابها» الباء للإعداد وليست للعلة. احد الإشكالات على الفلاسفة هي هذه. هو المجري للامور بأسبابها. «جعل الله لكل شيء سببا» هو الجاعل. هذه الحلقات للعلل ليست بالضرورة. هذا بحث عويص في كل الفلسفة وعلم الكلام. يعني احد المدارس الكلامية او جملة منها تشكلون على الفلاسفة بهذه الاشكال. «أفرأيتم ما تحرصون» الصورة الزرعية الله يفيضه. في سورة الواقعة يبين ان المخلوق انما يقوم بأفعال إعدادية والفاعل هو الله. الإعداد مثل القضية الحينية. اما العلة والمعلول شرط.

المرحوم العراقي يقول: في القضية الحينية نفس النتيجة هو الضيق لكن هذا الضيق ليس آت من التقييد. هنا الصعوبة. كيف القضية الحينية تخلق لنا ضيق من دون ان يكون في البين تقييد؟ شبيه الإعداد والعلة الفاعلية. في العلة الفاعلية سبب ومسبب لكن في العلة الإعدادية ليس سبب وتقييدا.

«ان الله لا يغير» هو المغير «لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» «ما رميت اذ رميت ولكن الله رمى»

لتوضيح القضية الحينية: العراقي يريد ان يقول انه ليس كل عنوان اخذ بنحو القيد بل قد يكون بنحو القضية الحينية يعني عنوان مشير محض. هذا هو الذي يذهب اليه المرحوم الاصفهاني وهو عنده حلال المشاكل. مقصود العلمين واحد. ذاك بعبارة فلسفية وهذا بعبارة منطقية. خلاصة البحث ان عندنا جملة من القيود حقيقة ليست قيدا انما هو عنوان مشير او القضية الحينية. تفيد نفس فائدة التقييد.

توضيح اكثر على أساس ان عندنا أنواع القيد. المركب إما في قيود الوجوب وإما في متعلق الحكم. نبوغ العلاقة الطباطبايي في الفلسفة بسبب علم الأصول. الأصول يؤثر في الفلسفة. هذه حقيقة. لان علم الأصول منطق العلوم الدينية. فحوى هذا الكلام موجود عند الاعلام. من ثم يتدخل في علم الكلام والرجال والسيرة.من يكون ذو بصيرة في علم الأصول يستطيع ان يكتشف الخلل في مدارس علم الرجال والكلام والسيرة. يثبت او ينفي على أي أساس؟ ما البرهان على ان النفي لا يحتاج الى دليل؟ هذا دجل علمي بحسب منطق علم الأصول. فلانه علم منطقي يؤثر على العلوم التكوينية والعلوم الفلسفية. السيد هادي الميلاني ينقل عنه احد ادركه وعاصره ونقل لي وقال ان السيد في فترة كان في كربلا ويقال انه انبغ تلاميذ المرحوم الاصفهاني. السيد الخوئي يوم توفي السيد هادي الميلاني قال انه قد توفي اذكى شخص في الاتراك. انبغ تلميذ للسيد هادي الميلاني كان السيد إبراهيم علم الهدى وادركناه او قل من انبغ تلاميذه. عنده فتوى ان تشهد الصلاة بدون الشهادة الثالثة صلاته باطلة. السيد هادي الميلاني يقول انه لو يتعلم النجار او ذو حرفة علم الأصول يفيده في الحرف. لان علم الأصول يرتب منهج إدارة الانسان وعمل الانسان ويفيد حتى النجار والحرف والمهن. علم الأصول طبيعته علم منطقي وميزاني. الالفاظ يعني التصورات والحجج يعني التصديق نفس تقسيم علم المنطق

علماء الأصول في العام والخاص عندهم تقسيم للاطلاق المقابل للتقييد. كما ان للتقييد اقساما. اقسام كثيرة والتعرف عليه جدا مهمة في الاستنباطات اليومية لعلم الفقه. قسموا الاطلاق الى اقسام ربما تصل الى عشرة اقسام في مقابل أنواع التقييد. لان الاطلاق في مقابل المقيد.

احد أنواع الاطلاق التي ذكرها الاصوليون ضيق الملاك او سعة الملاك. الاطلاق يعني سعة الملاك والمقيد يعني ضيق الملاك. هذه السعة او ضيق الملاك ليس قيدا رسميا. يسمونه اطلاق ملاكي والتقييد الملاكي. هذا الاطلاق والتقييد لا يأتي بصورة القيد. عين كلام الاغاضياء في القضية الحينية او كلام الاصفهاني في العنوان المشير. بحث الشرط والقيد في المركبات الشرعية في العبادات والمعاملات معقد. الحكم ببطلان الصلاة بالشهادة الثالثة مجرد نتائج من دون الصناعة. علم الأصول يقول لا تقبل جزافا بل دقق في الصناعة.

اذا في باب العام والخاص والمطلق والمقيد تقييد واطلاق ملاكي. نتيجته نتيجة التقييد وليس بصورة القيد. النائيني يبني على متمم الجعل شيء اجنبي لكن نتيجة الجعلين هي التقييد. اطلاق بمتمم الجعل وتقييد بمتمم الجعل. ليس تقييدا واطلاقا قانونيا وصورة لكن بلحاظ الملاكات لبه التقييد.

هذا الملاكي حلال المشاكل عند النائيني ومتمم الجعل حلال المشاكل عند النائيني والقضية الحينية حلال المشاكل عند العراقي والعنوان المشير حلال المشاكل عند الاصفهاني.

أيضا عند الأصوليين اطلاق وتقييد ليس رسميا يعبرون عنه الاطلاق بمعنى السعة الذاتية. طبيعة الذات هي وسيعة وفيه تقييد يعني نفس الذات الطبيعة هي ضيقة من دون القيد ومن الملاك ومن دون متمم الجعل. هذه ثلاث صور من التقييد صورة وقالبا ليس تقييدا بل نتيجة الاطلاق والتقييد. يسمونه الاطلاق الذاتي او التقييد الذاتي. فيه ملاكي وفيه متمم الجعل. هذه محل الابتلاء عندنا في الأبواب الأصولية والفقهية.

logo