« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/06/23

بسم الله الرحمن الرحيم



#تقرير_درس_العقائد

عنوان الدرس : تكرر السقيفة في مواطن و مقامات

تأريخ الدرس : الأحد ٢٣ جمادي الأخرة ١٤٤٧ ه‌

 

هذا الوصف الاخير في الرواية الشريفة التي كنا فيها : فهو في نأيه قريب وفي قربه بعيد ....

وللاسف حتى العرفاء و كذا الصوفية وقعوا في المغالطه كما الوهابية والسلفية بل هم اسبق من السلفية في هذه المغالطة وان كنا لا نشبه الصوفية بالوهابية لانهم اميل الى اهل البيت وسد منيع امام النواصب والوهابية لكن مع ذلك جملة من الصوفية عندهم سقيفة عرفانية يعني ازالة ال البيت عن مقاماتهم اما السقيفة الدينية فهي ازاحة امامة اهل البيت من قبل اصحاب السقيفة والسقيفة العرفانية يعني في عوالم الملكوت ايضا يزيحون اهل البيت وهناك سقيفة في القرآن فما مارسته السقيفة لم تبعد وتقصي امير المؤمنين عن الرئاسة السياسية والدينية ايضا هم في جمع القرآن ابعدوا اهل البيت والاخير ادرى بما في البيت فهم ابعدوا امير المؤمنين باقصاء شديد في عملية جمع القرآن مع انهم يعلمون انه قال النبي علي مع القرآن والقرآن مع علي وهذا مروي بنحو مستفيض او متواتر عندهم ولم يقل النبي : الصحابة مع علي او زيد او عبدالله بن مسعود او ابي بن كعب او عبدالله بن عباس مع القرآن بل هم حتى اقصوا وابعدوا عبدالله بن مسعود وكل من كان ملما بالقرآن وذلك بنصوص موجودة عندهم في كتب علوم القرآن القديمة لا الجديدة فهم قاموا بعملية اقصاء وابعاد وانقلاب ديني امني عسكري اعلامي عن كل من يلم بالقرآن واعظمهم هو امير المؤمنين .

ان عبدالله بن مسعود في نصوصهم يعتبر اكفأ واعلم من ابي ابن كعب وحتى ابن عباس في جمع القرآن هو يقول اني تعلمت سبعين سورة من رسول الله والبقية تعلمتها من امير المؤمنين او ربما العكس ثلاثين سورة من رسول الله وسبعين من علي بن ابي طالب ، فمن يكون اقرب لعلي ابن ابي طالب اقصي في جمع القرآن مع ان القرآن هو اول مصدر في الدين وورد في نصوصهم وليس فقط في نصوصنا انه اتى علي ابن ابي طالب بالمصحف الذي جمعه كما انزل وباعترافهم هم انه لم يجمع القرآن كما انزل الا علي ابن ابي طالب حتى عبدالله ابن مسعود وابي ابن كعب وعبدالله ابن عباس ما استطاعوا جمع القرآن وهذه هي ملاحم امامة علي ابن ابي طالب انه لم يجمع القرآن في الامة كما انزل من حيث ترتيب الايات وترتيب السور وشؤون القرآن الا امير المؤمنين وهم يعلمون بهذا وهي من دلائل الامامة العلمية الوحيانية الغيبية لامير المؤمنين فهو ابعد تماما بل انى لهم ان يبعدوه وانما حرموا انفسهم وابعدوا انفسهم وحرموا الامة .

لاحظ لما نقول كتاب سليم بن قيس كتاب عظيم وحاوي للاسرار لان هذا السر موجود فيه والبعض من الوسط الداخلي يتحسس منه لانه يفضح الطرف الاخر ويكشف الحقائق وبتعبير احد الباحثين انه يمكن للباحث ان يقف على كل حديث ذكره كتاب سليم ابن قيس في مصادر كتب العامة ولكنه منتشر وموزع ومغيب عن الاذهان ولكنه موجود فهو من اعظم كتب الامامية وانا اتذكر السيد الكلبيكاني في بداية الثمانيات كان يوزع شهريته المباركة على الطلبة وكذا كان يوزع كتاب سليم ابن قيس فهذا من الكتب العظيمة جدا وما تنقل من كلمات الشيخ المفيد فهي ليست طعنا في الكتاب بالعكس اذا تدبر المتدبر في كلمات الشيخ المفيد يفهم ان كتاب سليم من الاصول العظيمة الاصلية للامامة غاية الامر هذا الكتاب كبقية كتب الحديث لا يستطيع عموم الناس ان يستنبطوا منها وانما لابد ان يعتمد على العلماء فالشيخ المفيد ليس كما يتوهم او يحاول يدجل البعض انه يطعن في هذا الكتاب .

طبعا مع احترامنا العظيم للشيخ المفيد لكن اعتبار هذا الكتاب فوق اعتبار الشيخ المفيد وهذه نكتة مهمة جدا فكتب الحديث لدينا اعتبارها فوق اعتبار اي شخص مهما كان شأنه لان العلوم الاجمالية الموجودة لهذه الطائفة المحققة اعتبارها فوق العلماء الكبار ومع احترامنا لهم لكن الامور تحد باقدارها فكل شيء له حده وقدره نعم اعظم بالشيخ المفيد واعظم لكن لا تقل ان اعتبار كتاب سليم ابن قيس مأخوذ من الشيخ المفيد فنحن نبرأ ساحة الشيخ المفيد عما ينسب اليه لكن نقول لنفترض دجلا ان الشيخ المفيد شكك في اعتبار الكتاب نحن نقول دائما لا يمكن ان تكون اعتبار كتب الطائفة مرهونة بشخص واحد كالنجاشي اي منطق عقلي هذا? سواء كان النجاشي العقيقي ابن الغضائري البرقي النجاشي يعني تراث الطائفة بهذه الجحفلية ودماء كواكب من العلماء هل يمكن ان نحصر اعتبار الطائفة بخمسة ستة من العلماء اي عقل هذا? ان هذه الطائفة المحقة من اتباع اهل البيت مذكورة في نصوص كتب الطرف الاخر قبل كتب اصحابنا فكيف نقصر اعتبار الطائفة في خمسة او ستة من العلماء ؟ هذه من المغالطات الخطيرة العقائدية

ذكرنا مرات ان اعتبار الكتاب الحديثي ليس هو بحث رجالي فقط وليس رواية واحدة وانما اعتبار الكتاب هو بحث معرفي عقائدي ليس فيه التقليد وانت العامي لا يسوغ لك ان تقلد حتى العلماء وانما يجب ان تبحث بنفسك لانه هذا الكتاب هو مصدر عقيدة لا يسوغ التقليد فيه فضلا ان احصره في خمسة او ستة فهذا منهج لا علمي اذن هذه الامور ليس فيها مجاملة ولا محاباة حتى لو قال فلان بان هذا الكتاب الحديثي سنده معتبر نقول له نحترم رأيك لكنك لا تمثل الطائفة بل الطائفة لا يمثلها جيل من العلماء وانما تمثله اجيال والوف مؤلفة لاحظ السيد محسن الامين لما يكتب اعيان الشيعة يقول ان هذه الطائفة لا تنحصر في قرن او قرنين او ثلاثة او اربعة وانما متضاربة جذورها الى زمن غدير خم والى زمن رسول الله فيجب ان لا نخدع .

اذن لا يمكن ان احصر مصير تراث الطائفة بالنجاشي هذا باطل ومغلوط علميا نعم هو له مساهمة عظيمة في حفظ التراث وهذا شيء ضروري وصحيح وكذا الكشي والبرقي والعقيقي والعلامة الحلي كلهم لهم اسهامات وكتب علم الرجال لها اسهام في التراث اما ان نجعل مصير اعتبار التراث حصريا بهذا فباطل وهو كلام السلفية والوهابية وكلام ساقط بل انا ذكرت لكثير من الاخوة انه اريد ان احاجج الاطراف الاخرى من المذاهب الاسلامية بكتب الرجال وكتب الحديث عندهم وليس احتجاجا جدليا وانما احتجاج اعتقادي فهل انا لا بد ان اتبع الذهبي فيما قال? او ابن حجر او الرازي? بل ولا عشرة ولا عشرين من ارباب الجرح والتعديل لان هذا التراث الحديثي سواء لدينا او الطرف الاخر في منطق اهل البيت ليس ملكا لاحد فحتى التراث الموجود لديهم رغم انه فيه ما فيه لكن كتراث فهو ليس ملكا لاحد نعم قد فيه غث وسمين هذا صح لكن نفس ائمة اهل البيت احتجوا بما فيه ومن حقهم ذلك لان هذا التراث ليس ملكا لاحد وانما هو لكل الاسلام الان بني امية وبني العباس والسقيفة جعلت فيه ما جعلت وليكن ولكن يبقى هذا التراث لعموم الاسلام .

من ثم ائمة اهل البيت قالوا يجب تمييز الغث من السمين لان هذا التراث هو في الحقيقة تراث دين الاسلام مثل التراث الامامية بلا تشبيه فبعض كتب الحديث اقل اعتبارا من بعضها الاخر لكن يظل هذا قليل الاعتبار من كتب الحديث من الامامية فيجب الا نغفل عن هذه النكات في كيفية الاحتجاج في العلوم الدينية فلو ارباب الجرح والتعديل ضعفوا كتابا ما انا لست ملزما ان اتبع اربعة وخمسة وعشرة وعشرين وانما المذهب فيه الاف من العلماء الفحول النوابغ لا يمكن ان تحصرني بخمسة ستة انا لست ملزما بتقليدهم فباب الاجتهاد في مذهب الامامية مفتوح في كل العلوم الدينية وليس فقط في الفقه والاصول وانما في التفسير والعقائد والحديث والرجال فلا يمكن ان تلزمني بفتاوى بعض العلماء وتغلق باب الاجتهاد هذا شان المذاهب الاربعة نحن مذهبنا شأنه ان عملية الاجتهاد لا تغلق ونحن ابناء الدليل ولسنا ابناء الاشخاص مع حفظ احتراماتهم وتقديسهم ورعاية الادب معهم فهو واجب وفريضة دينية ولكن البحث والدليل العلمي شيء اخر .

انا لما اقول لا نقلد العلماء ليس معناه ان نتطاول عليهم ولكن ليس معنى التأدب انه انا مأموم وهو امام فيسوقني فلا نقبل المزايدة من هذا الطرف او من ذاك الطرف لا افراط من على اليمين او من على اليسار كله خطأ في خطأ فعندما ننقد المنهج العلمي عند النجاشي لا نتطاول عليه هذا حرام وانما علينا احترام جهده لكن احترامه لايسبب ان اغمض عيني واكون امعيا فنعم للاداب مع العلماء واحترامهم ونعم للنقد العلمي المؤدب هذي من بديهيات مذهب اهل البيت فاحترام العلماء على حاله لكن لا يسوغني ان اقلدهم سيما في التراث والعقائد ولا ان عدم التقليد يعني هو التطاول عليهم .

اتفاقا معنى حرمة التقليد هو ان تنفتح على جميع العلماء لا فقط على جيل واحد فتستعين بمجموع كلماتهم فليس خمسة او ستة او سبعة الان حتى ارباب الجرح والتعديل كالوحيد البهبهاني والشيخ النمازي والمحقق البحراني الذي هو استاذ صاحب الحدائق والذي هو زعيم الاصوليين انذاك في بلده وكثير من هؤلاء الكبار عندهم مدارس رجالية وايضا المدارس الرجالية في مذهب اهل البيت ليست مدرسة واحدة فلا تفرض علي مدرسة واحدة وانما هناك مدارس متعددة فلا تصادر اي مدرسة من مدارس الامامية هذه مصادر بائسة في المنهج العلمي نحن في المنهج العلمي عندنا باب الاجتهاد مفتوح وسيد الموقف هو العلم والذي لا يتحمل البحث العلمي فهذا لا يعرف مذهب اهل البيت ولا يعرف معنى النقد العلمي فحياة العلم بالنقد .

فمن جانب نحترم العلماء ومن جانب اخر يكون النقد العلمي المؤدب على قدم وساق بلا رحمة وبلا مجاملات فما قيل شيء ومن قال شيء اخر ففكك بين ما قيل ومن قال وهذه الثقافة يجب ان تسود فلا نزايد بقيمة العلماء على قيمة الادلة ولا نزايد بقيمة الادلة على ان نسترخص قيمة العلماء هم قيمتهم على حاله ونعني بهم مجموع العلماء وليس بعضهم طبعا ما قيل هو على حاله وهو اعظم من العلماء مع احترامنا لهم فالدليل في نفسه اعظم من كل شيء .

من ثم انا سمعت من الاكابر ان كتب التراث اعتبارها اعظم من الشيخ المفيد والسيد المرتضى وهذا لا ينقص من الشيخ المفيد و السيد المرتضى فهو على حالهما وانما كتب التراث عبارة عن كلام وحياني لائمة ال البيت كالقرآن اني تارك فيكم الثقلين والعلماء تبع للثقلين وليسوا في رتبة الثقلين وهذا ليس تطاولا عليهم ولكن احترامهم ليس معناه ان نجعلهم مع الثقلين هذه الامور يجب ان تدرس وتفهم بشكل جيد .

نرجع لبحثنا اذن في جمع القرآن ابعد امير المؤمنين وهذه سقيفة اخرى على القرآن فابعاد اهل البيت كان في مواطن عديدة وليست سقيفة واحدة فهناك سقائف وليس فقط في القرن الاول والثاني وانما في كل قرن تجد سقائف يعني ابعاد اهل البيت عن مقامهم وادوارهم وموقعيتهم التي رتبهم الله فيها وهذا خطير جدا فهي سقيفة متجددة وللاسف كثير من الباحثين في علوم القرآن لم يركزوا على السقيفة التي جرت في جمع القرآن يعني جناية عظيمة على القرآن فكما هجرت العترة من قبل السقيفة ايضا هجر القرآن وكما قال رسول الله هما متلازمان ان هجرتم العترة ستهجرون القرآن وهذا الذي حصل في السقيفة في هجر القرآن .

لاحظوا عكرمة شخصية معروفة من تلاميذ عبد الله بن عباس في التفسير حيث الاخير ربى عشرة او اكثر من المفسرين الكبار الذين هيمنوا على مسيرة التفسير حتى عند الطرف الاخر كعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير فعبدالله بن عباس حاول ان يبقي بعض الحقائق التي طمستها السقيفة وهذه الحقائق هي لاهل البيت لذلك هذا دور عظيم له ويشكر فاعظم دور له انه ابقى بعض الحقائق التي ارادت السقيفة ان تطمسه لدور اهل البيت في علوم القرآن فيجب ان تكتب لعبدالله بن عباس .

فعكرمة احد الذين رباهم عبدالله بن عباس فمع انه خارجي حروري لكن عنده ولائية عظيمة من ضمن الطلعات الولائية وكلامه نص وحياني تماما ومقتبس من الوحي وحتما تلقاه من عبدالله بن عباس يقول لا يستطيع احد من الامة ان يجمع القرآن كما انزل الا علي ابن ابي طالب فدققوا في العبارة تارة يقول لم وتارة ويقول لم يقع جمع للقرآن كما انزل الا من علي ابن ابي طالب وتارة يقول لا يمكن وهذي نكتة مهمة وليست هذه منحصر به وكذلك ابن سيرين وغيرهما ايضا التزموا بهذا المطلب وهذا هو معنى امامة علي بن ابي طالب فالعبارة هي هكذا انه لا يمكن لاحد من علماء الامة ان يجمع ذلك فهنا نفي امكان يعني انفي امكانية وقوعه فلا يمكن لاحد من العلماء ان يجمع القرآن كما انزل الا من قبل علي ابن ابي طالب فهذا معناه انه ليس فقط ابعد امير المؤمنين عن مواقع دينية وانما ابعد عن مواقع كثيرة وحقه في المسؤوليات الدينية بعدد الحصى والمدر .

والعجيب انهم يعترفون في نصوصهم ان الاول والثاني والثالث لم يكن بامكانهم ان يجمعوا القرآن ولا يعلمون به فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون? ما لكم كيف تحكمون? فالانسان الذي لا يعرف تلاوة القرآن فضلا عن معرفة احكامه كيف يحكم الاسلام? فليس فقط هم ابعد علي بن ابي طالب وانما ابعدوا كل من يمت بصلة به الا قلة منهم وابقاؤهم لهؤلاء من باب الاضطرار ولذلك تجدهم جعلوا رئيس الجمع والتدوين اضعف القوم في جمع القرآن وهو زيد ابن ثابت فهو اضعف القوم في علوم القرآن وليس بمستوى عبدالله بن عباس لان اولئك يمتلكون بعض الحقائق المرتبطة باهل البيت فكما قلنا هنالك سقائف كثيرة .

 

logo