47/06/24
#تقرير_درس_العقائد
عنوان الدرس : الصفات الفعلية المشتركة بين الخالق والمخلوق
تأريخ الدرس : الأثنين 24 جمادي الأخرة ١٤٤٧ ه
في هذه الصفة الفعلية او التنزيهية التي ذكرها الامام الرضا انه كيف الكيف فلا يقال كيف واين الاين فلا يقال اين? فهي تنزيه الله عن الاحكام الجسمانية طبعا الفلاسفة وجملة من متكلمي الامامية عندهم ان بعض المخلوقات مجردة عن الجسمانية والبحث الطويل وغامض ومعقد واثرناه في السنين السابقة لمرات عديدة ولكن الان فقط اذكر فهرس مقتضب موجز اجمالي وليس موضع استعراض تفصيلي والنقطة هي ان والنقطة والنقطة التي خفيت على الفلاسفة وكثير من المتكلمين هي ان الاجسام مختلفة اللطافة والمادة والكثافة وهذا باب اعترفت به الفيزياء الحديثة وذلك بعد رحيل علام التواطبائي فاستجدت امور فيزيائية لم يقف عليها العلامة وربما تقول ما ربط المباحث العقلية بالعلوم الطبيعية الفيزيائية نقول الفلاسفة يعترفون ان ذهنية الباحث العقلي سواء كان فيلسوفا او متكلما ذهنيته الباحث العقلي دائما تتأثر بالعلوم الطبيعية وان كان المفروض ان لا يتأثر ولكن بالتالي له تأثير في علم الفيزياء ففي هذا العلم عفوا في علم الفيزياء في الثمانينات والسبعينات لم يكونوا يرتأون ان الطاقة ليست بجسم فهناك انواع من الطاقات وهي عالم عجيب وغريب فقالوا الى سنة تسعة وسبعين بان الطاقات ليست جسما العلامة الطباطبائي مع دقته العقلية لو تراجعون نهاية حكمة يعتبر الطاقة ليست بجسم وانما هي جنس للمادة والصورة وهذا كان مرتكز في ذهن العرفاء يعني هم يدعون انهم لم يتأثر بالعقل النظري والفكري ولا يتأثرون بالعلوم الظاهرية نحن نقول بل هم يتأثرون بشدة فهم ليسوا بانبياء بل نفس الانبياء بينهم درجات لاحظ ابن ابنه عربي كل النكات التي يذكرها مأخوذة من الايات والروايات ولكن باعمال مجهرية من قبله فلم تحصل له مكاشفات بكل هذه الامور .
اذكر في درس الفصوص للشيخ جوادي الاملي مع انهم متقيد بالروايات والايات قبل ان يتقيد بشيء اخر وهو يستعرض مقارنة بين المتكلمين والمفسرين وفلسفة الاشراق والحكمة المتعالية ومدرسة المشاء ثم يأتي بمحاكم ظل كل فصل فأذكر انا في مطلب قلت له هذا اقتباس من ابن عربي من الروايات فالعرفاء متأثرين بها رغم ادعاتهم شاء ام ابوا فقد تأثروا بالعلوم الظاهرية في العلوم الظاهرية مسرح عظيم في الدين ففي موضع ان النبي موسى اعترض على الخضر في ثلاث موضع اقتلت نفسا وخرق السفينة ليغرق اهلها والجدار لاحظ هذه الموارد الثلاثة اللي اعترض فيها النبي موسى هو نفسه ارتكبها فاولا والدته القته في اليم ثم الثانية فوكز موسى فقتله .
وكذلك ابنتي شعيب هو ساعدهما ولم يأخذ منهما شيئا وان كان جائع ولم يأكل منذ ثلاثة ايام شيئا ومع ذلك قدم خدمة لابنتي شعيب وما قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا فلاحظ ثلاث موارد النبي موسى مرت به هذه الامور ومع ولكن لما رأوا من الخطر اعترض هذه مقارنة جدا بديعة وذكرها ابن ابن عربي في الفصوص الشيخ الاملي قال هذه انصافا ابتكار بديع انا ذكرت للشيخ هذه الروايات موجودة رواها الصدوق قبل ابن عربي بثلاث قرون فهذا مقتبس وليس ابتكار وليست مكاشفة هذه المطالب في الفصوص كلها مأخوذة من الايات والروايات انا لم في دور المكاشفات ولكن هذه علوم وحيانية سواء هم عندما اخذوها من من الوحي اخطأوا في تفسيره ام لا بحث اخر? كلامنا في هذا المنهج لنلتفت ان علم العرفان رغم ادعاء اصحاب انهم استقروا كلهم من المكاشفات كلا فلولا القرآن ولا الرواية والروايات لما استطاعوا ان يهتدوا الى ذلك مع ان القيصري في مقدمات الفصوص اعترف بهذا الشيء فهذه الدعوة منهم ان اننا نأتي بالايات والروايات والعقليات للطمأنة الطرف الاخر غير تام هو اصل المطلب ليس من عندكم .
لاحظوا ابن سينا اعترف بهذا الامر وهذا يدل على تدينه فقال ان الفلاسفة عجزوا عن اثبات المعاد الجسماني لكن ببركة وحي سيد الانبياء التفتوا وبرهنوا وقالوا به مع ان الصدوق ذكر ذلك قبل ابن سينا بمائة عام في كتاب الاعتقادات ببرهان عقلي مأخوذ من القرآن والروايات لم يلتفت اليه ابن سينا ولا الخواجة نصير الدين الطوسي ولا ملاصدرا ولا الميرداماد ولا طبقات تلاميذ ملاصدرا ولا الميرزا علي القاضي ولاالعلامة الطباطبائي ولم اعلم عن الشيخ الجوادي انه التفت ام لا? فالى حد ما انا كنت مع الشيخ الجوادي وجدته ما كان ملتفتا اليه بينما الصدوق قبل الف سنة ذكر برهانا عقليا للمعاد الجسماني سهل المأخذ لكن لاحظ الابتعاد عن الوحي كيف يؤثر فللاسف تراث الروايات متروك وهناك حالات من الطيش العلمي في المنهج العلمي موجود لعدم الاكتراث بالتراث الروائي فعقل البشر هو اين واين الوحي? اين الثرى من الثريا?
فنفس هذا المعيار الاجمالي كافي لكل طرف ، فكلمات العلماء من الاولين والاخرين هي فرش وذاك هو العرش يعني كثير من طبقات العلماء من الفريقين بعيدين عن هذا، لكن لاحظ الروايات اين هي من كلمات العلماء? ونفس هذا هو منجز عقلي فانت تكترث وتنأى بنفسك او تحرم البشرية عن الوحي ، فكيف تترك هذا التراث العظيم ولو بدرجة احتمال واحد بالمئة او واحد بالمليون او واحد بالمليار ؟ هذا ليس بامر معقول فعندنا التنجيز موجود .
فالعلامة الطباطبائي في نهاية الحكمة في مبحث الجسمانيات اعتبر الطاقة جنسا وليس بجسم وهو تبع للعلوم الطبيعية في زمانه ولكن بعد ذلك التفت الفيزيائيون انهم مشتبهين والطاقة حتى غير المرئية لها طول وعرض وعمق فهي جسم لكن ليست كاجسامنا يسمونه بمجال الطاقة ومجال مغناطيسي يعني له حركة وله زمان وكل احكام الجسم موجودة فيه فكل الطاقات حتى الالكترون والبروتون والنيترون وحتى الفوتون كلها لها طول وعرض وعمق ، نعم نحن لم يمكن ان نقيس مقاديرها هذا بحث اخر .
فلاحظ الفلاسفة يتأثرون بالعلوم الطبيعية رغم انكارهم له لانهم بشر وكذا العرفاء يقول نحن بمنأى عن ذلك فهذا عنوان زيفي انت لا يمكنك ان تستغني عن الوحي وكذلك علم الكلام فكثيرا ما في ذهن العرفاء او الفلاسفة التجرد يعني هو تجرد عن هذه المادة الغليظة وهذا غير صحيح هذا ليس تجرد مطلق لان الجسم له مراتب في اللطافة لعله مليار او تريليون او اكثر مثلا السماء الاولى الطف من الارض والبرزخ الطف من الجن والجن الطف من الانس ولذلك ابليس يقول خلقتني من النار يعني عندي قوة وقدرة وحركة وطاقة وخلقته من طين جامد يعني انا عندي قوة اكثر والامام الصادق يقول كذب اللعين لانه جاهل لم يدر ان ادم له نور وليس له هذا النور وهذا طاقة اكبر واكبر فهو لاحظ الظاهر ولم يلاحظ الباطن فالاجسام مختلفة الدرجات فالسماء الاولى الطف من البرزخ وحتى البرزخ نفسه برازخ وليس برزخا واحدا كما يقول جبرائيل لسيد الانبياء ما بعد الموت اطم فاطم .
لذلك القرآن الكريم يقول الطامة الكبرى وليست الوسطى وليست الكبيرة ما الفرق بين الكبيرة والكبرى? الكبرى يعني اكبر الكبير فالقرآن الكريم يقول هناك وسطى ووسيط وصغرى ودون الوسطى وفوق الوسطى وهناك مراتب الى ما شاء الله لكن الطامة الكبرى هذه هي صعقة يوم القيامة ونهاية عوالم الدنيا وعالم القيامة ايضا جسماني لكنه جسم الطف .
معراج سيد الانبياء كما يقول جملة من محققين المتكلمين هو دورة عقائدية فيه اسرار كبيرة لم يخض فيه الفلاسفة ولا المتكلمون ولا المحدثون بشكل واسع فهو باب عظيم جدا يشرح الرجعة ويشرح القيامة ويشرح الجنة ويشرح عوالم كثيرة ففيه ان النبي مر بمراتب من العوالم الجسمانية .
نحن قلنا لو يستطيع الباحث ان يرصد جدولا بالعوالم المختلفة من بعد عالم الاسماء وانزل الى هذه الارض ويبحث هل هذه الارض نهاية او فيها ما دونها? الثرى وما تحت الثرى الأرضين السبع هذه عوالم مجهولة بالنسبة للمتكلمين والفلاسفة والعرفاء وحتى المعصومين عدا اهل البيت ع فالانبياء لا يعلمون بكثير من العوالم وانما يجب ان يتعلموها من اهل البيت فباب عوالم الخلقة من اعظم الابواب ولو الفهرس الاجمالي من اعظم الابواب في المعارف والعقائد وانا اعطيكم اطمئنان لو عمرنا الدهر في الدنيا وفي البرزخ وفي الرجعة وفي الجنة لن نستطيع نستقصي هذا الباب لكن ليس معناه ان تيأس فما لا يدرك كله لا يترك جله نحن حتى جله لا نقدر لكن خذ قليلا منه فهو باب عظيم جدا في المعرفة وتشير له الايات والروايات .
لذلك النبي اتحف شيئا ما بياعة العطور ومعروفة الرواية في قصة العوالم من سيد الانبياء فمن ضمن هذه الابحاث قضية العوالم المجردة يعني تجرد نسبي عن الجسم مما يعني ان هناك جسم الطف والطف والطف مثلا الفلاسفة والمتكلمين والمتأخرين بما فيهم حتى الشيخ احمد الاحسائي بنوا على ان عالم الامر مجرد عن الجسمانية مطلقا وهذا اشتباه لانهم ابتعدوا عن بيانات الروايات مع ان بعضهم يغوص في الروايات الا الا الا .... لانه متأثر بنتاج البشر فتسبب لديه رسوبات .
فعالم الامر جسماني لكنه لطيف الطف من الجنة فحتى فوق عوالم الجنة هناك جسمانيات فالاصطلاحات العقلية للوحي تختلف عن الاصطلاحات العقلية للفلاسفة والعرفاء وللفقهاء وللمتكلمين فهذا عقلي وحياني وليس عقليا بشريا والوحي يختلف عن العقل البشري والعقل الفلسفي والعقل الكلامي وليس ذلك في مفردة ومفردتين وثلاثة واربعة فحسب وانما منظومة اصطلاحات فلاحظ اليوم كم مشروع ذكرناه? مشروع العوالم ثم قضية اختلاف الاصطلاحات وتعثر العرفاء وسرقتهم او قل اقتباسهم من الوحي كذلك تأثر الفلاسفة بالعلوم الطبيعية كلها مشاريع معرفية يجب الالتفات اليه وسيأتي من يستدرك علينا كما نحن نستدرك على الاخرين فالبشر مهما يكون هو بشر لكن بالتالي ما لا يدرك كله لا يترك كله .
فاذن طبقات التجرد مختلفة مثلا ينقل عن العلامة وكتاباته في الميزان او الميرزا القاضي ان الملائكة مجردين عن الجسمانية وانا اتعجب جدا من هذا الكلام ان صح النقل عنهم ، فكيف هم مجردات? يعني هم عندهم مكاشفات ويقولون الملائكة مجردات ويظنون بان هذه تمثلات والا الملائكة اصل وجودهم مجردة اقول كيف هذا? هم جسم لطيف نعم الملائكة الذين يعيشون في عالم السماء السابعة اكثر لطافة وجسمانية من السماء السادسة والسادسة اكثر من الخامسة وهلم جرا? اما ان نقول جبرائيل في السماء السابعة ليس بجسم فلا .
طبعا هناك روح وروح الروح والروح كما يقول جعفر الصادق وهي قاعدة عقلانية وحيانية الروح جسم لطيف نعم النور اذا كان جدا من الطبقات العليا يطلق عليه انه مجرد عن الجسم هذا صحيح لكن كثيرا ما يطلق النور على ما هو روح فيسمى نورا لانه جسم لطيف لان المسافة في التجرد واللطافة مسافة شاسعة جدا فيسمى نور فهذا اصطلاح عقلي وحياني فالروح له اصطلاحات .
هذه ذكرتها لاجل ان اصل الى هذه النتيجة انه مبحث معقد جدا الان مثلا اين مبدأ خلق العالم الجسماني? هذا ما احتار فيه الفلاسفة وما استطاعوا ان يبينوه ولكنه موجود في اصول الكافي في روايات وبيانات الايات كثيرة وانما بحاجة الى قراءة عقلية ويجب على الانسان ان يقارن بينها كي يعرف مدى دقة الوحي بالقياس للنتاج العقلي البشري انا لا اقول ان الانسان ينكفئ عن متابعة الفلاسفة او العرفاء او المتكلمين وان لا يقارن بل يجب المقابلة كي يلتفت الى دقائق علو المعاني الموجودة في الوحي بالنسبة لما هو موجود في نتاج البشر كما يقول الائمة لا تفهمون ما نقول الا ان تقارنوا بين ما يقولون وما نقول وكما يقال تعرف الاشياء باضدادها .
نعم عدم الجسمانية موجود في بعض المخلوقات الاولى مثل عالم طبقات الاسماء وهناك ورد في الايات والروايات انها ليست جسما اصلا فهو اسم غير محدود بالاقطار خلق الله اسما غير محدود بالاقطار ولا باللون فبعض مخلوقات الله لا كيف لها وبعض المخلوقات لا اين لها اما الله فهو فوق هذا ، هو منقطع عن الكيفية والاينية ، هذا وصف لبعض الاسماء الالهية ومرارا مر بنا ان الاسماء الالهية ليست مجرد صوت او معنى ، هذا اشارة الى الاسم فيسمى بالاسم توسعا وانما الاسم حقيقة مهولة غيبية .
مثلا العرش عند كثير من الفلاسفة والمتكلمين والعرفاء هو الجسم المجرد نقول كلا هو ليس مجرد وانما عالم الطف من الجنة والجنان كلها وكذلك عالم الامر فالعوالم المجردة في بيانات الايات والروايات هي الطبقات العليا من الاسماء اما انه متى يبدأ العالم الجسماني اللطيفة والتي تسمى روح الارواح هذا بحث معقد لا ندخل فيه ولو اردنا ان نتعمق في كلام الامام الرضا وموارد اخرى نقول هذا ليس وصفا للذات هذا وصف للمخلوقات بل لبعض المخلوقات فكيف بمن هو خالق هذه المخلوقات?
فاذن الصفة الفعلية هكذا من حيث المخلوق صفة فعلية وبدون شوائب المخلوقية فكيف بالخالق? لذلك نقل عن الميرزا الكبير يقول انه ما يقوله الغلاة لانهم لم يصلوا الى كمال الله وظنوا انه هو الله كلا الله فوق هذا فالغلاة مشبهة من حيث لا يشعرون والمقصرة مشبهة والله فوق ذلك ولكن من يستطيع ان ينزه الله بالتنزيه الاعظم? لا يمكن ذلك الا للمعصومين فعندنا تسبيح اعظم وتسبيح عظيم وتسبيح عادي هم يظنون ان التسبيح العادي هو التوحيد كلا انت لم تصل بعد وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون مشبهون الله فوق هذا فبعض الامور في تنزيه الله لا يتحمله اوحدي البشر الا المعصومين .