47/06/25
العقائد
عنوان الدرس : طبقات التشبيه والتعطيل والتنزيه و التحميد
تأريخ الدرس : الثلاثاء 25 جمادي الأخرة ١٤٤٧ ه
مر بنا في ذيل رواية الامام الرضا وفي روايات عديدة نفي الجسم عن الباري تعالى وانه من اشنع انواع تشبيه الله قالوا ارنا الله جهرة فتشبيه الباري بالجسمية من اشنع انواع التشبيه فالتشبية عندما يكون درجات ايضا تنزيه الباري لا محالة سيكون درجات ومن معاجز الوحي في القرآن وفي بيانات العترة ان تسبيح درجات وطبقات لاحظ تعبير التسبيح الاعظم هو علمي اعجازي فما معنى تسبيح اعظم وتسبيح غير اعظم? وماذا يعني كون التسبيح درجات والتنزيه درجات كذلك في بيانات الروايات والادعية والايات التحميد الاعظم او قريب من هذا المضمون فاثني اثني على الله ثناء عظيما هل هناك ثناء غير عظيم? وما معنى ان الحمد طبقات? والثناء طبقات ؟ هذه نكتة مهمة جدا وهذا بعد علمي غامض ان التنزيل درجات وهناك اعظم وهناك عظيم وهناك غير عظيم هذه نكتة جدا مهمة وفي مقابله تجد التشبيه درجات .
فالتشبيه مقابل التنزيه والتحميد مقابل التعطيل والتحميد هو بيان الكمالات والتعطيل هو فقد الكمالات او فقد وجود الشيء فالتشبيه ضد مناقض للتنزيه والتنزيه مناقض للتشبيه والتحميد مناقض مع التعطيل فالتحميد اثبات بينما التعطيل هو تعطيل يعني انعدام فاذا لن تشبيه ولا تعطيل بل تحميد وتنزيه هذه بيانات ال البيت فاذا كان التنزيل درجات فلا محالة التشبيه درجات واذا كانت التحميد درجات لا محالة التعطيل درجات فلماذا التسبيح يرادف التنزيه? وهذا بحث مهم سبق اشرنا اليه لكن لا بد من التذكير به ببيان اخر جديد .
مر بنا ان اللمجلسي الاول عنده عبارة ان الادعية والزيارات دروس عقائدية على مستوى القمة لان الائمة في الادعية والزيارات تنعدم عندهم مراعاة التقية فالبيان لا يكون تقية وثانيا هم في الادعية لا يراعون مستوى المخاطب انه يفهم او لا يفهم وانما يراعون الحقيقة بما هي من ثم يقول جواهر المعارف لاهل البيت هي موجودة في الادعية والزيارات وهي ليست متوسطات بل اسرار فعلى نظريته يكون كتاب الصحيفة السجادية دعاء لكن حقيقته كتاب عقائدي من اوله لاخره وليس كتاب دعاء نعم اسلوب ولباسه هو الدعاء علماء الامامية يقولون ان الامام السجاد بين علوم الدين وحقائقه عن طريق اسلوب الدعاء لاحظ الدعاء شيء ومفاهيم الدعاء شيء اخر فالدعاء مدرسة علوم دينية باسلوب الدعاء والزيارة فالزيارة طقسها ورسومها زيارة لكن حقيقتها عبارة عن دروس ومعارف لا تراعى التقية فالائمة في السؤال والجواب مع الرواة يلاحظون التقية ويسموه التقية في البيان او في مستوى الراوي اما في الادعية وزيارتهم مع الله فلا سلطة الاموية ولا عباسية فالمحفل محفل اخر كانما مغيب فيه الاغيار فمن ثم تشع المعارف الكبرى .
فالصحيفة السجادية قبل ان تكون كتاب دعاء هي كتاب عقيدة ومعادلات عقائدية الى ما شاء الله وقواعد في علم الرياضات القلبية الى ما شاء الله وكذا فقه القلوب وحتى قواعد في فروع الدين من الابواب الفقهية تجد الفقهاء يستدلون بمقاطع من هذا الكتاب في المباحث حتى في علم التفسير فالصحيفة السجادية هي مجموعة علوم دينية لكن في العقائد كتاب عقائدي كذلك نهج البلاغة الطابع الغالب فيه بحوث عقائدية وعوالم الخلقة ثم يأتي للفقه السياسي ثم الفقه وادارة الدولة فلا يمكن في الجانب العقائدي ان تستدل بوثاقة الرواة من هم الرواة? وما دور الظن في هذا المجال? هذا مبحث عقائدي يقيني والروات مغلوب على امرهم الرواة ظن في ظن لا يغني من الحق في العقائد شيئا فباجماع علماء الامامية يجب ان تكون العقائد باليقين .
فاذن اسلوب الدعاة والزيارة هو اطار وثوب واما محتواه هي معارف عقائدية وعلوم كلامية وبقية العلوم الدينية فالتنزيه والتسبيح درجات ونفس التنزيه والتسبيح في باب الدعاء او طقوس العبادة تترجم المعارف باصطلاحات موازية فيعبر في باب القلب عن التنزيه الذي هو بلغة الفكر بالتسبيح فهناك موازاة وترادف بين لغة القلب او النفس والروح ولغة الفكر او العقل النظري يعني فريق الادراكات للعلم الحصولي الحقائق يوازيها اصطلاحات في القلب في الوجدان في النفس في الروح فالكمالات في لغة الفكر وفي لغة القلب يقال لها تحميد او حمد والحمد لغة وصف الشيء بكمالاته تحميد وتمجيد وثناء فهذه معرفة كمالات او معرفة وجود في ذات الباري بلغة الثناء والحمد .
من ثم تجد علماء الامامية ردوا على الاشاعرة في الحسن والقبح ان التحميد ليس الا ووصف بالكمالات اذا قبلت انت ان الكمال والنقص حقيقة تكوينية وليست اعتبارية خيالية اذن الحمد والذم والمدح والذم حقيقة تكوينية لان الحمد ليس الا وصف الشي بالكمالات فانت تقر بالكمالات التكوينية وهذا امر اشتبه فيه الاشعري وحتى ابن سينا وجرجر هذا الاشتباه على فلاسفة الشيعة قال بان العقل النظري احكام اعتبارية وليست تكوينية وهذا اشتباه منه وبسببه عمت الشبهة على كل الفلاسفة وهو متأثر من الاشعرية بينما رد علماء الامامية على هذا الشيء ان الحمد هو ليس الا ترادف مع الكمال والذم ترادف مع النقص اذ انت اردت ان تذم شيئا هل تذمه بالنقائص او بالكمالات? فالنقائص امر تكويني وليس اعتباريا .
اذن المعارف لها لغة قلبية وجدانية روحية نفسانية مشاعر باطنة ونفس هذه المعارف لها لغة فكرية عقل نظري وقوى الادراك والعلم الحصولي من ثم مر بنا في البحث الفقهي ان الصلاة من اولها الى نهايتها اقوال وافعال وكلها عقائد ولكن بلغة القلب لا بلغة الفكر فلما تقول الله اكبر معناه عقائدي وليس له ربط بالفرع الفقهي صح ينطق بها اللسان لكن هي طقس عقائدي معرفي لما يقال التشهد صحيح ينطق به اللسان ولكن مفاده عقائدي فكري بلغة البدن او بلغة القلب او بلغة الركوع والسجود ، فالسجود كانما هي هيئة بدنية لكن بالدقة هي امر عقائدي وحقيقة خضوع العبد للمعبود فكل افعال الصلاة من قراءة القرآن وذكر السجود وذكر الركوع نفس الكلام وحتى التسليم هو من اسماء الله .
فالصلاة من بدايتها الى نهايتها اقوالا افعالا كلها عقائد لكن بلغة القلب او الروح او البدن ولكنها مرادفة للعقائد الفكرية وليس في الصلاة فرع من الفروع هي العقائد بلغة البدن وبلغة الروح وبلغة النفس وبلغة القلب فالفقيه يجب ان يلتفت ان التشهد في الصلاة ما هو? والصلاة برمتها عقيدة وكيف العقيدة لا يصير فيها معلم الايمان وكما يقول السيد المرتضى ويستدل بضرورة الصلاة على النبي والال انه في التشهد اخذ الاقرار بالشهادة الثالثة فالتنزيه يعني بلغة الفكر والعقل النظري والتسبيح بلغة القلب لا ان تقول ان التسبيح عبادة فرعية لا ربط لها بالمعارف وانما هي عين المعارف بلغة اخرى .
فالتسبيح عبارة اخرى عن التنزيه كما ان الفكر ينزه اللسان ايضا ينزه الله وكما الفكر والعقل النظري ينزه الله فالقلب ايضا ينزه الله ولكن بلغته ولا تفقهون تسبيحهم او منطقهم او لغتهم فكل قوة من قوى الانسان تمارس العقيدة ولكن بلغتها اذن التنزيه والتسبيح درجات في مقابل نقيضه وهو التشبيه، والتحميد ايضا درجات فالصفات سواء فعلية او ذاتية درجات وطبقات وهو الصفات الكمالية لله وهو نفس التحميد في مقابل التعطيل والتعطيل في الذات الالهية باطل لانه الانسان يصير ملحدا فالتعطيل في الصفات باطل والتعطيل في الافعال الالهية ايضا باطل تقول يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا فالتعطيل نظرية باطلة في الذات وفي الصفات وحتى في الافعال فالتعطيل في كل المقامات باطل وفي مقابله التحميد .
التوحيد هو في الذات او في الصفات او في الافعال والتشبيه باطل في الذات وفي الصفات وفي الافعال فالتشبيه في كل مقاماته باطل والتشبيه مرادفه الشرك والتعطيل مرادفه الالحاد فالالحاد هو تعطيل ولاحظ حتى في لغة العقل الفكري النظري هناك الفاظ متعددة لكنها مترادفة وكذلك في الفاظ العقل العملي او القلب او النفس او الروح الفاظ متعددة مترادفة كما ان هناك ترادف بين لغة القلب ولغة الفكر والعقل النظري .
فاذن الشرك بالدقة هو التشبيه والتشبيه هو الشرك سواء على صعيد الذات وهلم جرا وهذا نظام عجيب في لغة المعارف وجدا معقد وغامض وصعب حسب ما بحثه المتكلمون والفلاسفة والمفسرون والعرفاء يجب ان تتقن باتقان فالشرك هو التشبيه لذلك البعض يفكر ان الشرك فقط في الذات هذا خطأ هناك شرك في الصفات وشرك في الافعال واما القائلين بالشرك في الذات هم نادرون كما ان القائلين بالتعطيل في الذات والالحاد نادرون هناك دراسات جادة قوية في علم الكلام والتفسير والعلوم العصرية والعلوم القديمة ان المشركين في البشر سواء الان او قديما هل يشركون في اصل الذات? مثلا الاصنام التي يصنعوها بايديهم يقولون هذه ازلية ؟؟؟ هذا لا احد يحتمله فاشراك العرب لم يكن في الذات ولا حتى في الصفات وانما حصرا في الافعال وفي الوسيلة والواسطة .
غالب مشركي البشر حتى في الهند جملة من الاخوان عندهم دراسات حول مئات الالاف الديانات في الهند وهي من اعرق الدول في الحضارات الدينية فهؤلاء ليسوا مشركين في الذات الالهية هو اله الالهة ازلي ابدي وحتى الالهة اخرى مخلوقة فكيف اله وهو مخلوق ؟ فالشرك بالدقة في كل البشر فضلا عن مشركي العرب ليس في الذات الالهية لاحظوا النبي ابراهيم لم يستدل بحجج وانما قال بل فعله كبيرهم فاسألوهم ان كانوا ينطقون قالوا قد علمت ان هؤلاء لا ينطقون قال اف لكم اتعبدون ما تنحتون? ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فالشرك بالدقة في الافعال والشرك في الافعال يعني في مقام الولاية .
مر بنا ان بحث الافعال والصفات الفعلية مرتبطة بالولاية في التوحيد قالوا يد الله مغلولة هذه ليست مرتبطة باصل الذات الالهية وانما بحاكمية وولاية الله فبحث الافعال مرتبط ببحث الولاية في الباري ومر بنا ابليس ليس جاهلا بالذات الالهية وانما عارف بها وانما الخلل انه لم ينقاد للولاية الالهية وتمرد على حاكمية الله ومر بنا ان الولاية ليست مقابل التوحيد وانما الولاية والمعرفة هما ركنان في الوظيفة الاعتقادية سواء في التوحيد في النبوة في الامامة فالولاية ليست مقابل التوحيد نعم الامامة والنبوة في مقابل التوحيد اما المعرفة والولاية هي موجودة في التوحيد وفي النبوة وهلم جرا .
فعندما تقول روايات اهل البيت ان الشرك الذي يتحدث عنه القرآن كله او جله في الولاية لان هؤلاء المشركون مشكلتهم في الولاية وحاكمية الله لذلك لاحظ القرآن الكريم في سور عديدة بمئات الايات يذكر القرآن الكريم ان هذا بدون اذن الله يعني ولاية الله ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ومن دون اذنه هنا بيت القصيد فكيف انت تنصب شخصا خليفة للمسلمين بدون اذن الله? هذا شرك بالله فاذا كان بدون اذن الله مشكلة وليس الكلام انك تتخذ بينك وبين الله وسيلة او شفيع نعم اذا اتخذت شفيعا ووسيلة بدون اذن الله هنا يكون شرك فالقرآن لا يفند شرك العرب انهم يتوسلون والتوسل باطل ولكن قال لانه من دون اذن الله .
اذن مشكلة شرك العرب او الملل الاخرى جله في قضية ولاية الله انه انت بدون اذن الله وبدون سلطانه تتخذ وسيلة اما التوسل فضرورية والقرآن يقول وابتغوا اليه الوسيلة هذه الوسيلة ليست لعجز الله وانما لعجز المخلوق فالله لا يحتاج الى وسيلة و الية وانما المخلوق يحتاج .
مشكلة الوهابية حتى العرفاء والصوفية انهم يظنون ان غناء صفات الله تعني ان المخلوق غير محتاج للوسيلة والله يحتاج الوسيلة فالله يقضي بغير شفيع لكن انا احتاج للشفيع والله لا يحتاج لا للشفيع ولا للوسيلة فغنى الله لا يعني غنى المخلوق فهم اذن عندهم التوسل شرك وحتى العرفاء والصوفية جلهم الغوا الوسائط نعم الله لا يحتاج وسائط لكن انا كيف? فنحن هذا البحث لا زلنا في بداياته مراتب التنزيه والتحميد والنقطة الاخرى ان اللغة الموجود بين هذا الاصطلاحات باب عظيم .